مخاوف من تحول العراق لساحة صراع اقليمي أزلي

هيئة شيعية : تمرد عشائر النجف ضد التدخل الايراني
مخاوف من تحول العراق لساحة صراع اقليمي أزلي

رمضان أمام محكمته للنظر بحكمه من جديد اليوم

المالكي وقادته يبحثون تذليل صعوبات خطة بغداد

كردستان توفر ملاذا وعملا لفلسطينيي بغداد

أسامة مهدي من لندن : حذر مرصد الديمقراطية في العراق من تحول البلاد الى ساحة ازلية لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية على حساب امن واستقرار وموارد العراقيين ودعا الحكومة الى اعتماد المصارحة والالتزام بالقانون والدستور والمسؤولية الوطنية حفاظا على حياة المواطنين .. فيما قالت هيئة شيعية ان تمرد النجف مؤخرا قامت به عشائر شيعية عربية معارضة للتدخل الايراني في شؤون العراق .. بينما اعلن مكتب اية الله السيد محمود الحسني اعتقال واختطاف العشرات من انصاره اثر احداث النجف .. في وقت دعا نائب رئيس مجلس النواب خالد العطية الى الاسراع باعلان نتائج التحقيق في قضية "جند السماء" ومخططها ضد مراجع الشيعة الكبار.

وقال الدكتور نبيل الياسين المدير التنفيذي للمرصد في حديث مع "ايلاف" اليوم ان موجة العنف المسلح المتعدد الهويات المذهبية والسياسية في العراق تتصاعد بشكل خطير الامر الذي لم يعد يهدد العملية السياسية والاستقرار في البلاد فحسب وانما ايضا وجود العراق كوطن وكيان تاريخي ودولة والعراقيين كشعب ومجتمع حيث تضاعفت اعداد المهاجرين من العراق وبلغت ملايين جديدة خاصة في الاردن وسوريا وايران تضاف الى قرابة اربعة ملايين هاجرت خلال حقبة النظام السابق.

واضاف ن استشراء العنف لم يتوقف عند طائفة او قومية او منطقة سكن ولم يقتصر على العملية التربوية التي حرم منها الملايين من عدة اجيال حيث توقفت الدراسة وامتنع مئات الالاف من الطلبة خوفا على حياتهم من مواصلة الدراسة في مدارس تتعرض للقصف والتفجير كما لم يتوقف عند حرمان ملايين المرضى من تلقي علاجهم والتردد على المستشفيات بسبب انتشار العنف الاعمى فضلا عن حرمانه العديد من المتقاعدين الذين فضلوا عدم المغامرة بالخروج من بيوتهم لاستلام رواتبهم التقاعدية . وحذر من ان العنف المسلح اصبح يهدد يانتشار المجاعة والقضاء على الحد الادنى من ضروريات العيش اليومي بعد استهداف الخبازين والقصابين واصحاب تجهيزات المواد الغذائية والباعة المتجولين والاسواق فضلا عن التهجير المنظم وشيوع مصطلح "المناطق الساقطة" الذي يعني تطهيرها من المواطنين من المذاهب الاخرى.

يذكر ان مرصد الديمقراطية في العراق هو منظمة مدنية مستقلة تقوم بمراقبة الالتزام بالمبادئ الديمقراطية وشرعية الاجراءات ودستوريتها وتطبيق الدستور سواء من حيث تطبيق بنوده او من حيث الحاجة إلى اجراء تعديلات كما يراقب اجراءات الحكومة والاحزاب في هذا الشأن ويتبع المعايير الدولية المتعارف عليها في الدول الديمقراطية ومواد الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر من الامم المتحدة عام 1948 . ويضم المرصد ومقره في لندن وله فروع في عواصم اخرى شخصيات عراقية واوروبية حقوقية وثقافية واعلامية وسياسية واكاديمية مستقلة.

واشار ياسين الى ان الاشهر الاخيرة شهدت تصعيدا في ظاهرة ارسال التهديدات والقائها في المنازل والتي تستهدف كما يبدو "تطهير" مناطق السكن واعتبارها مناطق ساقطة طائفيا, وشملت موجة التهديدات العشرات من المثقفين من كتاب وشعراء وصحفيين واساتذة جامعة وقضاة ومحامين حيث اغتيل عدد من القضاة والاكاديميين مثل القاضي ابراهيم الهنداوي والدكتور هادي المكوطر .
وقال ان متابعة بسيطة لتصاعد موجة القتل والاغتيالات تشير الى ان هناك خططا مبرمجة وليست عشوائية تطال قطاعات المجتمع واحدا بعد الاخر لوضع المجتمع كله تحت طائلة الرعب اليومي وتعطيل دور القانون والاجهزة الامنية الدستورية في وقت تتعطل فيه وظائف البرلمان التشريعية الخاصة بحماية المواطنين والاتفاق على تشريعات تسرع في انهاء العنف ووقف نزيف الدم وتمكين الاجهزة المختصة من العمل , اذا بدلا من ذلك ينشغل البرلمان في توتير الوضع وتصعيد الازمة عبر التصريحات التي يطالها القانون وتنشر العنصرية والتمييز بمختلف اشكاله مما يتعارض مع نص الدستور الذي يفترض باعضاء البرلمان الالتزام به قبل غيرهم واحترام حقوق الانسان المقررة دستوريا.

واضاف ان الحل الدستوري يكمن في تمكين الحكومة المنتخبة والمشكلة على اساس الوحدة الوطنية من استخدام وسائل الردع القانونية للجريمة واقرار النظام والامن ومراقبة التزام الحكومة بكيفية استخدام هذه الوسائل قانونيا.ان استخدام القانون استخداما سياسيا من قبل كثير من الاطراف البرلمانية وتسييس عملية القضاء على الارهاب والعنف المسلح وجعلها مزايدات حزبية وسياسية يكمن ان يعمق الازمة الامنية في العراق ويقوده الى كارثة اكبر مما تشهده البلاد الان والتي تتركز بغياب الامن وغياب دور الدولة ومؤسااتها الامنية المشروعة لحماية ارواح المواطنين وضمان امنهم اليومي.

وطالب الحكومة بشقيها الممثلين بمجلس الرئاسة ورئاسة الوزراء, والبرلمان وكتله النيابية باعتماد المصارحة والالتزام بالقانون والدستور والمسؤولية الوطنية حفاظا على حياة المواطنين وتحقيقا للاستقرار والعدل. واختتم نبيل ياسين حديثه قائلا "ان العراق يمكن ان ينتهي الى ساحة ازلية لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية على حساب امن واستقرار وموارد العراق والعراقيين خاصة وان كثيرا من وسائل الاعلام داخل العراق وخارجه تساهم في التحريض والتمييز العنصري وتعمل على دعم واستمرار العنف المسلح, مما يضع على البرلمان والحكومة مهمة تفعيل مواد القانون والدستور التي تنص على تجريم هذا التمييز وهذا التحريض".

هيئة شيعية : تمرد النجف نفذته عشائر عربية ضد التدخل الايراني

قالت هيئة شيعية عراقية ان تمرد النجف مؤخرا قامت به عشائر شيعية عربية معارضة لولاية الفقيه وللتدخل الايراني في شؤون العراق بينما اعلن مكتب اية الله السيد محمود الحسني الصرخي اعتقال واختطاف العشرات من انصاره في جنوب العراق اثر احداث النجف في وقت دعا نائب رئيس مجلس النواب خالد العطية الى الاسراع باعلان نتائج التحقيق في قضية "جند السماء" ومخططها ضد مراجع الشيعة الكبار.

واشارت الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية الى ان التصفيات الجسدية التي "شنتها عناصر من مليشيات ومرتزقة نظام الملالي السوداء" في العراق ضد العشائر الشيعية العربية المعارضة للنشاط الإستيطاني الصفوي في العراق أثناء قيامها بزيار دينية على مشارف مدينة النجف بمناسبة يوم عاشوراء والتي أسفرت عن أكثر من 860 قتيلاً وجريحاً وإعتقال أكثر من 500 مواطناً تبعث على القلق الشديد" . واضافت في بيان بعثت به الى "ايلاف" اليوم انه بهذه المجزرة تأكد العالم أجمع مدى العداء الذي تكنه هذه المليشيات للأمة الإسلامية والأمم المتحضرة الذي تكنه هذه المليشيات وأكثر وحشية من وحوش القرون الوسطى . وقالت ان عمليات التصفية لدى الصفويين وهم انصار ايران لا تنحصر بأهل السنة فقط وإنما بكل من يخالف نظام ولاية الفقيه في ايران.

واضافت ان الموت والرعب المنتشر في العراق في ظل مليشيات ولاية فقيه الإرهاب لم يكن في حسابات الملايين من أبناء العراق من الطائفة الجعفرية الذين انتخبوا من ظهروا على حقيقتهم فيما بعد من خلال الإستبداد الطائفي "ولا سيما بعد ظهور ما كانوا يضمرونه من حقائق كنا بانتظارها من جديد كالمعركة التي دارت رحاها في بساتين على مشارف النجف الأشرف تلك الحادثة الدموية الغارقة بوحشيتها وعنفها ودمويتها التي كشفت مواقفهم الخبيثة ومواقف رجال عشائر النجف والفرات الأوسط الوطنية بالرغم مما قيل عنها من الأكاذيب الإعلامية والسياسية".

وقالت الهيئة "ان مدينة النجف مدينة العراقيين عامة والمركز الديني المهم للشيعة الجعفرية، كان من الطبيعي أن يظهر تمرد أبناء عشائرها على المستوطنين الصفويين الجدد الأشرار على أرضها المقدسة بل جاء هذا التمرد متأخراً عن موعده وعما كان يتوقعه أبناء شعبنا العراقي ويصعب جداً أن تُخْتَـرَق هذه العشائر المؤمنة برسالة الإسلام والقيم التي إشتشهد من أجل سموها صوت العدالة والإنسانية الأمام علي بن أبي طالب في الكوفة وأبناءه على أرض كربلاء وذلك لما نعرفه عنهم من تمسكهم بقيم الرجولة والتضحية العالية من أجل وطنهم وشعبهم".

وكانت الحكومة العراقية قالت في وقت سابق انها هاجمت مجموعة تطلق على نفسها "جند الله" قرب النجف بعد اكتشاف مخطط تنوي تنفيذه للهجوم على مدينة النجف وقتل مراجعها الكبار .

ومن جانبه طالب النائب الاول لرئيس مجلس النواب الشيخ خالد العطية المسؤولين في محافظة النجف بسرعة انجاز التحقيق الخاص بأحداث rdquo;جند السماءldquo; واعلان النتائج على الشعب العراقي . جاء ذلك بعد لقاء للعطية مع المرجعين الشيعيين آية الله السيد علي السيستاني واية الله السيد محمد سعيد الحكيم حيث تباحث معهما القضايا التي الوضع الامني والسياسي في العراق .

وقال مصدر في مكتب العطية انه التقى ايضا مع محافظ النجف اسعد ابو كلل واعضاء مجلس المحافظة والمسؤولين الامنيين فيها داعيا الى ضرورة ان تقوم المحافظة بحملة اعلامية لتوضيح حقيقة حركة جند السماء ومرامي اهدافها ومخططات نوايا هجومها على مدينة النجف التي قال عناصر منها انهم كانوا يهدفون الى احتلال ضريح الامام علي عليه السلام وقتل مراجع الدين الكبار في مقدمتهم السيستاني ومقتدى الصدر.

كما طالب العطية المسؤولين في المحافظة بالاستعانة بحوزة النجف لتوضيح العقيدة الصحيحة للامام المهدي تفاديا لوقوع المواطنين في حبائل شخصيات مدعية تحاول اللعب بوجدان الناس ومشاعرهم. ووتقوم حركةrdquo;جند السماءldquo;على الاعتقاد بأن قائدها ضياء عبد الزهرة كاظم الكرعاوي هو الامام المهدي المنتظر الامام الثاني عشر للشيعة الامامية.

اعتقال واختطاف انصار آية الله الحسني

قال مكتب اية الله السيد محود الحسني الصرخي ان السلطات قد اعتقلت العشرات من مقلدي الحسني في النجف وكربلاء كما تم اختطاف اخر في كربلاء . واشار المكتب في بيان الى "ايلاف" اليوم الى انه بعد احداث مدينة النجف الاشرف الاخيرة والتي راح ضحيتها المئات من الاطفال والنساء والابرياء بين قتيل وجريح ومعتقل اصدر السيد الحسني بيانا رفض فيه بقوة وبشدة "وقوع الضيم والضرر والظلم على النساء والأطفال والأبرياء" وعتبرا ان ذلك مخالف للضوابط والقوانين الشرعية والوضعية ، الدينية ، والأخلاقية والإنسانية. وطالب بتشكيل لجنة تحقيق فيها وكشف ملابساتـها وما وقع على الأبرياء والنساء والأطفال من ظلم و إعلان نتائج التحقيق العادل النزيه. واوضح انه على اثر ذلك تم توزيع هذا البيان في العديد من محافظات العراق الامر الذي ادى الى اعتقال اكثر من 30 شخصا في النجف واكثر من 10 في كربلاء .

واضاف ان مجموعة تتألف من عدة أشخاص قاموا ايضا باختطاف "محمد طاهر حمادي الكلابي" احد أعضاء المركز الإعلامي لمكتب السيد الحسني في مدينة كربلاء والذي يسكن في حي سيف سعد .واشار الى انه وبحسب ما ذكر شهود عيان من المنطقة فان عملية اختطاف الكلابي تمت وهو بجوار أحدى السيارات للغاز السائل لاستلام حصته من تلك المادة حيث حضر ثلاثة أشخاص بسيارة نوع كرونة بيضاء اللون (2096/بغداد) واحدهم يدعى "احمد فخري" وهو احد أفراد حماية الشيخ صباح الجنابي رئيس لجنة النزاهة في محافظة كربلاء والتابع إلى ميلشيا "مابين الحرمين" حيث تم الاختطاف لتوزيعه بيان السيد الحسني بخصوص الإحداث الأخيرة بمنطقة الزركة بالنجف الاشرف. واوضح انه تمت مراجعة الجهات الحكومية من قبل ذوي المخطوف وتم تسجيل شكوى "لكن الجهات ذات العلاقة لم تبدي أي تعاون بهذا الخصوص لان الخاطفين هم ممن يعمل في السلطة هناك" .

وكان مسؤولون في مدينة النجف قد اشاروا لدى بداية وقوع الاشتباكات قرب النجف نهاية الشهر الماضي عن علاقة للسيد الحسني الصرخي بمجموعة "جند السماء" لكن هذا الاخير سارع الى نفي ذلك الامر الذي ادى الى تراجع المسؤولين عن اتهاماتهم .