إتهامات التزوير والعداء الشوفيني لإيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
منذ أن قمت بنشر بعض الوثائق السرية حول علاقات التخادم السياسي و العسكري بين الولايات المتحدة و النظام العراقي السابق و المندثر و أنا كنت أتوقع أن تثور ضدي جملة من الإعتراضات و الهجمات و لربما حملات التسقيط المعروفة في فكرنا الإعلامي و الثقافي للأسف، فالمحبين و المدافعين عن النظام السابق سيهبون هبة رجل واحد لإنقاذ سمعة نظامهم الذي كان يتعيش على إدعاءات الثورية و الصمود و التصدي و محاربة الإمبريالية و الصهيونية و ما إلى تلك الشعارات الجنجلوتية المعروفة و التي لم تطعم شعوبنا خبزا بل ذلا و مرارة و فشلا كارثيا في تحديد طريق المستقبل.
فإن إنتفاضتهم تلك هي حركة ساذجة للغاية تتخطى كثيرا أبعاد و أصول و قواعد اللعبة السياسية للسياسة ألأميركية التي كانت و ما زالت من أكبر المدافعين عن الأنظمة الدكتاتورية و القمعية التي تسايرها و تحقق طموحاتها الكونية و لا حاجة لي للإفاضة أكثر في هذا الباب لضمان نشر المقال على الأقل؟ فالولايات المتحدة هي العابث الأكبر في أمن المنطقة و شعوبها و هي لا يهمها في شيء أبدا حرية الشعوب و إنعتاقها بل يهمها أشياء أخرى نعرف و تعرفون و لنا في التجربة العراقية المرة دروس و عبر، الحرب العراقية / الإيرانية لم تكن قدرا حتميا أبدا بل كانت مؤامرة دولية شارك في صياغتها ووضع فصولها النظام العراقي مع دول الغرب و المرتبطين بالسياسة الغربية و لأهداف كونية و ستراتيجية لا علاقة لها أبدا بالحب و الغرام و العداء مع النظام الإيراني الديني الذي قام على أنقاض نظام الشاه المتعجرف العدواني أيضاو الشرس و المتعالي الذي يحتقر دول المنطقة جميعها، كلنا كعراقيين عشنا تلك المرحلة الفاصلة بين الحرب و السلام بكل تفاصيلها و كلنا نعلم بأن الحرب أو ( قادسية صدام ) كان يمكن تجنبها بسهولة فائقة لو كان في العراق نظام حكم ديمقراطي يوفر للشعب العراقي حاجياته الأساسية من الحرية و الكرامة البعيدة عن مظاهر بناء الزعامة الفاشية الواحدة المعبودة التي ترسخت منذ أول يوم وصل فيه صدام حسين لسدة السلطة ألولى في 16 تموز / يوليو 1979، كان من الممكن تجنب الحرب بإتباع سياسة بديلة تقوم على تحصين الجبهة الداخلية و تشجيع حركات المعارضة الإيرانية و اللعب بأوراق الدبلوماسية و بكل الخيارات الممكنة لتجنب الحرب و لكن النظام العراقي وقتها كان يعيش سياسة إنتقامية هدفها غسل عار إتفاق الجزائر المعقود مع الشاه عام 1975 و الذي فرطت فيه حكومة البعث القومي و بتوقيع صدام حسين بعراقية و عروبة شط العرب في تنازل مخجل لم يقدمه أبدا النظام الملكي السابق و لا كل الأنظمة التي تلته بل قدمه النظام المتدثر بالثورية و التقدمية و تحرير فلسطين بينما لم يستطع الحفاظ على عراقية و عروبة جزء عزيز و غالي من الأرض العراقية و العربية، لقد حاول النظام السابق إستغلال ما تصور أنه فرصة تاريخية في غباء مطلق و رفض إستشارة الحكماء و الخبراء و ذهب بعيدا في غيه و حصل ما حصل و بالشكل الذي إستفاد منه النظام الإيراني حاليا، و حيث تورط النظام في تنفيذ مخططاته ضد دولة الكويت تحديدا و التي تؤكدها هذه الوثيقة فالهدف كان الكويت و ألأميركان يعلمون ذلك بدقة و حرفنة من أجل توجيه ألأوضاع لما وصلت إليه و أعتقد أن شهادة الوزير السابق السيد حامد علوان الجبوري أيام كان سفيرا في جنيف بعد حادثة ضرب الطارات العراقية في الخليج العربي لضرب المدمرة الأميركية ( ستارك ) عام 1987 تلقي الأضواء على طبيعة المخطط ألأميركي فقد هنأت السفيرة ألأمريكية في جنيف السفير العراقي على تلك الضربة قائلة له : إنه عمل جيد!!!
