المسجد الأحمر في إسلام آباد: تربة خصبة للإسلاميين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
850 طالبا داخل المسجد الاحمر المحاصر
مواجهات المسجد الأحمر: تفجيرات تحذيرية ودعوات إلى الإستسلام
سياسي باكستاني يدعو واشنطن لاعدام مشرف
إستمرار الإشتباكات بين الجيش الباكستاني وطلبة المسجد الأحمر
باكستان تفرض حظر التجول حول المسجد الاحمر
إشتباكات بين الجيش الباكستاني وطلبة المسجد الأحمر
اسلام اباد: المسجد الاحمر في اسلام اباد الذي تحاصره القوات الباكستانية منذ يومين تعتبره السلطات منشأ للناشطين الاسلاميين وملاذا لعناصر من طالبان يقاتلون في افغانستان. وقال مسؤول كبير في الاجهزة الامنية "تتوافر لدينا معلومات منذ فترة بان ناشطين يتلقون التدريب على شن هجمات انتحارية على ارتباط مع متمردي طالبان اللاجئين الى المناطق القبلية" الباكستانية الحدودية مع افغانستان.
ملاذ لطالبان
وقد لجأ العديد من قادة طالبان الى المسجد بعد دخولهم الى العاصمة الباكستانية للحصول على عتاد وتجنيد ناشطين على ما اضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه. وكان لا يزال داخل المسجد الاحمر كوادر من طالبان برتب اقل عندما بدأت القوى الامنية الباكستانية تحاصره. وكان الشقيقان عبد العزيز غازي وعبد الرشيد غازي اللذان يتزعمان المسجد شأنهم في ذلك شأن والدهم يحظون بحماية اجهزة الاستخبارات الباكستانية خلال مقاومة الاحتلال السوفياتي لافغانستان في الفترة بين 1979 و1989 ومن ثم في اطار دعمهم للطالبان لتولي السلطة في افغانستان على ما افاد مسؤولون.
لكن هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة غيرت المعطيات وتحول المسجد الى رمز للمشاعر المناهضة للاميركيين والمعارضة للدعم الذي يقدمه الرئيس الباكستاني برويز مشرف "للحرب على الارهاب". وتعمق "الطلاق" مع الاستخبارات الباكستانية عندما دان الشقيقان غازي عمليات الجيش الباكستاني ضد طالبان وناشطي القاعدة اللاجئين في المناطق القبلية. وتؤكد مصادر في الاستخبارات ان الملا دادالله احد كبار قادة طالبان الذي قتل في 11 ايار/مايو كان على ارتباط مع الشقيقين غازي وكذلك الامر بالنسبة لناشطين باكستانيين موالين لطالبان يقيمون في المناطق القبلية.
دعوة للاستسلام أو الفرار
بدوره، ناشد إمام المسجد الأحمر الذي ألقي عليه القبض أمس الأربعاء، الطلبة الذين لا زالوا معتصمين بالمجمع المحاصر في العاصمة إسلام آباد، بالاستسلام أو الفرار. وقال مولانا عبد العزيز في تصريحات للتلفزيون الرسمي إن الحصار "شديد"، وإنه آن الأوان لوضع حد للحركة. واستسلم أكثر من ألف طالب من الطلاب المتحصنين داخل مجمع مسجد "لال" بإسلام آباد، لقوات الأمن الباكستانية التي تحاصر المنطقة.
انفجارات واطلاق نار قرب المسجد
وسمعت عدة انفجارات واطلاق نار كثيف الخميس قرب المسجد الاحمر في اسلام اباد حيث يتحصن مئات الطلبة الاسلاميين. وذكر الصحافيون ان آليات مدرعة كانت متوجهة الى المسجد، فيما اورد التلفزيون المحلي ان وحدات خاصة تمركزت حول المسجد فيما راحت مروحيات قتالية من طراز كوبرا تحلق فوقه بشكل منتظم. وقال مسؤول في قوات الامن طلب عدم كشف اسمه "جرى تبادل اطلاق نار" موضحا ان "الجنود اقتربوا من المسجد وتعرضوا لاطلاق نار فردوا عليه واستمر تبادل النيران عدة دقائق". واضاف "لم تقع اصابات في صفوفنا".
