في القراءة "الأصولية"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أجدني في هذا المقام، مدفوعة، إثر نشر النص الذي يحمل عنوان: *أفعى في بنطلون، ولكثافة ردود الأفعال التي تلقيتها عبر بريدي الالكتروني الخاص، إلى تسليط اليسير من الضوء على ما توارد إلي من تعليقات من "بعضٍ" ممن يعانون من السايكوباتية الجنسية العضال في تلقّيهم، خصوصا، لنص مذيّل بتوقيع امرأة!
من خلال قراءة موضوعية وحيادية متأنية لردود الأفعال "الذكورية" على نص من المفترض أنه يتمتع بجراءة أدبية جمالية تم نحتها في مركّبات لغوية دقيقة في دلالاتها، وعابرة للثقافات في حمولاتها البلاغية، أن قراءة هؤلاء "البعض" للاستعارات والمجازات اللغوية كانت قراءة كيديّة، مبيّتة النوايا، وقاصرة، تقوم على الاستقطاع اللفظي والعزل البياني والإسقاطات الشوهاء. وقد انقسم هؤلاء في رأيي إلى فئتين لاثالث لهما، أما الأولى فهي ما أدعوها فئة "الجينو- سايكوتيك" أي المصابين بالهواس الجنسي، يقابلهم في الطرف الآخر "الجينوـ فوبياتيك"، أي فئة المصابين بالرهاب من الجنس.
لا أريد السقوط في مطبّ التعميم هنا، لأن التعميم والشمولية ليسا سوى عقدتين مضافتين إلى عقدنا المستطيرة، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن شريحة واسعة ممن يجوز وصفهم بأحاديي الثقافة، ما زالت تقرأ النص الإبداعي بمنظار أصولي سقيم، والحال هنا يمعن في التطرّف حين يصادف أن كاتب النص: امرأة! القراءة الأصولية في هذا المقام تصبح، تلقائيا، نزوعا إلى إلباس كاتبة النص عاقبة جنوحها إلى حافات ما يطلقون عليه صفة "المحظور" و"المنكر" و"الهرطقي"، هذا بداية، ثم سرعان ما يتصعّد هذا الإحساس، عند هذا النوع من القارئ، بصورة عصابية موتورة، مجيشا منه المكبوتات التاريخية مجتمعة، تلك التي تعود به إلى تفاصيل عقده الذكورية العنصرية ونظرته الشهريارية المتعالية على ذلك الكائن "الرغبوي" الذي إذا نطق إنما ينطق عن الهوى!
الأصولية ليست عاهة دينية وحسب، بل هي التهاب في سحايا الدماغ العربي، منذ داحس والغبراء إلى اللحظة التي أسطر فيها هذه الكلمات، ما خلّف لدينا شللا رؤيويا في البصر والتبصّر، مستعصيا على العلاج أوإعادة التأهيل. إنها القبضة المتشنجة على حنجرتنا، والنظرة الأحادية للعالم المحيط بنا، بمتغيراته وثوابته كافة. هي انكماش في زوايا من التاريخ غامضة لا مخرج لنا من ظلمة كهوفها وشبكة عناكبها وخفافيشها الأسطورية. الأصولية هشاشة بنيوية لا نجد انعتاقا من رواسبها العقائدية والأبارثيدية، بل نمعن منها، كل يوم، إيغالا في دوائرالانقسام على الذات، والتخبط في طميّ الشيزوفرينيا.
متى نتعلم أن نقف وقفة موضوعية وحيادية من الذات أولا، والعالم تاليا، وقفة تساعدنا على نقد التاريخ والحاضر في آن، واستيلاد سياقات ذهنية تُجاري العصر، والخلوص، نتيجة، إلى إعادة تصويب مسارنا السوسيولوجي الذي أدخلنا في زواريب من الاكتئاب الثقافي، ما سيودي بنا إلى انتحار جماعي على طريقة الحيتان الضالّة؟
متى نتعلم أن نقرأ بدافع الاستيعاب الجمالي والنقد العلمي المترفّع عن الإدانات الجاهزة والتهويش العصابي والنزعة الديماغوجية والإسقاطات الغثة لما يفترض أنه سياق أدبي إبداعي إيسثيتيكي بحت؟
في نص "أفعى في بنطلون" مقاربة تخييلية جمالية لقصيدة فلاديمير ماياكوفسكي الأشهر"غيمة في بنطلون". ومحاكاة للتجربة الحياتية الأميركية لمرح البقاعي ـ على تواضع مسيرتها الشعرية ـ مقارنة بالشاعر العابر للعصور فلاديمير ماياكوفسكي، وذلك بزخم شعري يشدّ من أواصر الحبكة في النص، وينحت هيئته الرمزية، في معالجة بينيّة لتقاطع شرطي الزمان والمكان للتجربتين. أما القارئ الفصامي، من فئة أصحاب الهواس أو الرهاب الجنسيين، فلم يجد في مقام المجاز من عنوان النص هذا إلا استعارة محسوسة لتفاصيل فحولته!
