اغتيال غانم: ادانة اممية والأكثرية النيابية بالخفاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بري: متمسك بعقد جلسة الثلاثاء لإنتخاب الرئيس على الرغم من اغتيال غانم
دمشق: غانم ضحية لرفع سقف مطالب 14 آذار
حواري... يحترم الآخر وثابت على مواقفه
لبنان على موعد مع معركتين إنتخابيتين قاتلتين
عواصم: دان مجلس الامن الدولي رسميا اليوم الخميس "الاعتداء الارهابي" الذي وقع امس في بيروت وذهب ضحيته النائب اللبناني المناهض لسوريا انطوان غانم واربعة اشخاص اخرين.واصدر مجلس الامن الدولي خلال اجتماعه الخميس اعلانا تلاه رئيسه لشهر ايلول/سبتمبر السفير الفرنسي جان موريس ريبير وجاء فيه ان "مجلس الامن الدولي يشجب بشدة الاعتداء الارهابي الذي وقع في بيروت في 19 ايلول/سبتمبر".
واضاف البيان ان "المجلس يدين مرة اخرى كل الاغتيالات المحددة الاهداف التي نفذت في حق مسؤولين لبنانيين، لا سيما منذ تشرين الاول/اكتوبر 2004، ويطلب وقف اعمال الترهيب فورا ضد ممثلي الشعب والمؤسسات اللبنانية".
الى ذلك يحيط ممثلو الاكثرية النيابية في لبنان انفسهم بتدابير امنية مشددة حتى ان بعضهم اختار الاختفاء عن الانظار او التوجه الى الخارج خوفا من تعرضهم للاغتيال كما حدث للنائب انطوان غانم الذي اغتيل الاربعاء قبل ايام من جلسة نيابية حاسمة لاختيار الرئيس الجديد.وتسعى الاكثرية الممثلة في الحكومة اللبنانية والمدعومة من الغرب للاحتفاظ بغالبية النصف زائد واحد الضئيلة التي تتمتع بها في البرلمان والتي اصبحت اكثر اهمية الان بعد اغتيال غانم الذي وجهت اصابع الاتهام الى سوريا بالوقوف وراءه.
وقد اختفى وزراء التحالف الحكومي والنواب والمسؤولون السياسيون عمليا من الحياة السياسية، خلف الجدران السميكة او الاسلاك الشائكة، او حتى الدبابات، في حين اختار البعض السفر الى الخارج.كان انطوان غانم العضو الثامن في التحالف المناهض لسوريا الذي اغتيل في لبنان منذ التمديد لولاية الرئيس اميل لحود اثر تعديل دستوري بضغط من سوريا ولثلاث سنوات تنتهي في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقتل هؤلاء في تفجيرات نفذت بسيارات مفخخة او باطلاق النار عليهم. وكلفت الامم المتحدة لجنة دولية للتحقيق في هذه الاغتيالات اشارت الى الاشتباه بمسؤولين امنيين سوريين ولبنانيين.واطلقت الاكثرية الحاكمة في لبنان خطة لحماية النواب منذ اغتيال النائب وليد عيدو في حزيران/يونيو الماضي. بموجب هذه الخطة تم ارسال نواب الى باريس او القاهرة والامارات العربية المتحدة.وقتل غانم بعد يومين من عودته من الخارج، على غرار النائب جبران تويني الذي اغتيل في كانون الاول/ديسمبر 2005.
وقال متحدث باسم الشرطة طالبا عدم الكشف عن اسمه ان اغتيال غانم كان مشابها لاغتيال تويني الذي وقع غداة عودته من فرنسا.واضاف المصدر ان "غانم كان لديه حراس شخصيون، لكن المرافقين المكلفين بحمايته من قبل امن الدولة لم يكونوا معه عندما وقع الانفجار. كان قد ارسلهم في مهمة اخرى، ربما بهدف التمويه".وقال ان "جميع التفاصيل تشير الى ان الفاعلين محترفون وانهم يستفيدون من الثغرات الامنية في البلاد".واثر اغتيال غانم، تم حجز جناح كامل لاستضافة نحو 40 نائبا في فندق فينيسيا الفخم على شاطئ البحر في بيروت. وبدأ النواب بالانتقال اليه املا في البقاء في مأمن.
ومنعت السيارات من التوقف بالقرب من الفندق الذي تحول الى ما يشبه منطقة محصنة تحيط به اجراءات امنية مشددة، كما افاد مصدر في الفندق طلب عدم الكشف عن اسمه.
ويقع فندق فينيسيا على بعد بضع مئات من الامتار من مقر البرلمان حيث من المقرر عقد جلسة الثلاثاء لانتخاب رئيس الجمهورية.كما يقيم كثير من الوزراء في المجمع الذي يضم مقر رئاسة الوزراء في وسط بيروت محاطا بجدران سميكة ودبابات منذ بداية الاعتصام الذي تنفذه المعارضة في وسط بيروت منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي.
