العراق في مجلس الشيوخ الأميركي بعد قرار مجلس النواب

بوش يدافع عن سياساته في العراق وايران وكوريا الشمالية

بوش يدعو المالكي لإشاعة الأمن وتحقيق المصالحة

واشنطن:يعود الجدل المحتدم في الولايات المتحدة حول الحرب في العراق اليوم السبت الى مجلس الشيوخ الذي سيطرح عليه قرار برفض استراتيجية الرئيس الاميركي جورج بوش الجديدة في هذا البلد غداة اقراره في مجلس النواب.ودعي اعضاء مجلس الشيوخ الى المشاركة في الساعة 00،19 تغ في عملية تصويت على فتح نقاش حول القرار، بعد ان فشلت محاولة مماثلة في الخامس من شباط/فبراير خلال جلسة نظمت في عطلة نهاية الاسبوع في اجراء نادر.

غير ان المعركة حول هذا القرار غير الملزم تبدو اصعب في مجلس الشيوخ حيث لا تملك المعارضة الديموقراطية سوى غالبية ضئيلة من 51 عضوا من اصل مئة، في حين يتحتم عليها جمع ستين صوتا من اجل الحصول على الموافقة على طرح القرار للنقاش.وفي حال تمت الموافقة، فان الغالبية الديموقراطية ستخصص اسبوعا من العطلة النيابية المقررة في الايام المقبلة من اجل ان يبت مجلس الشيوخ في مسألة ارسال تعزيزات من 21500 عسكري الى العراق وفق ما اعلن بوش.وحذر الجمهوريون الموالون للبيت الابيض من انهم سيسعون مجددا لعرقلة طرح القرار مثلما فعلوا في المناقشة السابقة.

وقال زعيم الغالبية هاري ريد "ستتاح فرصة جديدة لاعضاء مجلس الشيوخ للتعبير عن وجهات نظرهم بشأن الحرب في العراق".واضاف "ان الاميركيين يستحقون ان يعرفوا ان كان السناتور الذي يمثلهم يقف الى جانب الرئيس وخطته لتعزيز التزامنا العسكري في العراق، او مع الغالبية الساحقة من الاميركيين المعارضة لهذا التصعيد".وقال ملخصا الامر "لنكن واضحين: كل من يصوت (ضد فتح المناقشة) يعطي الضوء الاخضر للرئيس من اجل الشروع في تصعيد الحرب".

ويود ريد ان يبت مجلس الشيوخ في الايام المقبلة في النص نفسه الذي اقره مجلس النواب الجمعة بعد حصول الديموقراطيين على موافقة 17 نائبا جمهوريا.ويشكل النص غير الملزم الذي سارع البيت الابيض الى الاعلان بانه لن يؤثر على قراراته، اكبر نكسة عرفها الرئيس بوش حتى الان في ادارته للحرب في العراق.

وينص القرار في عشرة سطور على ان "الكونغرس غير موافق على القرار الذي اعلنه الرئيس جورج بوش في العاشر من كانون الثاني/يناير 2007" بارسال تعزيزات الى العراق وان "الكونغرس والشعب الاميركي سيواصلان دعم وحماية عناصر القوات المسلحة الاميركية الذين يخدمون او خدموا بشجاعة وشرف في العراق".غير ان البنتاغون تجاهل القرار واعلن الجمعة تسريع عملية نشر قواته في العراق بارسال الف جندي في آذار/مارس المقبل اي قبل ثلاثة اشهر من الموعد الذي كان مقررا اصلا.

وان كان الديموقراطيون يدركون عجزهم عن جمع غالبية الثلثين الضرورية لاسقاط اي فيتو رئاسي يمكن ان يضعه بوش، الا انهم لا يعتزمون تخفيف الضغط عن الادارة الاميركية.وقال زعيم الغالبية في مجلس النواب ستيني هوير الجمعة "ان كانوا يعتقدون ان ما يشعر به مجلس الشعب وعبر عنه بغالبية ساحقة لا معنى له ومحض رمزي، فهذا يعني ان ديموقراطيتنا في خطر".واضاف "لا يمكن للرئيس وضع فيتو على رأي الكونغرس الاميركي وحكمه ونصائحه".

ولا يهم بنظر الديموقراطي النافذ تشارلز شومر ان عرقل الجمهوريون الجدل في مجلس الشيوخ ام لا، فالمهم على حد قوله "اننا نصعد الضغط تدريجيا على الرئيس وسنواصل ذلك".واشار الى تاييد 51% من الاميركيين اصدار قرار غير ملزم فيما يدعو 63% منهم الى سحب القوات بحلول نهاية 2008.

ويتهم الجمهوريون الغالبية باجتزاء الجدل برفضها ان يبت مجلس الشيوخ في موضوع متصل بالتعزيزات يثير انقسامات في صفوف الديموقراطيين وهو تمويل الحرب.وقال الجمهوري جورج فوينوفيتش منددا بموقف الديموقراطيين ان "الاستراتيجية تقضي بتجنب الاجراءات موضع الجدل التي تثير انقسامات في الكتلة الديموقراطية، والمتعلقة بتمويل القوات وبتحديد سقف للانتشار".ومهما كانت نتيجة التصويت اليوم السبت، فان مجلس الشيوخ سينظر في الاسابيع المقبلة في موازنة "الحرب على الارهاب" اذ سيناقش في تخصيص مبلغ اجمالي قدره 4،93 مليار دولار للعام 2007.