حزب الله يتفادى انتخاب رئيس جديد للبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف تنشر التفاصيل بالتزامن مع الراي
مصادر اوروبية: "حزب الله" يتفادى انتخاب رئيس جديد للبنان
جنبلاط : الحل للبنان إسقاط النظام السوري
عون إلى باريس وقد يلتقي الحريري
إعلان دمشق يتبرأ من مكتب أمانة بيروت
الحريري يؤكد أنباء عن مخطط لاغتياله والسنيورة
حزب الله يدعو إلى التوافق حول رئيس جديد للجمهورية
ايلاف: كشفت مصادر أوروبية تتابع الوضع اللبناني عن كثب أن "حزب الله" يعمل في أتجاه تفادي انتخاب رئيس جديد للبنان نظرا الى عدم اطمئنانه الى أي شخص آخر يخلف الرئيس أميل لحود. وأوضحت أن المسؤولين الأوروبيين الذين زاروا لبنان أخيرا وجدوا أن أولوية الأولويات لدى "حزب الله" الأحتفاظ بسلاحه بغض النظر عما يمكن أن يؤول اليه الوضع اللبناني. وأشارت الى أن الفراغ الدستوري تحول في الفترة الأخيرة الى هدف بحد ذاته بالنسبة الى الحزب الوحيد المسلّح في لبنان الذي يلتقي عند هذه النقطة بشكل كلي مع النظام السوري.
وأبدت أوساط أوروبية مخاوفها من لجوء "حزب الله" الى خلق مشاكل كبيرة في لبنان من أجل المحافظة على سلاحه كاشفة أن الحملة التي يقودها من أجل منع مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد للجمهورية تترافق مع عملية تسليح مجموعات لبنانية من طوائف مختلفة بهدف تغطية وضعه المذهبي وأظهار أن هناك فئات لبنانية أخرى تعرقل عملية أنتخاب رئيس للجمهورية.
وأوضحت أن "حزب الله" يركز في المرحلة الراهنة على دعم فئات عدة وتسليحها بغية تكريس حال الجمود السائدة في لبنان، وهي حال تصب في مصلحة النظام السوري الذي يريد تأكيد أنه لا يمكن أن يكون هناك رئيس للبنان من دون موافقة دمشق التي تخشى المحكمة الدولية المتوقع أن تنظر في أغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. وتعتبر دمشق، أستنادا ألى المصادر الأوروبية أن في أستطاعتها المساومة على قضية المحكمة الدولية ما دامت تمتلك ورقة أنتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان.
وعلى رأس الفئات التي يسلحها "حزب الله" ويشرف على تدريب عناصرها، تلك التابعة للنائب الجنرال ميشال عون زعيم "التيار الوطني الحر" في لبنان الذي يحاول التعويض عن فشله في السيطرة على المناطق المسيحية في الثالث والعشرين من يناير - كانون الثاني الماضي بالقول أنه لم يكن على أستعداد لمواجهة عسكرية مع مسيحيين آخرين في تلك المرحلة. وعلى الرغم من أن المسيحيين الآخرين لم يواجهوا وقتذاك أنصار عون عسكرياً، وأن الجنرال سقط في الشارع قبل أي شيء آخر، يحاول الأخير تشكيل ميليشيا مسلحة خاصة به بحجة أنه في حاجة ألى الدفاع عن نفسه وعن مقرات التيار الذي يتزعمه. ويذكر أن ميشال عون لم يجد ما يبرر به تقصيره في دعم "حزب الله" في المناطق الشرقية سوى الأدعاء بأن خصومه يمتلكون السلاح، علما بأن ذلك ليس صحيحا. وكانت الصورة الوحيدة التي عرضها عون لمسلح في مواجهة أنصاره، صورة مزورة تبين لاحقا أنها لمقاتل من "حزب الله" ألتقطت في مكان آخر وفي تاريخ مختلف عن ذلك الذي أدعاه الجنرال... ويرى عون أن تمكينه من أمتلاك السلاح سيجعله قادرا في المستقبل على السيطرة على الشارع المسيحي.
ولفتت المصادر الأوروبية ألى أن "حزب الله" لا يكتفي بتوزيع السلاح بحجة تشكيل سرايا تدعم المقاومة، بل يقدم في الوقت ذاته مساعدات مالية لتجنيد أكبر عدد ممكن من العناصر وتنظيمها في مجموعات عسكرية سيستخدمها في الوقت لمناسب، في حال توافرت الفرص، لتعطيل الحياة في البلد من دون أن يضطر ألى خوض المعارك بنفسه. وأضافة ألى عون، يركز الحزب على عناصر تابعة لزاهر الخطيب وهو سني من منطقة أقليم الخروب في الشوف، معقل الزعيم اللبناني وليد جنبلاط. ومعروف عن الخطيب الذي يمتلك تنظيما صغيرا أسمه "رابطة الشغيلة" أنه تابع مباشرة للأجهزة السورية والأيرانية كما أنه على علاقة وثيقة ب"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" التي يتزعمها أحمد جبريل. وجبريل الذي يمتلك قاعدة عسكرية في الناعمة وهي على ساحل الشوف مجرد أداة امنية سورية تعيرها دمشق لطهران بين الحين والآخر في مقابل خدمات متبادلة.
وسبق لزاهر الخطيب أن لعب أدوارا محددة له من الأجهزة السورية منذ السبعينات من القرن الماضي. ولجأ "حزب الله" ألى زاهر الخطيب في الشوف وألى عبد الرحيم مراد في منطقة البقاع، في ضوء حاجته ألى واجهة سنية تجعله قادرا على القول أن السنة ليسوا جميعا من تيار المستقبل الذي يتزعمه النائب سعد الحريري، نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وتشير المصادر الأوروبية مستندة الى التقارير الميدانية التي يرفعها الملحقون العسكريون لدى سفارات الدول الأوروبية في بيروت الى أن "حزب الله" سيلجأ الى التفجير وذلك في خطوة تذهب الى أبعد من منع أنتخاب رئيس جديد للجمهورية هدفها زرع الفوضى في لبنان وأظهاره في مظهر الدولة التي في حاجة مستمرة الى وصاية خارجية، من النظام السوري تحديدا. وتؤكد المصادر الأوروبية أن الحزب ذا الولاء الأيراني لن يكون قادرا على ذلك ألا أذا أستطاع خلف فتنة سنية- سنية وأخرى مسيحية- مسيحية وثالثة درزية - درزية.
ولاحظت هذه المصادر أن السوريين لم يتمكنوا في العام 1990 من السيطرة على لبنان سيطرة كاملة تشمل وضع اليد على قصر الرئاسة في بعبدا ووزارة الدفاع اللبنانية في اليرزة، ألا بعد قتال مسيحي- مسيحي بين الألوية العسكرية التي كانت في أمرة ميشال عون من جهة والعناصر التابعة ل"القوات اللبنانية" بزعامة الدكتور سمير جعجع من جهة أخرى. ويبدو الرهان المشترك للسوريين و"حزب الله" على أمكان أستعادة هذه التجربة وتعميمها على طوائف ومناطق أخرى عبر زاهر الخطيب وعبدالرحيم مراد وآخرين لدى السنّة ووئام وهّاب وفيصل الداود وربما طلال أرسلان لدى الدروز. عندئذ لن يكون هناك فراغ في قصر بعبدا فحسب، بل أن الطريق ستصبح ممهدة لعودة القوات السورية ألى لبنان بحجة أنها الجهة الوحيدة القادرة على ضبط الأمور في أراضيه وعدم تحولها ألى بؤرة أرهابية تهدد الأمن والأستقرار في المنطقة.
وكشف مصدر أوروبي أن المسؤولين السوريين يشددون في كل جلسات الحوار مع الأوروبيين على أنهم الطرف الوحيد القادر على حماية الوجود المسيحي في لبنان في وجه الأصولية السنَية وأن من دونهم لن يبقى مسيحي في هذا البلد على غرار ما حصل في العراق. وأضاف هذا المصدر شارحا السبب الذي يدفع "حزب الله" ألى تسليح عناصر مسيحية وسنية ودرزية أن الحزب واقع تحت ضغوط أيرانية شديدة من أجل تفادي أي صدام شيعي- سني مباشر سيلحق ضررا بسمعة النظام في طهران، هذا النظام الذي يطرح شعارات كبيرة على رأسها وحدة المسلمين وتحرير القدس التي أقام لها يوما خاصا للمزايدة على العرب والمسلمين عموما.