متى يتحرر هذا الصنف من القارئ ـ الذكر من لوثة ثقافته الكبتية وتعليبه المرأة، في الظلاميّ من زواريب دماغه، في مشاهد ثلاثة أزلية: أيقونة من جبس، غانية من شهوة، أو منقّبة من تمر! متى يتعلم أبجدية الجسد وشرطه؟ متى يعترف لنفسه أن المرأة التي من لحم وعصب، هي أيضا تجوع، تصرخ، تقترب، تكتئب، تشتهي، تعتزل، تنتشي، تكفر، تمارس الحب، أو تتصوف!
يحضرني هنا ما كتبه حنا عبود في ترجمته لرؤى كاسندرا بريام، قال: " الإنتاج الأدبي مضطر أن يكون جمالياً، فلا يشيع بين الناس العلاقات المادية الشائهة. إن المتنبي الذي مدح حاكم مصر كان يخاطبه بما يجب أن يكون عليه الحاكم الصالح، وعندما هجاه كان يرسم معالم الحاكم الشيطاني، وفي هذه النقطة بالذات تكمن أخلاقية الأدب الجمالية.
مرح البقاعي
* بعض الروابط التي يتوفر عليها نص "أفعى في بنطلون":
التعليقات
الاصولية المزعومة
عادل الامين -الاصولية الحالية هي اعادة انتاج الافكار النازية والفاشية الغربية وصنعت كهوس مضاد للشيوعية العالمية وتكرث للتخلف وليس لها علاقة باصول الاسلام والتي هي اصلا القران المكي الذي كان اكبر من طاقة العصر انذاك فجاءت ايات الفروع القران المدني القائمة على الوصاية ويتمسك بها العرب الي ومنا هذا والحديث ذو شجون
ابداع
صلاح بدرالدين -ابدعت الكاتبة القديرة مرح البقاعي في انتاج مقالتها هذه وهي وان كانت بصبغة ادبية راقية تلامس رؤى عظماء الروائيين العالميين الا انها لايمكن فصلها تعسفيا عن النهج الفكري والسياسي المتقدم والديموقراطي التغييري للكاتبة في مقالاتها المنشورة خصوصا بالحوار المتمدن وهي محقة في اعتبار الاصولية ذات جناحين : ديني ولاديني وفي المرحلة الراهنة نشاهد تلازم الجناحين والتصاقهما بجسم واحد في مواجهة التغيير الديموقراطي والا ماذا يجمع نظام الاسد ( العلماني ) بنظام ولاية الفقيه الديني الطائفي أو بجماعات الاسلام السياسي في لبنان وفلسطين والعراق . من الطبيعي أن يقرأ كل واحد مقالة البقاعي حسب طريقته وحسب قراءتي أراها ذات شكل ادبي ومضمون فلسفي وهدف سياسي حققت الهدف .
