كرسي وفخ لجمال الحلاق

&من يصاحب بائع العطور او يعمل معه لابد ان يناله الكثير من فيض العطور. "كرسي وفخ" عنوان مسرحية جديدة لجمال الحلاق ( كتابة واخراجا) وقد عرضت ليلة امس على قاعة نادي الماونتيز في سدني ضمن امسية نظمها " التيار المدني الديمقراطي" تحت عنوان مناهضة العنف ضد المراة.
بدات الامسية باغان من التراث العراقي للفنان بشار حنا وفرقته ثم تلتها كلمة التيار الديمقراطي القاها علاء مهدي بعد ذلك بدا عرض المسرحية واختتمت الامسية بالشعر فالقى احمد الياسري بعض القصايد ثم قرات انا بعضا من قصائدي.
كان دوري في المسرحية هو التاثيرات الصوتية التي رافقت العرض وقد تضمن تقديم بعض الوصلات الموسيقية على الاورغ وبعضها على الناي.
موضوعة المسرحية ثنائية الرجل والمراة في الارث العربي وانعكاساتها وتجلياتها في حياتنا على المستوى الفردي والاجتماعي والسياسي دون ان تهمل الموروث الديني الذي تنهل منه.
لغة المسرحية باللغة المحكية العراقية وهي موشحة بروح مرحة وشفافية عذبة ممزوجة بسخرية مريرة.
الممثلون وهم ستة، خمسة نساء ورجل واحد كلهم غير محترفين لكن اداءهم كان بارعا الى حد كبير. ربما كان سر براعتهم في العفوية والتلقائية التي اتسم بها اداؤهم وفي حميمية اللغة العراقية.
الذي لفت اهتمامي في المسرحية انها تبدا برقصة وتنتهي برقصة. تبدا برقصة فراشة (سالي فرحان) تخرج من النار ثم تعود اليها وتنتهي برقصة جماعية يقودها عازف ناي. وكآن لسان الحال يقول ان الرقص جوهر الوجود ومنبعه ومنتهاه وما بين المنبع والمنتهى مجرد سرد نثري وغيبوبة عن العقل والحياة والجمال والحب في سجالات مجدبة تمليها السلطات العديدة التي ترسم لنا حياتنا وعلى قمتها السلطة الدينية.
تحية لجمال الحلاق على هذا العمل الجميل ولطاقم المسرحية من الممثلين وللصديق علاء مهدي / التيار المدني الديمقراطي ولكل من تجشم عناء الحضور من الجمهور الكريم.
&