أصداء

إمارة حماس الليبرالية! ردا على خالد شوكات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اسعد دائما بقراءة التحاليل العقلانية التي ترد في مقالات د. خالد شوكات، لذلك أعدت قراءة المقال الذي نشره مؤخرا على صفحات إيلاف الغراء ( و هو بعنوان "دفاعا عن حماس من منظور ليبرالي"). بطبيعة الحال لم يكن العنوان استفزازيا بالنسبة لي كشخص محسوب على التيار الليبرالي لان هذا التيار قائم أساسا على مبدأ عدم وجود بقرات مقدسة أو معتقدات و آراء فوق النقد و التمحيص الموضوعي و العقلاني. لكن و بما إنني وجدت المقال يحتوي على أخطاء كبيرة - من وجهة نظري على الأقل - من شانها أن تغالط القارئ، رأيت من واجبي تقييم ما ورد في المقال بالاقتباس منه و الرد عليه بعد ذلك مباشرة.

د. شوكات: "حماس ليست حزبا دينيا إسلاميا على غرار حركة الإخوان المسلمين أو حزب التحرير أو غيرهما... فحماس في حقيقة الأمر هي "حركة تحرر وطني"، وقد استندت حركات التحرر الوطني باستمرار إلى مرجعيات متعددة، دينية وعلمانية، ويسارية ويمينية، لكنها تظل في مجملها آليات شعبية هدفها الأساسي تعبئة مقاوميها وأعضائها لربح معركة التحرير"
هذا الكلام يتناقض أساسا مع ميثاق حماس التأسيسي الصادر عام 1988 الذي ينص على "تحرير فلسطين حتى آخر ذرة تراب و إعادتها وقفا على جميع المسلمين." الثورة الجزائرية لم تعتبر يوما الجزائر وقفا إسلاميا و المقاومة الفيتنامية لم تعتبر يوما إن غاية تحرر البلد هو إعادته وقفا على جميع السوفيات. في كل هذه الحالات كان الهدف وطنيا في المقام الأول، بحيث يتم رسم الأهداف و اختيار الوسائل حسب الظروف الموضوعية و موازين القوى. في جنوب إفريقيا، على سبيل المثال، بدا حزب المؤتمر الإفريقي بالعنف ثم تراجع عن ذلك عندما تبين لقيادته أن الفوائد التي سوف يجنونها من التعاطف الدولي معهم تفوق بكثير العائد من العنف المسلح. كذلك و بالرغم من العنف الذي تميزت به حركات التحرير ضد أتباعها، لم تتجرا حركة تحرير واحدة معروفة بانقلاب دموي عل السلطة الشرعية مثلما قامت حماس بانقلابها الآثم في يونيو 2007 على نفس السلطة التي أعطتها الحكومة بناء على نتائج صندوق الاقتراع. هذا الانقلاب الدموي الذي وصل إلى حد الإلقاء بأتباع فتح من الطوابق العليا للبنايات في غزة، و الذي اعتبرته منظمات حقوق الإنسان، مثل هيومن رايتس واتش، جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية. و الحقيقة إن هذه الجرائم المنكرة التي اقترفتها حماس هي التي أفقدتها الشرعية بشكل كامل.

د. شوكات: "و كأن الأمر يتعلق بحزب إسلامي في بلد عربي أو إسلامي حر مستقل يتطلع إلى افتكاك السلطة وإقامة نظام ثيوقراطي. إنه خلط معيب، مقام على منطلقات ملتبسة في النظر وتحليل"
جوابنا هنا إذا لم يكن الانقلاب الدموي لقوات حماس "التنفيذية" على السلطة الشرعية افتكاكا للسلطة فلا ندري ما هو مفهوم "افتكاك السلطة" بالقوة عبر الانقلاب" عند المفكر الليبرالي خالد شوكات؟

د. شوكات: "إن حماس لم تتصرف في السلطة على نحو يوحي بأنها تحمل مشروعا ثيوقراطيا، فهي لم تصدر مراسيم بمنع الأحزاب العلمانية، و لا قامت بتطبيق الشريعة الإسلامية، و لا فرضت الحجاب بالقوة على الفلسطينيات أو أغلقت المراقص والكباريهات والكازينوهات..."
يبدو أن الكاتب لم يقرا ما كتبه الشاعر الفلسطيني باسم النبريص المقيم في غزة في مقاله المنشور في إيلاف (بعنوان المثقف في عهد حماس) و الذي جاء فيه: " ما إن سيطرت حماس على قطاع غزة، بانقلابها العسكري، حتى بدأ بعض المثقفين الفلسطينيين بمغادرة القطاع. واليوم، بعد نحو سنة ونصف من ذلك الانقلاب، يجهد عدد كبير من المثقفين المنتجين في محاولة الخروج، فمنهم من أفلح، ومنهم من ينتظر... فالمثقف (دعونا نسمّيه هنا"الوطني"، كي لا نغرق في تسميات مختلفة) يرى نفسه بالنسبة لحماس الواقع والمشروع، وكأنما هو وهي: خطان متوازيان لا يلتقيان. وهي ذات الرؤية التي تنظر من خلالها حماس لهذا المثقف... فما تفعله حماس، مثلاً، في بُنية المجتمع، أخطر بما لا يُقاس، بما تفعله في حقل "السياسة". فهي تأخذ مجتمعنا، يوماً بعد يوم، ليس فقط إلى المحافظة، فمجتمعنا يكاد يكون محافظاً بطبعه وطبيعته، وإنما، وهنا مكمن الخطر الكبير، إلى الانغلاق والتحجّر والتطرف وعبادة الموت. إلى نفق معتم معاد لكل قيم الحياة الحقّة التي وصل إليها البشر المستنيرون، في أربع جهات الأرض، بعد تضحيات وعذابات...حماس، اجتماعياً، هي الخطر المحدق. إن مشروعها الاجتماعي هو تحويل كل المجتمع إلى قطيع، قطيع متماثل لا مكان للتعددية أو الاختلاف فيه."
و ردنا على د. شوكات هنا إذا كان تحويل المجتمع إلى قطيع كما ورد في مقال باسم النبريص هو النموذج الليبرالي المنشود فبئست الليبرالية إذن.

د. شوكات: "إن أكثر ما أزعجني في مقالات الراشد والحمد، استهزاؤهما من "صواريخ حماس"، باعتبارها ألعاب أطفال وشماريخ لا جدوى منها كما قالوا، ولو ذهب تفكير كل المقاومين للاستعمار في التاريخ، و من بينهم الجزائريون والفيتناميون والجنوب أفريقيون... لما جرت مقاومة مستعمر أو دحر احتلال."
القياس على ضعف قوى التحرر الوطني مقارنة بالقوة الاستعمارية الغاشمة لتبرير إعلان حماس الأخير بوقف التهدئة و إطلاقها الصواريخ غير الموجهة على المستعمرات الإسرائيلية ساعات قليلة قبل زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية إلى القاهرة بهدف نسف المحاولات المصرية، كل هذا الكلام هو في الحقيقة كلام حق يراد به باطل. الفيتناميون و الجزائريون و الجنوب إفريقيون لم يرموا بأنفسهم في التهلكة ليقولوا بعد ذلك إنهم فوجئوا برد الفعل ، كما أعلن خالد مشعل بكل استهزاء و انعدام المسؤولية عندما أكد أن توقعات الحركة لرد الفعل الإسرائيلي لا تتجاوز ثلاثة أيام من الهجوم. تكتيكات حرب العصابات التي استعملتها قوى التحرر الوطني أثبتت نجاعتها و بذلك تكلل نضالها بالنجاح في نهاية المطاف. أما حماس فبعد كل الدمار الذي لحق بأهل غزة فهي تفاوض اليوم بل و تلتزم بالتهدئة التي كانت متوفرة قبل الهجوم الإسرائيلي، و هي التهدئة التي كان بالإمكان تمديدها بدليل إن السلطات المصرية التي تلعب دور الوسيط لامت حماس على رفضها التمديد للتهدئة قبل أن تلوم إسرائيل. فعبثية حماس بصواريخها تتمثل لا في ضعف قوة هذه الصواريخ و إنما في استهتار القيادة السياسية للحركة بدماء الأبرياء من شعبها في عملية كانت نتيجتها معروفة مسبقا، أي الرجوع للمربع الأول و ربما أسوا من ذلك حيث لم تكن الفرقاطة الفرنسية و القوات البحرية الأخرى موجودة على سواحل غزة قبل الهجوم الإسرائيلي الأخير، بالإضافة للحراسة الأكبر على الحدود المصرية الإسرائيلية الآن مقارنة بالوضع السابق، و هذا يذكرنا بكارثة حزب الله في نصره الاهي الشهير، الذي تم بمقتضاه طرد قواته من على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، لصالح القوات الأممية و الجيش اللبناني!

د. شوكات: "ثمة مشكلة كبيرة تعتم رؤية العديد من الليبراليين العرب... ومن بينهم على سبيل المثال الدكتور شاكر النابلسي، الذي نشر مقالا قبل أيام حول أحداث غزة، لم يشر فيها بكلمة إدانة واحدة للمجزرة التي يرتكبها بكل وحشية جيش الدولة التي تزعم أنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، أو بتنديد يتيم لدعم الحليف الأمريكي وسكوته الحقير على ما يحصل للأطفال والنساء..."
بطبيعة الحال من باب أولى و أحرى أن يجيب د. النابلسي على هذا السؤال، لكنني لا أرى من ناحيتي ضرورة أن يقوم الكاتب بنقد التصرفات الإسرائيلية أو الأمريكية في مقال مخصص لنقد حماس، فالعرب سبقوه في الإدانات التي لا أول و لا آخر و التي لم تجلب للفلسطينيين إلا مزيد الهزائم و النكبات على مدى ستة عقود. كذلك اعتقد انه من الخطأ المنهجي أن يخرج الكاتب عن موضوع المقال (التصرف غير المسئول لحماس)، مثل هذا الخروج عن الموضوع أمر معهود في مقالات الكتاب العرب - خصوصا إذا ما استثنينا كتاب المار ينز منهم - إلا انه يؤدي إلى تمييع القضية الأساسية و الرسالة الأساسية التي يود الكاتب إرسالها إلى القارئ، و هذا غير مفيد بل و غير مقبول من الناحية الأكاديمية، و حسبنا أن الأكاديمي د. خالد شوكات يعرف ذلك جيدا.

أبو خولة

Abuk1010@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
احسنت
علي العنزي -

الحجة تبنى على الوقائع والحقائق,هذا ماستندت عليه يا ابو خولة,تغيرت الواقع,فلا يجابه صاروخ الفوسفور الابيض بصواريخ السكر,لقد اشفقت اسرائيل على الفلسطينيين واوقفت الحرب اقصد العدوان من طرف واحد بينما لم يرتوي مشعل ومن خلفه من دماء اطفال غزة!!!

انتصار
خوليو -

لقد انتصر السيد أبو خولة في رده هذا، على مايبدوا أن الدكتور خالد لم بقرأ ميثاق حماس ولم بقرأ مافعلته حماس وأخواتها في المجتمع الغزاوي والحريات الشخصية: حرام وممنوع، إلا أن إلقاء شاب من الطابق العلوي حلال ثم حلال.

سيبقى الحق...
فلسطيني عنيد -

لا اعتقد انكم بمقالاتكم العبثية هذه التي تحاولون فيها النيل من حركة حماس ستنجحون بما يمليه عليكم الغربفمن العيب اتهام حماس بالانقلاب بعد محاولتها حماية الشعب من ظلم الانقلابيين الحقيقيينو من العيب كذلك اتهامها بقتل الفلسطينيين او رميهم من فوق اسطح المنازل فالكل علم كذب هذه الروايات التي جاء بها تلفزيون فلسطينو ثبت عكس هذه الكذبات الرخيصة لذلك اقول كفاكم مزاودة على من دفع دمه لحرية شعبه و استرداد حقوقه التي ضيعها من قبلهم من امراء السلطةو دمتم بود...

من انقلب على من ؟!!
الايلافي -

عجبا ان يسمى قمع تمرد الاجهزة الامنية على الحكومة الشرعية انقلابا ؟!!! والعكس صحيح عندما يخطط جهاز امني داخل الحكومة الشرعية للتمرد عليها يسمى هذا انقلابا وليس العكس كل الحكومات الشرعية وغير الشرعية ـ في تونس مثلا ـ تقمع اي تحرك امني او شعبي او نقابي وتسمى فعله هذا انقلابا الا في حالة حماس فقمعها للتمرد الامني يسمى انقلابا ؟!!! وليس العكس !! سبحان الله ؟!!!

مثقف ومخبر ؟!!
اوس العربي -

الف باء الديمقراطية واللبرالية والعلمانية القبول بمن تأتي به صناديق الاقتراع واختاره الشعب الا ان بعض ادعياء اللبرالية يقصرها على من هم على شاكلته ويحرم منها الاخر وخاصة ذوي الاتجاه الاسلامي ؟!! يقوم هذا التحريم والرفض على ركام من التصورات النمطية والاحكام المسبقة لا اعتقد ان هذا التيار الذي يقمع الاخر ليبرالي ولكنه حارس امين للاستبداد كما في تونس مثلا هذا النوع من اللبراليين في الواقع هم مخبرين برتبة مثقفين ؟!!

عين السخط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عاشق حماس -

وهل ممارسات حماس الاسلامية مثل ممارسات تونس العلمانية منذ ايام اغلقت اذاعة الكلمة وتم التنكيل باصحابها على مرأى ومسمع من الناس اضافة الى ارتال من المثقفين والسياسيين والحقوقيين والحقوقيات امثال سهام بن سدرين وأخرون واخريات الذين قصفت اقلامهم وسدت افواههم ونكل بهم !!هل قصفت حماس قلما هل سجنت معارضا ؟!! النبريص تابعنه ايام دولة الاجهزة الامنية كان ساقطا في الحضن الصهيويني الدافيء ولم يتكلم عن الاجهزة الامنية لا بخير ولا بشر قالوا كثيرا من الاكاذيب وروجوها عن امارة حماستان ولم يصدق منهاشيء ويتلقف المغرضون واقعة او اثنتين وينفخون فيها ويضخمونها ويجعلونها القاعدة . وكما يقولون عين الرضا كليلة وعين السخط تبدي المساويا !!

الكاتب الملثم !!!!!!
قاريء ايلاف -

من ابو خوله هذا لماذا لايسفر عن اسمه ورسمه ؟!! هل يكتب تقاريره من الغرف السوداء في فترات الاستراحة ؟!! يبدو ان ذاكرة الكاتب ضعيفة عليه ان يعود الى ارشيف سلطة اوسلو الامنية وقمعها الشديد لقادة وافراد ومحازبي حماس وتعذيبهم والتنكيل بهم في اقبية التعذيب التابعة للسلطة على ايدي جلاوزتها خذلان و ومسخراوي هل يعود الكاتب الى ما كشفته حماس من تواطيء الاجهزة القمعية مع الصهاينة والاعمال الاستخباراتية التي قامت بها ضد دولة عربية واسلامية لصالح اجهزة استخباراتية غربية وصهيونية الم تصل اليه خطط الانقلاب الدموي الذي جهز له دايتون الامريكي مع خذلان ومسهراوي واخرين لانقلاب على حماس ولما احبط كان الحصار ثم العدوان الصهيوني على غزة .

الديمقلراطيه
نبيل هنيه -

البعض يعتبر مخطئا أن الديمقراطيه حكم الأغلبيه فهذا خطأ فظيع فالديمقراطيه هي حكم الأغلبيه تحت القانون تحت القانووووووون.

.....
ميمو القبطى -

يوجد لدينا مثل مصرى عدوك يتمنى لك الغلط ،لذلك فإن كل العروبيين والقوميين والإسلاميين وبعض من الليبلاريين من عشاق الإخوان يغضون البصر دوما عن كل مصائب حماس (إخوان فلسطين)التى انزلتها بالشعب الفلسطينى البائس وبالقضية الفلسطينية ، ومستعدين لتقديم الف تبرير لكل خطأ ، ولقلب الحقائق وتزييفها ، وبذل كل جهد لتجميل الوجوه التى اعلنت قبحها، لكن فى النهاية لن يصح إلا الصحيح

ليبراليى المنعطفات
محمود المصرى -

أعجب حينما يقول الكاتب بأن حماس إنقلبت على السلطة الشرعية دون أن يخبرنا من هى السلطة الشرعية، أهى حكومة حماس المنتخبة أم سلطة أبومازن الذى يحاول الإستئثار بالقرار وخاصة فى المسائل الأمنيةوالتفاوضية دون أدنى تفويض من الشعب الفلسطينى . حماس يا أبو خولة هى الحكومة المنتخبة ديمقراطيا ولا غيرها يمثل لشعب الفلسطينى ، عموما أرى شمسكم وقد آذنت بالمغيب مع هبوب رياح التغيير من قبلتكم السياسية المكناة بالولايات المتحدة وإن غدا لناظره قريب