هل يتأسس اتجاه لنقد الترجمة الآن؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ليس جديداً أن نقول: إن ترجمة الشعر صعبة، بل هي مغامرة حقيقية يشرع فيها المترجم طوعاً. ذلك أن الكلمة في الشعر ليست بنت المتداول، أو بنت المعنى الوضعي الذي ينام في القواميس، إنما بنت السياق الذي وضعتْ فيه نصياً. وهكذا يجب أن تُقرأ قراءة عمودية وأفقية؛ بمعنى أن الكلمة في وسط النص الشعري ربما تقترن دلالياً بكلمات أخرى في أول النص وآخره وربما بالتجاور معها. لاحظوا، على سبيل المثال، نقول في الإنجليزية:
1- Last night.
2- Last night I went to a concert.
ونترجم ذلك إلى اللغة السويدية على النحو الآتي:
3 - I garing;r.
4 - I garing;r kvauml;ll gick jag till en konsert.
عندما تسأل شخصاً سويدياً عن معنى التعبير الإنجليزي رقم (1) فسوف يجيبك بالتعبير رقم (3) لكن عندما تسأله عن التعبير رقم (2) فسوف يجيبك بإضافة كلمة:
Kvauml;ll
وقد أصبحت الإضافة ضرورية في بنية الجملة الزمنية والدلالية بسبب وجود كلمة:
en konsert
فهذه الكلمة التي في نهاية الجملة، أضفت بعداً زمنياً آخر على الكلمة التي افتتحت بها الجملة فلا تستطيع أن تترجمها بـ: أمس، كما في رقم (3) بل يجب أن تترجمها بـ: مساء أمس أو ليلة أمس؛ لأن الحفلة الموسيقية تقام عادةً في المساء، ووجود هذه الكلمة في الجملة أضفى على الظرف ( أمس) تحديداً زمنياً اكتسبه من السياق لا من الكلمة لذاتها، ولذلك يضيف الشخص السويدي في هذه الحالة كلمة أخرى ليكتمل المعنى على نحو ما أشرنا. وثمة ملا حظة نحوية ضرورية تختلف فيها اللغة السويدية عن اللغة الإنجليزية، وهي أن الفعل يتقدم على الفاعل عندما لا تُفتتح الجملة بالفاعل فتسبقه اداة معينة أو ظرف، كما في التعبير السابق رقم (4). فلو أردنا أن نقول:
1- قابلتها في الطريق، فيجب أن يتقدم الفاعل على الفعل فتكون الجملة على النحو الآتي:
jag trauml;ffade henne paring; vauml;gen.
2- متى ألتقي بها؟. هنا يجب أن يتقدم الفعل على الفاعل فتكون الجملة على النحو الآتي:
Nauml;r trauml;ffar jag henne?.
هذه الخاصية اللسانية ( النحوية) ضرورية لفهم ما يقال في نطاق هذه اللغة، واكتشاف الممرات التي يسلكها المعنى داخل الجملة. وهكذا بالنسبة لترجمة الأعلام، إذ يجب معرفة النظام الصوتي للغة المترجم منها، فقد أشار الجنابي إلى خطأ في ترجمة اسم علم فرنسي [ مارتن دو ريان] بسبب عدم الدقة في معرفة ما ينطق وما لا ينطق، أو عدم معرفة كيفية نطق بعض الأصوات أو المقاطع الصوتية. ولذلك فإن كثيراً من أسماء الأعلام المترجمة إلى اللغة العربية لم تكن صحيحة، بسبب عدم المعرفة الدقيقة للخصائص الفونولوجية للغة المترجم منها، فعلى سبيل المثال تُرجِمَ اسم الكاتب المسرحي السويدي ( يوهان اوغست سترندبَري) إلى اللغة العربية بـ: جوهان اوغست ستريندبيرغ، وهذا خطأ كبير، فأنت حينما تنطقه بهذه الصورة سوف لن يتعرف عليه أي شخص سويدي مطلقاً؛ لأن النظام الصوتي للغة السويدية يختلف عن النظام الصوتي للغة الإنجليزية، وقد توهم مترجم أعمال اوغست سترندبَري بتطابق الصوت السويدي مع الصوت الإنجليزي. أين الخطأ إذن في ترجمة اسم هذا الكاتب المسرحي الشهير؟. لاحظوا الآتي:
Johan August Strindberg
1- j == y
2- g ( L, R) == y
3-i == bil / vill
4- e == َ
إن الصوت ( جَيْ) الإنجليزي ينقلب إلى الصوت ( يِيْ)، والصوت ( غِيْ) الإنجليزي ينقلب إلى ( يِيْ) إذا جاء بعد صوتَيْ ( الآر، والأل). أما الصوت رقم (3) فينطق طويلاً إذا جاء بعده صوت صحيح واحد، وقصيراً إذا عقبه صوتان صحيحان كما هو موضح في المثال (3) أما الصوت الأخير رقم ( 4) فيشبه الفتحة في اللغة العربية ولا يشبه مطلقاً نظيره الإنجليزي.
وأحياناً، يغيّر النبر معنى الكلمة كلياً، فينتج معنى آخر لا علاقة له بالأول لا من قريب ولا من بعيد كما في هاتين الكلمتين في السويدية:
1- anden: البطة - ( akut accent) نبرة حادة
2-anden: الروح ( grav accent)نبرة غليظة
كل هذا، ونحن نتحدث هنا عن جمل تداولية بسيطة، ومن المؤكد أن الأمر يختلف في حال ترجمة الشعر ذي اللغة المعقدة، إذ لكل شيء دلالة تقصدها الجملة الشعرية قصداً.
إن الكلمة النصية، تشبه المولود الذي يأتي عارياً من الثياب واللغة والتفكير ليكتسبهما من خلال سياق الحياة الذي وضع فيه، وشيئاً فشيئاً يكسو نفسه بالثياب واللغة والتفكير وأشياء أخرى، وهكذا فإن الكلمة تدخل النص عارية من متعلقاتها الدلالية القديمة لتتجلبب بقيم النص ورؤية الشاعر وصراعاته الداخلية. والنص عادةً، يُدخِلُ الكلمة في لعبة دلالية جديدة هي ما تقتضيه لحظة الإبداع الشعري. وينطبق هذا على الجملة الشعرية/ النصية، فليس ثمة جملة تلتزم معيارياً بقواعد مسبقة، فالنص يهدم كل المقتضيات ليشيّد جملته على الحذف الدال، والترميز المعقد، والتورية الموحية، والتكثيف الخصب، والتصوير الذي يقتضي تأويلاً إذ تتماهى الجملة بالصورة، أو الإيقاع، أو السرد، أو حتى السكت. جملة الشعر، مطبّ للقارئ عليه أن يفطن جيداً خوفاً من السقوط في هذا المطبّ؛ لذا فإن النص عموماً لا يمكن اعتباره نشرة أخبار بل سرداً لعالم جوانيّ ممزّق لا يخضع لأي منطق معقول. وطبقاً لذلك، تتغير الكلمة والجملة والنصّ.
ومع ظهور النزعات الشعرية وتطور الأشكال والأساليب، وميلاد فهم جديد لوظيفة الشعر، ونشأة أجناس أدبية مزاحمة للشعر الذي تربع على عرش الفنون لقرون، أصبحت الجملة الشعرية أكثر تعقيداً، ومن هنا كان عبد القادر الجنابي على سبيل المثال يلحّ في نقده الترجمي على وجوب معرفة كيف كان يفهم الشاعر المترجَم له الشعرَ؟ كيف يَفهم العالمَ؟ كيف ينظر إلى الأشياء، إلى نفسه، إلى اللغة، إلى...؟. وهو يعتقد، كما حدثني في مكالمة تلفونية طويلة، أن المترجم يجب أن يعرف ظروف كل قصيدة قبل أن يشرع بترجمتها، كما يجب أن يعرف المذهب الشعري للشاعر وموقفه من العالم والأشياء والشعر، لذلك قام هو بقراءة عدة دراسات مهمة حول رينيه شار وقصيدة نهر السورغ قبل أن ينتقد ترجمة شاكر لعيبي ويعيد ترجمة القصيدة ثانية.
