ثقافات

لقاء إيلاف الأسبوعي الروائي العربي الكبير احمد إبراهيم الفقيه (3/3)

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حاوره: كريم الهزاع
&
&
&
لا شك في أن الكثير يعرفون الروائي الرائع الدكتور احمد إبراهيم الفقيه من ليبيا. أديب مثل هذا قدم الكثير للأدب العربي واشهرها الثلاثية التي اثارت الكثير من التساؤلات في الوسط الثقافي حيث الصراع النفسي الذي يعيشه المغترب واستلابه من الحياة عبر اختلافات الشرق والغرب ومحاولة البحث عن حالة التوازن. وقد اسهم أيضا في النقد حيث كتب كتاباً نقديا باسم هاجس الكتابة تحدث به بشكل مثر عن تكوين الكاتب و كيف يمارس الكاتب فعل القراءة والكتابة والابداع، ترجمت اعماله للغات عدة..&وقد بدأ النشر في الصحف الليبية منذ عام 1959، وكان اول كتاب اصدره هو المجموعة القصصية الفائزة بالجائزة الاولى في كتابة القصة القصيرة من اللجنة العليا للاداب والفنون في ليبيا عام 1965& وتوالى بعد ذلك انتاجه الادبي فاصدر في مجال الرواية والقصة القصيرة و المسرحية والمقالة الادبية ما يزيد عن ثلاثين كتابا وعدد خمسة وعشرين كتابا في مجال القصص للفتيان ويواصل مقالاته في الصحف فهو يكتب بانتظام في صحيفة الاهرام بابا اسبوعيا كل خميس كما كان يكتب في الشرق الاوسط بابا يوميا وتولى مسئوليات قيادية في المجال الثقافي حيث كان رئيسا لتحرير مجلة الثقافة العريبة التى صدرت في بيروت وصحيفة الاسبوع الثقافي في ليبيا وكان مديرا لادارة الاداب والفنون وعميدا للمعهد الوطني للتمثيل والموسيقي وهو مؤسس& رابطة الادبا ء والكتاب الليبيين وشارك في عشرات المؤتمرات الادبية في مختلف دول العالم وحاضر في عدد من الجامعات العربية والاجنبية وقامت جامعات كثيرة باعداد ندوات عن اعماله الادبية في لندن وبكين والقاهرة وطرابلس وبيروت والرباط وبراغ وغيرها وترجمت اعماله الى عدد من لغات العالم فله باللغة الانجليزية ثمانية كتب وهناك كتاب تاسع تحث الطبع وهي الثلاثية الروائية : ساهبك مدينة اخرى / نفق تضيئه امراة واحدة / هذه تخوم مملكتى، وهناك رواية حقول الرماد ومجموعة مسرحيات الغزالات ومسرحيات اخرى وثلاث مجموعات قصصية وهناك رواية فئران بلا جحور تحت الطبع في امريكا كما قدمت مسرحيات الغزالات وزائر المساء على المسرح في بريطانيا كما تولى الكاتب رئاسة تحرير مجلة صدرت في لندن باللغة الانجليزية هي مجلة AZURE . هنا الحلقة الثالثة والأخيرة من حوارنا معه:
&
ما هي القضايا التي ترى أنها تشغل الكتابة في الوقت الحالي؟
- القضايا المطروحة الآن منها مستمرة منذ زمن مثل الأصالة و المعاصرة، و الشرق والغرب، والقديم و الجديد، فهي رسالات مستمرة، فالحرية مثلاً يدفع لإيجاد المزيد منها،&والشعبية والديمقراطية والبعد العالمي لما نقول ونفعل وهو الموجود كثيراً الآن، يجب مثلاً أن لا ننكر شيء مثل العولمة فنحن مرغمين بها، وأن لا نكون كالإنسان الذي يكره الشتاء فماذا ستفعل بكرهك؟ يجب أن يكون هناك أسلوب لحماية نفسك و معاملة بوجود وليس بالكره أو الحب.
&
بعد هذا المشوار الناجح ما الذي يشغل احمد الفقيه؟
- مواصلة الإنسان لعمله ومجاله الذي اختاره بأمانة وصدق.
&
&ما الخط الفاصل بين الطموح والوهم؟
-&يجب بصراحة أن يكون هناك وعي مثلاً هناك كاتب عندما يكتب مقالة يعتقد أنها يجب أن تحدث تغيير في العقل العربي، هذا هو الوهم المضر.
&
لماذا توسعت دائرة ثقافة الأبراج و الشعوذة في العالم العربي كلما ازدادت التكنولوجيا توسعاً هل هو الانكسار أم الهروب من الواقع أو الخروج عن العصر و من هو المسئول ؟
- أنا مثلا عندما كنت في بريطانيا وجدت قاعات وجمعيات كبيرة للشعوذة اكثر من الوطن العربي ولكنها لها حرية محدودة وهي بصراحة ممكن أن تكون ملجأ أو شيء لمصارعة المحن، وطبعاً الترويج لهذه الثقافة التي سيطرت على أجهزة الإعلام له اثر كبير، فأغلب العرب يذهبون للمشعوذين أما عند الغرب فهم يذهبون للطبيب، أن الشعوذة ليست سيئة جداً ولكن الخطأ أن تكون عادة ملازمة.
&
ما هو تقييمك للواقع الثقافي العربي اليوم ؟
- أنا اليوم متفائل جداً بهذا الواقع و أراه واقع صار يعالج القضايا السياسية والاجتماعية&وغيرها، المثقف مسؤول بالاندماج مع الواقع العربي، اندماج كبير بكل مستوياته ومن مسئوليته معالجة هذا الواقع و مشاكله العويصة جداً.
&
كيف يحب الإنسان و يبدع تحت وطأة هذا الاجتياح أو هذا الاستهلاك و في ظل تلك الضغوط؟
- نحن ذكرنا في البداية مسئولية المثقف و هو المسئول باعتقادي لقتل هذه الأشياء، وهم يستطيعون قتل هذه الأشياء بحلول تبعد هذه الاستهلاكات.
&
كيف يمكن تطوير حرية الإنسان وكيف نستطيع أن نشعره بهذه الحرية؟
- هذه القضية مقدسة، ونحن نعاني منها ومن اكبر مثقفيها: طه حسين، الشيخ محمد عبده من الجانب الديني وآخرون، فيجب علينا أن ندافع عن الحرية وبكل تواجهاتها.
&
أين يكمن الأمل، وأين يوجد وكيف نقبض عليه؟
- في الدعوة للديمقراطية والحوار ترك الإنسان للأنانية، وبالتعاون، فحين نقول حرية يعني تقديس الإنسان، ديمقراطية يعني تقديس المسئولية، تعايش أي تحمل الآخر والدعوة للحرية بكل جوانبها والأيمان بالآخر كونه جزء من الفكر العربي المعنى أن الحرية&والديمقراطية يجب أن تحترم عند الجميع.
&
كيف يتعامل المثقف مع المقدس والمدنس، والمسكوت عنه، والمكبوت؟
- طبعاً حين ننادي بالحرية يجب أن نعالج واقعنا المريض تقريبا بما يلائمها أما المدنس يختلف من شخص لآخر، يجب أن نضعه في تعريف، لماذا نخاف من المدنس إذا كان مذكور بالقرآن هل هو مقدس أما لا ويجب أن نعالجه بالفكر الفني والأدبي.
&
كيف نتعامل مع الخطاب العرفاني و إذا قلنا أن الكلمات طيور فكيف يتم القبض على هذه الطيور؟
- أن الطيور هي تشبيه المبدع بالطائر الحر، فالطائر يعبر عن الحرية و التواصل مهما كانت الصعاب .
&
هل تؤيد مقولة حوار الحضارات ؟
حين ندعو للحرية ندعو للحوار، أن هذا الحوار بنية للحضارة و الحضارة بنية للحوار، انهما مرتبطان.
&
هل على الكاتب أن ينسى ما كتبه لكي يواصل الكتابة؟
التحدي الذي يواجه الكاتب ليس فقط أن عليه أن ينسى ما كتبه حتى لو كان يواصل الكتابة بشكل يومي منذ خمسين عاما، و لكن عليه أن ينسى أيضاً كل ما كتبه و كتبه الآخرون، أن ينسى ملايين الصفحات المطبوعة التي تصدر كل يوم، ما وصل منها إليه، و ما لم يصل.
ويمضي في رحلته مع الصفحة البيضاء باعتقاد واحد هو أن يقول شيئاً جديدا ويقدم إضافة لكل ما سبقه من أفكار وكتابات، قد لا يكون هذا الاعتقاد صحيحا، و قد يكون فيما يكتبه صدى أو ترديدا أو تكرارا لآراء و أفكار و ابداعات أدبية سبقته، ولكنه لابد أن يمضي مع الكتابة و هو صادق في اعتقاده بأن ما يقوله ليس نسخاً و تكرارا لما سبق قوله، مؤمن بقدرته على الابداع و الابتكار و الاضافة. وإلا فقد أي مبرر لأن يمسك القلم أو يسطر كلمة واحدة. بل ولفقدت كل هذه الاصدارات الجديدة من كتب و مطبوعات مبرر صدورها، لأن جميعها تأتي بحجة أنها تضيف وعياً إلى وعينا تقدم و تقدم لنا شيئا جديداً يختلف عن كل ما سبق تسطيره من آراء و أفكار و معالجات. واذا كانت هناك موضوعات قديمة قدم الكون نتعامل معها ونعيد صياغتها وانتاجها، فإن هناك شيئا في الاسلوب والرؤية و طريقة التناول والمعالجة يجعل هذه الموضوعات القديمة مواضيع جديدة نقرأها فنحس بأننا ندخل تجربة جديدة وعالما جديدا برغم تشابه الموضوعات.
و اذا أخذنا مثالا على هذه الموضوعات علاقة حب تنشأ بين رجل و امرأة، فكم سترانا سنجد من القصص و الروايات و الحكايات و الاساطير و القصائد و الاغاني والمقالات التي تناولت هذه العلاقة ؟ كميات هائلة بدأت منذ أن بدأت الكتابة و الرواية الشفهية، ولكن هل ينتهي الحديث عن هذه العلاقة لان تراث البشرية يمتلئ بقصص الحب و أشعاره، سوف لن ينتهي بطبيعة الحال، وسوف لن تتوقف الاغاني التي تتحدث عن الحب أو القصص التي تصور مشاعر العشاق والمحبين، وبرغم اننا نحب اليوم بمثل ما كان يحب الانسان منذ بداية الحياة البشرية فوق الارض، فإن كل كاتب أو فنان سوف يضيف شيئاً من ذاته و أسلوبه ورؤيته وخبرته ومعاناته وشيئا من قيم العصر الذي ينتمي اليه والبيئة التي يعرفها، الى هذه المعالجة التي يقدمها، لتصبح شيئا جديدا ومختلفا عن المعالجات الاخرى، وهكذا مع كل الموضوعات التي تتعامل مع حقائق الحياة الكبرى مثل الموت و الميلاد و الصراع من أجل المعيشة و البقاء، كلها موضوعات بدأت مع بداية رحلة الانسان فوق الأرض، و هموم شغلت البشرية منذ بدء الخليقة، و مع ذلك فإن ما نكتبه حولها من أدب سوف يستمر و يتواصل و يرافق مسيرة الانسان على مدى الدهر.
وليس معنى ذلك أن هذا الاختلاف و التمايز بين نص و آخر معالجة و أخرى يأتي تلقائيا و دون جهد أو عناء، فما أكثر النصوص و المعالجات المتكررة المتشابهة التي تنسخ بعضها بعضا، ولكنها لا تكون ابداعا لأنها لا تبدع أو تبتكر جديدا و فقدت بالتالي أهم شروط الابداع.
و لذلك فإن التحدي يبقى قائما يواجه الكاتب كلما أمسك بالقلم و أراد الكتابة و مع كل صفحة بيضاء عليه أن ينسى بأنه لا جديد تحت الشمس و يثبت أن هناك دائما لحظة هاربة لم يستطع أحد الامساك بها، سوف يسمى بقوة و مثابرة للقبض عليها و استحضارها، و ان هناك شيئا جديدا مدهشاً سوف يستخدم كل ملكاته و مواهبه للعثور عليه. يبدأ الكتابة و كأن ما سيقوله تدشين لعصر جديد من عصور التدوين.
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية

http://www.ofouq.com
kalhazzaa@hotmail.com
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف