ثقافات

أيام السينما الإيرانية بتونس: تواصل بين الشعوب أم تمرير لثقافة معينة؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

محمد بن رجب من تونس: تتواصل أيام السينما الإيرانية بتونس التي تنظمها جمعية التوثيق السمعي البصري لتراث البلاد التونسية بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة تونس وتهدف أساسا هو مدّ أواصر الصداقة و جسور التواصل بين مختلف الثقافات و هذا التواصل بين مختلف الشعوب يكون عبر الفن السابع، وهذه الجمعية الفتية التي انبثقت بعد ثورة الحرية و الكرامة تقوم على تشجيع القطاع السينمائي من خلال عديد التظاهرات التي ستقوم بتنظيم تظاهرة حول للإحتفال بالسينما التركية في تونس.
أيام السينما الإيرانية بتونس انطلقت بفيلم " أغنية العصافير " وهو عبارة عن قصة رجل ريفي في ريف العاصمة طهران، في حياة مليئة بالأبعاد الإجتماعية و الإنسانية.
فيلم " أغنية العصافير " أنتج سنة 2008 و أخرجه الإيراني مجيد مجدي الذي أخرج عديد الأفلام وهو يستعد لإخراج شريط جديد حول طفولة الرسول صلى الله عليه و سلم وبلغات ثلاث وهي العربية و الفارسية والأنقليزية.
فيلم "أغنية العصافير" للمخرج الايراني مجيد مجدي و يروي الفيلم قصة مواطن فقير ورب أسرة يعمل مربيا للنعام في مزرعة على ملك الاغنياء وبضياع إحدى النعامات يبدا في البحث عنها ويتنكر في ثوب النعامة ويلبس ريشها حتى يتمكن من الامساك بها في رحلة مضحكة مبكية من نوع الكوميديا السوداء، ولكن بفشله يطرد من عمله ليبدأ رحلة شاقه فيها القدر نحو تجارب مهنية مختلفة ترسم رحلة شقاء الفقراء ولهثهم اليومي وراء لقمة العيش، ويلعب دور طائر النعام هنا دورا رمزيا بلغ احيانا صوت الضمير او الرقيب عند بطل الرواية الذي كانت تربطه بالنعام علاقة وجدانية تتراوح بين الأسف على فراقها والحنين اليها والتعلق بها حتى صار شبحها يطارده في كل تجاربه الحياتية.
فيلم " أغنية العصافير " وبعيدا عن السياق الدرامي الذي يتناوله عمد المخرج على تمرير بعض المشاهد التي تمثل جوانب عقائدية وطقوس للشيعة.
أيام السنما الإيرانية بقاعة ابن رشيق بالعاصمة تونس ستمتد حتى يوم الجمعة القادم 16 ديسمبر الجاري حيث يقبل جمهور غفير لمتابعة الأفلام المبرمجة ومن بين هذه الأشرطة السينمائية الإيرانية " الشعور الخفي " للمخرج رزاق كرمي و " الجحيم و البرزخ و الجنة " للمخرج بيزن مير باقري و شريط " حيران " للمخرجة شاكيزة عارف بور و فيلم " يوم الشيطان " للمخرج بهروز أفخمي و" الواقع المفقود " للمخرج محمد أحمدي.
وفي برنامج يوم أمس الثلاثاء تم عرض " الشعور الخفي " للمخرج مصطفى رزاق كريمي و شريط " كيس من الأزرار " للمخرج محمد علي طالبي و فيلم " تحت ضوء القمر " لرضا مير كريمي.
أما اليوم الإربعاء فكان موعد الجمهور من أحباء السينما الإيرانية مع الشريط " ولادة فراشة " للمخرج مجتبي راعي و فيلم " دمعة البرودة " بينما يكون برنامج هذه الأيام يوم الخميس القادم شريط " باسم الوالد " للمخرج ابراهيم حاتمي كيا و تختتم هذه الأيام السينمائية الإيرانية يوم الجمعة 16 دسمبر بعرض لشريط " صبغة الله " للمخرج مجيد مجدي في قاعة سينما " برناس " .
و اليوم انتظم لقاء حول السينما الإيرانية بحضور مخرجين إيرانيين مشهورين و هما جواد شمدري وشهريار بهراني.
في هذا اللقاء الذي جمع عددا من السينمائيين التونسين والإيرانيين أكد خلاله المخرج جواد شمدري المستشار الفني للرئيس الإيراني أن السينما الإيرانية تشهد انتعاشة حقيقية على صعيدي الكم والكيف منذ نهاية السبعينات عندما قررت إيران أن تجعل من السينما عنصرا ثقافيا أساسيا.
وأضاف شمدري أنّ مواضيع السينما الإيرانية تعالج بالخصوص القيم الإسلامية وتاريخ الإسلام مشيرا إلى أن هذه السينما تمكنت من انتزاع الاعتراف الدولي وحصد العديد من الجوائز في المهرجانات العالمية.
من جهته أوضح شهريار بهراني مخرج مسلسل "مريم العذراء" أنّ المخرجين الإيرانيين منفتحون على سينمائيات العالم ويعملون على إنتاج مشاريع سينمائية بالتعاون مع البلدان العربية من بينها تونس.
ولاحظ كذلك بهراني أنّ أيام السينما الإيرانية بتونس تتيح الفرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين في مجال السينما نظرا لأهمية الصناعة السينمائية الإيرانية من جهة ولتوفر تونس على الكفاءات وعلى مناخ من حرية التعبير من ناحية أخرى.
المخرج و المنتج رضا منتظمي تحدث في افتتاح الأيام الأولى للسينما الإيرانية قائلا :" نكبر الثورة التونسية العظيمة التي تمثل أنموذجا للثورات العربية في البلدان العربية الأخرى، وأنتم تعملون على بناء الإنسان الجديد في تونس تتواصلون بثورتكم للمضي قدما عاملين على تجاوز كل العقبات و الصعوبات.".
و أضاف ممثل وزارة الثقافة الإيرانية رضا منتظمي متحدثا عن السينما الإيرانية فقال :" السينما الإيرانية وخلافا للسينما الهوليودية لا تعتمد على العنف و الجنس ورغم ذلك فقد حققت عديد الإنجازات و فازت بعديد الجوائز وهي بالتالي تجد التقدير و الإحترام والإعجاب من المهتمين بالسينما العالمية و بالتالي فها نحن نقدم تجربتنا السينمائية إلى الثورة التونسية العظيمة."
من جانبها قالت الممثلة الإيرانية الهام علي حميدي التي أدت دور زوجة النبي سليمان في مسلسل " يوسف الصديق " فقد أبدت سعادة كبيرة لوجودها في تونس و أكدت على أن احتفاء الجمهور بها دليل على النجاح الذي شهده المسلسل في تونس وكذلك في البلدان العربية و أبدت تفاؤلها بتحقيق الأيام السينمائية الإيرانية الأولى بتونس النجاح المنتظر و تعرف الجمهور التونسي على السينما الإيرانية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف