أصداء

أنا لست صحفيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رد على تعليقات لمقالي الأخير في ايلاف: (احراج الأردن من خلال مغالطات ومبالغات مقصودة)

بينما كنت عائدا بالقطار من لندن مساء الجمعة اتصل صديق عربي يعمل في الاعلام وسألني من خلال الهاتف الخلوي "هل رأيت التعليقات على مقالك في ايلاف" قلت له لم تسنح لي الفرصة بعد ولكن سأقرأها الليلة.
وفعلا وجدت أكثر من 20 جوابا معظمها مؤيد لما جاء في المقال ولكن عدد قليل جدا يعارض وواحد او اثنين استغل الفرصة المتاحة لتوجيه هجوم شخصي.

والذي يهمني ليس الشخصنة والقدح والتشكيك بل القضايا الرئيسية وهنا سأحاول التعليق على بعض ما جاء في الاجوبة التي أثارت اسئلة ونقاط تستحق الدراسة.

حبذا لو نعرف من هم المتصدون للمشروع الصهيوني

يشير قاريء لأهمية التصدي للمشروع الصهيوني ويحاول التشكيك في مواقف معسكر الاعتدال العربي ويكيل اتهامات تستند على شعارات الخمسينات.

وتعليقي انا اقدر في القاريء اهتمامه بالتصدي للمشروع الصهيوني وأحيي هذه الوطنية والغيرة على فلسطين ولكن الذي نريد أن نعرفه هو كيف نتصدى لهذا المشروع ومن هم الذين يتصدون لهذا المشروع.

هل يقصد بالصامدين والرافضين والممانعين المحور الايراني السوري أم حماس وحزب الله. أم يقصد بذلك الثوريين الذي تحولوا بقدرة قادر الى وراثيين.

أم ان الذين يتصدوا للمشروع الصهيوني هم طالبان غزة الذين يحرقوا مقاهي الانترنيت ومحلات بيع الكاسيتات ويخطفوا مراسل البي بي سي ألن جونستون. من هم بالذات الذين يتصدوا للمشروع الصهيوني.

ومن اجابة قاريء آخر يبدو ان تجار الشعارات والخطب القومجية والعنتريات من فرسان الفضائيات والمواقع الاليكترونية هم الذي يتصدوا للمشروع الصهيوني بالفهلوة الشفهية الغوغائية التي سئم منها المواطن العربي.

التشويه الاعلامي

أشرت في المقال الى تحركات عربية مكثفة شملت خطاب الملك عبدالله الثاني في الكونغرس ومؤتمر القمة في الرياض الذي طرح المبادرة العربية مرة أخرى على العالم . وهذا سيركز الاضواء على التعنت والرفض الاسرائيلي ويثبت للعالم ان الطرف العربي هو الذي يريد السلام وليس اسرائيل. وأشرت في المقال لمحاولات اسرائيل للتشويه والتضليل والصيد في الماء العكر لخلط الأوراق. واسرائيل تقوم بتشويه لما قاله الملك عبدالله الثاني وفجأة يظهر الوطنيون والمدافعون عن الحقوق الفلسطينية ليس لانهاء الحصار او تقديم مساعدة حقيقية للشعب الفلسطيني بل للاساءة للأردن.

التشويه الاعلامي الاسرائيلي لاغراض اسرائيلية ليس جديدا. وتأكيدا لهذا الكلام جاء في مقالة الاستاذ بلال الحسن في الشرق الأوسط ألأحد 28 ابريل نيسان الحالي.

شعارات وخطب نارية

منذ الخمسينات تغذى الشعب العربي على خطابات احمد سعيد وشعارات الوحدة والقومية وتحرير فلسطين. ولكن ما تبع ذلك كان كوارث ونكبات وهزائم وتفتت .

بعد اختفاء عبد الناصر عن المسرح العربي تشبث الناس والشعب الفلسطيني بالمنقذ صدام حسين وماذا حدث. هدر هذا القائد الفذ ثروات العراق على حرب عقيمة مع ايران واحتل الكويت وجلب الدمار لشعبه ولربع مليون فلسطيني نزحوا من الكويت.

هل الانقاذ والصمود والتصدي للمشروع الصهيوني سيأتي من معمر الغدافي او محمود احمدي نجاد أو عمر البشير أو كيم جونغ ايل أو بن لادن والملا عمر؟


مهما كتبت وقلت سوف يزعل جحا

يقول قاريء معلقا على المقال اني كتبت المقال المذكور لأني خائف على مستقبلي. لا أدري عن أي مستقبل يتحدث. في المستقبل البعيد مصيرنا كله واحد وهو الانتقال للعالم الآخر. اما المستقبل القريب جدا فنحن مشغولون مثل القاريء ذاته في امورنا الدنيوية مثل دفع الفواتير وتغيير السيارة وحل المشاكل العائلية والتأقلم مع الظروف والافراد الذين نتعامل معهم في حياتنا اليومية وربما التخطيط لمرحلة مقبلة. لا اعرف كيف كتابة مقال سيغير مستقبل الشخص.

