نساء فلسطين لا يتبادلن التهاني بيومهن العالمي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المراة الفلسطينية استطاعت اقتحام قصر الرجل ومملكته
نساء فلسطين لا يتبادلن التهاني بيومهن العالمي
سمية درويش من غزة: يأتي اليوم العالمي للمرأة في ظل ظروف غاية في الصعوبة تعاني منها المرأة على مستوى العالم، لما تتعرض له من انتهاكات تتناقض مع اتفاقية جنيف الصادرة العام 1977، والتي تشير إلى أنه يجب أن تكون النساء موضع احترام خاص وأن يتمتعن بالحماية.
ويظل يوم المرأة العالمي والذي يصادف الثامن من آذار من كل عام، نقطة محرضة في حياة المرأة على مزيد
ويتسم المجتمع الفلسطيني بهيمنة ذكورية تستأثر النصيب الأكبر من فعاليات الحياة المختلفة، حيث يتطلب من النساء أن يبذلن جهودا مضاعفة من أجل إدماجهن في عملية صنع القرار، إلا أن التغيرات السياسية التي مرت على المجتمع اتاحت للنساء في ظل ظروف كثيرة فرصة تاريخية من أجل تطوير أوضاعهن إيجابا، من خلال الانخراط في العمل النضالي والجماهيري.
أقدم محامية فلسطينية
سعادة الدجاني أقدم محامية في قطاع غزة، استطاعت أن تشغل عدة مناصب مهمة وحساسة في السلطة الوطنية، لاسيما في سلك القضاء الذي بات كقصرا مشيدا للرجال على مدار عقود من الزمن.
تمكنت الدجاني التي ترعرعت في أسرة عشق أهلها القانون، من الحصول على درجة الليسانس بإجازة الحقوق من جامعة عين شمس من جمهورية مصر العربية العام 67، في وقت كانت تعاني فيه المراة الفلسطينية بقطاع غزة من سياسة التجهيل المتعمد لعدم سماح الأهالي للإناث إكمال دراستهن الجامعية، حيث كانت تكتفي لقسط معين من الدراسة ثم بعدها تنتقل لبيت الزوجية.
الدجاني التي تشغل حاليا منصب قاضي المحكمة العليا، ترى بان السلطة الفلسطينية ومنذ إنشائها كان لها دور رئيس بإبراز ودعم حقوق المراة، التي تمكنت أن تحصل على عدة مقاعد داخل المجلس التشريعي العام 96 وتشغل عدة مناصب وزارية.
اقتحام قصر الرجال
وحول كيفية تخطي كافة الإشكاليات بالمجتمع منذ عشرات السنين، واقتحام مكانا (الحقوق) غالبا ما شيده الرجال لهم، قالت الدجاني لـ(إيلاف)، " أنا من أسرة أحبت القانون، وحصلت على إجازة الحقوق من جامعة عين شمس عام 67، وعملت الدجاني بالمحاماة لمدة من الزمن، ثم انتقلت إلى النيابة العامة وترافعت أمام القضاء الفلسطيني كأول محامية وكأول وكيلة نيابة في فلسطين، حيث وجدت سيدة فلسطين الأولى في مجالها كل التشجيع والترحاب من جميع الفئات.
نساء فلسطين لايتبادلن التهاني بعيدهن
تعينت بالقضاء في محكمة الصلح عام 73، وكانت تقوم بعملها بكفاءة، ثم تعينت بالمحكمة المركزية عام 87، وعند قدوم السلطة صدر مرسوم رئاسي من الرئيس الراحل ياسر عرفات بتعينها قاضي المحكمة العليا عام 96، ثم صدر مرسوم رئاسي مسجل أعلى للمحاكم.
المراة بجانب الرجل وليست خلفه
وحول وصول المراة الفلسطينية إلى كافة المناصب، وان كان هناك من المناصب ما زالت لم تشغلها النساء الفلسطينيات، ذكرت الدجاني بان المراة الفلسطينية في بلادنا كانت على الدوام من أرقى الدول العربية غير أن الاحتلال ساعد على تأخيرها، موضحة بان فلسطين أنجبت المراة المكافحة والعاملة ومنحتها حق الانتخاب والترشح.
