أخبار

جلسة مباحثات سعودية روسية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

العاهل السعودي : نأمل من روسيا أن تساهم في إحياء عملية السلام

بوتين يزور الإمارات وسط تحول في سياسات روسيا في الشرق الأوسط

إنتقاد أوروبي أميركي لتصريحات بوتين الأخيرة

وكالة نوفوستي ووكالة الأنباء السعودية

مسفرغرم الله الغامدي من الرياض-وكالات:قلد العاهل السعودي ضيفه الروسي فلاديمير بوتين قلادة الملك عبدالعزيز التي يتم منحها عادة لكبار زعماء وقادة دول العالم في بداية جلسة عمل بين الوفد السعوديوالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هذا وقد أعرب الرئيس بوتين عن شكره وتقديره للملك عبد الله بن عبد العزيز على تقليده قلادة الملك عبدالعزيز مؤكداً "أنه صديق وفي للعاهل السعودي وللمملكة في روسيا".

وأشار إلى حرصه على توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين موضحاً أن "لدى البلدين امكانات كاملة لكي تعمل كثيراً على تطوير العلاقات وقال " أعرف موقفكم يا خادم الحرمين الشريفين الجيد تجاه تطوير العلاقات الروسية السعودية وقد ساهمتم وأديتم دوراً كبيراً من أجل أن تشارك روسيا في منظمة المؤتمر الإسلامي " . و
قال ان روسيا لديها علاقات وطيدة وقديمة مع العالم العربي مشيراً إلى أنه في السنوات الأخيرة لم تعد هناك أي خلافات فكرية بين روسيا والعالم العربي والإسلامي .

وأكد الرئيس الروسي أنه بفضل جهود الملك عبد الله بن عبد العزيز تغيرت العلاقات الروسية السعودية بشكل جذري معرباً عن شكره وتقديره لهذه الجهود .

ومن جهته أعرب الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عن شكره للرئيس فلاديمير بوتين وأكد أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وروسيا علاقات متينة وقال // علاقات الشعب السعودي بالشعب الروسي أمتن من ذلك لأن أول دولة تعترف بالمملكة العربية السعودية كانت روسيا //. وأضاف يقول // أرى في الرئيس فلاديمير بوتين رجل دولة ورجل سلام ورجل عدل وحق ولهذا المملكة العربية السعودية تمد يدها لمصادقة روسيا مصادقة أساسية والأيام أمامنا ونتأمل الخير والوفاء من الأصدقاء ونحن كذلك إن شاء الله //.

إثر ذلك بحث الجانبان مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم البلدين والشعبين الصديقين في جميع المجالات .

هذا وقد حضر الجلسة من الجانب السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام و الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام و الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية و الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض و الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية و الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة و الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني و وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الأستاذ عبدالله بن أحمد زينل الوزير المرافق والقائم بأعمال السفارة السعودية لدى روسيا غازي أسعد شربيني .

كما حضرها من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرجي لافروف و مساعد رئيس جمهورية روسيا الاتحادية سيرجي بريخودكو وسفير روسيا الاتحادية لدى المملكة الدكتور فيكتور كودر يافتسيف و وزير النقل الروسي إيغور ليفيتين ورئيس لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية ميخائيل مارغليوف ورئيس جمهورية تاترستان مينتمير شايمييف ورئيس الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري الفني ميخائيل دمترييف.

ووصل الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية إلى الرياض مساء اليوم في زيارة رسمية للمملكة تستمر يومين. وكان في استقبال فخامته بمطار الملك خالد الدولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي رحب به وبمرافقيه في المملكة العربية السعودية.

كما كان في استقباله الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء عبدالله بن أحمد زينل الوزير المرافق، ورئيس المراسم الملكية محمد بن عبدالرحمن الطبيشي، والقائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا غازي أسعد شربيني، وسفير روسيا لدى المملكة فيكتور كودر يافتسيف، فيما كانت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة ترحيباً بمقدم فخامته.

