في رحيل كريستوفر هيتشينز: الدين النظامي متحالف مع العنصرية والقبلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وكتب شقيقه بيتر معترفا بشجاعة هيتشينز الذي دام خصامه معه عشر سنوات منذ 2001 قائلا ان هيتشينز ظل يتحلى بالشجاعة حتى النهاية "وإذا كنتُ في احيان كثيرة اختلف مع الأغراض التي كان يوظف هذه الشجاعة من أجلها فاني لم أشك ذات يوم بشجاعته أو توقفت عن الاعجاب بها".
ونعاه الكاتب سلمان رشدي بالقول ان صوتا عظيما صمت وقلبا كبيرا توقف. واعتبره ريتشارد دوكنز "مناضلا عنيدا ضد كل الطغاة بمن فيهم الطغاة الخارقون للطبيعة، الوهميون". وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي هزمه هيتشينز في مناظرة عامة حول الدين أواخر العام الماضي انه كان "لا يعرف الخوف في بحثه عن الحقيقة". واشاد غرايدون كارتر رئيس تحرير مجلة فانتي فير به قائلا انه حاد الذكاء مثابرته على الكتابة لا تقل عن نشاطه في الحانة في اشارة الى افراط هيتشينز في تعاطي الكحول.
ومنذ تشخيص اصابة هيتشينز بسرطان المريء في حزيران/يونيو عام 2010 جاءت ردود افعال خصومه الفكريين ، من الشماتة السافرة الى الدعاء له بالشفاء ، مؤكدة مكانته مدافعا كبيرا عن العلمانية منذ صدور كتابه السجالي مع الدين "الله ليس أكبر" في عام 2007. وبعدما أمضى هيتشينز حياته "حارقا الشمعة من طرفيها" قال عن مرضه انه "متوقع ومبتذل حتى انه يصيبني أنا نفسي بالملل"، وهي شهادة على حس النكتة اللاذع لديه وصفاء تفكيره في أحلك الأوقات.
ولد هيتشينز عام 1949 وأُرسل الى مدرسة داخلية بريطانية في الثامنة من العمر بعدما قررت والدته أن يكون ابنها "من ابناء الطبقة الراقية إن وجدت في هذا البلد". ولاحقه قرار والدته الى جامعة اوكسفورد حيث اعترف بالعيش حياة مزدوجة كحليف للطبقة العاملة وضيف في حفلات الكوكتيل التي كان يلتقي فيها علية الطبقة البورجوازية كند لهم.
بعد تخرجه في عام 1970 استقبلته الصحافة البريطانية بالأحضان. انضم إلى تيار"الاشتراكيةالأممية" (الجناح التروتسكي المنشق عن الأممية الرابعة)،وانضم الى صديقه جيمس فينتون في مجلة نيو ستيتسمان. وبدأ صداقة دامت عمرا مع مارتن ايمس وسرعان ما ذاع صيته بوصفه معلقا يساريا سليط اللسان من اهداف نقده المفضلة الكنيسة الكاثوليكية والحرب الفيتنامية وهنري كيسنغر الذين مسح بهم الأرض في مقالات وتقارير وتعليقات لمَّاحة.
قاده قراره أن يمضي بعض الوقت مرة على الأقل سنويا في بلد "لم يكن محظوظا" كبلده، الى ان يكون شاهدا على ثورة البرتغال وبولندا وثورات مضادة ايضا كما في الاجنتين. وبعد انتحار أمه في اثينا كتب عن سقوط الطغمة العسكرية الحاكمة في اليونان عام 1973.
أعقبت ذلك رحلات الى رومانيا ونيكاراغوا وماليزيا وزار العراق عام 2007 واوغندا عام 2007 وفنزويلا عام 2008.
انتقل هيتشينز الى نيويورك التي وجد فيها مهربا من تناقضات النظام الطبقي البريطاني حين تلقى عرضا تلقفه على الفور من صحيفة "ذي نيشن" الاميركية اليسارية في عام 1981. ثم عمل كاتب عمود في مجلة فانتي فير وموقع سليت دوت كوم. ونال الجنسية الاميركية عام 2007.
كان تأييد حرب العراق من مواقف هيتشينز التي لم تلق ارتياحا في اوساط اليسار، وأدت الى فتور في علاقته مع غور فيدال. ولكن مناهضة هيتشينز لما سماه "فاشية بوجه اسلامي" بدأت قبل فترة طويلة على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر ، مع الفتوى التي أصدرها آية الله الخميني بهدر دم صديقه سلمان رشدي متهما مرشد الثورة الاسلامية الايرانية باستخدام الدين "للقتل مقابل أجر" بعد نشر رواية الآيات الشيطانية.