انه الكبت
جهاد الرنتيسي -النتائج التي توصلت اليها الكاتبة صحيحة ، الجنس عقدة، ليس عند الرجل وحده ، فالمراة تعاني من هذه العقدة ايضا ، وهي نتاج لموروث وتربية ،فالكبت في مجتمعاتنا يتربى مع الانسان وينمو معه ، ويدفع المجتمع العربي فاتورة هذا الخلل من تطوره، لان الجزء الاكبر من تفكير الانسان العربي منذ ولادته وحتى موته يتمحور حول الجنس
المبدعة مرح البقاعي
خيري حمدان -هذا أوّل لقاء لي مع إحدى نصوص الأديبة مرح البقاعي، ولن يكون الأخير بأيّ حالٍ من الأحوال. أوّل ما لفت نظري هو الجماليّة التي تنعكس من الأسطر المحمّلة بالقوّة التعبيريّة والعبق الذي لا يقدر على تحميله لنصّ ما الكثير من الكتّاب المعاصرين. ثانيّاً فاجأتني الجرأة التي تمتلكها هذه المرأة الشرقية وهذا أمرٌ طبيعيّ نظراً للثقافة العريضة والعنيّة التي تمتلكها السيّدة مرح البقاعي. ماياكوفسكي عالمٌ شاسع وكبير وبقي وما يزال لغزاً في عالم الأدب الروسي كما هو الحال مع إفتوشينكو والمخرج الكبير تاركوفسكي وروبرت روجدينسفنسكي وفيسوتسكي وحتّى غاريك كاسباروف الذي يعرفه الكثيرون كبطل للشطرنج وليس الشخصيّة المفكّرة والناشطة في المجتمع الروسيّ. وأنا لست بصدد الدفاع عن شخصيّة ماياكوفسكي فقد كتبت ألاف الصفحات بخصوص هذا الشاعر، ولكنّي أرغب بتركيز الأضواء على هذه الجوهرة الأدبيّة في عالم لم يعد يحسن قراءة الأدب. ما السبب وراء كلّ هذه التعليقات والاعتراضات؟ هل هو العنوان، أم أنّ الرجال يخشون على استقلاليّة الأفعى العمياء في بنطالهم؟ هناك نصوص لا ترقى بأيّ حالٍ من الأحوال للجماليّة والمستوى الفنّي الذي تتمتّع به السيّدة مرح. وهذا بطبيعة الحال اعتراف كلّ من يحسن القراءة وتقييم الأدب وليس تقييمي أنا فقط. لا أجد في هذه المداخلة السريعة سوى تشجيع جميع المحاولات التي قد تخرج عن المألوف. وإلاّ فسنبقى أسرى لمفاهيم غير قادرة على الصمود والبقاء في وجه الحضارة والتقدّم، خاصّة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التقنيّات الحديثة، ونحن العرب نحسن استهلاكها واستخدامها جيّداً. أعتقد بأنّ زمن احتكار الأدب والإبداع للعنصر الرجوليّ قد ولّى ويحقّ للمرأة أن تعبّر عن رأيها بمنتهى الحريّة. هذه خصائص الديمقراطيّة، وحقيقة لم أجد ما يتنافى مع الأخلاق الأدبيّة العامّة عند قراءة هذا النصّ. ويبقى التساؤل قائما. لماذا يشعر الرجل العربي بأنّ المرأة العربيّة غير قادرة على ممارسة الحياة والإبداع والخوض في معترك الحياة؟ المرأة العربيّة تحقّق النجاحات الكثيرة في العديد من المجالات وما تزال تفعل ذلك بل وأفضل من الرجال كذلك، كما هو الحال مع الكثير من المبدعات والسيّدات اللواتي تركن بصماتهنّ عبر مراحل التاريخ العربيّ أيضاً.ألف تحيّة للمبدعة مرح البقاعي
دمتِ بألق وأبداع
إبتهال بليبل -سيدتي الكاتبة الرائعة أن بسوألكِ عن متى يتحرر هذا الصنف من القارئ ـ الذكر من لوثة ثقافته الكبتية وتعليبه المرأة، في الظلاميّ من زواريب دماغه، في مشاهد ثلاثة أزلية: أيقونة من جبس، غانية من شهوة، أو منقّبة من تمر! متى يتعلم أبجدية الجسد وشرطه؟ متى يعترف لنفسه أن المرأة التي من لحم وعصب، هي أيضا تجوع، تصرخ، تقترب، تكتئب، تشتهي، تعتزل، تنتشي، تكفر، تمارس الحب، أو تتصوف! أتوقع باننا سوف يكون من الصعوبة علينا التخلص من هذا النوع او تخليصهُ من هذه الابجدية التي يؤمن بها أو التي تتأصل في دواخلهُ ، لكنني أوقن ان هذا لهُ علاقة بالمرأة ونظرة الرجل اليها في الشرق الاوسط تحديداُ ، فيكون الرجل هو الرجل اينما كان ينظر الى المرأة بهذه الطريقة التي مفادها تحديد المرأة والعنف والاضطهاد فكل هذه الامور هي التي رسخت هذا النوع من الرجال ، وكما أن للبيئة الاجتماعية والدينية دور كبير ..أنا معكِ ياسيدتي بهذه الدراسة ومتيقنة انه سياتي يوم يفهم هولاء الرجال مايصيبهم من علل .. أنتِ كما أنتِ رائعة ومبدعة تلقين الحروف بعطر كلاسيكي أرجواني يفوح رقة ...دمتِ بألق وأبداع ..تحياتي .
