ثقافات

حامد بن عقيل: "فندق الملك داؤود (3): نشيد البغايا"

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


1
ليتَ هذا الشارع تذكر وجهي
تفاصيلي ليستْ حائلة
وجبيني فَقْد،
أحبتي كانوا هنا
مخفقون في امتحانات نهائية
مصلوبون في حيوات كثيرة
يثرثرون باسمي كبغايا بوهنٍ يحلمن
يمرِّرون في رصيفِ هذا الجاحدُ رسائلَ عن محارب قديم
كان جدّي،
أو ربما أنا.
ليتَ هذا المهجور يدرك ما ينتظره عندما ينكرني.

2
تعب المقاتلون من قطع الطُرق
آمنوا بخلاعات قائدهم،
فابتاعوا آلات موسيقية بديلةً عن أسلحتهم الصدئة
عبروا قرى لا تخصهم، وفتيات..
نسجوا في الآهاتِ رقصاتٍ بيضاء
وحين حمي الوطيس
بكوا ماضيهم الدموي.

3
في البعيد البعيد
في غدٍ لا نعرفه
في قُبلةٍ مغدورة
يولد حاكمٌ عربي، حتما سيكون أي منّا، ويدندن ما سمعه من الجدات عن شعب طيب،
الشعوب التي نفقتْ كقطيع جرذان لا بد أن تكون طيبة،
ثم في النهاية يبدأ العمل
سيحتاج إلى عدد من السنوات للتزاوج
وبلقاحه الفاسد سيجتاح العالم.
هذا ما يكمن في البعيد الذي لا نراه،
ولن تعيشه، وهذا ما يشعرني بالفخر، أمتنا البائدة.

4
على مائدة الأرض
يستلقي وطنٌ ذبيح
تحفه الخطابات الرنّانة والبغايا
ويحرسه الهالكون.

5
ربما يبكي القوادون فضائلَ أمسهم
العارُ أوسمةٌ
واللقطاءُ شجرة عائلة.
في عالمٍ دائري تتشابه الوجوه
حتى أن المومساتِ يشعرن بواجباتهن: كالانتخاب ووضع الدساتير، إلى غير ذلك
إنهن عذراوات اليوم
وحافظات نشيد الأناشيد في المستقبل،
هكذا تستقيم الأشياء
وتنمو كاللعنات في حليب أطفالنا.

6
ما بقي لا يخصني
كنتُ غريباً في شارع مبتور
طريقي موجةٌ ترتطم في الخاصرة
وعندما أفيضُ عن حاجتكم ستكون الجنائز الرسمية أعيادا، والمآتم حفلات رقص.
لا دخان يدل على جهة ما
ولا قصائد لمديح مُـخـنَّـثي المرحلة.
وأمام خطاب عروبي يتحدث عن الكرامة والنُبْل سأجد جثتي
ربما تكون متفحمة
ربما يعلوها زَبَـدٌ أزرق
لكنها لا تغادر طريقاً علمتها البصق على هذه المزابل.

7
دائماً ما أشاهد في أحلامي خرائط ممزقة
القراصنة ينهشون كبدَ جزيرة مهجورة
ينقشون أسماءهم على شواطئها
هم، وسلالاتهم العفنة، من يحتل شاشات التلفزة ليحدثونا عن الحرية والعدالة
ولكي يبتاعوا لأطفالهم أوطاناً أبدية
يخبئون فُتات الخبز في التراتيل
صلواتهم لا تتوقف
رغم أنهم بلا سماء.
عارٍ هذا العالم في شهواتهم
وفقيرٌ حدّ الألم.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف