الملك عبد الله بين احتفاء الملكة ونيران الصحافة البريطانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"استقبال عدواني" في نشرات الأخبار وصدر الصحف الأولى
الملك عبد الله بين احتفاء الملكة ونيران الصحافة البريطانية
العاهل السعودي يتلقى اتصالا هاتفيا من بوش
زيارة الملك عبدالله الى انكلترا
رداً على "اعتذار ليلي" من قبل نظيره البريطاني بسبب "الولادة"
سعود الفيصل يلغي حضوره إجتماعا "بين المملكتين"
مقابلة الملك عبد الله مع BBC تثير زوبعة من ردود الفعل
البريطانيون يجدّدون المطالبة بفتح تحقيق في إخفاق الحكومة الأمني
يحمل أجندة متخمة بعدة ملفات إقليمية وثنائية
مراقبون يرصدون حصاد جولة العاهل السعودي
العاهل السعودي يحذر من فشل مؤتمر السلام
تقوده إلى كل من إيطاليا وألمانيا وسويسرا وتركيا
الملك عبد الله يبدأ جولة أوروبية بزيارة إلى لندن
العاهل السعودي في لندن لمباحثات تشمل الملفات الأكثر سخونة في العالم
مجلس الوزراء السعودي يثمن جولة الملك عبدالله
رواية تاريخية عن مؤسس المملكة العربية السعودية
والنجم إذا هوى"... إضاعة الجمهور في "نهائي" السياسة
نطحة "زيدان القصيبي" تطغى على زيارته للندن
الملك السعودي يغزو الصحراء والفكر المحافظ بالأفكار الحديثة
زكي شهاب من لندن-سلطان القحطاني من لندن:شهدت العاصمة البريطانية ظهر الثلاثاء حفل استقبال من الطراز الرفيع احتفاء بزيارة الملك عبدالله عبد العزيز لبريطانيا. وكان "الاحتفاء البالغ" هو الوصف الأكثر دقة حين يتم الحديث عن مراسم استقبال الملكة إليزابيث الثانية ظهر اليوم للعاهل السعودي الذي يقوم بزيارة دولة إلى بريطانيا هي الأولى من نوعها لملك سعودي منذ أكثر من عشرين عاماً. وجلس الملك بجوار الملكة المضيفة التي كانت ترتدي زيها الأحمر الأنيق وتحمل حقيبة سوداء في عربة مغطاة بالذهب تجرها الخيول قبيل الذهاب إلى "باكنغهام بالاس" حيث سيقيم الملك عبد الله خلال قضائه أيام الزيارة التي تنتهي يوم الخميس المقبل بلقاء مع الطلاب السعوديين في مبنى السفارة.
وتبادل الملك و الملكة المضيفة الابتسامات خلال ركوبه جنباً إلى جنب معها برفقة مترجمه الخاص وقت مرورهما من ساحة القصر الذي شهد تجمعاً من قبل شخصيات اعلامية ومتابعين.
وبعد مسيرة دقائق عاد مشهد الابتسامات ليفرض حضوره مرة أخرى قبيل نزولهما إلى القصر الذي سيقيم فيه الملك، فيما كان خلفه أهم شخصين في الوفد الرسمي وهما وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبد العزيز، بينما ظل الأمير بندر بن سلطان، نجم الزيارات الدولية المعتاد، في الخارج حتى حين جوار الأمير محمد بن نواف سفير المملكة.
وعلى الرغم من الجدل الواسع الذي أثارته بعض وسائل الاعلام البريطانية الا أن الملكة اليزابيث وزوجها الامير فيليب دوق ادنبره ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون كانوا في مقدم مستقبلي العاهل السعودي الذي أقلته سيارة ملكية برفقة الامير تشارلز ولي العهد الى مكان الاحتفال في ساحة الهورس غاردن وسط لندن.
وقد استعرض الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرافقه الامير فيليب حرس الشرف وسط دوي طلقات المدفعية للترحيب بالضيف السعودي وعزفت فرقة الموسيقى البريطانية النشيدين الوطنيين السعودي والبريطاني.
وكان من بين مستقبلي الملك عبدالله في ساحة الهورس غاردز أيضا وزيرةالداخلية جاكي سميث وزير الدولة للشؤون الخارجية كيم هاولز اضافة الى عدد من كبار القادة العسكريين البريطانيين.
وقد ضم الوفد المرافق للملك عبدالله في زيارة الدولة التي يقوم بها كل من وزير الخارجية الامير سعود الفيصل والامير مقرن بنعبدالعزيز رئيس جهاز الاستخبارات العامة والامير فيصل بن عبدالله بن حمد ال سعود مساعد رئيس جهاز الاستخبارات العامة ومساعدة الامير فيصل بن عبد العزيز بن حمد ال سعود والامير فيصل بن عبدالله بن محمد ال سعود والامير بندر بن سلطان رئيس مجلس الامن القومي والسفير السعودي في بريطانيا الامير محمد بن نواف وعدد من كبار الوزراء والمسؤولين.
وقد انتقل الملك عبدالله في عربة أقلته الى جانب الملكة اليزايبث الى قصر باكنغهام، وتقدم موكبه فرق الخياله و دراجات نارية، كما رافق دوق ادنبرة الامير سعود الفيصل والامير مقرن بن عبدالعزيز، واستقل العربة الثالثة الامير شارلز والامير فيصل بن عبدالله والامير بندر بن سلطان واللورد فنيسيكم واستقل بقية أعضاء الوفد عربات خصصت لهم.
وبعد استراحة قصيرة للملك عبدالله في الجناح البلجيكي الذي خصص لاقامته في القصر الملكي اقيم على شرفه حفل غداء وتم خلاله تبادل الهدايا التذكارية ثم تفقد في وقت لاحق معرضا لقطع وتحف سعودية ضمن المجموعة الملكية البريطانية.
وستلقي الملكة اليزابيث الليلة خلال حفل عشاء تقيمه على شرف الملك عبدالله كلمةثم يتولى العاهل السعودي الرد بكلمة تعكس عمق العلاقات المميزة والتاريخية بين البلدين.
ومن المقرر ان يكون الاجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ظهر يوم الاربعاء في مقر رئاسة الوزراء في 10 داونغ ستريت مناسبة لمناقشة الملفات السياسية الساخنة والتي ستركز على مستقبل عمليات السلام في الشرق الاوسط ومكافحة الارهاب والانتخابات الرئاسية في لبنان اضافة الى الموقف من ايران وانعكاسات التوتر بين الغرب وطهران اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.
إستقبال إعلامي "عدواني"
إلا أن الاستقبال الإعلامي كان حكاية أخرى، إذ لا يمكن أن يوصف الاستقبال الذي قامت به الصحافة البريطانية للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، في سياق تغطيتها لوصوله يوم أمس الاثنين، إلا بأنه "استقبال عدواني" رغم أنه كان نجم جميع نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" واحتل صدور الصحف الأولى دون منازع.
ولطالما كان مظهر الملك عبد الله مميزاً على صفحات الصحافة اللندنية التي لم تعتد على الزي العربي، المكون من كوفية وعقال وعباءة هفهافة ذات إطار ذهبي، والذي كان الصورة الأكثر استخداماً حين تتم الكتابة عن ذلك الأمير العربي الذي كان في ولاية العهد، "الدكة السياسية" الموصلة إلى الحكم.
ومنذ يوم وصوله الاثنين إلى عاصمة التاج البريطاني تحول الملك من ضيف زائر إلى ملك تحت مرمى نيران الصحف اليومية الصادرة بسبب طريقة التعامل السعودي مع ملفات حقوق الإنسان، وأحكام الإعدام، مروراً بعدم منح المرأة حقوقها الكاملة، وليس انتهاء بأحكام الإعدام ودعاوى الفساد.
وعلى الرغم من أن السعوديين لديهم رؤيتهم الخاصة في ما يتعلق بكيفية إدارتهم لخطوات الانفتاح في مملكة محافظة نشأت على أسس دينية قبل أكثر من سبعة عقود، إلا أن ذلك لم يكن مقنعاً لكثير من هيئات حقوق الإنسان التي تعتزم التظاهر احتجاجاً على عدم وجود الحريات الدينية، وعدم قيادة المرأة ومنحها حق التصويت.
وقال الملك السعودي إن ملف قيادة المرأة في بلاده منوط بمدى تقبل المجتمع لهذا الأمر. وعن ذلك يقول دبلوماسي سعودي إن كل سياسي في العالم "يستطيع أن يتقدم عن شعبه خطوات معدودة، لكن إن تقدم أكثر من ذلك فمعناه أنه فقد خيط الوصل به".
وربما تكون هذه المعادلة التي يحرص على تطبيقها الملك الذي تصفه الدوائر الغربية بأنه "ملك ذو رؤية إصلاحية"
ومن خلال النظرة الأولى التي كانت تلقيها الصحافة اللندنية على الملك عبد الله حين كان ولياً لعهد بلاده وصولاً إلى كونه ملكاً غير متوج، بسبب مرض أخيه الراحل الملك فهد، فإن أفكاره وعاطفته العروبية كانتا مثار تركيز وانتباه شديدين. كما أنه كان موضع إهتمام كونه واحدا من المسؤولين الخليجيين النادرين الذين لم يتربط اسمهم بأي شبهة فساد وهم على رأس مواقعهم الحساسة في بلدانهم.