أصداء

رد على الشابندر والشبوط (1-2)

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بداية لابد لي من التنويه هنا انني لم اتعود الرد على كاتب باسمه الصريح -مهما كانت حضوته في المكان الذي يكتب فيه- لاسباب عديدة اهمها الابتعاد عن اثارة الخلافات الجانبية التي ربما لايتفهمها الطرف الاخر الا انها رد شخصي وليس تصويب لخطأ قد ارتكبه سواء اكان هذا الخطأ تاريخي او تحليلي او محاباة لطرف ما فيتوجب تنبيهه وهو من المفترض ان يصنّف في خانة تلاقح الافكار وليس تصادمها! لكن احيانا يجد المرء نفسه مضطرا للدخول الى هذا المعترك خصوصا لو ان المادة المحشوة لم تكن دقيقة وليست صحيحة وتحمل نفسا غير ماهو معهود في حالات البحث والتحقيق.

السيد غالب حسن الشابندر "الداعية المستقيل من حزب الدعوة الاسلامية-خط لندن" للاسف الشديد قد وقع في نفس الخطأ والمطب الذي وقع فيه صاحبه من قبل عبد الجبار الشبوط "الداعية المستقيل من حزب الدعوة الاسلامية-خط لندن" ايضا. وحتى اقطع الطريق على من يريد التصيّد بالمياه الراكدة شخصيا لا أميل الى منطق "المؤامرة" تبعا لان جذور الرجلين السياسية واحدة او لان انتمائهما الفكري المذهبي واحد او لانهما قد استقالا او تم ابعادهما من الحزب لاعتبارات حزبية داخلية ليس محل الحديث عنها. أقول لا اميل الى هذا المنطق المُشاع كله كما لا اميل الى ضرورة ان يكون قد تم التنسيق بينهما رغم وجود مشروع "الملف" الذي يضم الرجلين وهذا ليس بخاف على من يفهم ويعلم وعلى اطلاع ببعض الامور! مايهمني هو اشتراك الرجلين في خطأ تأريخي جسيم لااظن ان من كان مثلهما وفي موقعهما ان تفوته مثل تلك الحقائق البيضاء.

محمد عبد الجبار شبوط: مطلوب اعتذار عراقي

غالب الشابندر: هل هناك دوافع خفية من تردد المالكي على التوقيع؟

الشبوط وضع الشعب العراقي في خانة الشعبين الالماني والايطالي وطالب بمقالين وليس واحد الشعب العراقي والحكومة العراقية بالاعتذار للكويت! ولو كان قد طالب الكويت بنفس الشئ لقلنا ان الرجل انما ينطلق من منطلقات صحية انسانية اعتبارية ولكنه للاسف قد قفز على مسلّمات تأريخية وحقائق باتت متجلّية وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وقد رددناه بمقال كما فعل غيرنا واظن ان الرسالة قد وصلته والرجل اشهد له انه قارئ نهم ولانقول "قد اعتراه بعض الهتنا بسوء"! ردنا عليه عضّده الرأي العام والشارع العراقي والجميع اعتبر محاولة الشبوط لامبرر لها خصوصا وانها قد جاءت في وقت تقارب بين البلدين العراق والكويت وليس في وقت تباعد وكان المفترض بالشبوط وغيره ممن نعدّهم من العقلاء ان يكونوا فرسان خير وسفراء نوايا حسنة بين الطرفين لكن للاسف جاءت دعوته لطرف دون اخر فبدت مقالته مزايدة مفضوحة لاترقى الى مستوى الحدث وفتح صفحة جديدة من العلاقات الاخوية الطيبة ليس بين العراق والكويت فحسب بل ومع كل المحيط العراقي العربي وغيره من الجيران.

اما الخطأ التأريخي الذي وقع فيه الشابندر للاسف الشديد هو تعداده لما وصفه "الاخطاء الشيعية الجسيمة" وعدها سبعة كاملة بدأها برفض الشيعة لرئاسة الوزراء ايام الاحتلال البريطاني للعراق ثم تحريمهم الدخول الى المدارس تبعها بفتوى تكفير الشيوعية وقد وصفها بـ "العشوائية". اما الرابعة فيقول كانت (الوقوف ضد قانون الاحوال الشخصية والاصلاح الزراعي)، هكذا جملة واحدة! والخامسة على حد وصفه "دعم الشيعة لخط البكر/ صدام للاطاحة بحكم عبد الكريم قاسم". اما الخطأ الشيعي السادس على حد وصف الشابندر فهو (المراهنة على ايران في اسقاط نظام صدام حسين)! وحتى لانظلم الرجل فهو ينتظر "المغامرة السابعة"، هكذا اسماها على يدي رئيس الوزراء الحالي نوري كامل المالكي. وبذلك تمت السبعة المحظوظة للسيد الشابندر!

حقيقة انا حائر في اية خانة اضع هفوة الشابندر وهو الضليع بالتأريخ العراقي عامة والشيعي خاصة وهو المتنقل بين امهات الكتب ومصادرها فضلا عن ثقافته الحزبية. أقول حائر لانني لا اريد ان اظلم الرجل لمجرد هفوة او كبوة فارس او نتيجة لوضع غير مريح مع حزبه! لكن هل يعني ذلك اننا لانناقش الرجل ونصوّبه حيث البوصلة التأريخية الصحيحة ونجامله على حساب الحقيقة والمعلومة البيضاء؟! الاخطاء التي سردها الشابندر قد بدت له "اخطاء جسيمة" ورغم انه لم يبين الكيفية التي تأتت له لوصفها بهكذا وصف عنفي فضلا عن انه لم يبرز لنا مصادره التأريخية التي تؤكد صحة ماذهب اليه وهو العارف ان اطلاق الكلام على عواهنه له مردودات سلبية ووخيمة خصوصا لو كان مطلقها يرمي الى مرام اخر! وهذا ردنا على ما اسماه "الاخطاء الشيعية الجسيمة السبعة" نعرضها متسلسلة كما جاءت به مقالته:

اولا: زمكانية الاحتلال البريطاني للعراق

تؤكد كل المصادر التأريخية ان الاحتلال البريطاني للعراق قد جرى مع بدء اندلاع الحرب العالمية الاولى في تشرين الاول عام 1914 عن طريق مايسمى منطقة رأس الخليج العربي بين الكويت والبصرة. بعدها بسنوات وتحديدا بعد ثورة العشرين تم تشكيل "المجلس التأسيسي" وهو احدى مقررات "مؤتمر القاهرة" الذي ضم بعض الزعامات العراقية نذكر منهم نوري السعيد باشا وعبد المحسن السعدون وجعفر العسكري ورشيد عالي الكيلاني وياسين الهاشمي وكما هو واضح فان الشيعة موجودون وبصمتهم واضحة على هذا المشهد، علما ان هذا المجلس هو الذي نادى بالامير فيصل الاول ملكا على عرش العراق وتم تتويجه في 23 آب عام 1921، حيث جرى ايضا انتخاب عبد الرحمن الكيلاني رئيسا للوزراء! تبع الكيلاني في رئاسة الوزراء السيد ياسين الهاشمي حيث شغلها مدة عشرة اشهر ليأتي خلفه عبد المحسن السعدون. الجدير بالذكر ان الهاشمي قد اسقط بانقلاب بكر صدقي المعروف في عام 1936 اي في فترة رئاسته الثانية عام 1935 ولولا هذا الانقلاب لاستمر الرجل في رئاسته للوزراء. اما السعدون فقد تولّى رئاسة الوزراء العراقية اربع مرات 1922-1929. جاء بعد ذلك على رئاسة الوزراء العراقية السيد رشيد عالي الكيلاني ثلاث مرات 1933، 1940، 1941. تبعهم نوري السعيد الذي تولّى رئاسة الوزراء اربعة عشر مرة 1930-1958. اي حتى ثورة 14 تموز بقيادة الجنرال عبد الكريم قاسم على الحكم الملكي، والبقية معروفة للقاصي والداني فمتى رفض الشيعة رئاسة الوزراء ياسيد شابندر؟!

ثانيا: فتوى تحريم الدخول الى المدارس

حقيقة اتمنى على السيد الكاتب ان يأتي لنا بنص الفتوى وصاحبها ومصدره والا فالكلام كثير وليس اكثر منه ولا اقول غير ذلك. هنا لابد من التنويه الى ان المرجعيات الاسلامية جميعا والشيعية ليست باستثناء انما تؤكد على اهمية التعليم والتعلم وذلك انطلاقا من اول اية قرانية نزلت على صدر الحبيب المصطفى (ص) "أقرأ"، فكيف يحرّم دخول المدارس من يدعو الى العلم والمعرفة والاجتهاد؟! أيضا الاعتماد على مصادر تشويهية تتحدر من منطلقات ضيقة لايمكن الاخذ بها خصوصا في ملفات التوثيق المحترمة فعبارات من قبيل "يُقال" و "أشيع" و "يُذكر" وهلمجرا لاترقى الى اليقين المفترض في مثل تلك الادعاءات الخطيرة. علاوة على ذلك ان المرجعية الشيعية العليا في فترة المد الشيوعي كانت بزعامة اية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره) وهو المعروف عنه بتأسيس المكتبات وزياراته المتكررة لها وللعامة انذاك في خطوة عملية ميدانية كان ينتهجها لاظهار معارضته لاي فعل حكومي ينافي احكام الاسلام والثوابت الوطنية، والامر كذلك فلم يسجّل لنا التأريخ ان افتى هذا المرجع ولا من كان قبله او من جاء بعده بتحريم الدخول الى المدارس للتعلم. ولو افترضنا جدلا ان هناك روزخونا قد اصبح يوما وقال ماقال فهل ذلك يعني ان الشيعة كلهم افتوا بتحريم الدخول الى المدارس؟! شخصيا احمد الله اننا في القرن الواحد والعشرين ومن افتى بقتل "ميكي ماوس" ومن افتى برضاعة الكبير ليسوا من الشيعة والا لصارت الاخطاء تسعة تماما على عدد "الخرّاطات"!

البقية تاتي غدا

رياض الحسيني

كاتب وناشط سياسي عراقي مستقل

www.alhusaini.bravehost.com

www.riyad.bravehost.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الشابندر رائع
لمياء -

استاذ الشابندرانت متميز دائما و ابدا! في انتظار مقالاتك! لاتتأخر!

بصراحة
عراقي -

سيدي العزيز الكاتب رياض الحسني...مع الاسف اصبحت تعاكس كل راي عراقي تحس فيها بنقد او هجوم على حكومة المالكي وبدانا نشبهك بابواق الانظمة التي وضيفتها هي الرد والهجوم على كل من يحاول نقدها وكشف سلبياتها

تلاقح الافكار
اياس النجدي -

والله هذا رد للشابندر كريم وهو حقا ضمن تلاقح الافكار لاننا يجب ان نسمع الطرف الاخر ويبدو لي ان الحسيني متمكن من ادواته ويعلم مايقول

سلمت يداك
عراقي حقيقي -

بأنتظار البقية على احر من الجمر...اجدت والله .لاشلت يمينك.

Start from yourself
Mageed -

You are asking people to be ambassodors of good will and good words between people. May be you could follow the advice you give to others and start to be an ambassodor of good will between people. Sadly, you are not and your messages all are intended to get a job with the Al-Maliky. You started by praising the Kurds previously and started to attack them recently because they turned you down. You attack the Kurds at every opportunity with good and bad reasons. Is this what a good ambassodor for good intentions do? may be you could enlighten us!!!!!!

مادة مثيرة حقا
سمير الصميدعي -

شخصيا لم اقرا اي مدح للحكومة في هذه المادة فالخلاف هنا تاريخي تحليلي لذلك يبدو لي ان تعليق 2 ربما قرا مادة اخرى وكتب تعليقه هنا؟؟ حالة تحدث في ارقى العائلات لاتهتم عزيزيهههههشكرا للكاتب فقد عضد رايه بالشواهد التاريخية وهذا يحسب له لا عليه ولمثل هذا فليعمل العاملون

معلومات
علي المدني -

ليعلم الاخ رياض ان السيد الشابندر خرج من حزب الدعوة منذ الثمانينات وليس له علاقه

نعم
عماد الساعدي -

نعم اخي الحسني علماؤنا حرموا الدخول للمدارس ولذلك سسوا مدرسة الجعفرية رداعلى ذلك ، اقرا تاريخ العراق للدكتور على الوردي ، ولكن يبدو انك ما تعرف أن اكثر الشيعة كانوا اميين ،

تكفير عشوائي
عباس عمارة -

الكاتب الشابندر كان دقيق بهذه الكلمة ، فإن التكفير كان عبارة عن رد فعل وليس فعل ،وكان يجب أ خ

هلهولة
باسل الخطيب -

بربي حلوة هاي مال الخراطات التسعة وين لكيتها الحمد لله سبعة بس واحنة يومية هلهولة وطحينج ناعم يمعود الدورة تسعة شكرا لك كاتبنا المبدع ننتظر الحلقة الثانية

الشيعة والبعثيين
كريم وافي -

، يا سيدي الشيعة ارتكبزا خطا كبير لما رفضوا الحكم بعر ض من مسسز بيل وقبلها عبد الرحمن النقيب ، واخطائهم يوم بعد يوم تكبر، وشوف الان كيف همشوا نفسهم في العراق بالتقسسيم والعمالة لإيران بواسطة لكثير من كبراءهم للاسف الشديد ، ، التاريخ يقول ان بعض الشيعة ا لكبار دعموا البكر وصدام في اول انقلاب بعد انقلاب 14 تموز، وتقدرتقرا مذكرات الكثير من السياسيين عن عبد الغني الرواي وزيارته للنجف بعد انقلاب شباط الاسود ،، يحفظك ربي

كانت هفوة كبيرة
راشد مخزومي -

تاييدا للمعلق كريم وافي ان الانكليز عرضوا الحكم على الشيعة ولكن الشيعة اشترطوا ا ن تكون هناك انتخابات فعرض الانكليز الحكم على النقيب فقال انادرويش ، فلما قالوا له الشيعة يمكن يستلمون الامر فهرع الرجل قابلا ، هكذا تقول المذكرات ،

مع البحث الرصين
اميرة الموسوي -

يبدو لي ان الاستاذ الحسيني محق فيما قاله لان الردود المؤيدة للشابندر كلها تؤكد القيل والقال ولم ياتي اي منهم بمصدر تاريخي يؤكد مايقوله صاحبهم او على الاقل مايدعم المقولة على الاقل اسوة بما قدمه الحسيني من مصادر بالتواريخ والاسم وهي لعمري الرصانة في البحث فاذا ماكان الرد على القيل والقال فعلى الدنيا السلام فالكثير من الاخطاء شائعة في مجتماعتنا ولكن يبقى على صاحب الادعاء فيما هو الشابندر ان ياتي بمصدر معلومته والا فان كلامه يكون لايغني ولايسمن من جوع!!!ننتظر الحلقة الثانية ورد الشابندر للمزيد من الفائدة والوقوف على الحقيقة

مقال واضح وصريح
ابو فارس + -

نشكرك يا استاذ رياض على صراحتك في هذا المقال القيم الذي وضعت فيه النقاط على الحروف ،وفقك الله ،ونحن بانتظار المقال الثاني..

أستاذ رياض
محمد حسين الحساني -

تقييماً لما ورد في ما كتبه الأخ رياض الحسيني يمكن التعليق على الماده الموضوعيه التي كتب بها. إن ما كتبه في شأن الأستاذ شبوط واضح لالبس فيه وقد أجاد غاية الإجاده وحقق الهدف والحمد لله وبحكم معرفتنا الشخصيه بالأستاذ الشبوط فهو طَيِّع أن يستجيب للحق وأنه ذو شمائل طيبه . أما فيما يخص الأستاذ الشابندر فإن الأستاذ رياض لم يخطئ ولم يتعمد الجدال العقيم أبداً بل صَوَّب إنحرافات قلم الأستاذالشابندر , ومما يؤسف له أن الأستاذ الشابندر ولأننا نعرفه أيضاً ممن يعتز بالإثم ولا يسعى أبدأ لحالة تصويب وردت من أي كان ونحن منذ أكثر من خمس وعشرين عاماً نتابع ما يكتب بإهتمام كما نتابع غيره أيضاً فإن القارئ دوماً يلحظ الصفه العدوانيه فيما يكتب وليس صفة المصلح لحالة خطأ حصلت هنا أوهناك ولو أردت الكتابه في أمور غيرها لما عجزت وكما قلت بسب إطلاعنا وليس تعدياً عليه حفظه الله من كل سوءوأصلح حاله.