ينتقد الجنابي الترجمة التي لا تعير اهتماماً للدلالة المترتبة على التشكيل النحوي للجملة الشعرية، فيمضي إلى كشف الاضطراب في الترجمة نتيجة لذلك الجهل في دلالة التركيب النحوي ووظيفته في النصّ. ولاشك في أن عدم التمييز بين الفعل والمصدر والاسم والنعت والمفرد والجمع واسم الفاعل والفعل [ كما اكتشف الجنابي في ترجمة لعيبي، وفاضل العزاوي، وبول شاؤول] هو مشكلة من مشاكل ترجمة الشعر، ذلك أن المعنى في كل لغات العالم إنما هو مخلوق في غاية الرقة والشفافية، فكل تغيير في الصيغة والتركيب مكلَّف بتأدية معنى معيّن. وطبقاً لذلك، لا يجوز للمترجم الذي يترجم نصاً من العربية إلى أية لغة أخرى أن يترجم ( بزغ) إلى ( بزوغ) فالمعنى لم يكن واحداً بين الفعل والمصدر، فلكل واحد منهما بنية زمنية ودلالة مختلفة. هذا يعني أن تغيّر الصيغة يترتيب عليه تغيير في الدلالة الزمنية يكتمل بها المعنى العام للكلمة.
nazem1965@yahoo.com
التعليقات
عجيب
عبد السلام -لم تمض على إقامة الأستاذ ناظم عودة في السويد سوى بضعة شهور قضى جلها في كتابة المقالات والدراسات في اللغة العربية عن قضايا سياسية وأدبية عربية حتى صار يتحدث كأنه فقيه باللغة السويدية. هنا أتذكر علماء العربية الذين كانوا يقضون سنوات طوال ( أحيانا 20 عاما" في البادية ليتعرفوا على أسرار اللغة العربية ويتقنوها بشكل تام، علما بأنهم ولدوا في حواضر تنطق العربية، ولم يعرفوا غيرها. إن الأستاذ عودة بسلوكه هذا يعطينا مثلا عن سبب ضعف الترجمات وتهافت كثير منها، لأن تقحم هذا الميدان بات هينا على كثير من الناس. لقد ضاعت الأصالة وانمحقت الأمانة في هذا الزمان مع الأسف الشديد، وذهب المترجمون والعلماء الأصلاء الذين لهم القدرة على بذل الجهود المضنية لتقديم كل ما هو أصيل وعلمي ودقيق. ياللأسف.
عجيب
عبد السلام -لم تمض على إقامة الأستاذ ناظم عودة في السويد سوى بضعة شهور قضى جلها في كتابة المقالات والدراسات في اللغة العربية عن قضايا سياسية وأدبية عربية حتى صار يتحدث كأنه فقيه باللغة السويدية. هنا أتذكر علماء العربية الذين كانوا يقضون سنوات طوال ( أحيانا 20 عاما" في البادية ليتعرفوا على أسرار اللغة العربية ويتقنوها بشكل تام، علما بأنهم ولدوا في حواضر تنطق العربية، ولم يعرفوا غيرها. إن الأستاذ عودة بسلوكه هذا يعطينا مثلا عن سبب ضعف الترجمات وتهافت كثير منها، لأن تقحم هذا الميدان بات هينا على كثير من الناس. لقد ضاعت الأصالة وانمحقت الأمانة في هذا الزمان مع الأسف الشديد، وذهب المترجمون والعلماء الأصلاء الذين لهم القدرة على بذل الجهود المضنية لتقديم كل ما هو أصيل وعلمي ودقيق. ياللأسف.
لمادا؟
مجدولين -لما اسقطت اسم العربي الحارثي من قائمة اجود مترجمي الشعر ؟
لمادا؟
مجدولين -لما اسقطت اسم العربي الحارثي من قائمة اجود مترجمي الشعر ؟
صعب وجود نقد للترجمه
cherif ismail -من اين ستكون البدايه وكيف ستكون النهايه اذا ما اشرنا لهذا الباب ان ينفتح علي مصراعيه امام ذلك الاقتراح العاصف لكل مترجم 0 اننا هنا نضع حدودا للمترجم ونضع له سقفا لا يتعداه في ابداعات الترجمه التي تقوم اساسا علي الموهبه ولا تقوم علي ارتال من القواميس والمعاجم وبرامج الترجمه الاليه 0 نضع نقدا للترجمه ! ؟ كيف ذلك ومن هو الناقد ؟ هل هو مترجم محترف يراجع الترجمه - فهل تكون المراجعه قبل النشر ام بعدها - ؟ وكيف تكون اليه تطبيق ذلك 0 عزيزي الكاتب انها فكره غير واقعيه وغير عمليه لان الترجمه سبق وان اشرت الي انها موهبه في المقام الاول فكيف تنتقد الموهبه ؟ قد اوافقك الرأي بأنها قد تحولت الي مهنه تدر ارباحا علي من يعملون بها بشتي انواع الترجمه وكم من ترجمات خاطئه اودت بمصائب كبيره وفي النهايه يتم تعليق الخطأ علي المترجم ولكن هذا ليس مدعاه لكي تدعو الي تأسيس علم يسمي نقد الترجمه 0وكما قلت في تعليق سابق بأن الترجمه ليس كلمه مرادف كلمه ولا جمله مرادف جمله اخري ولا حتي فكره تقابلها فكره اخري ولكن وراء النص المراد ترجمته سواء كان نصا ادبيا او غير ذلك سلسله طويله من الافكار التي تدور في فكر المؤلف الاصلي يجب علي المترجم ان يطلع عليها حتي يستطيع ان يترجم بصوره ملائمه تماما مع حاله النص المراد ترجمته0 وانا اتبع ذلك في ترجماتي السياسيه اذ لا يكفيني ان اقرأ المقال السياسي مره تلو الاخري بل اقرأ عن حياه كاتب هذا المقال حتي استطيع ان اكون صوره دقيقه عن حياته السياسيه لكي استطيع فهمه كقارئ اولا وبعد ذلك كمترجم ثانيا 0ومن يتبع ذلك في ترجمه النصوص الادبيه فهو ناجح لا محاله 0 قد يخالفني الرأي الكثيرين وقد يتفق معي ايضا الكثيرين وقد يقف علي الحياد اخرين ولكن في رأي الشخصي هي موهبه اولا واخيرا ولا غبار عليها 0 واتطرق الي نقطه اخري الا وهي كيف نعالج اخطأء المترجم التي ترد في بعض الترجمات ؟ وهذا شئ وارد ولا غبار عليه ولا يجب ان ننكره والا اصبحنا لا نري من ثقب الابره كما يقول المصريين 0 فكيف في رأيك تعالج تلك النقطه ؟ ودعني اهمس في اذنك يا سيدي الفاضل بأن اسلوب المترجم لا ينبغي التغاضي عنه فهو جزء اصيل في عمليه الترجمه والا لاصبح مترجما انسانا اليا وكم من ترجمات اعجبتني حتي صحت قائلا يا لك من مترجم عبقري استطعت ان تنقل عبقريه المؤلف 0شريف اسماعيل مترجم ومدون في جريده الاحد الفرنسيه
صعب وجود نقد للترجمه
