أردوغان يؤكد أن تركيا لن تقف متفرجة إزاء تطورات العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محمود عثمان: المصالحة هشة واستراتيجية بوش هروب
المالكي: الاوضاع السياسية والامنية تمر بمرحلة تعقيد
أنقرة: أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان هنا اليوم أن بلاده "لن تقف متفرجة" ازاء التطورات التي تجري في العراق مشددا على أهمية أن تبقى مدينة كركوك لجميع العراقيين.وقال اردوغان في الكلمة التي ألقاها اليوم أمام مجموعة حزبه (العدالة والتنمية) الحاكم ان "هناك بعض الدول التي تحاول أن تقيد أيدي تركيا أمام المستجدات العراقية" مضيفا أنه "عليهم الا ينتظروا منا ذلك لأن تركيا لن تقبل أبدا بالوقوف كالمتفرج ازاء هذه التطورات".وأكد أن كركوك "مدينة عراقية لكل العراقيين ولا يمكن أن تخضع لسيطرة مجموعة عرقية أو مذهبية واحدة".وكشف اردوغان عن نية حزبه رفع عريضة استفسار الى البرلمان بشأن تطورات الأحداث في العراق وبأنه في حال الموافقة عليها فان وزير الخارجية عبدالله غول سوف يعلن عنها أمام الرأي العام.
واكد مجددا ضرورة الحفاظ على تماسك العراق ووحدته السياسية وتوزيع ثرواته على العراقيين كافة معتبرا ان "محاولات بعض المجموعات العرقية أو الدينية التفوق على الأخرى هو "أمر خاطئ يضر بسيادة ووحدة العراق".واشار اردوغان الى وجود "بعض الفئات التي بدأت تعمل اخيرا على تغيير البنية الديموغرافية لكركوك" لافتا الى موقف تركيا الرافض لهذا الامر.
وقال في هذا السياق "كركوك لن تكون تابعة لأي مجموعة عرقية لأنها لكل العراقيين..البعض من الذين يصنفون تركيا على أنها مجرد جارة للعراق يحاولون تقييد أيديها لكننا لن نسمح لهم بذلك".بيد انه استطرد قائلا "حقوق الجيرة التركية مع العراق ليست عادية ولا تشبه حقوق أي دولة أخرى اذ كيف لنا أن نصمت عما يحدث في دولة جارة تبعد عن حدودنا فقط 350 كيلومترا ولدينا معها روابط تاريخية ثقافية وعائلية كنا دوما على تضامن ووفاق معها".
واوضح اردوغان ان بلاده لن تقف ساكنة أمام النشاطات الارهابية للعناصر الانفصالية المتمركزة في شمال العراق مجددا نداءه الى الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف والادارة العراقية ب "اتخاذ خطوات فعلية لمكافحة هؤلاء الانفصاليين".واكد في هذا الصدد أن "تركيا تشعر بانزعاج كبير جراء التواجد الانفصالي هناك والذي يؤثر على أمنها".
وكان النائب في حزب (العدالة والتنمية) الحاكم تورهان تشوم قد قال في وقت سابق اليوم انه في حالة نشوب حرب أهلية في العراق بعد فشل الاستفتاء العام في مدينة كركوك الذي سيجرى هذا العام "فان أنقرة ستدخل الى العراق". من جهته قال الخبير الاستراتيجي ابراهيم بازان في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على خلفية التصريحات التي ادلى بها اردوغان ان "تركيا لن تقف متفرجة حيال التطورات المتسارعة على الساحة العراقية".
واضاف بازان في هذا السياق "في الحقيقة هناك تحولات كبيرة في السياسة الخارجية التركية..فبعدما كانت مسألة الاتحاد الأوروبي هي الورقة التي يراهن فيها الحزب الحاكم في تركيا طغى موضوع العراق وما يحمله من أبعاد على الأمن القومي التركي مما دعا الحكومة الحالية لاعادة النظر في سلم أولوياتها الاستراتيجية". واوضح ان "قيام دولة كردية في شمال العراق يشكل في حد ذاته خطرا كبيرا على أمن تركيا لذا رأينا في الأيام الأخيرة تحركا تركيا على المستويات الرسمية والاعلامية كافة من أجل الدخول الى شمال العراق لتطهيره من فلول المتمردين الأكراد الذين يشنون من حين لاخر العمليات المسلحة ضد العسكريين والمدنيين".
واكد ان "صبر أنقرة نفد في الأشهر الأخيرة بعد سياسة المماطلة الأمريكية من القضاء على عناصر حزب العمال الكردستاني وكذلك من فشل"الادارة الأمريكية من اجتثات الارهاب وارساء الاستقرار والسلم في العراق". وقال "لقد بات الخطر العراقي قنبلة مذهبية وعرقية بانتظار ساعة الصفر للانفجار" مشيرا الى ان أنقرة بدأت تتلمس طريقة لتحجيم خطر هذه الأزمة التي ستؤثر بشكل كبير على أمنها ومصالحها في المنطقة.