فهل شهادة الوزير مزورة أيضا، من السهل جدا إطلاق الإدعاءات بالتزوير، و من السهل أيضا رفض كل الكلام و الحجج و لكن من الصعب جدا تغيير الحقائق و الأحداث التاريخية، و يهمني التأكيد على كوني لست ملزما أبدا بالبوح عن مصدر معلوماتي فتلك قضية خاصة بي وحدي و ستظل حبيسة في صدري و لكنني أؤكد بأنني لم أتعرض أبدا لعملية خداع أو تضليل لكون مصادي من المصادر السرية جدا و الغير معروفة إعلاميا و التي كانت تحت تصرف رئيس النظام السابق، و أعتقد أن الذين يتهموني بالوقوع تحت شراك الخديعة و التضليل من المخابرات الإيرانية يعيشون أوهاما فكرية و نفسية حادة و كبيرة و يتصرفون بمنطق عاطفي له علاقة بمشاعر الحب و الكراهية و ليس الحقيقة المقدسة التي تصدم و تجرح بل و تقتل في أحايين كثيرة...
أؤكد بأن العداء الشوفيني لإيران و نظامها لا ينبغي أن يعمينا عن ذكر الحقائق و دلالاتها و إيران و أجهزتها ليست بحاجة لخداعي أو أن تحقق أهدافها عن طريقي أو عن طريق غيري و أتمنى أن لا نبالغ في إستعراضاتنا التهريجية!!، هنالك سياسات مخططة سلفا و معدة منذ عقود و حتى النظام الديني القائم في إيران ما كان له أن يصل للسلطة لولا تزاطؤ الغرب الذي رفع يده عن نظام الشاه و لفظوه ليموت منبوذا و مطاردا في غربته بعد أن مدحوه في السابق و سلحوه حتى الأسنان ثم لفظوه و كذلك فعلوا مع النظام العراقي الذي هيأوا له كل عوامل الدعم ثم كانت نهايته على أياديهم و بحبالهم التي نسجوها، أما من يدافع عن الإدارة ألأميركية فأرجو أن يلاحظ حوله و يرى أن من يحكم العراق اليوم ليس داود البصري و لا أيا من المعادين للسياسة الإيرانية بل أن من يحكم تحت الحماية ألأمريكية المباشرة هم رجال إيران الذين قادوا جبهتها الإعلامية و العسكرية و المخابراتية ضد النظام العراقي.. من يحكم العراق اليوم هم نفس الأطراف الذين تتحدث عنهم الوثيقة التي نشرتها بكونهم (عملاء للنظام الإيراني )!!!!
فهل في الأمر مصادفة أم ماذا؟ فكروا قليلا يا جماعة و ستعرفون طبيعة عملية النصب التاريخية التي تعرض لها الشعب العراقي وهي صناعة أمريكية بحته.
داود البصري
dawoodalbasri@hotmail.com
التعليقات
اكتب يا بصري
عادل الربيعي -ما دمت تكب حقائق يتفق بها معك الاكثرية الذين عاصروا الاحداث - فلا يهمك هؤلاء الطفيليين على السياسة والكتابة-- فتحية لك وانت تفضح من تاْمر على العراق والعراقيين فامضي بطريق الصواب وان قل سائرية---------
اكتب وأنشر
Nabil Quraini -عرفتك منذ سنين كاتبأ نبهأ ذكيأ غيورأ على العراق عمومأ والبصره الجميله خصوصأ. اكتب وأنشر وبصر الناس يا بصري ...سألتقيك يومأ في بصرتنا حتمأ وسنتناول اكله بصريه لعلها تشبه كبة ابو كريم على الطرف الاخر من سوق البصره القديم.