وذكر مسؤولون ان الانفجارات ناتجة على الارجح عن قنابل يدوية القاها الطلبة. واعلن وزير الشؤون الدينية الباكستاني اعجاز الحق الخميس ان ثلاثين "ارهابيا" مسلحا يحتجزون نساء واطفالا "دروعا بشرية" في المسجد بالرغم من الدعوة التي وجهها اليهم زعيم المسجد المعتقل بالاستسلام. واوضح الوزير ان هؤلاء المتطرفين هم عناصر الحرس الشخصي لزعيم المسجد عبد العزيز غازي الذي قبض عليه مساء الاربعاء فيما كان يحاول الفرار متخفيا بزي امرأة.
تفجيرات تحذيرية
وفي وقت سابق أعلن مسؤولون أمنيون أن قوات الامن الباكستانية نفذت سلسلة من "التفجيرات التحذيرية" قبيل فجر الخميس بالقرب من المسجد لتصعيد الضغوط على الطلاب المتشددين بداخله لدفعهم للاستسلام. ولقي 16 شخصا حتفهم في الاشتباكات التي اندلعت مؤخرا في المنطقة. وقد احتجز الطلاب عددا من الأشخاص من بينهم مسؤولون، اتهموهم بالضلوع في ممارسات "لا أخلاقية"، من قبيل الدعارة. ويخوض هذه الحركة شخصيات لا تحظى بالتأييد في العاصمة الباكستانية، حيث تنظر الأغلبية بعين الرضا لمساعي الحكومة للتصدي "للمتشددين".
لكن العملية العسكرية الجارية قد تثير استياء سكان المناطق الحدودية الشمالية الغربية ، حيث ينحدر معظم الطلاب.
رغبة بـ"الشهادة"
وأعلنت المصادر الحكومية أن أكثر من 1200 طالب قد استسلموا حتى الآن، وأنها أقامت معسكرا قرب المسجد لتسجيل هوياتهم. وقالت مريم قيوم ابنة الـ15 عاما وهي من الطالبات اللائي استسلمن، لوكالة الآسوشييتد برس، إن الذين لايزالون معتصمين داخل المجمع "يريدون الاستشهاد. إنهم مغتبطون، ولا ينوون مغادرة المكان." وقال طالب آخر يدعى جوهر علي، إنه لم يعاين أي انتحاري من بين الطلبة المعتصمين.
وذكرت وكالة رويترز نقلا عن إمام المسجد الذي ألقي عليه القبض إنه لا زال حوالي 850 طالبا داخل المسجد من بينهم 14 مسلحين ببنادق نصف آلية. وقد أدلى مولانا عبد العزيز بهذه التصريحات بعد يوم من اعتقاله وهو يحاول الهرب من المسجد متخفيا في ثياب نساء. ويعتقد كذلك أن عددا من الأطفال لا يزالون داخل المسجد، لكن نائب رئيس المجمع رفض السماح لهم بمغادرة الموقع على الرغم من طلب والديهم حسبما ذكر. ونقل عن نائب رئيس المجمع عبد الرشيد غازي قوله، إن المعتصمين لن يستسلموا إذا ما لم تتراجع القوات.
وكان سياسيون ليبراليون قد طلبوا لشهور من الرئيس الباكستاني برفيز مشرف بمواجهة إمام المسجد وشقيقه عبد الرشيد بسبب ما يزعم عن إدارتهما للمنشآت التعليمية التابعة للمسجد وتضم آلاف الطلاب الدينيين على طريقة حركة طالبان الافغانية. وكانت الحكومة قد أصرت على ضرورة استسلام كافة المسلحين داخل المسجد دون شروط، فيما تردد أن عبد الرشيد قال إنه مستعد للاستسلام إذا تم الوفاء بشروط معينة.