cherif ismail -من اين ستكون البدايه وكيف ستكون النهايه اذا ما اشرنا لهذا الباب ان ينفتح علي مصراعيه امام ذلك الاقتراح العاصف لكل مترجم 0 اننا هنا نضع حدودا للمترجم ونضع له سقفا لا يتعداه في ابداعات الترجمه التي تقوم اساسا علي الموهبه ولا تقوم علي ارتال من القواميس والمعاجم وبرامج الترجمه الاليه 0 نضع نقدا للترجمه ! ؟ كيف ذلك ومن هو الناقد ؟ هل هو مترجم محترف يراجع الترجمه - فهل تكون المراجعه قبل النشر ام بعدها - ؟ وكيف تكون اليه تطبيق ذلك 0 عزيزي الكاتب انها فكره غير واقعيه وغير عمليه لان الترجمه سبق وان اشرت الي انها موهبه في المقام الاول فكيف تنتقد الموهبه ؟ قد اوافقك الرأي بأنها قد تحولت الي مهنه تدر ارباحا علي من يعملون بها بشتي انواع الترجمه وكم من ترجمات خاطئه اودت بمصائب كبيره وفي النهايه يتم تعليق الخطأ علي المترجم ولكن هذا ليس مدعاه لكي تدعو الي تأسيس علم يسمي نقد الترجمه 0وكما قلت في تعليق سابق بأن الترجمه ليس كلمه مرادف كلمه ولا جمله مرادف جمله اخري ولا حتي فكره تقابلها فكره اخري ولكن وراء النص المراد ترجمته سواء كان نصا ادبيا او غير ذلك سلسله طويله من الافكار التي تدور في فكر المؤلف الاصلي يجب علي المترجم ان يطلع عليها حتي يستطيع ان يترجم بصوره ملائمه تماما مع حاله النص المراد ترجمته0 وانا اتبع ذلك في ترجماتي السياسيه اذ لا يكفيني ان اقرأ المقال السياسي مره تلو الاخري بل اقرأ عن حياه كاتب هذا المقال حتي استطيع ان اكون صوره دقيقه عن حياته السياسيه لكي استطيع فهمه كقارئ اولا وبعد ذلك كمترجم ثانيا 0ومن يتبع ذلك في ترجمه النصوص الادبيه فهو ناجح لا محاله 0 قد يخالفني الرأي الكثيرين وقد يتفق معي ايضا الكثيرين وقد يقف علي الحياد اخرين ولكن في رأي الشخصي هي موهبه اولا واخيرا ولا غبار عليها 0 واتطرق الي نقطه اخري الا وهي كيف نعالج اخطأء المترجم التي ترد في بعض الترجمات ؟ وهذا شئ وارد ولا غبار عليه ولا يجب ان ننكره والا اصبحنا لا نري من ثقب الابره كما يقول المصريين 0 فكيف في رأيك تعالج تلك النقطه ؟ ودعني اهمس في اذنك يا سيدي الفاضل بأن اسلوب المترجم لا ينبغي التغاضي عنه فهو جزء اصيل في عمليه الترجمه والا لاصبح مترجما انسانا اليا وكم من ترجمات اعجبتني حتي صحت قائلا يا لك من مترجم عبقري استطعت ان تنقل عبقريه المؤلف 0شريف اسماعيل مترجم ومدون في جريده الاحد الفرنسيه
تعليق
ناطق فرج -لقد قام منظرون في الغرب في ارساء ما يُعرف بنظرية الترجمة Translation Theory منذ بداية القرن المنصرم، بدءا بـ يوجين نايده Eugene Nida ومروراً بـ بيتر نيومارك Peter Newmark (جامعة سري - انكلترا) ومنى بيكر Mona Baker (استاذة محاضرة في جامعة بيرمنكهم وجامعة مانجستر في انكلترا) والمنظر العراقي الأشهر باسل حاتم Basil Hatim (جامعة كلاسكو) وروجر بيل Roger T. Bell وغيرهم ممن لا تحضرني أسماءهم. وتدرّس أغلب هذه النظريات في المعاهد والجامعات الغربية. وقد تناولت هذه النظريات المشاكل التي قد تطفو على السطح عند ترجمة أي نص من النصوص كما وضعت لها الحلول المناسبة. أما ما قرأته من نقد ترجمي في إيلاف فهو لا يرقى إلى ما تناوله اؤلئك المنظرون بل لا يمت إليه بصلة لا من قريب ولا من بعيد. (لا تتسع هذه الفسحة للاسهاب). ووجدت أن الهدف من ذلك النقد هو إما أن ((ينال)) فلان من علان، ذلك في أحسن الأحوال. وإما أن يكون ((تصفية حساب)) في أسوء الأحوال، كما حصل بين عادل الزبيدي وبهجت عباس. ولا بدّ من القول: كيما ينجز المترجم نصاَ ناجحاً عليه أن يتقن اللغة المترجَم عنها Source Language واللغة المترجَم إليها Target Language وأخيراً، عليه أن يألف صلب الموضوع The subject matter . وخلافاً لما ذكرته تواً، فإن النص المترجَم ستشوبه الكثير من الشوائب ويقع المترجم (أو المتطفل على الترجمة) في ما لا تحمد عقباه. أما عن ترجمة اسماء العلم فهذه من المضحكات المبكيات التي تكاد تجدها في أغلب التقارير الاخبارية في الصحف والمجلات العربية. الشخص الوحيد الذي يكمن وراء هذه المشكلة والذي لا يتحمل مسؤوليتها هو ((الصحفي)). نعم الصحفي العربي الذي لا يجيد سوى اللغة العربية! (ولله في خلقه شؤون وشجون). مثال يتيم يحضرني في هذه اللحظة هو أسم Kofi Annan وهو الأمين العام للامم المتحدة (سابقاً). لقد تمت ترجمة هذا الاسم على هذه الشاكلة: كوفي ((عنان)) بالشكل الذي يوحي أن الرجل ينحدر من مدينة الناصرية جنوب العراق. وقد فات ذلك الصحفي (اللبيب) أن الالف والهمزة هما من أبجدية اللغة العربية. إذ كان (أو يكون) من السهل عليه أن يقول: كوفي ((أنان)). وللحديث صلة. تقبل تحياتي.
تعليق
ناطق فرج -لقد قام منظرون في الغرب في ارساء ما يُعرف بنظرية الترجمة Translation Theory منذ بداية القرن المنصرم، بدءا بـ يوجين نايده Eugene Nida ومروراً بـ بيتر نيومارك Peter Newmark (جامعة سري - انكلترا) ومنى بيكر Mona Baker (استاذة محاضرة في جامعة بيرمنكهم وجامعة مانجستر في انكلترا) والمنظر العراقي الأشهر باسل حاتم Basil Hatim (جامعة كلاسكو) وروجر بيل Roger T. Bell وغيرهم ممن لا تحضرني أسماءهم. وتدرّس أغلب هذه النظريات في المعاهد والجامعات الغربية. وقد تناولت هذه النظريات المشاكل التي قد تطفو على السطح عند ترجمة أي نص من النصوص كما وضعت لها الحلول المناسبة. أما ما قرأته من نقد ترجمي في إيلاف فهو لا يرقى إلى ما تناوله اؤلئك المنظرون بل لا يمت إليه بصلة لا من قريب ولا من بعيد. (لا تتسع هذه الفسحة للاسهاب). ووجدت أن الهدف من ذلك النقد هو إما أن ((ينال)) فلان من علان، ذلك في أحسن الأحوال. وإما أن يكون ((تصفية حساب)) في أسوء الأحوال، كما حصل بين عادل الزبيدي وبهجت عباس. ولا بدّ من القول: كيما ينجز المترجم نصاَ ناجحاً عليه أن يتقن