تقرير براميرتس لا يشكل تهديدا لنظام الأسد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ألمح الى بعض المتورطين في اغتيال الحريري
تقرير براميرتس لا يشكل تهديدا لنظام الأسد
براميرتز حدد المتهمين لكنه يخشى على أمن لبنان بهية مارديني من دمشق: يعكس رد الفعل السوري المتحفظ والموارب على تقرير سيرج براميرتس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري قلقا مبطنا من امكانية استهداف التحقيق لسورية بالعمق وهو ما قد يفتح المجال واسعا امام مواجهة متجددة مع الولايات المتحدة واوروبا والغرب ويعتقد السوريون أن هذه الاطراف اتخذت من مقتل الحريري قميص عثمان لابتزاز سوريا.
السوريون وعلى لسان المندوب الدائم في الامم المتحدة بشار الجعفري قالوا انهم يدرسون تقرير براميرتس بدقة وانهم ينوهون بإشارة التقرير الى تعاون سوريا ولكن هذه الكلمات المقتضبة تشير الى ان السوريين ربما يفكرون جديا في امكانية ان يكونوا في منطقة الخطر وان يتم تحميلهم المسؤولية اما مباشرة او بطريقة غير مباشرة عن حادثة الاغتيال.
وما يلفت للنظر هو ان الولايات المتحدة تحدثت علنا عن ان براميرتس بات لديه لائحة اتهامية وهو ما يشير وان بطريقة غير مباشرة إلى ان الولايات المتحدة دخلت بقوة على الخط وهي تريد ربما ان يتم الاستعجال بتشكيل المحكمة من اجل ابتزاز دمشق بها فيما تتكفل القوات الاميركية بالهجوم الصاعق على ايران وهذا الامر ليس سرا خصوصا وان هناك الان في مياه الخليج ثلاث حاملات طائرات تبحر غير بعيد عن الشواطئ الايرانية .
التقرير في ثناياه بتركيزه على سوريا يشير الى ان السوريين سينالون - نصيبهم- على الأقل- من القيل والقال ويبدو ان دمشق تحسبت لذلك منذ البداية حين اعلنت انها لن تسلم أي سوري له علاقة بالجريمة وانها ستحاكمه على اراضيها بعد ان تعتبره خائنا.
وفي حقيقة الامر فإن قضية اغتيال الحريري لم تعد تحتمل الأخذ والرد في سوريا فهي وضعت لنفسها سقفا عاليا جدا وعلى لسان الرئيس بشار الاسد الذي رفض بالمطلق تسليم أي سوري للمحكمة الدولية مهما كانت الظروف ولذلك فإن السوريين قد اعدوا عدتهم لمواجهة كل السيناريوهات بما فيه اكثرها سوادا .
بعض التسريبات تشير الى ان الصف الاول في القيادة السورية لاعلاقة له على الاطلاق في كل ما يتعلق بالجريمة وهو الامر الذي تأكدت منه عواصم القرار وبناء عليه فإنه تم استئناف الاتصالات السياسية على مستوى رفيع مع دمشق ولذلك فان السؤال هو هل تضحي دمشق بكسر عزلتها من اجل متورطين في عملية اغتيال الحريري .
قضية اغتيال الحريري كما يشرح ل (ايلاف) مرجع سياسي سوري تشبه قضية محاولة اغتيال السفير الاسرائيلي في لندن سنة 1982 التي اتخذت كذريعة واهية من اجل غزو لبنان وعليه فإن الولايات المتحدة تبحث عن حجة مقنعة من اجل ضرب سورية واستهدافها لانها تعتقد انه من دون ضرب ايران لن تتمكن من الاستقرار في العراق .
ويتابع المرجع الذي شغل مواقع قانونية اكاديمية مهمة: ان اميركا لايهمها موت الحريري والا لكان همها قتل مليون عراقي ومئات الاف الفلسطينيين وكل ماتريده هو حجة تمهد لانتقام سياسي وهي التي اجتاحت العراق بحجج واكاذيب ملفقة ومفبركة .
ويرى المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه: ان اجراءات التقاضي امام المحكمة الدولية هي قضية لاتنتهي وقد تستمر عشر سنوات او أكثر والقضية برمتها قد ترد لاسباب شكلية او لاخطاء في اجراءات التقاضي او حتى لعدم كفاية الأدلة كما ان المحكمة انشئت بقرار سياسي من مجلس الأمن وقد يدفع أي من اعضاء المجلس الى الغائها برمتها او يضغط من اجل ان تصبح بلا أي طائل اذا احس بان مصالحه مهددة .
ولا يبدي المصدر تخوفا كبيرا على مستقبل النظام في سوريا مهما كانت درجة الاتهامات الموجهة الى أي من الرعايا السوريين لان مثل هكذا قضايا تعتبر ذات ابعاد مختلفة ويمكن للسوريين الاستمرار بالمماطلة لسنوات او حتى عقود متشبثين بالسيادة الوطنية وهي نقطة اثارها الرئيس السوري عندما اعتبر ان القرار الوطني اعلى من القرار الدولي.
باختصار يبدو ان السوريين مستعدون لكل الاحتمالات ولكن درجة فعالية هذا الاستعداد في درء العاصفة تتوقف على مايحضره الخصم من مفاجآت ومن اساليب ضغط.