القنبلة النووية الشيعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اثارني مقال الاستاذ شاكر النابلسي على صفحات ايلاف ليوم 23 نيسان 2003 والتي عنونها ب ( القنبله النوويه الشيعيه هل هي المهدي المنتظر) ولاحترامي لاستاذنا النابلسي ومتابعتي له اين ما ظهر وكتب فقد قرأت الموضوع مع الردود عليها ولكنني صُدمت مفجوئا بما قرأته.
1-
ولنجزء حديثنا كما فعل الاستاذ النابلسي والذي تحدث في الفقرة الاولى فقط عن القنبله واوردها هنا فقط بالاضافة للتحدث عن التاريخ مسحوبا على الحاضر والمستقبل ومشيرا الى الاطماع الفارسيه وقد يُفهم من ثنايا ما كتب بعض التحريض والذي هو خلاصة ما استنتجته انا وبالاخص الى الدول الخليجيه العربيه مضافا الى كل اسيا وافريقيا بضمنها طبعا الدول العربيه محذرا من استعمار فارسي للمنطقه كما هي حالة الاستعمار العثماني.
واذ أؤيد الاستاذ النابلسي بتأكيده على الاطماع الفارسيه الا انه وسعها بشكل غير علمي وهو معارض للنظرة الموضوعيه التي يتعامل السيد النابلسي مع الامور وكما يقال بالامثال الشعبيه العراقيه ( ذرع بالهاشمي).
وقد استطرد السيد النابلسي (وان لم نؤيد ما جاء باحد التعليقات على المقال حول تهويل التخوف من امريكا واوربا) وهذه نظرة موضوعيه لان امريكا الان وكما عبَّر عنها اغلب المحللون بانها SUPER POWER في العالم وان انهيار الاتحاد السوفيتي حوّلها الى القطب الاوحد، ولكن الذي نريد ان نشير اليه هنا هو ان اطلاق هذا التحذير بدون الاشارة الى ان امريكا والغرب وكذلك روسيا واليابان والصين وحتى كوريا الجنوبيه وغيرها من الدول المتقدمه ماديا قد نالت ذلك بواسطة العلم النافع ويجب التأكيد على العلم النافع والذي يمثل الاساس الذي بُنيَّ عليه التطور العلمي والمادي الذي تشهده هذه الدول والقارات وأؤكد هنا على العلم النافع.
ولتذكير الاستاذ النابلسي بان العلم مقسم في مضان العلماء والمفكرين والفلاسفه الى علوم دنيويه واخرويه وكذلك علوم روحيه واخرى ماديه وعلوم حصوليه واخرى حضوريه بالاضافه الى تقسيمات وتفريعات شتى لا اريد الخروج بها عن موضوعنا كما حصل للسيد النابلسي. وما يبكي عليه المسلم والعربي المظلوم هو ما وصلنا اليه نحن سكان الدول الناميه والمتخلفه وبالاخص المسلمون جميعا والعرب خصوصا وهو تركنا للعلم والعلوم النافعه للانسانيه جميعا ولهاثنا وضياع اعمارنا بالعلوم السفسطائيه والغلوائيه والاشد والانكى التهجم والتكفير كل منا للاخر بل ان الادهى هو اننا عندما نقول لنذهب الى علم نافع ونترك هذه السفسطائيات التي لا تلد الا علما لا يرضي الله لمن يريدون رضاه ولا تخدم الانسانيه لمن يريد هذا ولا المجد الشخصي لمن يطلب الشهرة ودخول التاريخ نجابه بدعوى اننا ندعو الى ايقاف التعلم وتطوير المفاهيم العلميه وهذا سيؤدي الى الجهل، الا اننا نود ان نشير الى العلم الغير نافع الذي استنفذ دهور وقرون من اعمار علماء وباحثين كان بامكانهم ان يسبقوا الاخرين في تطوير حياتنا وحياة الانسانيه فمثلا اننا نجد ان هنالك اكثر من ثمانين مؤلفا في ( نعال الرسول صلى الله عليه واله وسلم) وهذا عنوان احدها { فتح المتعال في اوصاف النعال} ويعضد ذلك الروايه التي تشير الى ان النبي (ص) مر على مجموعه من الصحابه وهم يتحدثون بعلم الانساب فأشار عليهم بانهم لو تحدثوا بعلم نافع لكان انفع لهم.