اللغة المترجَم عنها Source Language واللغة المترجَم إليها Target Language وأخيراً، عليه أن يألف صلب الموضوع The subject matter . وخلافاً لما ذكرته تواً، فإن النص المترجَم ستشوبه الكثير من الشوائب ويقع المترجم (أو المتطفل على الترجمة) في ما لا تحمد عقباه. أما عن ترجمة اسماء العلم فهذه من المضحكات المبكيات التي تكاد تجدها في أغلب التقارير الاخبارية في الصحف والمجلات العربية. الشخص الوحيد الذي يكمن وراء هذه المشكلة والذي لا يتحمل مسؤوليتها هو ((الصحفي)). نعم الصحفي العربي الذي لا يجيد سوى اللغة العربية! (ولله في خلقه شؤون وشجون). مثال يتيم يحضرني في هذه اللحظة هو أسم Kofi Annan وهو الأمين العام للامم المتحدة (سابقاً). لقد تمت ترجمة هذا الاسم على هذه الشاكلة: كوفي ((عنان)) بالشكل الذي يوحي أن الرجل ينحدر من مدينة الناصرية جنوب العراق. وقد فات ذلك الصحفي (اللبيب) أن الالف والهمزة هما من أبجدية اللغة العربية. إذ كان (أو يكون) من السهل عليه أن يقول: كوفي ((أنان)). وللحديث صلة. تقبل تحياتي.
رؤية جديدة
متابع -الاخ كاتب المقال السيد ناظم عودة (ابو عثمان) عرف عنه تنوره واراؤه التجديدية وهو استاذ متمكن من عمله خاصة في تقديمه للكاتب الكبير علي السوداني (ابو عمر) فتحية له حينما حل ونزل ومرحى له وهو يلتحق بموكب المبدعين المتنورين الكبار كحسن العلوي وخضير طاهر وجواد الحطاب (ابوميسرة) وعبودي الصائغ وكل اعلامنا في الغربة الذين رفعوا سيقان الابداع التنويري عاليا وشكرا لايلاف على احتضانها جماعة ربعنا
رؤية جديدة
متابع -الاخ كاتب المقال السيد ناظم عودة (ابو عثمان) عرف عنه تنوره واراؤه التجديدية وهو استاذ متمكن من عمله خاصة في تقديمه للكاتب الكبير علي السوداني (ابو عمر) فتحية له حينما حل ونزل ومرحى له وهو يلتحق بموكب المبدعين المتنورين الكبار كحسن العلوي وخضير طاهر وجواد الحطاب (ابوميسرة) وعبودي الصائغ وكل اعلامنا في الغربة الذين رفعوا سيقان الابداع التنويري عاليا وشكرا لايلاف على احتضانها جماعة ربعنا
ناظم ليس أبو عثمان
عبد السلام -هذا "المتابع" يضع كنيتين مختلقتين للأستاذ ناظم عودة وللأستاذ علي السوداني لتسقيطهما وجعلهما بمستوى جواد الحطاب، مع الاحترام لجميع الكنى ولكن غرض المعلق دنيء. قد نختلف لكننا لا نسقط الآخرين. تحية للاستاذ ناظم مع دعوة إلى أن لا يزج نفسه في ميدان الترجمة لأنه لم يمتلك بعد أدواتها.
ناظم ليس أبو عثمان
عبد السلام -هذا "المتابع" يضع كنيتين مختلقتين للأستاذ ناظم عودة وللأستاذ علي السوداني لتسقيطهما وجعلهما بمستوى جواد الحطاب، مع الاحترام لجميع الكنى ولكن غرض المعلق دنيء. قد نختلف لكننا لا نسقط الآخرين. تحية للاستاذ ناظم مع دعوة إلى أن لا يزج نفسه في ميدان الترجمة لأنه لم يمتلك بعد أدواتها.