بعيدا عن الكبت
جهاد صالح -جميلة أنت في كل شيء .. في لغتك العذبة وانسيابك الجريء كأنثى تتمرد على الثقافات الغبارية الذكورية .. تداهمين الذاكرة بكلماتك المتفجرة كنبع جارف يصرخ في أدمغة متحجرة. هم أصوليون من زمن اللازمن وحتى اللحظة .. وأنت مع أفعاك والبنطال والسرير الياباني وشوارع واشنطن التي هي حلم الكثيرين من أصوليين وعلمانيين وشرقيين وووو...إذا أنت في واشنطن بلاد الحضارة والرقي والأفكار والقانون ومن يصنعون مسارات العالم والشعوب، وفق اجندتهمطبعا. صديقتي في شرقنا المثخن بالجراح ستجدين أن الشواذ، وهم أغلبية، يناطحون السحاب في آرائهم المشعوذة وهم يسيل لعابهم لأجل رغبة ومتعة جنسية، ويعتبرون المرأة حاجة استهلاكية لأجل السرير والمطبخ وإنجاب الأولاد، والسجود تحت أقدام سي السيد!الشعوب هنا ;جوعانة ; جدا، ودجنت تحت سياط الجلادين منذ قرون، لهذا لاغريب في تلك الأمراض الاجتماعية التي تعششت في العظام.نحن علينا ان نعمل على زمن قادم ومجتمعات صحية وبيضاء دون كبت ودون أوهام وعبودية لآدميتنا.
نعم الأصولية عاهة
كركوك أوغلوا -دينية !!.., ولايمكن للذكر العربي أن ينسى حقوقه الأرضية والسماوية والتي جائت بنصوص يتشبث بها كغنائم أرضية وحوريات سماوية ؟؟!!..
المرأة - الوعاء!
نادين -كلام رائع وفي الصميم، ولا تستغربي من بعض الذين لايعجبهم ماتكتبين فهم ينسون أو يتناسون أن المرأة عندها إحساس وغريزة وهي متساوية معهم في كل شيء.
الكينونة المهاجمة
أحمد فرحات -من قلب المجتمع المعلوماتي، والاقتصاد المعلوماتي، ولهاث المفكرة الإلكترونية فيها، وفي ذاكرتها، تولد قصيدة الشاعرة الأميركية من أصل عربي سوري مرح البقاعي.. تولد هكذا مضمّخة بالفطرة الأولى.. بالكينونة الأولى.. الكينونة المهاجمة، المتغيرة، المعزولة والعازلة، والمتلبسة لكل ما هي عليه في جهاتها.. ناسجة أيضا، وبقوة، فرحتها العميقة والمدفوعة بمجهول الأسباب ومعلومها.تعيش هذه الشاعرة مأزق المواطنة العالمية، أو الإنسان الجديد في العالم، وترتيب أولوياته في الوجود المجتمعي الذي يطل منه على الآخرين، وعلى الذات مرة أخرى، باعتبارها مركز المجتمع المركب والخصوصي، والذي يؤكد كل يوم على نوع جديد من الاغتراب، يعجز عن تعيين هندسته الداخلية، وحاجاته الفكرية والأخلاقية، التي لم تعد تنسجم مع ما كان، وعليه، لم يعد بإمكان الشاعرة المطلة من هكذا مجتمع، أن تكتب على الأشياء ;لتمدحها ;، أو ;لتذمّها ;، وإنما ;لتفهمها ; وتفكك مركزيتها لاستيضاح المطمور منها.من الغريزة تنطلق دوماً قصيدة مرح البقاعي. تسلس الشاعرة فيها الصلة عبر موصولها في مساقط الداخل كله.. هذا المشتعل بالرموز الضاغطة، والممجّدة لفعل التعبير الشعري الجديد، يخرج عاليا بـ ;لوغوس ; الكبت والتهتك والجنون والجنس على شكل خطاب كلّياني آخر.. خطاب يدور بمطلقه الجديد فوق المطلق الذي مات مع نيتشه بموت قيمة القيم ذات يوم.
رد فعل 1
مرح البقاعي -محاكاة لتقاليد إيلاف الصحافية ونهج محرريها للشفافية الإعلامية و النزاهة المهنية في تعاملهم مع النشر الالكتروني، السلاح ذو الحدين، أجد أنه عليّ أن أضع القارئ في صورة بعض من ردود الأفعال التي وردتني إثر نشر نص ; أفعى في بنطلون ;، والتي نوّهت عنها في مقدمة مقالي أعلاه. فليستميحني السيد المحرر عذرا لإقحام نفسي بين قائمة المعلقين الأفاضل، وإنما أقوم بهذا مرضاة للحق، ولا شيء غير الحق، ورغبة في فتح ملف ;المحظور ; في ثقافتنا الكبتية والإلغائية، منذ تاريخ وأد أول أنثى في رمال الصحرائنا العتيدة. إليكم رد فعل رقم 1 العقدة الذكورية في نص مرح البقاعي بقلم ياسر المندلاوي في متابعاتي المتكررة لمكانة العقدة الذكورية في النص المذيل بتوقيع إمرأة، إستوقفني نص مرح البقاعي (أفعى في بنطلون) على وجه التحديد دون غيره من النصوص. فهو نموذج شفيف لدأب إنثوي لإقتحام الذكورة المفقودة، دأب غير مشروع ولكنه مبرر بالقهر والتمزق وإنعدام الفرصة. وفيما لو جعلنا حملتها في (القراءة الأصولية) على أولئك الذين يعانون من (السايكوباتكية الجنسية) جزءً من النص ، فإننا نكون وجها لوجه أمام مفارقة متجلية في إدانة العقدة الذكورية والسعي، بوحي منها أو بسببها، إلى الذكورة القاهرة المذمومة. وإذا تجاوزنا ردود الأفعال المهرطقة، فإن إتجاهات قراءة النص محددة بإمعان في بنية النص ولغته، وليس في إعتذارات مرح البقاعي عن ذنب لم ترتكبه. فهي، كما غيرها من المتصديات للعقدة الذكورية، لا تجنح إلى إنوثة متحررة من تأريخ غامض لا مخرج لها (من ظلمة كهوفها وشبكة عناكبها وخفافيشها الأسطورية)، وإنما إلى التحرر من إنوثتها هي في سياق إدانتها للذكورة المنشودة، فهي تسعى إلى ذكورية الأنثى التي (خبرت بعضا من رجال، وذيلتهم ببهلوان!) كما تذيل مقالاتها بتوقيع إمرأة. وإمعانا في الإفصاح عن أنثى مسكونة بعقدة الذكورية (تدوره كقط مربوط من رقبته إلى حافة سريرها الشاسع). هنا يكمن الإنبهار الإنثوي بالذكورية المريضة، ويبلغ مداه في إنتزاع تفاصيل خرائطها من الرجل الذي ليس له غير أن يتحول إلى موضوع لهو في رحاب صوفية المرأة التي( تتقيء معاشرته). إنها دعوة،لا تورية فيها، إلى إنتزاع تشوهات الذكورة الإقطاعية من الرجل، وإلحاقها قسرا بالمرأة المتحضرة. وهي تعيدنا إلى مخاضات الحركة النسوية في فرنسا في نهاية العقد السادس وبداية العقد السابع من القرن الماضي وما ش
قراءة سطحية وحسب!
عمر الحبال -الأستاذة مرح البقاعيإشارة لما تلقيتي من تعليقات على مقالة أفعى في بنطلون، فهذا يؤكد مدى تأثير المقالة وعمق صورها التي قرأها البعض بسطحية مطلقة. والملاحظة الأخرى، كل ;مؤثر ; لابد أن يلقى ردود أفعال متفاوتة، وهذا موجود في كل ثقافات العالم وطبيعي منذ الأزل
مساؤكِ أوطان وحنين
قارئة متابعة -مرحباً بمنحنى الودق وجذة النور سيدتي أنا أشكركِ على هذا المقال الرائع الذي يحمل عنوان في القراءة الاصولية، إانه لجميل أن نتعلم منكِ مالم نكن نعلم، وتيقني ياسيدتي أنني سأعود اليكِ كلما أحسست بالجهل.
