إيلاف+

حضور فاعل للمرأة في المشهد العراقي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اسماعيل ابراهيم ومحمد قاسم من بغداد: ان كانت فلندا أول بلد في العالم سمح للمرأة بالمشاركة في الحياة السياسية وكان ذلك سنة 1906 فان عام 1967 شهد اول مشاركة للمرأة في العراق في الحياة السياسية حيث يعد العراق ثالث دولة عربية تسمح للمرأة بالمشاركة السياسية بعد ان سمحت لها اولا سوريا سنة 1949 ثم مصر سنة 1956 وهذه الدول سبقت سويسرا التي لم تسمح للمرأة الا في سنة 1971.
بمناسبة يوم المراة العالمي التقت ايلاف بعدد من النساء العراقيات وفتحت معهن احاديث عن الواقع المعاش ودور المرأة في العراق الجديد.
المحامية " سحر علي " وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان، سألناها عن حقوق المرأة العراقية في الدستور الجديد ما هي؟
- اعتبر الدستور من يولد من عراقية عراقي تبعا إلى أمه وهذا لم يكن سابقا ولم ينص عليه في كثير من الدول جاء ذلك في نص المادة ( 18 ) من الدستور والتي نصت على " يعد عراقيا من ولد لاب عراقي او لام عراقية وينظم ذلك بقانون " كما انه ساوى بينها وبين الرجل في المشاركة في الشؤون العامة والتمتع بالحقوق السياسية بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح هذا ما جاء بالمادة ( 20 ) كما انه منع كل أشكال العنف والتعسف ضدها. واوجب ان لا يقل عدد النساء في مجلس النواب عن ربع عدد أعضاءه، ونجد الان في أول حكومة شكلت بعد الاحتلال ( حكومة علاوي) كانت حصة النساء منها ( 6 ) وزيرات. وزاد العدد في( حكومة الجعفري ) الحكومة الحالية الى ( 7 ) اذن المرأة العراقية قادمة بقوة للحياة السياسية وسوف تزاحم الرجال بذلك.
*لماذا النص في الدستور على نسبة لا تقل عن الربع ولم يترك الأمر دون تحديد نسبة؟
- نعم في الحقيقية النص حدد اقل نسبة وهو الربع اما ان تجاوز العدد عن ذلك حتى لو كان 100% من عدد نسرين برواري وزيرة البلديات والاشغال أعضاء المجلس من النساء فلا أشكال في ذلك. لكن الدستور اخذ بنظام ( الكوتا ) وهذا معمول به في كثير من الدول وفي إحصائية صدرت أخيرا بتحديد نسب النتائج الانتخابية للدول التي لاتطبق مبدأ الكوتا كانت نتائج هذه الإحصائية أظهرت ان اكثر نسبة حققتها المرأة في السويد حيث حصلت على (45%) من مقاعد البرلمان وان اقل نسبة حصلت عليها المرأة وهي صفر في البحرين. حيث لم تستطع اي امرأة بحرينية الحصول على مقعد في برلمان تلك الدولة في انتخابات سنة 2002، كما ان المجتمع لازال لم يهضم بعد قيادة المرأة واعتقد هذا افضل الان ويمكن التعديل في المستقبل.

*لكن البعض يعتبر ان المادة ( 41 ) من الدستور والتي نصت على إعطاء الحرية للعرقيين بالرجوع الى أحوالهم الشخصية حسب ديانتهم او مذهبهم او معتقداتهم او اختارتهم يعتبر هذا نكوص للحقوق المرأة؟
نعم البعض يرى ذلك وليس الكل واعتقد ان من يعارض هذا نسبة قليلة لان النص جاء بناءا على تصويت في البرلمان ولاستفتاء ومن حق الأخريين ان يعترضوا لكن طريقة التغيير لا تتم الا عن طريق قبة مجلس النواب ومن يمتلك مقاعد اكثر سوف يفرض متبنايته الفكرية، ولا اعتقد ان هذا تراجع ابدا لان قانون الأحوال الشخصية ينظم الأحكام عن طريق المذهب الحنفي غاية الأمر سوف يضم له بقية أراء المذاهب وهذا ما كان معمول به سابقا أي قبل سنة 1959، أي يتم تعديل القانون فقط لا كما يظن البعض من إلغاء القانون.
*هناك بعض النصوص القانونية التي تميز بين المرأة والرجل مثل نص المادة ( 409 ) عقوبات والتي تبيح للرجل القتل غسلا للعار وكذلك النص الذي يعتبر يفرق بين زنا الرجل والمرأة؟

المرأة الافغانية تستعد لعيدها

المرأة السورية والسباحة عكس التيار ومعه

نساء فلسطين لايتبادلن التهاني بيومهن العالمي


ان هذا النص موجود في قانون العقوبات والذي شرع سنة 1969 أي مضى عليه اكثر من 35 سنة وهو بالتأكيد بحاجة الى تعديل اعتقد سوف يتم تعديل قانون العقوبات برمته خلال فترة عمل مجلس النواب لان القانون وليد حاجة اجتماعية ومجتمع اليوم ليس مجتمع قبل 35 سنة، كما ان النص لم يجوز القتل بل خفف العقوبة لانه اعتبر مفاجئة الرجل لزوجته استفزاز خطير وهذا النص موجود في اغلب قوانيين العقوبات العربية، وعموما هو انتهاك لحقوق المرأة ليس من باب السماح لها بممارسة الزنا لأنها بالحقيقية انتهكت حق الأسرة وعقد رباط الزوجية واقصد بالانتهاك حقوقها من حيث التفرقة بين العقوبة والتمييز بينها وبين الرجل التمييز على أساس الجنس وهذا مرفوض.

كما التقت إيلاف بالآنسة رنا عودة 24 سنة ذات ملامح طفولية بريئة تعمل مشاورة قانونية في إحدى دوائر الدولة المهمة تقول عن معاناة المرأة " لا اعتقد ان في العالم امرأة عانت اكثر من المرأة العراقية، لقد عانينا الأمرين، ولكن الذي يشجعنا على الاستمرار في الحياة ومواجهة الصعوبات والظروف القاسية السيئة التي نلاقيها يوميا هو الأمل.. أملها في حدوث تغيير او تطور في المستقبل وأحلامها بان يكون المستقبل مشرق وحياة كريمة وتضيف ان هذا اقل ما تستحقه نظرا لما لاقته في حياتها وعلى مدى عقود من السنين من مآسي يصعب ويطول سردها ".

وبالمقابل قالت زميلتها الاستاذه ( هدى ستار 25 سنة ) انها تؤمن بعبارة ( وتستمر الحياة ) التي آمنت بها منذ نعومة اضافرها، هدى التي تشعرك بأنها تملك عقل اكبر من عمرها بكثير تقول " لم أشاهد او اسمع سوى إخبار الحروب والموت والدمار ولا يخفى على أحد ان الوضع في العراق سيء جدا من ناحية الأوضاع الأمنية دون أي بادرة أمل لتحسين هذه الأوضاع لكن رغم كل ذلك أقول وتستمر الحياة فنحن ( العراقيون ) نتوجه كل يوم الى عملنا بكل جد لا يوقفنا شيء ابدا وتضيف والابتسامة تعلو ماحياها لا شيء لا سيارة مفخخة ولا عبوة ناسفة ولا صاروخ أضاع طريقه، مهما كان ويكون تبقى المرأة العراقية ألام الحنونة والأخت الصادقة ولازالت تحب وتبتسم وتعمل ".

والتقت ايلاف بالآنسة ( فاطمة جواد 24 سنة بكالوريوس علوم رياضيات تحضر لرسالة الماجستير سألتها ايلاف عن حاجة المراة للراحة والاستجمام بعد ضغوط الدراسة وهل ذهبت بسفرة جامعية خلال سنوات الثلاثة الأخيرة؟ قالت "بصراحة لا أحبذ السفرات الجامعية وبالتالي فانا لم اشترك بأي سفرة لا سابقا ولا ألان".
وهل هناك أي ضغوط تمارس على الفتاة الجامعية من جماعات دينية او أحزاب سياسية.
قالت نعم في النظام السابق كانت هنالك ضغوط اما الان فلا اعتقد بوجود أي ضغط بل على العكس المرأة الان دخلت في مجلات عديدة وطرقت باب السياسية من أوسع أبوابه.

اما السيدة اشراق الموسوي 35 سنة معلمه تربويه وهي ام لخمسه اطفال فقد حدثتنا عن تاريخ المرأة العراقية: يتعبر العراق من الدول الرائدة في المنطقة في فتح مدارس للبنات على اعتبار ان فريضة طلب العلم واجب على المرأة والرجل كما جاء بالحديث الشريف وتعتبر اول عراقية دخلت التعليم في العقد الاول من القرن الماضي هي ( صبيحة الشيخ احمد الداود ) والتي انخرطت في الى مهنة التعليم بعد ان اكملت درستها وأول من انتمت الى نقابة المحامين من النساء هي ( امينة الرحال ) والتي تخرجت من كلية الحقوق بتاريخ 31 / 5 / 1943 والتي مثلت العراق في سنة 1930 في دمشق في المؤتمر الشرقي النسوي مع زميلتها جميلة الجبوري.
وتعتبر السيدة نزيهة جودت الدليمي اول وزيرة والتي تم استيزارها في حكومة عبد الكريم قاسم بعد الاطاحة بالنظام الملكي في 14-7-1985 وجاءت بعدها د.سعاد خليل اسماعيل شغلت حقيبة وزارية في سبعينات القرن الماضي عندما كان احمد حسن البكر.
اما الثورة على الظلم والطغيان فالمرأة العراقية القدح المعلى في ذلك فهذه محاكمة الطاغية التي تنقل أحداثها للعالم الشهيدة أطوار بهجت وصديقتهارنا جعفر أجمع نجد ان اكثر المعتقلين في قضية الدجيل كان من النساء والواتي تعرضن للتعذيب المروع على أيدي جلادي البعث وان كان ابرز من معارضي صدام هو محمد باقر الصدر نجد انه لم يكن لوحده بل كانت الى جانبه شقيقته الأديبة " آمنة حيدر الصدر "( بنت الهدى ) والتي استشهدت مع اخيها على ايدي صدام بتاريخ 9 / نيسان 1980 وشاء القدر ان يكون هذا التاريخ هو يوم سقوط الصنم، وللشهيدة بنت الهدى كثير من المؤلفات والروايات الأدبية منها " 1 الفيلة تنتصر. 2 الخالة الضائعة.3 امراتان ورجل.4 صراع.5 لقاء في المستشفى.6 مذكرات الحج.7 ليتني كنت أعلم.8 بطولات المرأة المسلمة.9 كلمة ودعوة.10 الباحثة عن الحقيقة.11 المرأة مع النبي."
والتي تعتبر اليوم للكثير من النساء العراقيات المثلى الأعلى في العلم والأخلاق التضحية والنبل والطهارة.
وأخر الشهيدات من النساء العراقيات كانت الصحفية أطوار بهجت التي ذهبت ضحية شهيدة للحقيقية والتي اغتيلت على ايدي الإرهابيين في سامراء يوم 23 فبراير شباط 2006 ولن تكون الأخيرة فالمرأة العراقية أبت الا ان تسجل حضورها ولو كلفها ذلك حياتها.