2-
بعد هذه المقدمه التي ناقشناها اعلاه خرج الاستاذ النابلسي من الحاضر وعنوانه المستقبلي وعاد الى الاشاعرة والمعتزله وابن خلدون وغيرها من لوك لبان مره مضره لم تنفع في حينها بل دمرت البناء الحضاري الانساني الذي اراد الله سبحانه ان يتمه برسالة محمد (ص) فكان الرسول والرساله الخاتمه التي ساقت للانسانيه المنهج اللازم اتباعه للوصول الى شاطيء السلامه والعيش الرغيد وهو ما نجده مطبقا على ارض الواقع في الدول والقارات التي اشرنا اليها من قيم واخلاق ونظام فردي مسؤول يركزه الالتزام المطبق والحقيقي من قبل الفرد سواء الاوربي او الامريكي او غيرهما بضمير حي متحرك للحفاظ على الانسانيه ومنجزاتها وهو ما موجود على ارض الواقع في هذه البلدان.
ان ما جاء به من وصفتهم المقاله هو اسفار تنوء العصبه اولي القوه من حملها وقد ملئت ادراجا هائله وهي تناقش العصمه والامامه وغسل الرجلين او مسحهما وتارك الصلاة في النار الى غير ذلك مما نجد تمجيده بوصفه تراثا علميا بالوقت الذي كان هو السبب في تفرقة الامه التي وصلت الى تسمية قنبلة باكستان بالقنبله السنيه وقنبلة ايران بالقنبله الشيعيه وكلا البلدين وسائر البلدان العربيه والاسلاميه تأن من الجوع والحرمان ووتنال يوميا سوء العذاب والقهر من حكامها باسم الدين ومن المحتلين الذين يحاربون التطرف ويسمونه الارهاب الذي بذرته افكار السلف الذين نتحدث عنهم ونمجدهم مضافا الى كل الاحداث التي مرت على العالم من احداث 11 ايلول مرورا بمدريد واندونوسيا ولندن والجزائر والسعوديه والاردن ولبنان وافغانستان وصولا الى العراق الذي لا يمثل الاخير في سفر الجهاد السلفي المبارك من جميع الذين يستخدمون مايسمونه من تراث الصراعات الفلسفيه الفارغه لهذا السلف من اجل العيش والحكم وسلب الاخرين حتى حقهم في الحياة.
3- ولكي ابين رأيي الذي استنجته من فهمي للقرأن الكريم قبل الذهاب الى السنة النبوية الشريفه التي حطم قدسيتها هؤلاء المتفلسفين والمتحذلقين وتجار الدين وبالاخص وعاظ الشياطين.
فهاهو كتاب الله بين ايدينا ونحن عنه غافلون بل اننا نتخذه كما اشار اليه هو مهجورا والمقصود بالاتخاذ هو ما نستعمله الان من الايات في خطاباتنا وبياناتنا وكانه مضرب امثال بل ان الامر من ذلك اننا نجد كل الحكام المتحكمين الان على رقاب المسلمين هم يعملون بالقران ودينهم ودين دولتهم الاسلام في الوقت الذي يذهب الطفل الفلسطيني الى اسرائيل لكي يخدم ويستجدي لقمة عيش عائلته او ان شعوبهم تعيش اشد من حال هؤلاء الاطفال وعند النقاش معهم او مع مريديهم ستمع انهم حكام باسم الاسلام ويطبقون القرأن.
اننا لم ولن نقرأ القرأن الكريم مطلقا وهو اتهام اوجهه للجميع لاننا لا نعرف ما هو القرأن الكريم وماهو الذي اراده الله منه ومنا فنحن نقرأه لاغراضنا الشخصيه الانانيه وياليتنا طبقنا تعاليمه ةسلكنا مناهجهه وتعلمنا طرائقه وطرائفه.
نعم نحن لا نقرأه بتفكر وتدبر وهو الذي اراده الله منا ولكننا نستخدمه حيثما تطلبت مصالحنا وانانيتنا او اننا نتيه في متشابهاته وهل ان لله جسم وهل ان النبي والامام معصوم وهل الحاكم من قريش او من غيرها مثلما حمله لنا مقال الاستاذ النابلسي، فأننا لا نقرأ الاية الكريمه التي تمنع ابن لادن ومن شابهه وسايره وعمل بعمله او حتى احب عمله، تقول الايه:
يأيها الذين أمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ظل اذا اهتديتم.
