أخبار

سعيد موسى لـ(إيلاف): حماس وقعت في الشرك السياسي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هنية يرفض تصريحات عباس ويعلن هدنه بديلة سمية درويش من غزة: قال المحلل السياسي سعيد موسى في مقابلة خاصة مع "إيلاف" ، ان هناك تيارات خارجية اشد فتكا بالسفينة السياسية الفلسطينية التي تتقاذفها التيارات الداخلية ، متهما أنظمة إقليمية منها سوريا وإيران بالاستئثار بالقرار الفلسطيني ، وتوظيفه خدمة لأهدافها السياسية , وذلك من خلال القيادات الفلسطينية المتواجدة على أراضيها ، وتأتمر بأمرها وتتأثر بمشورتها من منطلقات إيديولوجية ومصلحية بدعوى الصمود والثبات والمقاومة طريقا وحيدا للتحرير.

ولفت الكاتب والباحث الفلسطيني ، إلى التيار الخارجي الدولي الأقوى تأثيرا "تيار الحلف الأميركي الإسرائيلي الأوروبي" ، الفاعل بهدف استثمار الأوضاع الأمنية والاقتصادية السيئة والعمل على زيادة التخبط والانفلات بفعل الضغوطات السياسية والحصار الاقتصادي الخانق , وذلك لفرض شروط سياسية معينة تكون بمثابة خارطة طريق جديدة لتسوية سياسية لن تكون بأي حال في صالح القضية الفلسطينية.

وحول مفردات الحرب الأهلية في ظل الصراع الدائر ، قال موسى ، من العبث توقع حرب أهلية لما للمجتمع الفلسطيني من خصوصية وثوابت مشتركة اكبر من كل الخلافات الطارئة ، مؤكدا ان إسرائيل راهنت طوال سنوات مضت على التدخل المباشر وغير المباشر من اجل تفجير الفتنة الداخلية وحرف الخلافات الصحية إلى طريق الاقتتال , وجر القوى والعائلات إلى أتون الحرب الأهلية, والاقتتال الداخلي الشامل ، مبينا خسارتها في جميع جولات الرهان.

وأشار أبو رزق ، إلى أن الاقتتال والصراع والتنافس يحدث بشكل محدود جدا , لكن الكوابح الوطنية يتم تفعيلها حين تقترب الأمور المنفلتة من خطوط المحرمات الحمراء , لان الدمار سيطال الجميع ولن يكون هناك طرف منتصر وآخر مهزوم .

وأكد السياسي الفلسطيني ، ان حركة حماس وقعت في الشرك السياسي كما خطط لذلك وفق مخططات اكبر من تصور المراقبين السطحيين, موضحا أنها خطت خطواتها الأولى نحو المعترك السياسي بوساطة الانتخابات التشريعية , فتوجهت إلى اللعبة السياسية عبر إيديولوجية المقاومة دون أي أجندات سياسية.
وقال موسى لمراسلتنا ، لقد جاء دور الخطوة الثانية بعدما تولت حماس الدفة التشريعية والتنفيذية بالمطلق ونجحت مخططات الجلب ، وذلك بالضغط من اجل التأثير على إيديولوجية التطرف السياسي ، وكسر الثوابت بوساطة إفشال قيادتها السياسية ، وعدم جدوى أولوية المقاومة بموازاة الفوضى الأمنية ومعترك الجوع.

وأوضح ان حركة حماس لم تنجح في إدارة الأزمة السياسية والاقتصادية بسبب خطيئة الانغلاق السياسي المطلق , لافتا إلى أن حركة حماس وفق هذه الرؤيا السياسية المحدودة لا تدري ماذا تريد لان إرادتها مقيدة بعوامل خارجية ، أو لا تملك القرار الفلسطيني المستقل للتعامل مع المعطيات البرغماتية دون تصلب أو تفريط.

وشدد المحلل السياسي ، على أن المخرج الوحيد من هذه الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي استحكمت حلقاتها ، تكمن في اتجاهين , إما الذهاب طوعا إلى انتخابات مبكرة على أساس أجندة سياسية أكثر وضوحا(لا للاعتراف,لا للتفاوض,لا للمهادنة) ، أو الأخذ بوسطية الأمور وعدم الانغلاق وكسر هذا الجمود . وأضاف ان حركة حماس انتخبت على أساس الإصلاحات الداخلية ومحاربة الفساد الإداري والمالي ، وليس الانغلاق المطلق والمحسوب وصولا لهذه النتيجة الكارثة , ومن ثم التعليق على شماعة الضغوطات الداخلية والخارجية.

أما المخرج الآخر بحسب موسى ، والذي يعتبر قارب نجاة لحماس وصمام الأمان للجميع فهي حكومة وحدة وطنية ، باعتبارها الضمانة الوحيدة للخروج من كل الأزمات ، وإعادة الأمور إلى نصابها وجمع كافة القوى وألوان الطيف السياسي على قلب رجل واحد لقيادة السفينة صوب بر الأمان.

وتوقع أبو زرق ، بعد عودة الرئيس الفلسطيني من جولته السياسية المهمة , سوف يشرع العمل بتشكيل الحكومة الوطنية رغم تلك الخلافات والصدامات التي طفت مؤخرا على السطح , مؤكدا ان حركة حماس الأكثر حاجة للخروج من مأزق المسؤولية , فدون حكومة وحدة وطنية لن تستطيع بمفردها تقديم شيء ذات جدوى للشعب الفلسطيني الذي وصل إلى حد الكفاف الاقتصادي والتخبط الأمني.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف