مخاوف من صدامات طائفية بلبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إقرأ أيضا
الغالبية تدعو لعدم الالتزام بالاضراب ونصرالله يؤكد المضي فيه
جنبلاط يحمل بشدة على نصرالله ودمشق
(المجلة) اللندنية: حزب الله يقدم 600 دولار شهرياً لكل معتصم
المعارضة اللبنانية تهدد والحكومة لا تصدقها
محاولة يائسة لجمع الموارنة حول حل للرئاسة
السنيورة: نريد علاقات على أساس الإحترام مع إيران
اسهم نارية في بيروت اثر استقالة حالوتس
السنيورة يصل لعمان لحشد الدعم لباريس 3
قطر تدعم باريس 3 والسنيورة يجدد دعوة معارضيه للحوار
إيلي الحاج من بيروت: ارتفعت حدة الكلام السياسي في لبنان عشية الإضراب الذي دعا إليه "حزب الله" وحلفاؤه. وبدا أن التجاوب سيكون شاملاً مع هذه الدعوة في المناطق الشيعية ولن يكون له أثر في غالبية المناطق السنية حيث يسود الولاء لتيار "المستقبل"، وربما يلقى تجاوباً واهياً في بعض المناطق الدرزية. على أن الأنظار تتجه الى المناطق المسيحية وتحديدا الى جبل لبنان حيث يشكل الإضراب مجالا لرصد اتجاهات الرأي العام، باعتباره أول اختبار من نوعه وحجمه منذ انتخابات عام ٢٠٠٥ . ولهذا يبدو النائب الجنرال ميشال عون المعني مباشرة وأمام امتحان صعب وتحد لإثبات حجم شعبيته وسط ظروف غير ملائمة، تجلت بتوالي إعلانات الجمعيات المصرفية والتربوية والتجارية، فضلاً عن القوى السياسية المسيحية المنضوية تحت حركة 14 آذار/ مارس التي أكدت معارضتها للإضراب وإصرارها على أن يكون الثلاثاء يوم عمل عاديا. وكان سبق أن تحدى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قوى المعارضة أن تعلن إضراباً عاماً ليتبيّن إلى جانب من ستكون الأكثرية، فلبت التحدي.وتتوالى معلومات لم يخف الجنرال عون صحتها عن توجيهات أعطيت إلى كوادر "التيار الوطني الحر" لقطع بعض الطرق والساحات المفصلية بتجمعات بشرية. وعرف من أماكن التجمع المقررة الطريق السريع بين بيروت وكسروان قبالة "الضبية مارينا" لمنع المتوجهين إلى العاصمة من الوصول إليها صباحاً، في حين تقرر أن يتولى أنصار "تيار المردة" الذي يترأسه النائب السابق سليمان فرنجية قطع الطريق في كفرحزير - الكورة شمالاً عند المفترق المؤدي إلى قضاء بشري وإلى عاصمة الشمال طرابلس.
وظهر "التيار العوني" محاصراً سياسياً واقتصادياً وبالمزاج العام في خياره الذي لا يلقى تجاوباً مماثلاً للموجة التي حملت لائحتيه الإنتخابيتين إلى الفوز بكل مقاعد دائرتي المتن الشمالي وكسروان- جبيل في الإنتخابات النيابية، فهو استبعد تحريك تظاهرات في منطقة بعبدا باعتبار أنها معقل للجيش اللبناني وفي منطقة المتن الشمالي أدى تحالفه مع "حزب الله" واغتيال الوزير بيار الجميّل إلى صعود قوي في شعبية الرئيس السابق أمين الجميّل وحزبه الكتائب وسط بيئة غير ملتزمة سياسيا في معظمها وتحدد اتجاهاتها وفق ظروف اللحظة الراهنة. أما في المدن الرئيسة مثل زحلة وجونية وجبيل والبترون في الشمال فالتقديرات تشير إلى أن المتجاوبين مع دعوة عون لن يتجاوزوا في الأحوال الطبيعية 15 في المئة. إلا أن تلويحه بأن من يريدون التوجه إلى العمل قد لا يتمكنون من الوصول إليه ، وقول حليفه فرنجية إن من يغادر منزله قد لا يستطيع العودة إليه حمل العديد من إدارات المدارس إلى تبليغ الأهالي أنها تفتح أبوابها للتلاميذ كالعادة ولكن على مسؤوليتهم، كذلك لن تسير الحافلات التي تقلهم من المنازل وإليها لأنها لا تضمن ما يحتمل أن يحصل على الطرق.
وكانت سرت أخبار منذ أمس الأحد مفادها أن أنصار حزبي الكتائب و"القوات اللبنانية" لن يدعوا مؤيدي عون يقفلون الطرق بالقوة إذا لم تمنعهم عن ذلك وحدات الجيش وقوى الأمن، لكن مصادر في 14 آذار/ مارس أكدت أن التعليمات إلى أنصارها في كل المناطق تقضي بمعالجة الوضع بهدوء وترك المسألة على همة الجيش وقوى الأمن التي يفترض أن تنشر في الشوارع والساحات الرئيسة بدءاً من مساء اليوم.
وقد أطلق نائب جعجع ، عضو البرلمان جورج عدوان "صرخة" عبر تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للإرسال" صباح اليوم الإثنين حذر فيها من صدامات تبدو حتمية الثلاثاء إذا ما استمرت الأجواء على ما هي.
وإزاء تصاعد المخاوف، أصدرت أمانة سر البطريركية المارونية بياناً ذكّر بأن الإضراب وعدم المشاركة في الإضراب عملان مشروعان بشرط ألا يعتدي طرف على آخر . ودعت قوى الأمن إلى الحفاظ على الأمن وحضت جميع الأفرقاء على الوعي ، وقالت إن "الفتنة نائمة فلا توقظوها".
واللافتأن ثمة سرعتين أو برنامجين في قوى المعارضة ، ففي حين قضت توجيهات "حزب الله" وحركة "أمل" إلى أنصارهما بالإضراب فحسب، كانت التوجيهات إلى أنصار عون وفرنجية بالنزول إلى الشارع والتظاهر. ووصف قريبون من النائب عون هذه الظاهرة بأنها دليل على استقلاليته وعدم صحة الإتهامات التي يسوقها خصومه ضده بالتبعية ل"حزب الله".