فيما تقول ام زهراء عند سؤالها حول هذا الموضوع توجد الكثير من نقاط الاختلاف بين الرجل والمراة التي من اهمها العطفة الجياشة التي تحكم المراة والتي يراها البعض جهلا بانها من نقاط الضعف لدى المراة بينما نقول لهم ان المراة بعاطفتها هذه تحقق الموازنة المطلوبة في المجتمع فماذا سيكون لو حكمت لغة الشدة والحزم كل تصرفاتنا وعلاقاتنا.
- اما اقبال فتقول هي الام التي تحتضن الجنين في احشائها والاخت التي تجعل من نفسها مستودعا لفيض الحنان تجاه الاخوة بمشاركتهم الحياة وهي الابنة التي تقف مع الاب والام وتتبادل معهم لغة الحب والتفاهم وهي الزوجة التي جعل الله بينها وبين الرجل مودة ورحمة.
أما أم حسينفقالت بهذه المناسبة: هي الام التي جعل الله سبحانه وتعالى الجنة تحت ا قدامها والام العراقية خير مصداق لهذا الحديث وهي الطالبة المثابرة المتفوقة في الدراسة ولا انسى احدى زميلاتي في ايام الدراسة التي كانت مع كونها يتيمة حيث قتل ابوها في حرب ايران الا انها المتفوقة على عموم المدرسة في كافة الدروس ومرة نراها الموظفة

عراقيات في دورة تدريبية لادارة المكتبات

المتقنة لعملها بدون ملل اوضجر وفي العراق وصلت المراة الى اكثر من وزارة ومنصب رفيع وعند دخولك الى اي من دوائر الدولة هذه الايام وخصوصا المصارف والبنوك تجد ان نسبة 85 بالمئة من المناصب الادارية تشغلها النساء دون الرجال وانا اعمل في احدى دوائر وزارة الصناعة والمعادن لدينا مديرة قسم الهندسة ومديرة الحسابات ومديرة الادارة فضلا عن باقي الاقسام الادارية وقد نجحت المراة العراقية في الدمج مابين العمل خارج البيت وما عليها من واجبات داخل البيت فهي لاتفرط بواجباتها كزوجة وام من اجل الوظيفة ولا تتمسك بالوظيفة اكثر من تمسكها بروابطها الاسرية التي تربت عليها ولان كل موهوب محسود كما يقول العرب فان بعض الجهات اللاانسانية لم يرق لهم هذا النجاح التي تحققة المراة العراقية البطلة والثبات الرائع رغم الظروف فوق الصعبة التي يمر بها عموم المجتمع العراقي فعمدوا الى تشوية صورتها ومكانتها اعلاميا كما نرى اليوم في بعض الفضائيات وهي اي المراة مع ذلك ارسلت لنا من خلالهم صورة حية ورسالة اخرى في سجلها النظيف فعندما نشاهدها تبكي وتصرخ من جراء المفخخات وعواقبها تبين لنا مدى الاجرام والقسوة التي يتصف بها هؤلاء الاعداء الدمويين بل ان بعضهم راح يعض الانامل من الغيض عندما يرى من المراة هذا الثبات فما كان منهم الا ان يقوموا بتصفة بعض النماذج التي يحتاجها العراق فمثلا وقبل اشهر جائت مجموعة من المجرمين الى عيادة واحدة من اشهر الطبيبات ودخلوا عليها مسرعين وادخلوا معهم الموت عبر كاتم الصوت ويخرجوا مسرعين امام اعين المرضى الذين جائوا للاستشفاء على يدي طبيبتهم الشهيدة وكذلك تصفيتهم لواحدة من ابرز العاملات في موقع الممهدون الالكترونيالتي يشكل اغتيالها واغتيالالصحفية العراقية الشابة اطوار بهجت دليلا على محاولة البعض للتقليل من النماذج المفيدة من النساء.


ismael@elaph.com

mohamed@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف