أصداء

حروب إيلاف

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

موقع ايلاف احد اكثر المواقع رواجا بين المتصفحين العرب، تقرا مقالاته من قبل الالوف كل يوم، واكثر ما يعطي لهذا الموقع شعبيته الجارفة هو السماح للقاريء باعطاء رايه و نشر تعليقاته على الاخبار والمقالات في ممارسة يومية جميلة ومتحضرة، وكما يحدث في كثير من المواقع الاجنبية والعربية فان تباين وتمايز الاراء يؤدي الى قيام مشاحنات كلامية بين الزوار تفسد احيانا للود الف قضية، والحمدلله ان ايلاف قد وضعت حدودا لما يمكن ان يقال من تعليقات فمنعت الاهانات والاسفاف في الكلام رغم عبور بعض الالفاظ الجارحة احيانا من فلتر الرقابة،لكن ذلك يهون مقارنة بمواقع اخرى بعضها عالمي تجد فيها احدث الشتائم المبتكرة على الطريقة العربية بين " المتحاورين "، حيث لاتحلو الشتيمة ان لم تمس شرف الام والاخت والعائلة والعشيرة وبذلك تصبح قادرة على التنافس مع باقي الشتائم "المحترمة" ،ويحدث هذا حتى لو كان موضوع النقاش دينيا يفترض ان يتحلى المعلق فيه بسلاح الموعظة الحسنة والحجة والمنطق وليس بلسان تم تجميعه في بالوعة حتى يتراءى للقاريء المصدوم ان كل شيء مباح في الجدال الديني حتى قلة الادب.على سبيل المثال فقط يوجد في احد مواقع(اليوتيوب) مقطع فلمي يظهر رجل دين لاحدى الطائفتين الاسلاميتين الرئيسيتين يتحدث عن شيء يخص معتقدات الطائفة الثانية،فنقرا تحت ذلك تعليقات كالتالي (مع تنبيهي الى ان لالفاظ الخادشة قد حذفت : احدهم يرد على كلام هذا الشيخ بالقول " لعنك الله يا... ولعن شيخك فلان و فلان عميل ال...،لا رحمكم الله ولا غفر لكم ياكذاوكذا. "....... فيجيبه آخر:" ومن انتم من هؤلاء كي تسبون وتلعنون الا تنظرون الى حالكم.. دينكم غريب وعجيب مبني على النفاق فانتم فرقة ضاله وعلى الله حسابها " فيرد ثالث:"انتم غنم ابليس وصناع الفتن فى كل زمان ومكان تواجدوا فيه " فيقول رابع:"الى مزبلة التاريخ أيها الكذا...يأحفاد الكذا.... و و يا خلفاء الشيطان على الأرض"!!!
وتفرض الاسقاطات والاحقاد السياسية نفسها حتى لو كان الموضوع فني او رياضي،فخبر عن نتيجة مباراة بين منتخبي مصرو الجزائر (على سبيل المثال ايضا) تقرأ تحته كلاما متبادلا بين مشجعي الفريقين يجعلك تشعر انك امام واقعة داحس والغبراء وليس مباراة رياضية فيعلق احدهم:" الله يا...قوم أرقصلي يا بن ال..." فيجيبه المقابل " انتم ا.... شعب جاهل حاقد و متخلف ده اوسخ..... عندنا انظف من.........."
اقول الحمدلله ان ايلاف تمنع نشر مثل هذه المسخرة لكن بالمقابل فان منحى النقاش حول اي موضوع يخص الحريات الدينية واضطهاد الاقليات يثير زوابع من التعليقات القاسية بين طرفين يحاول كل منهما التنديد بمعتقدات ومواقف المقابل دون الاكتراث بموضوع المقالة الاصلي،فتسمع بعد قليل طبول الحرب تبدأ الشظايا بالتطاير في كل اتجاه وعادة ما يكون التعليق الذي يشعل فتيل المعركة من معلق اسلامي مصري يبين كيف ان المسيحيين في مصر عايشين باخر نعيم وكيف ان الكنيسة في مصر تكفر باقي الكنائس مع مقولات منقولة عن الانبا فلان والكاتب علان،فيجيب مسيحي بتذكير المسلمين ان شعوبهم هي الاكثر تخلفا في العالم و تاريخهم كله عنف وغزو،فيرد الاسلاميون بالتذكير بالحروب الصليبية ومحاكم التفتيش والاستعمار واحتلال العراق وافغانستان،فيستشهد مسيحي بمقاطع من القرآن تحرض على قتال غير المسلمين وتكفيرهم فيجيب المسلم بمقاطع من التوراة تتحدث عن ضرورة ذبح الاعداء وتتطور المسالة الى شواهد من نصوص دينية حول الجنس ماخوذة من الكتاب المقدس فيرد اخر بمقاطع عن ارضاع الكبير وتحقير المرأة في الاسلام فياتي الاسلامي بنصوص من رسائل بولس تحط من شان المراة، ويستمر التراشق والقصف المتبادل دون ان يتمكن اي طرف من تفنيد كلام الاخر،ويتحول الموضوع الى مجرد بحث عن نصوص وشواهد تتنافس ليس في اثبات ان هذا الطرف هو الاحسن بل في ان الطرف المقابل هو الاسوا .
اقراوا مقالة السيد صبحي فؤاد الاخيرة وعنوانها (خلاص اقباط مصر ومسلميها فى الديمقراطية الحقيقية والعلمانية) وهذا هو رابطها
https://elaph.com/amp/Web/AsdaElaph/2009/8/470055.htm
وما تلاها من تعليقات تنافس فيها الطرفان على الحط من قدر الاخر دون نتيجة تذكر الا افراغ العدوانية الراسخة في الصدور....والتي تدفعني لان اتساءل هل من مكان في العالم في الوقت الحاضر تحصل هذه المعارك بين ابناء البلد الواحد الا في بلدان الشرق ؟
لم هذا الاسلوب غير المتحضر وغير المنطقي في تسفيه الاراء التي ترد في المقالات حيث تنعدم مقارعة الحجة بالحجة ويستعاض عنها بالمبارزة بالشتائم المبطنة؟.
فاذا اراد كاتب ان يستنكر تفجير الحسينيات في العراق فليس من اصول النقاش ان يساله معلق لماذا لا تستنكر العدوان على غزة لان ذلك موضوع اخر يمكن ان يتناوله من يريد بكل حرية في موضع اخر، و عندما يتحدث كاتب عن تظاهرات المعارضة في ايران ومغزاها فان الرد بان ايران تدعم قضية فلسطين محاولة بائسة لحرف الانتباه عن الموضوع الاصلي فليكتب من يريد تمجيد الدعم الايراني مقالة خاصة بذلك...لذا اتمنى ان تفرض ايلاف شروطا ملزمة للتعليق على اية مقالة تجعل المعلقين يفكرون في ما يقولونه قبل الادلاء بدلوهم فيما لا علاقة له بالموضوع، وان لا يفعلوا كما فعل ذلك الطالب الكسول الذي اوهموه ان السؤال الذي سياتي في امتحان الطبيعة سيكون عن الارنب،فدرس الارنب واهمل كل ماعداه ليفاجيء بان السؤال جاء عن الغزال فاجاب:الغزال حيوان بري يصطاده الانسان لكون لحمه لذيذ كلحم الارنب،والارنب حيوان اليف يعيش في المزارع و..و.....و....الخ.

كاتب عراقي
yunisalbadri66@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحروب الكلامية
!!!!!!! -

مقال يعكس الواقع الحالي وأشكر الكاتب على التطرق لموضوع مهم. الحروب الكلامية جيدة وتطور الفكر وتسلي ولكن نقلها لشتم أديان الآخرين أو لتحويل الموقع لحرب دينية فهذا غير مفيد. يتحاور الجميع ولو إختلفوا الرأي وهذا هو المهم.

التحامل والتشنج
أخوة يوسف -

أن التعليقات المنشورة في إيلاف تعمق الخلاقات الدينية والمذهبية والسياسية بين القراء والمعلقين بدلا من نشر الوعي الديمقراطي والحضاري بين القراء ومع الأسف أن هذه الظاهرة ظاهرة السب والردح والعداء أخذت في الأونة طابعا أكثر حدة وتصاعدا بدلا من التخيف والزوال ، لنسأل أخيرا عن جدوى إعطاءمثل هذا الفرصة والحيز الكبير لهذه التعليقات المتحاملة و المتشنجة والعدائية الواضحة ، لأن كل هذا يتعارض مع مهمة الإعلام والثقافة في نشر الوعي الثقافي وروح التسامح و الأخوة البشرية بغض النظر عن الدين و المذهب والعرق .

الحروب الكلامية
!!!!!!! -

مقال يعكس الواقع الحالي وأشكر الكاتب على التطرق لموضوع مهم. الحروب الكلامية جيدة وتطور الفكر وتسلي ولكن نقلها لشتم أديان الآخرين أو لتحويل الموقع لحرب دينية فهذا غير مفيد. يتحاور الجميع ولو إختلفوا الرأي وهذا هو المهم.