أصداء

تساؤلات في المرجعية السياسية الفکرية للشيعة العرب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

3


أثار العديد من الاصدقاء و المقربين من المجلس الاسلامي العربي ما يشاع من مزاعم من أنه يؤسس لتيار سياسي فکري عروبي بحت و انه يسعى للمضي قدما على نفس خطى و طريق التيارات العروبية في الستينات و السبعينيات من القرن المنصرم، کما و همس في اذننا البعض الآخر من أننا نحاول أن نساير مسارات سياسية و أنظمة محددة في المنطقة،

تساؤلات في المرجعية الفكرية والسياسية للشيعة العرب2

وعلى الرغم من أننا قد أکدنا و في مناسبات متباينة و في تصريحات متعددة، بأن نهجنا السياسي الفکري الذي رسمناه لمجلسنا هو خط جديد تبنيناه بعد أن قمنا بدراسة مستفيضة للواقع السياسي العربي الحالي و آفاقه المستقبلية و بحثنا على ضوئه و تداعياته الواقع السياسي الفکري الاجتماعي للشيعة العرب في لبنان و العراق و البحرين و السعودية و الکويت الامارات العربية و قطر و سعينا لإيجاد النقاط أو المحاور أو المرتکزات التي من الممکن للجانبين أن يرکنا إليها بإعتبارها قواسم مشترك عظمى أو خطوط الالتقاء الاساسية. ولم ننطلق في دراستنا هذه من زوايا(جلد أو نفي أو تکفير الذات)وانما رکزنا على مسألة أن حاصل التحصيل لکل النتاج الفکري المذهبي في الاسلام يمتلك اساسا جذورا و عمقا تأريخيا من الصعب التقرب أو مجرد التفکير في إجراء عمليات تغيير معينة فيها لکن هذه الاسس و الجذور لها خصوصياتها و مبرراتها المنطلقة من واقع موضوعي مرتبط بالعديد من الاعتبارات، و تکمن النقطة الحساسة في بعض الخطوط الثانوية التي رسمت على أطراف تلك الاسس و الجذور(أي أن هذه الخطوط ليست اساسية و قابلة للنقاش و حتى المساومة إن إقتضى الامر)، وکأمثلة بسيطة على ذلك، مسألة سبل اليدين في الصلاة أو التکتف مثلا أو السجود على تربة أو من دون تربة، أو ذکر عبارة"أشهد أن عليا ولي الله"لدى الشيعة و عبارة"الصلاة خير من النوم"لدى السنة أثناء رفع آذان الفجر، هذه الامثلة أو مايشابهها والتي ليست تمتلك اساسا فقهيا قاطعا من الاحکام الاسلامية بحيث ترقى الى مستوى الموجبات، هي کلها من المستحبات التي من کثرة تکرارها و التعود عليها ظن الکثيرون أنها في حکم الموجبات! ويقينا أن الکثير من المسائل التي تثير الحساسيات بين الطائفتين المتئاخيتين تنبع من هذه المستحبات وليس من الموجبات الاساسية للمذهبين و نعتقد أنه لو نوقشت هذه المسألة بجدية و حرص و مستوى أکبر من المسؤولية بين فقهاء الجانبين و بموجبها و حرصا على مبدأ لم الشمل و توحيد الکلمة تنازل کل طرف عن جانب من تلك المستحبات وسعى لإفهام مغزى ذلك لعامة الناس من أتباع المذهبين، فإن تأثيرات و تداعيات ذلك ستکون من أدنى شك أکبر حتى من إمتلاك أفتك الاسلحة و أقواها بيد الجيوش العربية.


أن مجرد التصدي و تناول مسائل مهمة و حساسة لدى الجانبين، سيما إذا کانت بروح عالية من الحرص و الشعور بالمسؤولية أمام الله و الامة و التأريخ فإن تلك شجرة لابد من أن تؤتى ثمارها، ولو نظرنا الى الموقف المشرف للشيخ محمود شلتوت عندما أنصف الشيعة و أعتبر المذهب الشيعي کاحدى المذاهب التعبدية في الاسلام، فإن موقفه هذا قد إنطلق اساسا من هذه الزاوية الهامة و الحساسة التي ألمعنا إليها والتي من دون شك کان لها أثر إيجابي کبير في دفع الکثير من الاخوة من أهل السنة للنظر الى اخوتهم في الاسلام بنظرة يغلب عليها الطابع الاعتيادي بعد أن کان العديد منهم ينظرون للمذهب"وإنطلاقا من المسائل المستحبة التي أشرنا إليها آنفا"نظرة مختلفة تماما. کما وان موقف مرجع شيعي کبير کآية الله محمد باقر الصدر(رحمه الله تعالى)عندما أفتى بجواز الشيعي خلف الامام السني کان له أيضا دورا کبيرا في نزع الغشاوة عن أعين الکثيرين من الشيعة من الذين أخذتهم المستحبات الى مديات بعيدة و تکونت في أذهانهم صورا و إنطباعات غير واقعية و صحية عن المذهب السني.


