الصدر بين جدولة الانسحاب وجدولة الدخول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : استغربت اوساط سياسية عراقية قرار الكتلة الصدرية التي يقودها رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر بانهاء مقاطعتها لاعمال الحكومة ومجلس النواب في يوم اعلان دخول 2300 جندي اميركي جديد الى بغداد بعد ايام من وصول اربعة الاف اخرين الخميس الماضي في وقت كانت الكتلة قد علقت نشاطها في العملية السياسية احتجاجا على وجود القوات الاميركية في العراق وعدم جدولة انسحابها حيث تعزز هذا الوجود على العكس من ذلك بهذه القوات الاضافية.
بارزاني: كركوك كردستانية ولا نخاف تهديدات تركيا وقال سياسي عراقي ل"ايلاف" فضل عدم ذكر اسمه انه بدلا من تنفيذ مطالب التيار الصدري بجدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق فان عودته ترافقت مع جدولة دخول قوات اميركية جديدة الى العاصمة لتعزيز قواتها هناك . وتساءل مستغربا بالقول " لاندري اية مطالب قد استجيبت للكتلة الصدرية لتعلن عن عودتها الى الحكومة ومجلس النواب الذي حضرت جلساته اليوم بعد مقاطعة استمرت منذ تشرين الثاني (نوفمبر الماضي) احتجاجا على عدم جدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق واجتماع رئيس الوزراء نوري المالكي مع الرئيس الاميركي جورج بوش بعمان في ذلك الوقت .
ولاحظ السياسي ان هذه العودة ترافقت ايضا مع اعتقال القوات الاميركية والعراقية لاحد كبارمساعدي الصدر في العاصمة وهو رجل الدين المعروف عبد الهادي الدراجي بالاضافة الى اعتقال حوالي 500 عنصرا من مؤيدي التيار الصدري في بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية . وعبر عن اعتقاده بان الصدر قد بدأ يشعر بجدية استهداف القوات الاميركية لانصاره وجيشه "المهدي" المتهم بممارسات طائفية تقول القوات الاميركية انه وراء العديد من عمليات القتل والتهجير.
وبالرغم من ان السياسي قد اقر بان اعلان عودة الكتلة الصدرية هذه الى الحكومة وله ست وزارات فيها والى مجلس النواب وله 32 عضويا فيه من مجموع 275 مقعدا يعتبر مناورة سياسية وانحناءة راس امام عاصفة المواجهة التي تواجهها الا انه قال انها ستفقد الكثير من التاييد الذي تحظى به بين الاوساط الشعبية نظرا لان هذه العودة لم تترافق مع أي اجراءات عملية لتنفيذ مطاليبها وانما مجرد وعود وتشكيل لجان لدرسة مطاليبها جاءت بمثابة انقاذ لماء الوجه في وقت يتواصل فيه وصول دفعات من قوات اميركية جديدة قوامها 21 الف و500 عسكري الى العراق . وقال ان جدولة انسحاب القوات الاجنبية التي تطالب بها الكتلة الصدرية قد تحولت الى جدولة لدخول جديد لقوات اضافية بدأت تتدفق على العراق قادمة من الكويت . واشار بهذا الصدد الى استياء عدد من اعضاء الكتلة من النواب وحديثهم في مجلس سياسية عن قرب مغادرتهم للكتلة احتجاجا .
وتقدمت الكتلة الصدرية باربعة مطالب من اجل انهاء مقاطعتها للحكومة والبرلمان هي :
1-وضع جدول زمني وموضوعي لبناء القوات الامنية والدفاعية العراقية ليمكنها من توفير الامن والاستقرار ومسك هذا الملف من قبل الحكومة العراقية .
2-وضع جدول زمني لخروج القوات الاجنبية من العراق .
3-عدم تمديد بقاء القوات الاجنبية للمرحلة القادمة الا بعد الرجوع الى مجلس النواب واستحصال الموافقة القانونية بذلك .
4-تعزيز السيادة والاستقلال الوطني للعراق .
لكنه من الملاحظ ان هذه المطالب قد احيلت الى لجان عدة لدراستها واحالتها على مجلس النواب وهو امر من المؤكد انها ستغيب في دهاليز هذه اللجان وبالتالي عدم تنفيذ أي منها .
ومن جانبها أعربت مريم الريس مستشارة المالكي عن ترحيب الحكومة بعودة الكتلة الصدرية للبرلمان والحكومة وقالت إن " هناك مسؤوليات وطنية قد تفوق أي مطالب اخرى رغم وجود الوعود بتشكيل اللجان التي ستنبثق من البرلمان لتجري دراسة جدية للمطالب التي قدمتها الكتلة الصدرية والتي لاتتعلق بالكتلة بل هي مطالب الشعب العراقي." وأضافت في تصريح لوكالة انباء اصوات العراق عن دخول فوجين عسكريين من القوات المتعددة الجنسيات الى العاصمة اليوم أن " هذه القوات التي دخلت وانتشرت على ضواحي مدينة بغداد هي للتهيئة لتنفيذ استراتيجية أميركية والخطة الامنية الجديدة وستكون هذه القوات تحت أمر القوات العراقية وهناك تنسيق ما بين الحكومة العراقية وهذه القوات في انتشارها واسنادها للقوات العراقية حال القيام بالعمليات العسكرية الامنية."
وفي وقت سابق اليوم اعلن رئيس مجلس النواب محمود المشهداني عن اتفاق عودة الكتلة الصدرية . واشار المشهداني في مؤتمر صحافي اليوم مع اعضاء من الكتلة الصدرية انه تم التوصل الى توصيات حول مطالب الكتلة من اجل تنفيذها . ومن جانبه قال النائب عبد الكريم العنزي انه تم تشكيل لجنة خماسية تضم ممثلين عن لجان مجلس النواب : القانونية والامن والدفاع والشؤون الخارجية لصياغة اتفاق مكتوب حول هذه العودة .
وكان الاسبوع الماضي شهد اجتماعات بين فصائل الائتلاف العراقي الشيعي والتيار الصدري احد مكوناته تمت خلالها مناقشة مطالب التيار وشروطه لهذه العودة في جهود لعب رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري دورا بارزا فيها لاقناع الصدريين بالعودة الى مجلس النواب والحكومة. وفي اجتماع سابق بين الصدر والمرجع الديني الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني فقد نصحه هذا الاخير بانها ء مثاطعة تياره حفاظا على وحدة الائتلاف . ويشعر رئيس الوزراء نوري المالكي بجدية تصميم القوات الاميركية على وضع حد لممارسات جيش المهدي التابع للصدر وحيث تبدو القوات الاميركية عازمة على مواجهة التيار وجيشه والقضاء عليه فيما اذا تصدى له في مساعيه لاعتقال مجموعات من تشكيلاته متهمة بتشكيل فرق موت . ولذلك فان هذه القوات دخلت في عمليات عسكرية مكثفة ضد جيش المهدي منذ ثلاثة اسابيع على الخصوص اكد السياسي العراقي انه تم خلالها اعتقال حوالي 500 من عناصره الذين يبلغ مجموعهم حوالي 10 الاف مسلح ينتشرون في بغداد والمحافظات الجنوبية .
ومن جهته اكد المالكي الجمعة ان خطة امن بغداد لن تسمح لاي سياسي ان يتدخل بها لانها ستكون عسكرية مهنية صرف تتعامل مع ظاهرة الخروج على القانون سواء كانت متمردين سنة او شيعة عرب او اكراد مليشيات منظمات ارهابية . واضاف "ان الكل تحت عنوان خارج على القانون مهنية صرفة تتعامل مع ظاهرة الخروج على القانون سواء كان المتمردون سنة او شيعة عرب او اكراد ميليشيات منظمات ارهابية الكل تحت عنوان الخارج على القانون وفي الايام القادمة سيشهد العالم كيف سنتعامل مع الخارجين على القانون او مع العسكريين الذين يميزون بين الخارجين على القانون".
وقد شعر الصدر بجدية التصميم الاميركي على مواجهة نشاط مسلحيه التي يطلق عليها الاميركان "مليشات المهدي" فاصدر تعليمات الى انصاره بعدم الدخول في مواجهات عسكرية مع القوات الاميركية التي تستهدف معقلهم في مدينة الصدر ببغداد على الخصوص اضافة الى المحافظات الجنوبية وخاصة السماوة والديوانية والبصرة . كما انه ابلغ صحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية قائلا "نقلت عائلتي الى مكان امن وحددت حركتي، بحيث ان قله من الناس يعرفون أين انا" . ومعروف ان الصدر يتخذ من مدينة النجف الشيعية المقدسة سكنا له ومنا يتابع نشاطاته السياسية والدينية .