وأسهمت معركة هيتشينز مع الدين في صعود نجمه وخاصة في وطنه الثاني الولايات المتحدة بعد نشر "الله ليس أكبر" الذي زادت مبيعاته على 500 الف نسخة. وفيه جادل هيتشينز بأن الدين النظامي "عنيف، لاعقلاني، لا متسامح، متحالف مع العنصرية والقبلية والتعصب، راسخ في الجهالة ومعاد لحرية البحث، يزدري المرأة ويمارس الاكراه مع الطفل"، وذهب الى ان الدين طائفي ايضا وبالتالي فان ضمير الدين ينبغي ان يكون مثقلا بالآثام. ويسند هيتشينز موقفه من الدين بخليط من الحكايات الشخصية والأقوال التاريخية الموثقة والتحليل النقدي للنصوص المقدسة. ويركز هيتشينز سهام نقده على الديانات التوحيدية الثلاث الكبرى ولكنه لا يوفر الديانات الأخرى مثل الهندوسية والبوذية.
وسخر هيتشينز من الرأي الذي عدَّه "مهينا" بأن مرض السرطان قد يقنعه بتغيير موقفه. ودعا الذين تبرعوا للصلاة من أجله وطلب المغفرة له "ألا يزعجوا السماء الطرشاء بصرخاتهم العقيمة".
كتب هيتشينز في مذكراته التي نشرها عام 2010 نابذا طروحاته "التبسيطية" ايام شبابه لصالح الرأي القائل بأن "اليقين الوحيد المطلق هو عدم وجود يقينيات". وتابع انه لا يريد ان يعيش حياته من جديد لأسباب منها ان المرء لا يمكن ان يولد وهو يعرف اشياء كهذه بل عليه ان يكتشفها حتى وإن بدت بديهية.
التعليقات
الشجعان
الحسناوي -الشجعان والأحرار قليلون في هذا العالم. نم قرير العين وإطمئن فأن ٩٩٪ من البشرية مثلك ولكنها تخاف من السلطان. وداعاً إيها البطل المقدام.
غير عقلاني
nazar -أعجب من هؤلاء القوم الذين تأخذهم العزة بالأثم ويسمي نفسه بأنه مدافع عن حرية الرأي وديمقراطي ولكنه يلوم الاخر لأنه متمسك بدينه ويعتبره جاهلا لأنه ليس على شاكلته السيئة.
فرنسا
أبو العلاء -مفكر كبير ورجل عظيم
أصاب
خوليو -لقد أصاب الراحل كريستوفر بقوله أن الدين معاد للبحث ، يخافون بل ويرتعدون أن يؤدي البحث لنتيجة مخالفة لعلوم الدين، فعندها ينهار البناء الديني دفعة واحدة، الأمم التي يبحث أبناؤها توصلت لفصل الدين عن الدولة فسارعت عجلة التقدم عندهم، الأمم التي تخاف من البحوث وتمنعها.. لايزالون يعتقدون أن الإنسان هو ابن آدم وحواء، وطبعاً لايزالون يعيشون في ذلك العصر الافتراضي الذي قدموه لوسع البراسيكولوجي عندهم.
وداعاً الرائع هيتشنز
ناصر -لا حاجة لإضافة كلمة- النظامي- في العنوان و الذي يوهم القارئ العربي غير المتعود على المصطلح بإنه يقصد شئ آخر غير الأديان المعروفة، و ربما لن يتحمس لقراءة المضمون.. الكاتب العظيم هيتشنز كان يعادي الأديان -التقليدية- المعروفة مثل المسيحية والإسلام و غيرها، و يرى أنها تعادي العقل و الحياة و تقسم البشر و تهدد الحضارة الإنسانية كما رأينا في أحداث سبتمبر 2001..من الممكن أن تضعوا في العنوان كلمة -الدين التقليدي- أو الدين فقط بدلاً من الترجمة الحرفية و صفة -النظامي - الغريبة على القارئ عندنا!
Joining the SURPRISED!
Hani Fahs -May God have mercy on his soul.He just joined the countless "SURPRISED" who claimed in their earthly lives that there is no GOD! That is the only certainty.