السلطة الرجولية
قارئ صديق -بوح في منتهى العمق والتمكّن من اللغة، أمرٌ يصعب تواجده في هذا الزمن العربيّ الصعب والمعقّد ولمَ لا أقول السيّء.لا أريد أن أتطفّل على كلّ ما ورد من تعليقات وأنا أجهلها. لكنّي أستشفّ بأنّ النوعين من الرجال في العالم العربيّ هي الطاغية. وهذا أمرٌ طبيعيّ في ظلّ ثقافة مقيّدة وعادات تقتل التقاليد وتسلخ المرأة على ناصية الشارع عاريّة سوى من جهلها وعدميّتها ولعنة التاريخ التي ما تزال تلاحقنا. أنت كذلك تتحدّثين عن شخصيّة مثل ماياكوفسكي، أتعلمين يا عزيزتي بأنّ عدداً كبيراً من المثقّفين العرب لم يسمعوا بهذا الاسم وإذا ذكروه اسمه فيفعلون ذلك تشدّقاً. ماياكوفسكي الرقم الصعب في الثقافة الروسيّة المعاصرة، هو كذلك وقع ضحية كلماته. على أيّة حال، ماياكوفسكي يجد عبر ثقافة رفيعة المدافع والمتفهّم لأدبه.أمّا ما خطّته يدك (أفعى في بنطلون) فأجده نصّاً مبدعاً في الدرجة الأولى ولا يوجد هناك ما يقلق الرجل إلاّ ما ذكرت من رهابه من امرأة قادرة على خدش هذا التراكم من السلطة الرجوليّة طِوال سني القمع الموجّه ضدّ المرأة في العالم العربي.كلّ المحبّة أيتّها المبدعة، وأرجو ألا أكون قد تطفّلت على عالمك الجميل والمبدع.
نص مبدع
مراقب -تحية الى الاخت العزيزة مرح قرأت النص الاصلي وقرأت المقال الذي انتج بعد ذلك النص .. ووقفت قليلا كي أتأمل هذا الاستثناء لك في استخدام العربية بشكل جديد ورائع ومتتجدد وكأنه يفتح لنا طريقا جديدا نحو لغة عربية جديدة ومفكرة وجريئة ومنفتحة ومتحررة عبر انطلاقة القرن 21 .. تمتعت كثيرا بهذا الاختزال الذي احتشدت عدة معاني كبيرة في اقل عدد من الكلمات .. لأول مرة اجد هناك خروج عن مألوف الاطناب والاسهاب .. لأول مرة اجد ان فتحا جديا في التفكير والتوصيف .. وجدت انجذابا لموحيات لغوية لم نألفها في العربية وتزيدها ثقافة من نوع خاص .. وجدت تصويرا للمعاني لم يألفه الناس من قبل .. صحيح انه نتاج ابداعي ولكنه حلقة متطورة في الادب العربي المعاصر .. صحيح قد تكون هناك اكثر من مقاربة فنية لشاعر او روائي ، ولكن لا مباعدات في الفكر الانساني .. انني تمتعت بقراءة هذه النصوص الجميلة واشد على يدي زميلتنا مرح البقاعي وهي واحدة من المثقفات اللواتي لهن همومهن في هذا العالم واتمنى ان اقرأ لها المزيد من النصوص الابداعية ..
أفعى في البنطلون
منى وفيق -العزيزة مرح ، أحببت نصك أفعى في البنطلون قد حرض نصك شيئا فيّ وأتيت لاقولواصلي فنن نستمتع بم تكتبينهاكتبي وانصتي للريحابدئي الحكايةوسنسمعقبلاتي
المقدسة أو الأحبولة!