عنما كتبت مقالا قبل عام بعنوان " النفاق النووي" ملخصه اذا كان السلاح النووي متوفر لاسرائيل والباكستان والهند ودول الناتو فلماذا نرفضه لايران. جاءني رسائل اليكترونية تعاتبني على ذلك وحتى البعض لمّح اني اكتسب فوائد من ايران. وعندما أكتب مقالات تنتقد الارهاب في العراق ضد الاطباء واساتذة الجامعات وركاب الحافلات وطوابير الباحثين عن العمل جاءني تعليقات تقول انني ضد المقاومة وأتعاطف مع الأميركان.

وفي عام 2004 بعد زيارة للقدس وسماع الكثير من قصص الفساد والابتزاز من بلطجية السلطة آنذاك كتبت مقالات في القدس العربي عن فساد السلطة الفلسطينية وكان العنوان على ما أذكر "الشعب الفلسطيني بين مطرقة الاحتلال وسنديان السلطة". وبعد ظهور المقال سمعت اتهمات انني أسأت للمرحوم ياسر عرفات. وعندما انتقدت الفلتان الأمني والسلوك الطالباني في غزة وصفني احدهم في موقع اليكتروني بأني فتحاوي. باختصار يوجد ناس وافراد جاهزين لتلبيس التهم والاوصاف لمن لا يعجبه ما يقال او يكتب وهذا اقصاء للرأي الآخر. وهذا ما يمارسه البعض باستمرار.

لماذا تأييدي للأنظمة الملكية:

فمهما كتب الانسان لا يستطيع ارضاء الجميع. اكتب ما أقتنع به من خلال مراقبتي للأوضاع وتأييدي للموقف الأردني والسعودي يعود لأسباب عديدة ولكن أهمها هو بعد دراسة ومتابعة الملفات المختلفة ومراقبة المشهد السياسي في الشرق الأوسط ونفاق الأنظمة الجمهورية الدكتاتورية الوراثية واضطهادها للمعارضين والمثقفين وشعاراتها الفارغة توصلت الى قناعة ان الانظمة الملكية هي الخيار الأمثل والأفضل للشعوب العربية.

منذ اغتيال النظام الملكي في العراق عام 1958 لم ينعم العراقيين بأي استقرار او طمأنينة حيث تبع ذلك مرحلة من الانقلابات والاغتيالات والاعدامات والحروب العقيمة وانتهت بتدمير العراق وتمزيقه على أسس طائفية ومذهبية.


الأردن يبقى واحة من الأمن والاستقرار
والأردن هومثال ساطع على نظام عقلاني معتدل حكيم والبلد المفضل للنازحين العراقيين والفلسطينيين. الأنظمة المكلية أبدت استعدادا ورغبة في الاصلاح وتحسين احوال الناس وهذا نراه في مراكش والاردن والسعودية. ألأنظمة الملكية أقل كذبا ونفاقا من تجار الشعارات الثورية.
أنظر الى الصومال والعراق والجزائر وليبيا والسودان. مقارنة بتلك الأقطار يبقى الأردن واحة من الاستقرار والأمن والعطاء والانسانية والقيادات الحكيمة. وبدرجات متفاوتة ينطبق نفس الكلام على مراكش والبحرين والكويت والسعودية وما هو العيب في قول الحقيقة.

تشخيص الموضوع:
تجنّبت في المقال المذكور ان اتطرق بالاسم لأي شخص عربي او صحيفة عربية او محطة عربية لكي لا يهبط الحوار لمستوى الشخصنة ورغم ذلك أصر البعض ان يشخصوا الموضوع للنيل مني شخصيا.


أنا لست صحفيا ولست اعلاميا لامعا

القاريء الذي وصفني بأني نصف كاتب او نصف صحفي هو على حق وهو نصف مصيب لأني لست صحفيا ابدا. ولم أدع ولم أزعم اني صحفيا ولا أحمل كرتا يقول انني صحفي وارفض هذه الصفة مع احترامي للصحفيين لأن بعضهم من أعز الاصدقاء.

ولسنوات عديدة كنت أعلق على مواضيع اقتصادية. ولكني وجدت نفسي مجبرا ان اكتب لأدافع عن موقف او انتقد تصرفات معينة وانا اشكر ايلاف لاتاحة هذه الفرصة لانسان غير صحفي ان يكتب.

ولست كاتبا ضالعا ولست اعلاميا لامعا وكتاباتي التي لا ترتقي الى مستوى المحترفين من صحفيين وكتّاب سببها أني لمدة عشرين عاما أو أكثر لم استعمل اللغة العربية في الكتابة وقليلا جدا في الحديث بسبب ظروف العمل والمكان. وأريد ان اطمئن هذا القاريء انني لست صحفيا واعتذر اذا اعطيت هذا الانطباع. ولكن هل يمنعني ذلك من التعبير عن رأيي. لم أعرف ان الشرط الأساسي للتعبير عن الرأي هو ان تكون صحفيا او كاتبا .

المادة 19 من الاعلان الكوني لحقوق الانسان لعام 1948 الصادر من الأمم المتحدة ينص ان حق التعبير عن الرأي هو من حقوق الانسان ولم يذكر الاعلان يجب ان تكون كاتبا عبقريا او كاتبا كاملا او صحفيا بارعا او حتى نصف كاتب لتعبر عن رأيك.
والسلام عليكم.

نهاد اسماعيل

لندن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف