ثقافات

عمل فني عن جريمة شرف يحظى بجوائز الايمي

فيلم "باناز" مادة لتدريب الشرطة البريطانية على حماية النساء من العنف

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لميس فرحات من بيروت: تأمل ضياء خان أن يساعد فيلمها الوثائقي حول مقتل الشابة باناز محمود، على تسليط الضوء على الضغوط الاجتماعية وراء جرائم الشرف، ويحدث تغييراً في تعاطي الشرطة البريطانية مع هذا التهديد.

وسط لمعان وبريق جوائز الايمي في لوس أنجلوس هذا الشهر، كانت ضياء خان الفائزة الوحيدة التي لم تأبه بفستان براق أو مجوهرات فاخرة تتباهى بها على السجادة الحمراء، ففضلت ارتداء سروال وسترة سوداء حداداً على فتاة ألهمتها لتصوير وثائقي يروي أحداث جريمة شرف وقعت في بريطانيا.

عندما أعلن القيمون على حفل توزيع الجوائز عن فوز وثائقي "باناز: قصة حب"، لم تصدق خان نفسها، فهي كانت تشعر بالفخر لمجرد أنها شاركت في الحدث أما الفوز فكان له طعم مختلف ممزوج بالصدمة والفخر.

هذه الجائزة كانت الأولى التي تمنح لفيلم وثائقي بميزانية منخفضة، ليس فقط لأنه كان بمثابة "دخيل" بين الأفلام الوثائقية الأخرى ذات الميزانيات الكبيرة، بل أيضاً لأنه استند الى نوعية رديئة من لقطات الفيديو لامرأة شابة تتحدث بخجل وبشكل غير مسموع في بعض الأحيان إلى ضباط في مركز للشرطة في لندن.

"باناز: قصة الحب" يروي أحداث جريمة شرف بجنوب لندن في يناير/ كانون الثاني عام 2006 عندما قتلت باناز محمود (20 عاماً) على يد عائلتها، من اصول كردية عراقية، لأنهم اعتبروا أنها أساءت لشرف العائلة بعد أن هربت من زوجها المغتصب ثم وقعت في حب رجل من اختيارها.

باناز ذهبت خمس مرات إلى الشرطة لطلب المساعدة وأبلغتهم ان حياتها في خطر، لكنها لم تلقَ تجاوباً إلى أن اضطرت أخيراً لتصوير شريط فيديو قصير تقول فيه إن عائلتها ستقتلها، مع عبارة: "إذا حدث أي شيء لي فعائلتي هي المسؤولة".

بعد فترة قصيرة، تعرضت باناز للاغتصاب والخنق ثم رميت جثتها في حقيبة سفر.

هذه القصة الأليمة التي ألهمت خان لتصوير وثائقي فازت عنه بجائزة ايمي، تحول أيضاً إلى مدعاة فخر لها بعد ان علمت أنه سيصبح جزءاً من برامج تدريب الشرطة في المملكة المتحدة لتثقيف الضباط على التهديد الحقيقي الذي يواجه العديد من النساء الشابات المحاصرات في مجتمعات تسودها "ثقافة الشرف" في بريطانيا.

هذا القرار يعتبر تكملة للدائرة القانونية التي بدأت بتوجيه اللجنة المستقلة لشكاوى الشرطة توبيخاً للضباط الذين لجأت إليهم باناز محمود وفشلوا في حمايتها عندما كانت على قيد الحياة، وكذلك الثناء على فريق شرطة سكوتلاند يارد الذين حققوا العدالة لها وسافروا إلى العراق للقبض على القتلة.

وقالت خان: "لا يمكنك الاحتفال بجائزة عندما تكون الفتاة التي ألهمتني ميتة. سألني أصدقائي عن الفستان الذي سوف أرتديه في الحفل، لكني ذهبت بالأسود لأن ما يهمني هو هدفي من الوثائقي وهو حماية الفتيات من هذا النوع من الجرائم".

وأضافت: "قصة باناز ستستخدم من قبل الشرطة لتعلم كيفية التعاطي مع حالات كهذه. بالنسبة لي هذا أمر مذهل، لكنه خطوة واحدة تحتاج إلى مزيد من الخطوات فهناك ضعف في نظام التحقيق في بعض أجزاء المملكة المتحدة".

وتقول خان إنها في البداية تخوفت من أن يستغل البعض فيلمها ليكون ذريعة للناس لتبرير أحكامهم المسبقة ضد المسلمين أو ضد المهاجرين.

وشددت على أن "جرائم الشرف والزواج القسري ليست في الإسلام فقط بل عند قبائل السيخ والهندوس، وحتى في المجتمعات المسيحية، حيث تنفذ حقوق المجموعة على حساب الفرد".

سجن والد باناز وعمها مدى الحياة بتهمة القتل في عام 2007، كما تم القبض على رجلين آخرين، فرا من البلاد بعد الجريمة وتمت اعادتهما في عملية تسليم مجرمين هي الأولى من العراق إلى المملكة المتحدة، من قبل المفتشة كارولين غود التي حكمت بالسجن لأكثر من 20 عاماً لكل منهما.

مشروع خان التالي سيكون فيلماً وثائقياً يبحث في تطرف الشباب البريطاني، إنما من دون تبرير إساءاتهم، مشددة على أن العديد من هؤلاء يحاصرون داخل هذه المجتمعات ويرغمون على تطبيق توقعات وتطلعات لا يوافقون عليها بالضرورة.

وقالت: "أعتقد أن بريطانيا تحتاج للتركيز أقل على العنصرية وأكثر على الجهل. بالتأكيد هناك عنصرية، لكن وراءها يقبع المسبب الأكبر وهو الجهل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف