بوتين يتهم حلف الأطلسي بإستعراض العضلات

بوتين سيظل على رأس لائحة روسيا الموحدة موسكو: حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن موسكو لن تظل غير مكترثة بما وصفه بأنه "استعراض للعضلات" من قبل حلف شمال الأطلسي وقال أن القوات النووية الروسية ستكون جاهزة لتوجيه رد مناسب لأي معتد. وقال بوتين الذي كان يتحدث مع كبار قادة الجيش قبل أسبوعين من انتخابات برلمانية ستجرى في الثاني من ديسمبر كانون الاول ان حلف الاطلسي يحشد قواته بالقرب من الحدود الروسية.

وقال في تصريحات أذاعها التلفزيون الروسي "نرى أن الموارد العسكرية لبعض دول وأعضاء حلف الاطلسي يجري حشدها بالقرب من حدودنا مباشرة وبما يتنافى مع الاتفاقيات التي تم التوصل في السابق." وأضاف بوتين "لا يسعنا أن نظل غير مكترثين باستعراض العضلات الواضح هذا." وقال ان القوات النووية الاستراتيحية التي تسيطر على الصواريخ النووية الروسية طويلة المدى يجب أن تكون جاهزة "لتوجيه رد سريع وكاف لاي معتد."

ويسعى بوتين الذي زاد من الاتفاق العسكري الروسي زيادة كبيرة في السنوات القليلة الماضية لتعزيز نفوذ روسيا الدولي بعد الفوضى التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي.
ويحظى الحديث المتشدد المتعلق بالجيش الروسي بشعبية هائلة في الداخل. وتظهر استطلاعات الرأي أن بوتين يضرب وترا حساسا لدى ملايين الروس الذين يتوقون شوقا للاتحاد السوفيتي الذي كان قوة عسكرية كبرى وفي منزلة القوة العظمى.

وينظر الى حلف شمال الاطلسي بشك كبير في روسيا حيث يقول مسؤولو الكرملين ان توسع الحلف شرقا في دول البلطيق ووسط أوروبا يبين أن الولايات المتحدة تستغل الحلف لتهديد المصالح الروسية. ويقول بوتين الذي كان برتبة لفتنانت كولونيل في جهاز المخابرات السوفيتية إبان الحرب الباردة انه والرئيس الامريكي جورج بوش صديقان. لكنه ينتقد الولايات المتحدة لسعيها لفرض ارادتها على العالم ونشر الفوضى بسياستها الاحادية مثل حرب العراق.

ويوجد خلاف بين موسكو وواشنطن حول خطط الولايات المتحدة لنشر درع صاروخية في أوروبا واختلاف الآراء بشأن الديمقراطية في روسيا ومستقبل اقليم كوسوفو والحرب في العراق وان كان هناك قدر من التعاون بينهما بشأن ايران. وأشار بوتين الى أن تعليق روسيا للعمل بمعاهدة خفض القوات التقليدية في أوروبا وهي معاهدة أساسية للحد من القوات في أوروبا هو أحد الوسائل لمواجهة "استعراض العضلات" من قبل حلف الاطلسي. وقال "لن ننفذ أي شيء من جانب واحد.. شركاؤنا لم يصدقوا على المعاهدة بل ان البعض لم يوقعها."

ويقول جنرالات روس انه لا بد من حل الخلاف حول بنود في المعاهدة تقيد قدرة موسكو على نشر اسلحة ثقيلة في مناطق من الاراضي الروسية اذا كان لروسيا أن تعود للمعاهدة. وقال بوتين ان المقترحات الروسية بإقامة نظام واحد للدفاع الصاروخي تحت قيادة مشتركة لم تلق ردا من الغرب. وأشاد بالقدرات العسكرية لمنظمة شنغهاي للتعاون وهي تجمع اقليمي يضم روسيا وأربع دول من وسط اسيا أجرت مناورات عسكرية مشتركة في أغسطس اب الماضي في تشيباركول في الاورال. وقال بوتين أثناء هذه التدريبات ان التهديدات العسكرية أجبرت روسيا على استئناف الدوريات المنتظمة لقاذفات القنابل في أنحاء العالم الامر الذي أعاد الى الاذهان ذكريات الحرب الباردة. وحرص بوتين على اظهار علاقاته الوثيقة مع الجيش بزيارة لغواصة نووية وقيادته لطائرة قاذفة ودعوته لتحسين مرتبات الجنود.