إستنفار على الحدود المصرية مع غزة

حماس: سيتم إفشال الانتخابات التي دعا اليها عباس

بلير في اسبانيا قبل اجتماع الرباعية في لشبونة

العريش (مصر): وضعت القوات المصرية المنتشرة على الحدود بين مصر وقطاع غزة في حالة استنفار امني خوفا من محاولة فلسطينيين متجمعين على الجانب الفلسطيني اقتحام معبر رفح بالقوة، حسب ما ذكرت مصادر امنية مصرية في العريش.واوضح مسؤول امني مصري في شمال سيناء طلب عدم ذكر اسمه ان مصر تجري اتصالات من اجل فتح معبر رفح بشكل مؤقت خلال ال 48 ساعة المقبلة من اجل السماح بمرور الفلسطينيين العالقين الى قطاع غزة.

غير ان المراقبين الاوروبيين الذين يتولون ادارة معبر رفح من الجانب الفلسطيني اكدوا انه لا علم لديهم باحتمال اعادة فتح المعبر.وقالت المصادر الامنية المصرية ان مئات الفلسطينيين تجمعوا في رفح الفلسطينية على الجانب المقابل للاراضي المصرية مطالبين بفتح المعبر ليتمكن قرابة 5 الاف فلسطيني عالقين في مصر منذ اكثر من شهر من العودة الى ديارهم.

وكان معبر رفح، المنفذ الوحيد لقطاع غزة الى الخارج، اغلق بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في 15 حزيران/يونيو الماضي. ومنذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة الذي انتهى في ايلول/سبتمبر 2005، يقوم 750 عنصرا في مجموعات شبه عسكرية مجهزين باسلحة خفيفة ومدرعات بتسيير دوريات على طول حدود ممر فيلادلفيا.

واوضحت المصادر الامنية ان قوات حرس الحدود وقوات الامن المركزي المصرية الموجودة على الحدود مع قطاع غزة وضعت في حالة استنفار كما تم اغلاق الطريق الرئيسية التي تربط مدينة العريش بمدينة رفح المصرية (الواقعة على بعد 50 كلم منها) أمام الفلسطينيين.

وتخشى السلطات الامنية المصرية من أن يحاول الفلسطينيون العالقون، الذين يقيمون في ظروف صعبة في مدينة العريش، الوصول الى الحدود ومحاولة المرور بشكل جماعي الى غزة من خلال فتح ثغرات في السور المقام بين مصر والقطاع لمنع تسلل فلسطينيين.

وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان سيدة فلسطينية من بين العالقين توفيت الاربعاء في مستشفى العريش العام من مضاعفات مرض السرطان.وأوضحت الوكالة أن وفاء داود (47 عاما) عادت من رحلة علاج من مرض السرطان بمعهد ناصر بالقاهرة منذ حوالى شهر لكنها فوجئت بإغلاق ميناء رفح البرى وتم إدخالها إلى مستشفى العريش العام حيث توفيت متأثرة بمرضها.

وكانت شابة فلسطينية في السابعة والعشرين من عمرها توفيت الثلاثاء من مضاعفات مرض السرطان ايضا بعد ان علقت على الحدود اثر رحلة علاجية قامت بها الى القاهرة.واعلن وزير الصحة المصري حاتم الجبلي انه اوفد فريقا طبيا متخصصا من اساتذة معهد السكر في القاهرة لعلاج المرضى الموجودين في مستشفى العريش من الفلسطينيين العالقين والمصريين.وقال مدير عام وزارة الصحة في محافظة شمال سيناء ماجد الشيخ ان هذا الفريق يضم اربعة اطباء متخصصين في علاج مشاكل القدم الناتجة عن الاصابة بمرض السكري.

وقالت الصحف المصرية اليوم الخميس ان وفدا من مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس قام امس بزيارة الى العريش ورفح لتفقد اوضاع العالقين.ونقلت الصحف المصرية عن هاني الجبور مسؤول مكتب الارتباط الفلسطيني في معبر رفح انه "تم صرف 28 ألف جنيه لعدد 28 حالة مرضية وإنسانية بواقع 1000 جنيه لكل حالة".

وصرح محافظ شمال سيناء اللواء أحمد عبد الحميد أنه تقرر فتح نزل الشباب والمعسكرات الدائمة والمدارس لإقامة الفلسطينيين العالقين بمدينة العريش.واكد المحافظ أنه "تم بالفعل فتح 3 مدارس ونزل الشباب إلى جانب 3 معسكرات دائمة بمدينة العريش لإقامة الفلسطينيين العالقين وجارى تجهيزها وإعدادها لإستقبال العالقين خاصة أصحاب الظروف الصعبة والحالات الملحة ممن إستنفدوا نقودهم ولم يعد هناك أى مأوى لهم".واضاف انه "تم إعتماد 180 الف جنيه لتجهيز وجبات غذائية للفلسطينيين العالقين وتوزيعها عليهم وهى تكفى لعدد ثلاثة آلاف فلسطينى ولمدة ثلاثة ايام".واوضح ان "الهلال الأحمر المصرى سيوفر وجبات غذائية إضافية تكفى نفس العدد لمدة 10 أيام اخرى وسيتم صرفها للعالقين".

ومن جهة اخرى، قال المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي في القاهرة خالد منصور ان "اكثر من اربعين شاحنة محملة ب1500 طن من دقيق القمح تنتظر منذ عدة ايام في الجانب المصري من معبر رفح للعبور الى غزة".واضاف "كنا نامل في نقل 3 الاف طن من دقيق القمح الى اهالي قطاع غزة خلال الاسبوعين المقبلين ولكن هذه المساعدات مازالت عالقة بسبب اغلاق معبر كرم ابو سالم" الواقع على الحدود بين مصر واسرائيل وقطاع غزة والخاضع لسيطرة الدولة العبرية.