حزب بوتين يحقق فوزا كاسحا بعد فرز حوالى 98% من الأصوات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
روسيا الموحدة يختار في 17 ديسمبر مرشحه للرئاسة
غريزلوف: الانتخابات التشريعية استفتاء وانتصار لبوتين
حزب بوتين يفوز بأغلبية 61% من الأصوات
نسبة التصويت في الانتخابات الروسية تعدت 35% وتوقع حزب بوتين
وبمقتضى الدستور سيتنحى بوتين مع انتهاء فترة رئاسته الثانية في مارس آذار المقبل، ويقول جيمس روجرز مراسل بي بي سي في موسكو إن الفوز الكاسح الذي حققه حزب بوتين سيمكنه من مواصلة التأثير على سياسات البلاد حتى مع ابتعاده عن مقعد الرئاسة. وكان بوتين قد أعلن في وقت سابق من العام الحالي انه قد يفكر في منصب رئاسة الوزراء بعد انتهاء مدة رئاسته. وأفاد مسؤولون أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 60 بالمئة.
ويقول أنصار الحزب الشيوعي إنهم سيطعنون في نتيجة الانتخابات، التي يرون أنه شابتها تجاوزات. وطالب البيت الأبيض روسيا بالتحقيق في الأنباء القائلة بوقوع تجاوزات. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "هناك مزاعم بوقوع تجاوزات، ونحن نحث السلطات الروسية على التحقيق فيها".
وقد أقر بوريس جريزلوف، زعيم حزب "روسيا الموحدة" بوقوع مخالفات، لكنه وصفها بأنها ضئيلة وغير مؤثرة. وقال: "بالطبع هناك تجاوزات، لكن السؤال هو: هل لها تأثير على النتيجة النهائية. إنها لا تؤثر بأي حال على النتيجة النهائية." وأضاف: "حقيقة أن هذه التجاوزات تم رصدها تظهر شفافية عملية الاقتراع." وأشار جريزلوف إلى أن الانتخابات كانت بمثابة "استفتاء على الرئيس بوتين، لذا أعتقد أن بمقدورنا القول أنه قد انتصر." وأوضح جريزلوف أن الحزب سيعلن عن اسم مرشحه للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها العام المقبل خلال اجتماع للحزب في وقت لاحق من الشهر الجاري.
كما تفيد النتائج الأولية بحصول حزبين متحالفين مع "روسيا الموحدة"، وهما حزب "روسيا المنصفة" و"الحزب الديموقراطي الليبرالي" اليميني، على ما يكفي من الأصوات لدخول البرلمان. وقال متحدث باسم الكرملين إن النتائج الأولية أظهرت أن الأغلبية الساحقة من الناخبين الروس يؤيدون مسار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويريدون أن يستمر "بعد انتهاء فترة ولايته الرئاسية الثانية". وكان ملايين المواطنين الروس قد أدلوا بأصواتهم في الانتخابات العامة التي استمرت 22 ساعة، والتي يتنافس فيها 11 حزبا سياسيا.
انتهاء التصويت
وخلال إدلائه بصوته في موسكو قال الرئيس فلاديمير بوتين إن "الشعب يجب أن يصوت لصالح الذين يثق بهم". وكان بوتين قد قال في خطاب قبل وقف الحملات الانتخابية: "لقد تم عمل كل شيء، وأنجزنا من جانبنا كل شيء فى معركة شرسة، ويمكن الفوز بهذه المعركة فقط إذا تبنى كل منا موقفا متحضرا نشطا. وهذا هو السبب فى أنني قررت أن أكون على رأس قائمة روسيا الموحدة، ولهذا، بالضبط، أطلب منكم أن تذهبوا إلى صناديق الاقتراع وتصوتوا لروسيا الموحدة. أعول عليكم واؤمن بدعمكم."
ردود فعل
وفي المقابل، انتقدت الأحزاب السياسية الروسية المعارضة بشدة كيفية إدارة الانتخابات من قبل الحكومة، ووصف بطل العالم السابق في لعبة الشطرنج جارى كاسباروف، الذى قضى خمسة أيام فى السجن بعد إلقاء القبض عليه أثناء مظاهرة بداية الأسبوع الماضي، الانتخابات بـ"عملية اغتصاب لمجمل النظام الانتخابي في روسيا". وأضاف كاسباروف، الذي تحدث أمام حشد من المراسلين معظمهم من الأجانب، أن "هذه الانتخابات تذكّر إلى حد بعيد بالاتحاد السوفييتي، إذ لم يكن هناك من خيار". ولاحقا عندما كان يحضر توقيع كتاب قال كاسباروف إن "تسلط الكرملين سيساهم بتعميق الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد".
من جهتها، انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الطريقة التي تم بها تنظيم الانتخابات الروسية، وأسفت ميركل بأن "لا يتمكن مراقبو منظمة الأمن والتعاون الأوروبية من الإشراف على الانتخابات". وقال السفير البريطاني في روسيا، توني برانتون، لبي بي سي إن "هناك على ما يبدو عدم توازن وسوء استعمال الإدارات العامة في هذه الانتخابات". وقالت هيئة روسية مستقلة لمراقبة الانتخابات "جولوس" انها تلقت تقارير عن حدوث انتهاكات من كل أنحاء البلاد. غير أن فلاديمير شوروف رئيس اللجنة الانتخابية الروسية نفى حدوث انتهاكات خطيرة في العملية الانتخابية.
على صعيد آخر، وعلى الرغم من اعتراض الحكومة الجورجية، أقامت روسيا مراكز اقتراع في إقليم أبخازيا وأوستيا الجنوبية، والتي يحمل غالبية سكانهما جوازات سفر روسية. وفي حال أكدت النتائج النهائية فوز حزب بوتين، وهو أكثر حزب ممثل في مجلس النواب (الدوما)، فسيكون قد نجح في الحفاظ على هيمنته في وجه التحدي الذي يمثله الحزب الشيوعي وحزب الديمقراطيين الأحرار وحزب يابلوكو اليميني الذي يتزعمه جريجوري يافلينسكي.
صحف روسية
الا ان الصحف الروسية رأت ان فوز "روسيا الموحدة" لا يكشف شيئا عن مستقبل بوتين ومستقبل روسيا. وكتبت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الموالية جدا للحكومة ان هذا الفوز لا يقول شيئا عن مستقبل الرئيس ولا عن خليفته المحتمل في الكرملين". واشارت الى ان "هذه الحملة ليست سوى عمل انجز نصفه وكل معناه يكمن في المرحلة الثانية (...) التي ستنبثق عن المرحلة الاولى اي الحملة الرئاسية".
وقالت الصحيفة ان قادة روسيا الموحدة "تجنبوا بحذر كبير الحديث عن من سيتولى رئاسة مجلس النواب"، المنصب الذي يمكن بوتين من الاحتفاظ بتأثيره بعد (او حتى قبل) رحيله من الكرملين العام المقبل.
اما صحيفة "روسكي نيوزويك" الاسبوعية فكتبت ان انتصار الكرملين تم "في ظروف من الهستيريا المفتعلة"، موضحة انها "لم تفهم كيف سيقود بوتين بصفته زعيما وطنيا (البلاد) بعد الانتخابات الرئاسية".
اما "فريميا نوفوستي" فرأت ان روسيا الموحدة سيعلن في 17 كانون الاول/ديسمبر مرشحه الرئاسي لكن "لا احد يشك في ان بوتين هو الذي سيختار فعليا" خليفته.
من جهتها، كتبت "نيزافيسيميا غازيتا" الليبرالية في عنوانها الرئيسي جملة قالها بوتين "الحمد لله انتهت الحملة" الانتخابية، مشيرة خصوصا الى ان بوتين "فعل من اجل روسيا الموحدة اكثر مما يستحق" الحزب.
اما صحيفة "غازيتا" فوجهت انتقادات اقسى الى الاقتراع الذي اطلقت عليه اسم "يوم الهمس" في اشارة الى الدعوات التي جرت "همسا" في مراكز الاقتراع لانتخاب "الحزب الافضل".
وتحدثت صحف عدة عن عمليات تزوير. وقالت "نوفايا غازيتا" التي تصدر مرتين في الاسبوع وكرست عنوانها الرئيسي لهذا الموضوع ان صحافييها تمكنوا من التصويت "مرتين" في موسكو.
الغارديان
الانتخابات البرلمانية الروسية كانت حاضرة بقوة في تغطية الصحافة البريطانية اليوم والتي أفردت للحدث مساحات واسعة بالنقد والتحليل والتغطية الإخبارية المعتادة. فقد عنونت صحيفة الغارديان على صفحتها الأولى فوق صورة كبيرة لرجلين يحملان صندوقا انتخابيا فوق الثلج في طريقهما إلى لجنة فرز الأصوات: "الضغط والحيل القذرة تساعد بوتين على تحقيق فوز كاسح." تقول الصحيفة إن بوتين يتجه إلى تحقيق نصر كاسح في الانتخابات التي جرت الليلة الماضية وسط تقارير تفيد بأن الملايين من المواطنين الروس أُرغموا على الإدلاء بأصواتهم لصالح حزب بوتين "روسيا الموحدة."
الشرق الأوسط
من جهتها، اهتمت الشرق الأوسط السعودية الصادرة من العاصمة البريطانية بجانب آخر من الانتخابات الروسية، وهو الطرفة والنكات وذلك في خبر بعنوان: "الروس يقولون رأيهم في الانتخابات بالنكات." وقالت الصحيفة: "في الانتخابات البرلمانية الروسية التي جرت أمس (الأحد)، قام الرئيس فلاديمير بوتين بالتوجه إلى أحد مراكز الاقتراع مع زوجته للإدلاء بصوتيهما، وبدا عليه الارتياح وهو يصرح للصحافيين عن ثقته في اختيارات الناخبين."
وتابعت تقول: "وأثناء وجوده بالمركز، قام عدد من الحاضرين بالتصفيق له، ومن بين هؤلاء امرأة عجوز قالت للرئيس 'شكرا، شكرا على التفكير بنا'، بينما قال له مسؤول في مكتب الاقتراع عد إلى الرئاسة."