فهل بعد هذا حاجة لولاية احد على احد وتحليل قتل المسيحي واليهودي وغيره من اهل الديانات حتى وصلنا الى تكفير بعضنا البعض وهدر دمائهم لانهم كفرة حسبما اخبرنا بذلك السلف الصالح وما استنبطانه بالطرق العقليه من تفسير وتحليل وتأويل للنصوص القرأنيه او الاحاديث النبويه وبما يخدم مشروعا لنا او للحاكم او بما يتناسب والظرف الموضوعي كما يحصل من فتاوى حاليا، ولم نقرأ الاية الكريمة:ومن قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض. وهي قد عممت مفهوم النفس ولم تحصرها اي مفهوم او جهه في الوقت الذي اوجبت قتل المفسد في الارض لانه سيؤدي الى تدمير البنيه الاجتماعيه ويحطم القيم الانسانيه ويؤدي الى شيوع الفوضى والاضطراب وهو ظلم وبغي يجب محاربته بالسلم والسلام اولا والمجادله بالحكمة والموعظة الحسنه وليس السيف والقتل وسيول الدماء.
لم نقرء القرأن الذي ما ذكر العلم والعلماء الا واشار الى انه سبحانه هو الذي أتاه وأتاهم العلم هذا سواء كان هذا العلم ماديا او روحيا ولم نعلم ان الحكم في نظر القرأن هو واجب فردي كما هي سائر الاوامر العباديه التي تخاطب الانسان الفرد لكي يُصلح حاله ونفسه ويلتزم بها ويتقي الله في كل امر وعمل وبالاعم في كل شيء ولمن نتدبر الاية الكريمة:
ولا تقفوا ماليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كان عنه مسؤولا
ولم نتفكر في الايات الكريمه:
لا اكراه في الدين و وما انت عليهم بوكيل و أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين
فمن اين اتخذ من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم حقا في دماء واعراض واموال الناس وهو لله سبحانه فقط ومن اعطاهم حق القتل على الفكر والعقيده والتي لم نراها في سيرة النبي (ص) بالاضافة الى ان الله سبحانه هو خالق الكافر والمؤمن ومن اين جاءهم العلم بما في القلوب في الوقت الذي نجد ان الاسلام بُني على قول (( لا اله الا الله محمد رسول الله )) وهي على القول وليس البحث في القلوب.
4- لو اننا كمسلمين طبقنا تعاليم الدين على انفسنا قبل ان نطلبها من غيرنا ولو اننا بنينا الفرد المسلم الصالح في سلوكه خصوصا ولو عملنا بهذه التعاليم الحقه فاننا حينذاك لا نحتاج الى قنبلة نوويه شيعيه او سنيه وسوف لا يبغي احدنا على الاخر، حينذاك سنعيش مسلمين حقا.
وما المهدي المنتظر (عج) الا المصلح الذي تنتظره كل الديانات والملل والذي سيصلح الانسانيه كلها بالحكمة والموعظة الحسنه والدعوه الحقه الى الله.
نعم فالمصلح المنتظر ليس ارهابيا ولا قاتلا ولا مدمرا بل انه سيدعو الناس الى الحق وطريق مستقيم بالسلم والقدوة الحسنه الصالحه، لذا نجد في الروايات ان اول متبعيه هم الاوربيون لانهم وكما وصفهم احد المفكرين المسلمين سابقا بمسلمين بلا اسلام في الوقت الذي نحن اسلام بلا مسلمين. وعندما يسود العدل وتصلح النفوس البشريه كلها تنتفي الحاجه مطلقا للسيف والقتل والسجون والتعذيب والارهاب وسيمضي الذين ظلموا الى الحضيض الانساني.
شكرا لاستاذنا النابلسي وندعوه لعلم نافع وترك السفسطائيات والخلافيات والاجتهادات التي جرت علينا الويل والثبور للظالين والمغضوب عليهم ولندعوا الى انسانيه يكون الانسان اشرف واعظم واكرم شيء فيها لانه فعلا هكذا خلقه الله.
محمد سعيد الخطيب