ان الخطأ الکبير الذي يقع فيه الطرفان هو تصور جوهر الاختلاف و التباين بين الشيعة و السنة بکونه أمر محصور بين السلطة السنية و الطائفة الشيعية المحرومة من السلطة ذلك أن لها جذور و متعلقات أخرى تتصل بجوانب و أبعاد متباينة جلها تتصل بالفهم العام السائد و کما أن( الناس على دين ملوکهم)کما قال الرسول الاکرم(ص)، إن للعامة أيضا تأثير کبير في رسم خطوط و مسارات الحکم و علاقته بالرعية و سنسعى لتناول هذه المسألة لاحقا بإذن الله و مشيئته.

محمد علي الحسيني
الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ماا حواجنا اليكم
زينب الهاشمية -

ما أحوجنا لهذا الفكر الاسلامي المنفتح , والله يا سماحة آية الله السيد محمد علي الحسيني نجد فيك السماحة والفكر والرؤية السليمة والقيادة الحكيمة والعروبة الاصيلة . ما احوجنا لامثالكم سيدنا . الحمدلله طالما امثالكم في الامة فهي بخير . شكر لايلاف العربية .

نبايعكم
د.محمد علي الموسوي -

سبحان الله سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان كاتب هذه الدراسة المهمة , فعلا انكم اهلا للقيادة والمرجعية السياسية ونحن نقر بذلك ونعترف ونشهد , ونحن نبايعكم مرجعا وقائدا اسلاميا عربيا . هذا قائدنا الاوحدي المصلح وهذا فكره ونهجه وهذه هي مدرسته.

اجابات
علي العلي -

فهذا وجدنا بهذا القسم من التساؤلات اجابات كثيرة عن الاسئلة والحمد لله توضح لنا مشروع المجلس الاسلامي العربي واهدافه . وبالاضافة لفلسفة الاشكالات المفتعلة بين السنة والشيعة , بحق ان مجلسا اسلاميا عربيا يقوده سماحة آية الله السيد محمد علي الحسيني لهو محل افتخارنا وتأيدينا ومباركتنا .

ضجة مفتعلة
عائشة التويجري -

اذا مايحصل بين السنة والشيعة ضجة مفتعلة ؟ والله ان كلام الشيخ محمد الحسينى امين عام المجلس الاسلامي العربي ابكاني وجعلني انظر للشيعة نظرت اخرى ,حقيقة ان هناك عوامل وعناصر تفرقة مصطنعت بيننا ولكن كما بين فضيلة الشيخ محمد الحسيني على العلماء الاصلاح . نأمل الاستمرار بالدراسة والبحث فنحن ننتظر القسم الرابع والخامس . شكرا جزيلا .

يا وسائل الاعلام !!!
عاتكة القرشي -

يا وسائل الاعلام لماذا الترويج للتشدد والتكفير ومافيه تفرقة واذية نروج لهم في الاعلام ونفتح لهم قنوات فضائية وجرائد ومقابلات وووو , ونقفلها بوجه المعتدلين والمصلحين امثال فضيلة المفتي الشيخ محمد علي الحسيني ؟ ندعوكم لفتح الاعلام له واستضافته والاستماع لفكره الاسلامي . يا وسائل الاعلام اقتدوا بايلاف شكرا ايلاف .

تخلف
الشيوعي المناضل -

اي مرجعيه واي اسئله ..انظر للعالم اين وصل ونحن اين وصلنا مع هذه المرجعيه الظلاميه المتخلفه التي تعيش في سراديب الخرافات ..ونسال هل اليابان او امريكا اوغيرها من العالم المتقدم تعترف بشيىء اسمه مرجعيه ...الايكفي هذا الهراء وهذا الظحك على الذقون ..خلوا الناس تعيش وخلوا المرجعيه السخيفه هذه تعود لأيران ولينعم الشعب بالكهرباء والماء ...الايكفيكم هذا الذي يحصل والى متى يظل الشيعه مسجونيين بسجن المرجعيه ..ان اساس تأسيس المرجعيه كان فقط لجمع الاموال التي يدفعهال الشيعي لمسكين للامام المختبىء في سرداب خرافاتهم ....

مطلوب جرأة اكثر
ابو ياسر -

احيي الاستاذ محمد علي الحسيني على طرحه الموضوع بهذه السلاسة والشفافية نحن مع اي جهد مخلص يوحد المسلمين ويلم شملهم ... المهم الصدق وسلامة النية في التعامل مع مثل هذا الموضوع الحساس الذي يتوقف عليه استقرار الامة ومستقبلها..لتأخذ دورها الفعال في رفاهية شعوبها وتقدمها كما امر الله تعالى ووصى به رسوله الكريم فديننا الحنيف يأمرنا بالعلم والعمل والسلام وكل مجالات الخير ..بعيدا عن التطرف والتزمت والركون الى خرافات ومعتقدات دخيلة عملت ما عملت لتمزيق شمل الامة وتخلفهاوالمطلوب جرأة اكثر في مناقشة الامور الخلافية والرجوع الى حقيقة وجوهر رسالة الاسلام الخالدة والشاعر يقول: (لاتقطعن ذنب الافعى وترسلها اذا كنت شهما فاتبع رأسها الذنبا) ان الغرب لم يتقدم الا بعد ان تحرر من الظلم وسلطة الكنيسة المتخلفة والمتجبرة اما نحن فقد اعزنا الله بالاسلام ..نعم بالاسلام الحقيقي وليس بمانراه اليوم من جهل وتخلف وخرافات وافكار هدامة ما انزل الله بها من سلطان وشكرا لمساعي ايلاف في نشر المواضيع البناءة