الفنّ الشِعري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
للشاعر الفرنسي: بول فيرلين
ترجمها عن الفرنسية: محمد الغلبزوري
الموسيقى قبل كلّ شيء،
لذلك فآثر الوزنَ الوِتْر
فهو أَبْعدُ مأتىً وأكثرُ انحلالاً في الهواء،
لا يُرهق ولا يُثْبِت.
لابدّ أيضاً أن تعمد في
تخيّر ألفاظك إلى شيء من التلبيس:
فَخَيْرُ ما يخلب الألبابَ الأغنيةُ الشّهْباء،
الغامض فيها يلحَق بالمُحكَم.
إنّها عيون مليحة وراء حُجُب،
وضَحُ الظهيرة المُتَموِّر،
ذاك التكوُّمُ الأزرق للكواكب المضيئة،
في سماء خريفية مُلطَّفة.
لأنّنا أيضاً نتوخّى کالفارق اللون!
لا کاللون! بل فارقه،
آه، الفارق وحده أهل للثقة
الحلم للحلم والنّاي للصُّوَر،
إيّاك والقدح المؤلِم،
والذهنية الفظّة، والضحك البذيء
كلّ هذا يُدمِعُ السماء الصافية حتّى،
إنْأ عن كلّ هذا الأدب الرخيص،
أمسك بالبلاغة وألو عنقها،
وحسناً فعلتَ آناء حِدّة عزمك،
إنْ أنت سكَّنتَ القافية شيئاً ما؛
إذا لم تتيقّظ لها تنساق معها.
أمِنْ أحد يجرُؤُ على كشف عيوب القافية؟
أي صبي أصمّ أو زنجي أوْلَق
اختلق لنا هذه الجوهرة بسعر فلس
يطن خوىً وزَيفاً تحت المِبْرد؟
الموسيقى دائماً،
وليكن بيتك الشِعري حَمِيّةً
نُحسّها تَنفلِت من روح رحلَت
صوب سماوات أُخَر، وهيامات أُخَر.
وليكن بيتك الشِعري إنباءً
متناثراً في رياح الصّباح المنقبِضة
التي تُعَبِّق عطر النعناع والصعتر...
ما عدا هذا فمجرد تَفَيْهُق.
قصائد في حد الشعر:
1- كارلوس دروميند دي أندراده: البحث عن الشعر
2- ماتيا بيتشكوفيتش: لا أحد سيكتب شِعراً بعد اليوم