مقتل الغانم يفاقم أزمة لبنان
إلى ذلك سارع بعض الزعماء اللبنانيين الى إلقاء اللوم على سوريا في قضية اغتيال النائب انطوان الغانم . وقال مروان حمادة وزير الاتصالات -وهو احد زعماء التحالف الحكومي ونجا من محاولة اغتيال عام 2004 - "كل شهرين او ثلاثة أشهر نحن نستهدف."وقال حمادة "النظام السوري يستخدم مهاراته الارهابية على حساب الغالبية اللبنانية."
وقال النائب الياس عطالله ان الاطراف التي تقف خلف الهجمات "يبدو ان لديها معلومات وتفاصيل عن حياتنا".وقال "هناك مافيا تستغل ضعف الاجهزة الامنية في لبنان. هذه المافيا تديرها اجهزة الاستخبارات السورية مباشرة بعد ان حكمت البلاد لعدة عقود".
واضاف عطالله "الاجهزة الامنية ضعيفة، ولا يوجد تنسيق حقيقي بينها. الكل يعرف ان هناك مشكلة بين الحكومة وجهاز الامن العام" الذي يقوده مقرب من المعارضة.ولدى سؤاله كيف يمضي وقته متخفيا، قال عطالله "ابقى معظم الوقت وحدي، من دون عائلتي ولا اخرج، استقبل بعض الاشخاص".وتابع "اكتب واقرأ كثيرا. انا الآن اقرأ كتاب +الف ليلة وليلة+ لان الوقت الذي نعيشه يذكرني بماضي" منطقتنا الذي يتسم بالعنف.
ويقلص مقتل غانم مقاعد التحالف الى 68 مقعدا في البرلمان الذي يتألف من 128 عضوا. وهو يزيد بذلك بواقع ثلاثة مقاعد فقط عن الاغلبية المطلقة التي يحتاج اليها للفوز في عمليات التصويت.وطلب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مساعدة فنية للتحقيق في "هذا الاغتيال الرهيب" في رسالة بعث بها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.وقال بان في بيان أنه "صدم من هذا الاغتيال الوحشي."
وقالت الصحف اللبنانية والسياسيون إن مقتل غانم أحدث نكسة في جهود التوصل الى مرشح تتوافق عليه الاراء ليحل محل الرئيس اللبناني اميل لحود المؤيد لسوريا الذي تنتهي فترة رئاسته في تشرين الثاني (نوفمبر) .
ومن المتوقع أن يعقد مجلس النواب جلسة في 25 من ايلول (سبتمبر) الجاري لانتخاب خلف للحود قبل حلول 23 من تشرين الثاني (نوفمبر) لكن الجلسة لن تمضي قدما دون اتفاق بين التحالف الحاكم المناهض لسوريا والمعارضة.
ويعتبر الاتفاق على رئيس جديد خطوة ضرورية لانهاء أسوأ ازمة سياسية يعيشها لبنان منذ انتهاء الحرب الاهلية التي استمرت من عام 1975 حتى عام 1990 .وصرح علي حسن خليل وهو عضو بارز في حركة امل الشيعية المعارضة الموالية لسوريا ويتزعمها نبيه بري رئيس البرلمان ان الحادث أضر بجهود بري للتوصل الى اتفاق بشأن الرئيس. وقال خليل للتلفزيون اللبناني إن هذه التجربة التي كانت تقودها حركة أمل تعرضت "لنكسة باغتيال الشهيد انطوان غانم."
وتشيع جنازة غانم (64 عاما) يوم الجمعة.وقال حزب الله إن الاغتيال استهدف الاضرار بتوافق الاراء الذي يسعى اليه.وتنتهي فترة لحود يوم 23 نوفمبر والفشل في الاتفاق على من يخلفه قد يسفر عن تشكيل حكومتين ما يفاقم حالة عدم الاستقرار في لبنان.
حداد في المناطق المسيحية اللبنانية على اغتيال غانم
أغلقت المدارس والجامعات وكثير من الأعمال التجارية في المناطق المسيحية في بيروت وجبل لبنان أبوابها يوم الخميس حدادا على اغتيال النائب انطوان غانم، وتنفيذا لإضراب دعا إليه حزب الكتائب الذي كان يمثله غانم في البرلمان اللبناني.
وقال نيكولا ميشيل المستشار القانوني لبان كي مون للصحافيين إن لجنة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ستحتاج إلى تفويض من مجلس الأمن الدولي لتقديم المساعدة في قضية غانم.