وفي ما يتعلق بالعنف الذي تتعرض لها المراة في مجتمعنا الفلسطيني ترفض الدجاني الحديث عنه كظاهرة موجودة، إلا أنها تعتبرها إحدى المساوئ الاجتماعية التي تحتاج إلى تثقيف المراة والرجل معا حول كيفية معاملة ابنته وزوجته.
وشددت على ضرورة إعطاء المراة الحرية، ولكن الحرية حسب الدجاني لها إطار معين وعدم تعديه، منوهة بان كل أسرة لها دستورها الخاص بها، ولا يجوز تعدي هذا الإطار، كما ان الدين الإسلامي كرم المراة وأعطاها جميع الحقوق.
وأوضحت بان المراة الفلسطينية بجانب الرجل وليست خلفه، ولكن التفسير الخاطئ والمساوئ الاجتماعية، لا يعني أن المراة لم تأخذ حقوقها في بلادنا.
وحول الكوتة النسائية التي تعطي للنساء في المجالس الانتخابية، تشير الى انه لا داعي لها، مشددة على ضرورة إعطاء كل إنسان حقه، من زاوية الشخص المناسب في المكان المناسب، ومن يصلح لأي مركز سواء رجل أو امرأة يجب أن يأخذه بعيدا عن التمييز.
العزوف عن الزواج
ورغم أن هناك من النساء، من شغلن عدة مناصب مهمة وحساسة إلا أنهن في الوقت ذاته ساهمن في تكوين أسرة دون رفض للزواج والإنجاب لصالح الدراسة والعمل، في وقت فضلن البعض الكثير من النساء العزوف عن الزواج ومشاكل الأولاد في محاولة للوصول إلى مبتغاهن.
في هذا الإطار تنصح الدجاني بان يكون الزواج مبني على التفاهم والاختيار المناسب، مؤكدة بان ذلك لا يؤثر على بناء أسرة متفهمة والعمل معا.
وشددت على ضرورة عدم انتقاص المراة من بيتها وأولادها وزوجها وان تكون لديها العزيمة والقدرة للتوفيق بين العمل والبيت، وأضافت في السياق ذاته بان أيام السنة يجب أن تكون عيد للمراة دون تحديد يوم بحد ذاته، مؤكدة عدم تلقيها أية تهاني بهذه المناسبة.
المراة والعسكر
أم مجد في العقد الرابع من عمرها موظفه في إحدى الأجهزة العسكرية الفلسطينية، التي طالما رفض المجتمع
تقول أم المجد لـ(إيلاف)، بان حقوق المرأة وواجباتها هى إحدى الشروط التي يقاس بها تقدم الأمم، فالعالم النامي مازال يعانى من تدهور لأوضاع المراة و عدم الاهتمام بها وعدم الاعتراف بحقوقها الإنسانية نتيجة لظروف اجتماعية واقتصادية سيئة.
وأشارت إلى أنها ومنذ انضمامها لسك الجهاز العسكري شعرت بعدم تقبل المجتمع لتك الفكرة، إلا أنها أوضحت بعد مرور سنوات من الزمن واثبات المراة وجودها في تلك الأجهزة التي كان يعتبرها الأهالي بمثابة خط احمر لدفع بناته لدخول تلك الأجهزة، أصبحت الآن وظيفة كأي وظيفة أخرى كون المراة أعطت انطباعا غيرت فيه المفاهيم السائدة للمجتمع عن ما يصفه بـ(العسكرية).
وترى أم المجد بان يوم المراة العالمي يوم جميل بان تتبادل النساء التهاني وبطاقات الفرح، إلا أنها أكدت عدم تلقيها أية بطاقة تهنئة بتلك المناسبة.
المراة والطب
سرين احمد طبيبة جديدة، تقول بأنها كانت من المتفوقات في الدراسة وعندما رغبت بالالتحاق بكلية الطب رفضت عائلتها تلك الفكرة كونها إحدى المهن التي تحتاج إلى دوريات عمل صباحية ونسائية.
الطبيبة احمد استطاعت بتفوقها وحصولها على المرتبة الثالثة في القطاع والاستفادة من المنحة التي قدمها الرئيس الراحل ياسر عرفات لها والعشرة الأوائل الباقيين من زملائها، من دفع الأهل للموافقة بعدما أثبتت تفوقها العلمي بعيدا عن تلك الأفكار المعتمة، حسب تعبيرها.
وحسب الطبيبة الجديدة، فان المراة الفلسطينية استطاعت خلال السنوات الأربع الأخيرة أن تقتحم كافة المجالات دون خجل، مشيرة إلى تفتح المجتمع ورغبته الكبيرة الآن تجاه التعليم لاسيما في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وألمحت الطبيبة احمد في سياق حديثها بان العائلات أصبحت تخاف على بناتها، لاسيما وان معظم الشباب المقبل على الزواج أصبح يشترط بان تكون عروسته متعلمة.
وحول يوم المراة العالمي تري احمد بأنه يوم جميل بان تحتفل النساء بيومها العالمي باعتباره اليوم الذي كسرت فيه كافة التقاليد والأفكار المعتمة والظلم الذي كان يكسيها، إلا أنها أكدت عدم تلقيها أية بطاقة تهنئة بمناسبة هذا اليوم.
سيدة تقود حافلة
أم علاء موظفة حكومية في منتصف العقد الثالث من عمرها، تشير إلى رغبتها بان ترى يوما ما فتاة فلسطينية تقود حافلة أو حتى تشتغل على الخط ( سيارة أجرة)، مؤكدة بأنها طالما رغبت بان تقتحم المراة كافة المجالات التي حرمت منها على مدار عقود من الزمن التي عاشت خلاله الظلم.
وترفض أم علاء فكرة الاحتفال بيوم المراة العالمي، مؤكدة بأنه بظل العالم الجديد ليس هناك فرق بين الرجل والمراة، باعتبار أن هذا اليوم يؤكد من جديد بان المراة ليست مساوية للرجل بالحقوق كاملة.
وتقول أم علاء بان الدين الإسلامي دين كريم وقد أعطى المراة كافة حقوقها، طالما أنها لا تخرج عن الإطار الشرعي، مؤكدة بأنه ليس هناك أعمال محللة وأخرى محرمة، العلة فقط في التفكير البالي للمجتمع، حسب تعبير أم علاء.
الهندسة مملكة الرجل
ويشار هنا بان المراة الفلسطينية فعيلا لقد أثبتت جدارتها في كافة المجالات، حيث كانت هناك بعض المهن المحظورة عليها من قبل المجتمع مثلا، الصحافة إحدى المهن التي كانت محرمة عليها لفترة من الزمن كونها تحتاج للاحتكاك بالرجال والتواصل المستمر، كما أن مهنة التمريض كانت غير مقبولة بالمجتمع، إلى جانب الهندسة التي يعتبرها الكثيرون بأنها مملكة للرجل ولا يجوز للفتاة الخروج لمواقع البناء والدخول في مجادلات مع العمال والمقاولين، إلا أن المراة الفلسطينية استطاعت ن تقتحم هذه المملكة والإبداع بها.
هدى محمود مهندسة مدنية تقول لـ(إيلاف)،" أضربت عن الطعام أيام عديدة وسط بكاء شديد لعدم موافقة أهلي على التحاقي بكلية الهندسة، إلا انه وبعد مشاحنات كثيرة وبكاء طال حن والدي ووافق على التحاقي بالكلية".
وأشارت محمود إلى أنها واجهت بعض الصعوبات بعد انتقالها من الدراسة الأكاديمية للعمل بالمواقع الخارجية، حيث النظرات الغريبة من العمال ومقاولين البناء، مؤكدة بعد شهور من العمل أصبح الأمر طبيعي حتى أن هناك الكثير من المقاولين في سبيل المزاح يقول ( إني سوف الحق ابنتي بكلية الهندسة).
وتشير هنا محمود إلى أن المراة تستطيع من خلال عملها تغير كافة المفاهيم التي كانت سائدة بالمجتمع، مؤكدة نجاح المراة بعدة مجالات عكس الصورة الحسنة لذلك.