Kurdistan Thanks you Sir
Rizgar -I am honored that my Kurdish flag was on chest of this brilliant gentleman in one of his TV interviews. Christopher Hitchens had spent Christmas2007 in S. Kurdistan and he said about his journy :“had a perfectly swell time” in “Iraqi Kurdistan” as he calls it, where he spent the Christmas holidays, and he tells us all about it in the current issue of Vanity Fair. He has always been sympathetic to the Kurdish cause.He wrote : “To a slight lump in the throat at revisiting the area and seeing thriving, humming towns with multiplying construction sites, billboards for overseas companies, Internet cafés, and a choice of newspapers. It’s even reassuring to see the knockoff ‘MaDonal,’ with pseudo-golden arches, in the eastern city of Sulaimaniya, soon to be the site of the American University of Iraq, which will be offering not only an M.B.A. course but also, in the words of Azzam Alwash, one of its directors, ‘the ideas of Locke, the ideas and writings of Paine and Madison.’ Everybody knows how to snigger when you mention Jeffersonian democracy and Iraq in the same breath; try sniggering when you meet someone who is trying to express these ideas in an atmosphere that only a few years ago was heavy with miasmic decay and the reek of poison gas.” Many Thanks Sir,I really don not like to hurt your soul to say: God bless you, God Bless your soul
4-women
same -لان المرأة عند المتشددين الدينيين.وبعض العادات الرجعية..(.ناقصة عقل ودين)--لكن عندما تحررت المرأة المصرية قبل 100 عام-واصبحت اكثر رقيا وبلباسها العصري والمتمدن... الان تتمشى في شوارع مصر وكانك في تورابورا-لا مصر بل مصرستان وقد ضاعت جهود الاوائل في تحريرهم للمرأة ثم دراسات طبية تقول ان التغطية بهذا اللباس يؤدي الة مجموعة من الامراض نتيجة عدم التعرض للشمس والهواء(هشاشة العظام-مرض معوي سرطاني-ضعف المناعة-تساقط الشعر-امراض نفسية وعصبية)-.كما اتحدى ان تكون هناك أية واحدة تقول بتغطية الشعر فقط الجيوب اي فتحة الصدر...اين اصحاب الاعجاز من هذه الدراسة الطبية ؟؟؟؟؟
فلسطيني
نبيل هنيه -لقد فقد العالم كاتبا عظيما وفقد الشعبين الكوردي والشعب الفلسطيني مناصرا شجاعا لصراعهم من اجل الحريه والاستقلال ,لقد كشف السيد هيتشنز الوجه العنصري الحقيقي لأسرائيل وللمستوطنين المثمولين بنزعه دينيه باليه,وانتقد بكل شجاعه وذكاء دور الاديان التقليديه يتمزيق المجتمعات وتسميم العلاقات بين الناس .
رد على#2
نبيل -لا أعرف أي حكومه علمانيه تقوم بمنع شخص ما من ممارسة ديانته , او اختيار أي ديانه يرتاح اليها , طالما ممارسة هذه الديانه لا تهدد حياة وحرية الاخرين , بأمكانك تعطينا امثله عن الحكومات الدينيه التي تسمح بحرية التفكير او حتى اختيار الفرد لديانه تختلف عن ديانة الدوله الدينييه .
great thinker
Iraqi who knows -I never read his books, but every thing that was mentioned about his opinions regarding religion and and politics I had been preaching to whoever I meet. It is sad that we secularist had lost such thinker. As was mentioned in the article regarding how religions impeded societies for thousands of years specially the three major religions and how Christianity in the middle ages had abused and impeded the progress of the people of Europe, if wasn''t for people like our thinker who rubbled against the church, as for the middle east the abuses continues from the other two, the big one abuses the women in our society and the little one abuses a whole nation in the name of their holy book and refuse to acknowledge that their are a nation called Palestine. I also thought that Trotsky who should had led the dream of equality not a butcher who had nothing in common with that dream like Stalin. Like our thinker I will always think there is no god till the day I die. It is all Barhoom fabrication we Iraqis knows it and Ur is our witness Barhoom, an Iraqi Chaldean friend of mine once was arguing with a Jewish man when the Jewish man realized that my Chaldean was writing Aramaic the two disagreed if Aramaic or Hebrew was the original language and the other followed finally my friend told the Jewish man what is Ibrahim to you the Jewish man said he is our grand father my friend answered him if he is your grand father to us he is our son! now who is the origin and who is the branch. So us Iraqis know what Barhoom had came out with.