جيهان منصور -كيف تكون المرأة مبدعة في مجتمعات قبلية عشائرية ذات نسق بطركي قامع ومسيطر؟ يعتقدون ان الإبداع لا يجالس إلا الفحول وأنه ليس في الإبداع أنوثة. ففحول القبيلة ما فتئت تمارس الوأد الثقافي ضد حريمها،متى نتخلص من تلك الثقافة الذكورية أحادية النظرة التي تعمل على تقصي تاريخ المرأة الإبداعي شكلا ومضمونا بأبعاده الفلسفية والمعرفية والاجتماعية والسياسية؟ وحتى اللغة العربية قائمة على مبدأ التغليب، فلو كان هناك مئة امرأة على سبيل المثال ومعهن ذكر واحد وجب مخاطبتهن بالمذكر وفقا لقاعدة التغليب تلك،هذه الثقافة تقصي المرأة، وإذا أثبتت موجودية فهي ملحقة بالآخر المركزي كهامش في متن، والدليل على ذلك انه لم يهتم بإبداع المرأة إلا في مضمار البكاء والرثاء، فالخنساء خلدت بالبكائيات وما حفظ التاريخ لولادة بنت المستكفي إلا قولها إنها تمكن عاشقها من صحن خدها، فللمرأة في الثقافة العربية خياران : إما أنها المقدسة الأم الفاضلة أو أنها أحبولة الشيطان، وهذا تمييز ضد المرأة الواقعية التي لا هي بالمقدسة ولا هي بأحبولة الشيطان. فلا عجب إذن ان يترك الأصوليون حديثك سيدة مرح عن غسان كنفاني، وماياكوفسكي، وينتبهوا فقط الى عنوان النص الذي اثار فيهم عقدهم الأولى فلم يتخطوه ولم يكلفوا انفسهم عناء قرائته ، ولنضرب هنا مثالا بسيطا على الفرق بين حق المرأة في عالمنا العربي وحقها في الغرب : فلو كانت سيدة فرنسا الأولى كارلا بروني التي اطلقت ثالث البوماتها الغنائية أمس من قصر الأليزية ، اقول لو كانت عربية، لنعتها ديوك وفحول القبيلة بأقدح الصفات، فسيري سيدة مرح على نهج الإبداع وإعلاء شأن المرأة ،فلا يضيع حق ورائه مطالب. تحياتي الخالصة.
نعم هذا هو الشرق
mohamad -انا سعيد لما اجد ان السيدة العظيمة مرح عادت الى الساحة الثقافية بهذه القوة اقول يا سيدتي شرقنا شرق يابى الرجل الا ان يظهر شجاعته و رجولته
فراشة النار
محمد الجبيلي -مرح البقاعي إنسانة غير عادية، إنسانة ذكية جدا، طموحة جدا، حساسة جدا، وثورية حتى التهوّر. تعشق الحرية، الحرية الواعية والمسؤولة، وتجعل منها مسارها في أدبها كما في حياتها ويومياتها. تؤمن بحتمية التغيير في مجتمعها الأول السوري، والذي حملت همومه إلى الولايات المتحدة، وما انفكت تدافع عن حقوق إنسانه بالعمل السياسي، أو الفكري التنويري، أو الشعري التحديثي . ثابتة مرح وجريئة في مواقفها، وهذا ما أثار ويثير حفيظة وحنق ونقمة الكثيرين من حولها. هي تشبه نفسها تماما، ونصّها مرآة روحها، لذلك يخرج كلامها من القلب ليصب في القلب. إنها فراشة نار حقيقية، وأهم ما فيها أنها تعرف كيف لا تحترق بنار الحاقدين!
المشايخ المحتالة
أوصمان مصطفى -أن ينبري من هو في جبهة مع أشد القومجيين العرب تعصبا والأخوان المسلمين ( أم أنهم ليسوا أصوليين ؟) ولفيف من المخبرين السابقين الذين يدعون أن لديهم أحزاب سياسية لنقد التحالف بين جناحي الأصولية كما يقول متسائلا" والا ماذا يجمع نظام الاسد ( العلماني ) بنظام ولاية الفقيه الديني الطائفي أو بجماعات الاسلام السياسي في لبنان وفلسطين والعراق" فهذا حقيقة نكتة الألفية الثالثة. هل يعتقد المعلق أنه فعلا هناك علمانية حاكمة في بلادنا؟؟!! ما يجمعهم هو ما جمعك مع اليسار الفلسطيني سابقا ومع فتح فيما بعد ومع البعث الصدامي لاحقا ومع نــ ... الآن. المصلحة الخاصة وعد النقود ... ألم تسمع بالمشايخ العرقشية المحتالين ...