وأضاف المسؤول الدولي أنه بالنظر إلى الخبرة الماضية التي اكتسبتها اللجنة فإنه من المرجح تقديم هذه المساعدة قريبا. وقتل غانم المنتمي إلى حزب الكتائب المسيحي وخمسة أشخاص آخرين في انفجار سيارة ملغومة في منطقة سن الفيل في بيروت قبل ستة أيام فقط من موعد انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وفور اغتياله ألقى حلفاء غانم المسؤولية على دمشق، متهمين إياها بأنها وراء الاغتيال، فيما أدانت العاصمة السورية الاغتيال. يشار إلى أن غانم هو سابع شخصية سياسية مناهضة لسورية يقتل منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/شباط عام 2005.
إدانة دولية
وقادت الولايات المتحدة حملة التنديد الدولية التي أدانت عملية اغتيال النائب اللبناني، حيث قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن الاغتيال يعتبر واحدا من الاعتداءات التي نفذت ضد أبطال "لبنان المستقل والديمقراطي".
وقال بوش ان عملية اغتيال النائب اللبناني انطوان غانم هي مثال على محاولات تقويض بروز الديمقراطية في الشرق الاوسط. واضاف في مؤتمر صحافي بالبيت الابيض "اعتقد ان ديمقراطية في قلب الشرق الاوسط ستكون ضربة رئيسية للمتشددين والراديكاليين اينما كانوا في الشرق الاوسط" في اشارة الى العراق مضيفا "بالامس فقط رأينا اعتداء على مؤيد للديمقراطية اللبنانية ومناهض لسوريا".
وتابع بوش "لا ادري الان من قام بهذا الامر ولكن اعرف انه نموذج عن الحرب التي نخوضها حيث المتشددون يقتلون الابرياء بهدف تقويض الديمقراطيات". واشار الى ان "احدى الاشياء التي اشعر بشغف نحوها هي ان تدرك الولايات المتحدة كيف سيكون الشرق الاوسط اذا اصبح ملاذا للارهابيين والمتشددين الذين سيصبحون اقوى مع انهزام الولايات المتحدة" مؤكدا على ضرورة نجاح بلاده.
أما السفير الأميركي في المنظمة الدولية زلماي خليل زاد فقال: "نحن نعتقد أنه من الأهمية البالغة ألا تكون هناك حصانة لاغتيال سياسي" حتى يكون ذلك رادعا من ارتكاب المزيد من مثل هذه الأعمال، مضيفا أن واشنطن "تريد تقديم المسؤولين عن ذلك إلى المحاكمة."
وقد أدان بان كي مون ومجلس الأمن الدولي اغتيال انطوان غانم. وقال بان إنه "صدم من هذا الاغتيال الوحشي" لغانم وأنه يدين "بأشد تعبيرات هذا الهجوم الإرهابي". أما المتحدثة باسمه ميشيل مونتاس فقالت إن "أعمال الإرهاب هذه تهدف إلى تقويض استقرار لبنان وهي غير مقبولة. وقد عانى لبنان كثيرا من مثل هذه المحاولات."
من جانبه قال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن جان موريس ريبير للصحافيين إن "مجلس الأمن يدين هذا التفجير مع كل محاولة لزعزعة استقرار لبنان ولاسيما خلال هذه الفترة الحرجة." ومن المتوقع أن يعقد مجلس النواب جلسة في 25 سبتمبر/أيلول لانتخاب خلف للرئيس إميل لحود المؤيد لسورية.
ومن جانبه أدان الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية للعملية الارهابية التي راح ضحيتها النائب اللبناني انطوني غانم وعدد من الضحايا في الانفجار الذي وقع في العاصمة اللبنانية بيروت.
ووصف حادث الاغتيال بالجريمة البشعة التي تستهدف امن واستقرار لبنان معربا عن صادق تعازيه لاسرة الفقيد ولاسر الضحايا والى الشعب اللبناني الشقيق في هذا المصاب الاليم .وجدد العطية مواقف دول المجلس التي تنبذ الارهاب بمختلف اشكاله وصورة وأيا كان مصدره ومهما يساق له من اسباب.
منظمة المؤتمر الاسلامي تدين اغتيال النائب اللبناني انطوان غانم
إلى ذلكأدانت منظمة المؤتمر الاسلامي في بيان الخميس اغتيال النائب اللبناني المناهض لسوريا انطوان غانم في عملية تفجير الاربعاء في بيروت، داعية اللبنانيين الى انتخاب رئيس جديد على اساس "التوافق".وقال بيان ان الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلي "يعرب عن شجبه واستنكاره الشديدين للجريمة النكراء التي اودت بحياة النائب اللبناني انطوان غانم" الاربعاء.وناشد اوغلي "جميع الافرقاء اللبنانيين العمل على توحيد الصفوف واستكمال الحوار الوطني وانتخاب رئيس للبنان على اساس التوافق حتى يكون قادرا على تمثيل كل الشعب اللبناني بدون استثناء".