المدمرة ستارك
حسام جبار -كان وقت حادث ضرب المدمرة ستارك السيد جيمس بيكر يشغل منصب وزير الخارجية الامريكي وفي لقاء اجرته معه فضائية MBC العربية عام 1994 سئل الوزير عن الحادث وكيف تم تجنب حوادث مماثلة لاحقا اجاب الوزير:لقد زودنا الطياريين العراقيين بخرائط عن مواقع بوارجنا !!!!! ياترى هل زود الجانب الايراني ايضا بهذه الخرائط؟
هل الوقت ملائم؟
بلال الحارس -لنفترض ان مصدر معلومات الكاتب موثوق, و لنفترض ان الكاتب يبحث عن الحقيقة كما يقول, سؤالي هو هل انّ هذا الوقت مناسب لفتح هكذا ملفات تدين النظام السابق امام ايران التي تريد ان تحمّل (الدولة) تبعات تلك الحرب؟ حيث ان القضيّة لم تغلق بعد واي نشر للمعلومات مهما كانت مصداقيّتها سوف يميل كفّة طرف على حساب أخر, و ما اكثرها فيمكنه على الاقل الانتظار قليلا لحين غلق الملف مع ايران و الوصول الى تسوية, فهو بنشره هذه المعلومات التي لايمكنها ان تصبّ الاّ في اتجاه دعم الموقفف الايراني ضدّ (الدولة العراقي) فالنظام السابق ولّى الى غير رجعة و المزايدات الان على حساب الدولة و الوطن العراقي و بالتالي سيكون الخاسر الاكبر هو الانسان العراقي فرأفة بنا و بعقولنا ايها الكاتب داود البصري و لاتخسر قرائك من العراقيّين المبتلين بامريكا و ايران و بعض الكتّاب فيما بينهما .
مجرد رأي
أيمن-المغرب -رغم اختلافي الكبير مع السيد داوود فانه يعتبر كاتبا مرموقا وقد كان واقعيا ومحايدا في مقالاته الاخيرة ومن بينها هدا التوضيح الدي رد فيه على أحد المدافعين عن سياسات امريكا وجبروتها في المنطقة العربية.
مصلحة الوطن اولا
عاشق ايلاف -الاخ داود المحترم ألا تتفق معنا ان مصلحة العراق فوق قول الحقيقة ؟.. فحتى لو كانت هذه الوثائق صحيحة فأن مصلحة الوطن تستوجب عدم الترويج لها لأنها تصب في صالح ايران وهي طرف خصم للعراق وقد تستفيد منها اعلاميا ، فمن بديهيات الوطنية ان ندافع عن مصالح وطننا بشتى الطرق في حال كان الطرف الاخر عدو للوطن ، اما قول الحق والصدق فهذا يقتصر على العلاقات الاجتماعية الشخصية فقط وليس في مجال السياسة ، وعليه ان نشر هذه الوثائق من منظور وطني خطأ بحق العراق ويصب لصالح ايران .
عشناها بتفاصيلها
lمحمد البغدادي -كل من يبلغ الستين او حولها يذكر هذه الاحداث بادق تفاصيلها . لكن استاذ داود اراك تتجنب دور دول الخليج في تنفيذ هذا المخطط و لف الانشوطه على رقبه صدام و هو غارق في احلامه ليصبح ملكا شرعيا و يصبح النضام مشابها لانضمه الخليج ثم مفاجئته بالديون ليترتب عليها غزو الكويت ))
راي على راي
غسان الاورفلي -, هلا تحدثنا عن البوليساريو والجزائر والمغرب وسيسة المغرب وإستعماريتها؟ ثم إبتعد عن العراق واهله فبلادكم ليست بعيدة عن مخالب التطرف والارهاب, من كان بيته من زجاج, لا يرمي الناس بالحجارة
اخطاء الشعوب
رعد الحافظ -يا استاذ داود البصري..انت معروف بتاريخك على الاقل للناس المتعلمين اي نقيض الاميين..فلا يضيرنك تطبيلهم..عامة الشعب تعرف بل عاشت الحقائق التي تتحدث عنها..انها ليست من قصص الخيال..والناس بغالبيتهم مازالوا احياء يرزقون..صدام بدء الحرب ضد المتخلفين المعممين في طهران ظنا منه انه سيغدو جنرال الشرق الجديد بعد الشاه..لكن تبينت رعونته سريعاواحسن كاريكاتير رايته في حينه..ان صدام يضرب خميني جلاق..وقد تعصت رجله في مؤخرة الخميني فلا يستطيع سحبها وهو بادي انه يفقد توازنه..اما اميركا وتفكيرها بمصالحها فهذا معروف ولا يفاجىء احد..بل ان المفاجئة كانت لتاتي لو انها فعلت العكس !!!