ومن الطرف التي أوردتها الصحيفة" أن ديمقراطيا، وشيوعيا وبوتين أعلنوا وعودهما الانتخابية.. فقال الديمقراطي: أعد الذين سينتخبونني بأنهم سيعيشون كما في الولايات المتحدة. وقال الشيوعي: أعد الذين سينتخبونني بأنهم سيعيشون كما في الاتحاد السوفياتي. أما بوتين فقال: أعد الذين سينتخبونني بأنهم... سيعيشون."
وفي نكتة أخرى، أن بوتين ذهب إلى الحلاق، وبينما كان الحلاق يقص شعره انهمر عليه بكم هائل من الأسئلة عن الشيشان.. وبعدما ضاق بوتين ذرعا بأسئلة الحلاق سأله 'لماذا تطرح علي كل هذه الأسئلة عن الشيشان؟ هل أنت خائف؟ هل هناك مشكلة؟" أجابه الحلاق 'كلا، أبدا، ببساطة كلما الفظ كلمة الشيشان يقف شعر رأسك، ما يسهل علي عملي."
مراقب من منظمة الامن والتعاون ينتقد تأثير الكرملين
بدوره انتقد مسؤول كبير في منظمة الامن والتعاون في اوروبا الاثنين الانتخابات، متهما السلطة التنفيذية بانها "انتخبت هذا البرلمان". وقال نائب رئيس الجمعية البرلمانية للمنظمة والمراقب كيمو كيليونين لاذاعة صدى موسكو ان "السلطة التنفيذية نظمت هذه الانتخابات بشكل سمح لها بانتخاب هذا البرلمان تقريبا". واضاف ان "انخراط قوى الدولة في الاحزاب مشكلة وان يكون الرئيس على رأس لائحة حزب ولا يدخل البرلمان في نهاية الامر مشكلة والامر ينطبق على حكام المناطق" المدرجين على لائحة حزب "روسيا الموحدة" ولم يدخلوا البرلمان.
وبذلك سيشغل الموالون للكرملين اكثر من ثمانين بالمئة من مقاعد مجلس النواب. وللمرة الاولى في تاريخ روسيا، شارك الرئيس في الانتخابات على رأس لائحة روسيا الموحدة مما حول الاقتراع الى استفتاء حول شعبية بوتين. وبالنتائج التي حققها، اصبح بامكان بوتين الاحتفاظ بسلطة عبر التأثير على البرلمان والحكومة بعد انتهاء ولايته الرئاسية في آذار/مارس المقبل.
الشيشان تصوت لصالح حزب الرئيس الروسي
هذا وقدأوضحت النتائج الرسمية ان الشيشان التي كانت تمثل ذات يوم أكبر صداع لروسيا تحولت الى أكثر مساندي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. فقد صوتت بنسبة 99.4 في المئة لصالح حزبه في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الاحد.
وصرح مسؤول باللجنة الانتخابية المركزية في موسكو حيث أعلنت النتائج ان هذه نسبة قياسية.
وسجلت الشيشان أعلى نسبة تصويت لصالح حزب روسيا المتحدة الذي يتزعمه بوتين في الانتخابات البرلمانية التي قال مسؤولون انتخابيون انها كانت نزيهة بشكل كبير ولكن معارضين قالوا انه شابها الضغط على الناخبين للتوجه للجان الاقتراع والتصويت لصالح حزب روسيا المتحدة.
ورأس زعيم الشيشان رمضان قديروف قائمة حزب روسيا المتحدة في المنطقة ويسعد بابداء مساندته لبوتين.
وقال نيكولاي كونكين سكرتير اللجنة الانتخابية المركزية في روسيا لرويترز انه ليس هناك ما يدعوه للشك فيما يتعلق بالتصويت في الشيشان.
وتابع "عليك أن تدرك الأوضاع الفريدة في الجمهورية... هذه نتيجة سلطة زعيم الجمهورية وسلطة الرئيس الروسي الذي رأس قائمة حزب روسيا المتحدة."
ولكنه أوضح أن نتيجة الانتخابات في الشيشان هي الأولى من نوعها مضيفا "لا أعتقد أن مثل هذه النتيجة تحققت من قبل على الاقل في تاريخ الانتخابات البرلمانية الروسية."
وأعاد بوتين عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء عام 1999 إرسال القوات الروسية الى الشيشان بعد فترة هدوء قصيرة في القتال مما أدى الى اندلاع حرب الشيشان الثانية التي ألحقت الدمار بأجزاء كثيرة من العاصمة الاقليمية جروزني التي يعيد قديروف بناءها الآن.
ويقول الكرملين ان الصراع في الشيشان انتهى الآن وان القوات الموالية لروسيا تلاحق الآن بضع مئات من المتمردين الذين ما زالوا مختبئين في الجبال.
ويقول المتمردون الذن يريدون تطبيق الحكم الاسلامي انهم يقاتلون الاحتلال الروسي وما زال بامكانهم الحاق خسائر بالقوات الموالية لروسيا.