وقد أجريت للرئيس فلاديمير بوتين مراسم الاستقبال الرسمية حيث عزف السلامان الوطنيان للبلدين ثم استعرضا حرس الشرف. عقب ذلك صافح فخامته كبار مستقبليه وهم الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني، والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وأعضاء السفارة الروسية في المملكة.

من الجانب الروسي

وإن واقعة القيام بهذه الجولة بحد ذاتها تتيح اعتبارها تاريخية، إذ لم يقم أي من رؤساء الدولة الروسية من قبل بزيارة هذه البلدان إذا صرفنا النظر عن مشاركة الرئيس الروسي الأول بوريس يلتسين في عام 1999 في مراسم تشييع جثمان العاهل الأردني الملك حسين. وتنتظر كافة الأطراف ـ روسيا والدول العربية أن تكون جولة الرئيس بوتين مثمرة وغنية المضمون. ومن المميز أن التعاون بين روسيا والبلدان الثلاثة الآنفة الذكر بدأ يتطور بنشاط في السنوات الأخيرة فقط في عهد الرئيس بوتين. وتنتظر جولته هناك بفارغ الصبر. فقد زار الملك الأردني عبد الله الثاني روسيا منذ عام 2001 ست مرات. وحضر إلى هنا بزيارات أيضا أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني (في عام 2001) وولي العهد السعودي الملك حاليا عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (في عام 2003). ويعود لهذه الفترة بالذات (2001 ـ 2003) بدء تعاون روسيا الاقتصادي الفعال مع هذه البلدان وإقامة حوار سياسي مكثف معها.

وشكلت هذه السنوات انعطافا في تاريخ الشرق الأوسط. فقد حدثت الأعمال الإرهابية في 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة والإطاحة بنظام صدام حسين في العراق وعدم نجاح عملية التسوية السلمية في الشرق الأوسط التي بدأت في عام 1991. ويتغير العالم ويتغير ميزان القوى في المنطقة ويتغير موقف كل من بلدان الشرق الأوسط من الآخر ومن العالم الآخر والشيء الرئيسي بهمها واستيعابها لمشاكلها الداخلية التي انكشفت فجأة أمام العالم. ويدور الحديث بالمرتبة الأولى حول برامج إصلاح الأنظمة السياسية في البلدان العربية وحول مشكلة إشاعة التشدد والنزعة الراديكالية في الإسلام.

وتحدث تطورات هامة في هذه الفترة في روسيا أيضا ـ تنويع السياسة الخارجية والتخلي عن الميل باتجاه الغرب في التسعينات والسعي إلى الاستقرار الداخلي بما في ذلك عن طريق صيانة التوازن القومي والطائفي، علما أن العامل الإسلامي يلعب دورا ملموسا في هذه العمليات. كما يتزايد إصرار روسيا على التمسك بموقف الوسيط بين الغرب والشرق.

ومن المبكر حاليا تقييم مدى توفقها في هذا أو عدمه. ولكن الحقيقة تبقى حقيقة ـ التقارب الذي لم يسبق له مثيل مع العالم الإسلامي والاهتمام بتنشيط علاقات العمل مع البلدان العربية والخطوات التي لا يمكن أن تنسى في ميدان التسوية في الشرق الأوسط وهذا كله يشكل الصفة المميزة لسياسة روسيا في السنوات الأخيرة. وإنها (روسيا) تحظى بالثقة في الشرق الأوسط. ولم يكن عفويا حصول روسيا في عام 2005 على صفة مراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي. وفى عام 2006 جرى تشكيل فريق الرؤية الإستراتيجية "روسيا ـ العالم الإسلامي".

ويدور الحديث حقا حول بلورة تصور مشترك بشأن الأزمات الإقليمية ـ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي والوضع في العراق وأفغانستان ولبنان وإيران. كما يدور الحديث حول تنسيق المواقف والمصالح في القوقاز وآسيا الوسطى. وترحب موسكو أيضا بمساعدة مسلمي روسيا من جانب البلدان الإسلامية ومجرد ألا تستخدم العامل الديني والقومي ضد روسيا. ومن جانب آخر هناك حاجة إلى دعم موسكو بدورها في مكافحة كره الإسلام. كما يود البعض مشاهدتها بمثابة الثقل الموازن للولايات المتحدة في المنطقة.

ومع ذلك أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "إننا لا ننوي التنافس مع أي بلد مهما كان في هذه المنطقة أو تلك. وإننا نسعى إلى التعاون. وكان اهتمام روسيا بمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط بشكل عام على الدوام كبيرا جدا لأنه تربطنا بهذه المنطقة تاريخيا علاقات عميقة ووطيدة جدا. وإننا نرتقي مع بعض بلدان المنطقة إلى مستوى جديد نوعيا في تعاوننا. ونلمس رغبة أوساط رجال الأعمال في تطوير العلاقات مع شركائهم في روسيا. كما نلمس أن مواقفنا مع قيادات هذه البلدان في عدد كبير من القضايا الدولية الكبرى والملحة كما يقول الدبلوماسيون في هذه الحالات متقاربة جدا أو حتى متطابقة".

وبعبارة أخرى إن علاقات روسيا مع بلدان المنطقة بما فيها التي تقع تاريخيا في دائرة نفوذ الغرب (مثل قطر والسعودية والأردن) تبنى على أساس المنفعة المتبادلة. وهذا يخص الميدان السياسي وكذلك الاقتصادي. وفى الحقيقة إن الأخير يتخلف عن التعاون السياسي من ناحية وتائر التطور.

ويعادل حجم تبادل روسيا التجاري مع قطر على العموم 55 مليون دولار منها 50 مليونا تعود لتوريد شاحنات "كاماز" الروسية. أما هذا المؤشر مع الأردن فرغم أنه نما في عام 2005 بما يقارب الثلاث مرات إلا أنه يبقى كالسابق ضئيلا ـ 140 مليون دولار. ووصل تبادل روسيا التجاري مع السعودية خلال 11 شهرا من عام 2006 إلى رقم قياسي ـ 250 مليون دولار.

ومن بين كافة هذه البلدان الثلاثة التي سيزورها الرئيس بوتين من الممكن اعتبار التعاون مع المملكة العربية السعودية في الميدان الاقتصادي واعدا جدا. وتصدر على مستوى السلطات العليا في البلدين تصريحات حول أمكانية زيادة حجم التبادل التجاري حتى ملياري ـ ثلاث مليارات دولار علما بأنه لا يجري التحدث عن هذا حاليا بصورة رسمية. وتتوفر آفاق جيدة للتعاون مع البلدين الآخرين ـ فالأردن يعرض على رجال الأعمال الروس مشاريع محددة كبرى.

وبلا ريب أن قطاع النفط والغاز وتنسيق السياسة المتعلقة بتوريدات الوقود يشكلان ميدان التعاون الأساسي. ومع ذلك تتوفر فرص هامة في مجالات أخرى أيضا مثل الطاقة الكهربائية والنقل والإنشاءات والعلمي التقني وربما سيدور الحديث بما في ذلك حول التعاون في ميدان الفضاء أيضا. وقد يشكل موضوعا جديدا في علاقات روسيا مع قطر والسعودية التعاون العسكري التقني الذي أصبح معتادا في الحوار مع بلدان الشرق الأوسط الأخرى بما فيها الأردن. ولذا تعلق آمال كبيرة على جولة الرئيس فلاديمير بوتين. فهي ليست خطوة شكلية ولا للمجاملة.

وسوف تبحث روسيا عملية السلام في الشرق الاوسط بالاضافة الى الفرص في مجال التجارة والاعمال. وتريد موسكو الفوز بمكان لشركات صناعة الاسلحة الروسية في السوق السعودية واستكشاف افاق العلاقات في مجال الطاقة رغم نفي روسيا وجود خطط لديها للمشاركة في منظمة للدول المصدرة للغاز "أوبك للغاز".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف