كاتبة معارضة تنقل دولة منسية إلى العالمية
صاحبة نوبل للآداب: شخصياتي تعبّر عن نفسها بنفسها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تقول سفيتلانا أليكسيفيتش الحائزة جائزة نوبل للآداب لهذا العام إن أسلوبها يعتمد على ترك الأصوات الإنسانية تعبّر عن نفسها بنفسها. وكانت فاجأت العالم بحصولها على هذه الجائزة هي الآتية من دولة صغيرة منسية، روسيا البيضاء، والبعيدة عن اهتمامات العالم بهذا الاعتراف الدولي بها.
إعداد ميسون أبوالحب: كان اول ظهور لهذه الكاتبة في عام 1985 عندما نشرت اول كتاب وثائقي لها تحت عنوان "وجه الحرب اللانسائي". وكانت في ذلك الوقت صحافية في السابعة والثلاثين من العمر تعمل في الاتحاد السوفيتي، وروت في كتابها قصة امرأة اعتيادية من روسيا البيضاء شاركت في الحرب العالمية الثانية.
كانت روسيا البيضاء في ذلك الوقت تحت حكم الشيوعية، التي احتفلت في ذلك العام بانتصار السوفييت على المانيا النازية، وجاء كتابها الصريح والانساني والمؤثر مثل صدمة.
لكن امورًا اخرى رافقت نشرها الكتاب لحسن الحظ، وهي اصلاحات الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشيف في نهاية الثمانينات.
منافسة قوية
ظلت سفتلانا تكتب بذلك الاسلوب الوثائقي لسنوات لاحقة. وظل اسمها يتردد كل عام، مع موسم توزيع جوائز نوبل، رغم انها لا تملك الشهرة العالمية نفسها التي يتمتع بها منافسون مثل فيليب روث وجويس كارول اوتس وهاروكي موراكامي.& ورغم ذلك جاء منحها الجائزة مفاجئًا هذا العام، فهي لا تكتب قصصًا خيالية، وربما كان السبب في ذلك هو انها صحافية.
السيدة رقم 14
هذه الكاتبة هي السيدة رقم 14 التي تحصل على نوبل. ومن المعروف ان هذه الجائزة تمنح لعمل فني وأدبي بحت او لانتاج يعكس قيمًا مثالية، كما كان الفريد نوبل يريد. ولكن هناك اشخاصا حصلوا على الجائزة ايضا، وما كانوا يكتبون قصصا خيالية، ومنهم ونستون تشرشل وبرتراند راسل.
&
بعد كتابها "وجه الحرب اللانسائي" بدأت تتحرك على موضوعات كانت تعتبر محرمة في فترة الحكم السوفييتي، فنشرت "اولاد زنكي" في عام 1989، وكان عن الحرب الوحشية في افغانستان، ثم نشرت اصوات من تشيرنوبل في عام 1997 عن الكارثة النووية في اوكرانيا، وتُرجمت هذه الكتب، واعتبرت رمزا لتغير الواقع السياسي في الاتحاد السوفيتي. وبقيت الكاتبة ملتزمة وصادقة باسلوبها الوثائقي، وكانت هذه الاصوات العديدة هي التي اقنعت لجنة الجائزة بتكريمها.
منشقة سياسية
ورغم شهرتها في روسيا ما بعد الحقبة السوفيتية وفي الخارج، لم تكن اليكسيفتش على وئام مع نظام رئيس روسيا البيضاء الكسندر لوكاشنكو، فتحولت الى منشقة سياسية ومعارضة، ثم غادرت بلدها في عام 2000، واستقرت لفترة في المانيا، ثم في فرنسا، قبل عودتها الى منسك في عام 2011.
فكرة الكاتبة واضحة تماما عن طبيعة السلطة السياسية في دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، وقد قالت متحدثة عن روسيا تحت حكم الرئيس فلاديمير بوتين "احب العالم الروسي وأعني هنا عالما روسيا انسانيا". وقالت ايضا "لا احب بيريا ولا ستالين ولا بوتين، والعمق الذي تركوا روسيا تغطس اليه وتغرق فيه".
آخر كتاب نشرته اليكسيفتش يحمل عنوان "زمن مستعمل"، وسفتلانا هي الأديبة رقم ستة التي تكتب بالروسية، وتحصل على جائزة نوبل للاداب، بعد ايفان بونين وبوريس باسترناك وميخائل شولوخوف والكسندر سولجينتسين وجوزيف برودسكي. ورأت هيئة الاذاعة البريطانية في تقرير نشرته بالانكليزية أنه لشرف كبير ان تحصل هذه الدولة الصغيرة، روسيا البيضاء، وهي البعيدة عن اهتمامات العالم بهذا الاعتراف الدولي بها.&
التعليقات
قبل الكتابة عن الكسيفيتش
سامر البابلي -مهلا مهلا لا تتحدثوا عن الاديب وكانه سياسي. الادب عمل له خصوصيته. خوضوا في قراءة ماوراء النص. ارجو ان تقرؤا النصوص وتقوموا بتاوليها ولاتنقلوا عما يتحدث به الاخرون. لنجد شخصياتنا في النصوص وكفانا ان نجتر . فالزمن يحتاج للابداع. سؤال غير منحاز وبرئ جدا. وارجو ان لايكون مؤلما ولا يخدش كبرياء. هل قرات الفاضلة ميسون أبوالحباعمال سفيتلانا أليكسيفيتش قبل ان تكتب عنها؟. ارجو من اصميم ان تكون الاجابة بنعم. وغيره فانا خاسر حقا.شكر