يوم خرجتُ في رحلة صيد مع همنغواي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يروي الكاتب الاميركي أي. إي. بوتشنر كيف ارسلته مجلة كوزموبوليتان الأدبية في ربيع 1948 الى هافانا في مهمة شاقة هي ان يطلب من ارنست همنغواي كتابة مقال للمجلة عن "مستقبل الأدب" رغم ان الكاتب عادة لا يعرف عن مستقبل الأدب أبعد مما سيكتبه في صباح اليوم التالي.&
أقام بوتشنر في فندق ناسيونال تحديدا الذي كان همنغواي احد ضيوفه لكي يدق باب غرفته ويقدم له طلبه ولكن بوتشنر يعترف قائلا "اخترتُ طريقة الجبناء وكتبتُ له ملاحظة أرجوه فيها ان يرسل رفضا مختصرا للطلب" يمكن ان يلوُّح به بوتشنر لاحقا. ولكن بدلا من الرفض المقتضب يقول بوتشنر "تلقيتُ اتصالا هاتفيا صباح اليوم التالي من همنغواي يقترح اللقاء على كأس في الساعة الخامسة في حانته المفضلة فلوريديتا في هافانا".& "وصل همنغواي في الموعد تماما ، وكان له حضور كاسح ، ليس بحجمه وانما بتأثيره.& وأحس كل من كانوا في المكان بدخوله.& وكان& قدحا كوكتيل "داكيرا" اللذان وضعهما النادل امامنا مخروطين كبيرين بما فيه الكفاية لوضع ورود ذات سيقان طويله فيهما" ، كما يكتب بوتشنر في صحيفة الغارديان عن لقائه بصاحب "وداعا للسلاح" "ولمن تقرع الأجراس". وتحدث همنغواي ببصيرة ثاقبة وفكاهة خشنة عن كتاب مشهورين وفريق برولكين دوجرز للعبة البيسبول في نيويورك ، عن ممثلين وملاكمين ، عن أدعياء ومزيفين في هوليود ، عن الأسماك والسياسيين ، عن كل شيء ما عدا "مستقبل الفن".& وغادر بصورة مفاجئة بعد الكأس الرابع أو الخامس من كوكتيل "داكيرا".& ويقول بوتشنر "فقدتُ الحساب ولكني فهمت عبر ضباب الخمرة التي دارت في رأسي انه سيلتقطني في الساعة السادسة صباح اليوم التالي ويأخذني في جولة على قلعة مورو البحرية بقاربه ، بيلار". وقاد همنغواي قاربه بيلار عدة ساعات عن الشاطئ.& وفي طريق العودة اصطاد سمكة مارلين بدت وكأنها حوت بحجمها.& ويقول بوتشنر ان همنغواي ربطه بمقعد الصيد البحري في القارب واعطاه قصبة طويلة وبكرة يلف بها الخيط رغم انه لم يكن يجيد الصيد.& وكان همنغواي يوجهه في كل خطوة ، متى يرخي الخيط ومتى يشده.& ولكن الشعور بالاثارة بعد اصطياد مثل هذه السمكة الضخمة خمد عندما أزال همنغواي السنارة من فم السمكة واطلق سراحها برميها في الماء.
وحين عاد الاثنان من رحلة الصيد الى فندق ناسيونال تكلم همنغواي اخيرا في لحظة الوداع قائلا "الحقيقة إني لا أعرف شيئا لعينا واحدا عن مستقبل اي شيء".& وحين سأل عن المبلغ الذي ستدفعه المجلة قال له بوتشنر انه 10 آلاف دولار.& وحينذاك علق همنغواي مازحا "انه يكفي لانعاش مستقبل شيء ما ، ربما قصة قصيرة".& واقترح همنغواي ان يبقى الاثنان على اتصال.&
&
التعليقات
تعليق
ن ف -إلتقيتُ يوماً بشخص لا يحضرني اسمه الآن وهو من سكنة منطفة Oak Park في ولاية إلينوي الأمريكية. وفي هذه المنطقة عاش همنغواي ردحاً من الزمن. وقد تحوّل ذلك المنزل إلى مُتحف الآن. قال لي الرجل: وصلتنا رسالة ذات صباح. قلت: ابي، يا أبي. تبدوا هذه الرسالة لك. قال مَن المرسل؟ قلت: همنغواي. لم يكترث أبي كثيراً غير أنه قال لي، ضعها على تلك الطاولة سأقرأها فيما بعد. كان أبي ساعتها يقرأ جريدة الصباح. قال لي الرجل، لم أدرك حينها مثلما لم يدرك أبي أن المرسل سيكون قامة أدبية يوماً ما. ثم أردف قائلاً: كانت تربط أبي وهمنغواي علاقة صداقة. الرجل الذي قابلته صاحب دار نشر مغمورة في مدينة شيكاغو.
تعليق على تعليق
زكي محمد -شكرا على التعليق المفيد. انا اسكن قرب تلك المنطقة و سوف ازور المكان.