لوحات لحزب الله على الحدود تهزأ بإسرائيل بعد تقرير فينوغراد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تقرير فينوغراد مسدس مسلط على رقبة قيادة تل أبيب
لوحات لحزب الله على الحدود تهزأ باسرائيل بعد تقرير فينوغراد
إستقالة أول وزير إسرائيلي بعد تقرير فينوغراد خلف خلف من رام الله، كفركلا (لبنان): رفع حزب الله الشيعي اليوم الثلاثاء لوحات عملاقة عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية تهزأ برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس، بعدما حملهما تقرير لجنة فينوغراد مسؤولية اخفاقات الحرب في لبنان الصيف الفائت. وكتب على لوحة كبيرة تظهر وزير الدفاع الاسرائيلي يراقب الهجوم الاسرائيلي على حزب الله بمنظار "من الاعمى، انت ام المنظار؟". واظهرت لوحة ثانية ايهود اولمرت مصدوما بمشاهدة بارجة ودبابات اسرائيلية دمرتها صواريخ حزب الله خلال النزاع. ورفعت اللوحتان على بعد حوالى كيلومتر من بلدة المطلة الاسرائيلية الحدودية.
واعتبر المسؤول عن حزب الله في منطقة الجنوب الشيخ نبيل قاووق الاثنين ان تقرير لجنة التحقيق الاسرائيلية يكرس الهزيمة التاريخية لاسرائيل في مواجهة مقاتلي الحزب ويعزز خيار المقاومة. واتهمت لجنة التحقيق الاسرائيلية في اخفاقات الحرب في لبنان خلال صيف 2006 في تقرير صدر الاثنين، اولمرت بانه مسؤول عن "فشل ذريع" في ادارة هذه الحرب. وانتقد تقرير اللجنة برئاسة القاضي الياهو فينوغراد ايضا وزير الدفاع عمير بيرتس والرئيس السابق لهيئة اركان الجيش دان حالوتس.
وسيكون هذا الصيف لاهبا على الساسة الإسرائيليين وبخاصة على أولمرت بعد نشر لجنة فينوغراد تقريرها . ويرى المراقبون للشؤون الإسرائيلية أن اولمرت الآن وبعد تحميل اللجنة له المسؤولية عن تلك الإخفاقات سيكون عليه مواجهه ثورة من الانتقادات الحادة التي تدعوه إلى التنحي عن كرسيه والذهاب للبيت وهذا ما سيتحقق كأقصى حد في هذا الصيف حسب الكثير من المعطيات. فالانتقادات الموجهة ضد أولمرت لا تقتصر على اليمين واليسار فقط، بل أن أعضاء حزبه كاديما يطالبونه بصورة غير مباشرة بالاستقالة، منوهين بأنهم سيعطونه فرصة للاستقالة قبل إقالته من قبلهم.
وقد كتبت صحيفة هآرتس اليوم الثلاثاء في افتتاحيتها تقول: "لا يوجد في تقرير فينوغراد حتى ولو كلمة واحدة مخففة ، يمكن لرئيس الوزراء أن يتمسك بها كي يطيل ولايته. وأضافت الصحيفة: "أعضاء اللجنة التي عينها هو أغلقوا كل الثغرات ولم يسمحوا له بأي فتحة هرب من المسؤولية؛ إن لم يكن الآن فبعد شهرين حين يكتب التقرير النهائي.
لا تفويض إخلاقي الآن لحكومة أولمرت
وقالت الصحيفة: "التلميح قيل بشكل صريح تقريبا: إذا لم تستخلص الاستنتاجات الشخصية الآن، فسترفع اللجنة توصيات واضحة في تموز. إذا لم يستقيل رئيس الوزراء، فانه سيلقى به بعد شهر - شهرين. الأمور شبه واضحة من تلقاء ذاتها من شدة التقرير. إذا نشبت حرب صباح غد، لن يكون للقيادة الحالية تفويض أخلاقي لقيادتها".
ومن ناحيته، قال ايتان هابر رئيس ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين سابقا: "لجنة فينوغراد ذبحت اولمرت وبيرتس وحلوتس، الأمر الذي يضع دائرة كبيرة من الشك على استمرارهم السياسي لو كانت دولتنا دولة طبيعية. ولكن في هذه البلاد، بلاد الأنبياء والمعجزات، أصبح كل شيء ممكنا ومحتملا مثل كلمات الأغنية: "في الربيع سيعودون من جديد". في الوضع الحالي يمكن لاولمرت وحكومته أن "يجروا" أنفسهم قليلا وأن يماطلوا في الصعود، إلا أن مُحركهم يستنفد آخر قطرات من الوقود لديه. رئيس الوزراء الحالي وحكومته وصلا إلى نهاية مشوارهما السياسي".
هناك مكان للقلق وأضاف إيتان: "مصير اولمرت وبيرتس وحلوتس السياسي مهم جدا، خصوصا بالنسبة إليهم وإلى عائلاتهم ورفاقهم، ولكن الأهم من ذلك كله هو تلك الصورة التي تتكشف ملامحها من بين صفحات تقرير فينوغراد، صورة الوضع الأمني في دولة إسرائيل. التصفح الأولي للتقرير يُظهر صورة متردية بل وخطرة لدينا يسبب القلق الآن".
وتابع: "طوال سنوات وأجيال متعاقبة كنا ننهض في الصباح ونذهب إلى النوم مساء مدركين ومتأكدين بصورة قاطعة لا يرقى إليها الشك بأن جيشنا الإسرائيلي قوي وأنه يتغلب على كل أعدائنا معا وفرادى، وأنه ما إن تصدر الأوامر للجيش حتى يقوم بتدمير وسحق كل من يقف في طريقه ويُلحق بالأعداء هزيمة ماحقة لا تُبقي ولا تذر".
اولمرت طبخ. اولمرت أكل
تحت هذا العنوان كتب المحلل السياسي الإسرائيلي في صحيفة يديعوت ناحوم برنياع يقول: "في الخلاصة يجب على ايهود اولمرت أن يمضي. لا بسبب إخفاقات الحرب لأنه إذا كان اولمرت يستمر بعد تقرير كهذا صادر عن لجنة كهذه، عن لجنة اختار أعضاءها وكتب كتاب تعيينها، إذا استمر يتولى منصبه، فمن المشكوك فيه أن تظل هنا مسؤولية شخصية عن شيء ما. ستنضم إسرائيل انضماما احتفاليا إلى العالم الثالث. ومع ذلك يستطيع أن يبقى سياسيا. لا لان الحرب كانت ناجحة بل لان البديل، على حسب معايير اللجنة أيضا، غير أنجح. لا بيبي، ولا تسيبي، ولا ايهود براك".
وتابع برنياع قائلا: "حُكم عليه بالاستمرار في تولي عمله في جو عام معادٍ في وقت مستعار. يستطيع رئيس الحكومة أن يواجه جزءا من الشعب طوال الوقت، أو كل الشعب جزءا من الوقت، لكنه لا يستطيع أن يواجه الشعب كله طوال الوقت. في النهاية سيُترجم إحساس الجمهور إلى إجراء سياسي. أعطت فينوغراد الجهاز السياسي مهلة حتى آب/ أغسطس. إنها تهدد تعريضا بأنها ستوصي بالتقرير المُتمم لها الذي سيُقدم في آب بالعزل".
ومضى قائلا: "وكم الأمر مفارق: من جميع أخطاء الحرب، كان الخطأ الأكثر تدميرا من جهة اولمرت هو إصراره على عدم تعيين لجنة تحقيق رسمية. لقد جند موهبته السياسية كلها لمنع رئيسة المحكمة العليا تحديد مصيره. كيف كان سيصاغ تقرير يكتبه اهارون براك أو دوريت بينيش يمكن أن نُخمن ذلك فقط لكن يمكن أن نقول شيئا واحدا بيقين وهو أنه لم يكن ليكون أسوأ من التقرير الذي كتبه أعضاء لجنة فينوغراد".