ثقافات

جواد غلوم: روشتا لبريق الشيخوخة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&

"شيء من الوفاء إلى زين العاشقات"
لست يافعا بالقدَر الذي أصول وأجول&في مدن الأنوثة المزدحمة بما هو ممتع ومتعب معا&ولست عجوزا مع إنّ خطواتي تقترب من عتبة السبعين &من قال ان هزيمتي ستكون ماحقة منكرةمع امرأتي الفاتنة ! !لحظة لقيتها تلوّح لي مهللةً لقدوميتقدّم لي مكامن جمالها السالف&على طبق من خزَفٍ امّحتْ صبغـتُهلكننا قادران على إعادة الحياة اليهنصقله ونعيد فخارَهُ&نُلوِّنُ صفحتَهُ بالزهريّ والأخضر اليانعنرسم صورتي روميو وجوليت في حواشيهوفي قعرهِ ملامح لشيرين وفرهاد&نملؤه تفاحة غير آثمة&وبقايا عشبةٍ &فلتتْ من فم أفعى " جلجامش "سنقضمها سويةًثم نعلكها مثل قاتٍ يماني يخدّرنا أمَدا&آنفُ ان نعيش عاما يخنقُ عاما آخرمثل خزَفٍ يكسرُ بعضُهُ بعضاأليست الدنيا لحظات وصْلٍ وليالٍ قصيرة&نهرب بعيدا عن مقصّ العمر الى مخابئ يجهلهاننتشي وحدنا ؛ &نضحك بتوئدةندنو ، نتعانق ، نهزأ من شيخوختنا&نطلي تجاعيد وجهنا بفرشاة ساكتة&لا تُصدر حسيسانوصي أواني البيت الاّ تُحدث جلَبَةً&لئلا يسمع المخبرون صرير سريرنا&غريبٌ أمرُ تلك العيون المتلصصة علينا&لماذا تترقب خطانا وتطاردنا ؟؟تثقب آنية الماء المعدّة لسقاء ميسم زهورناأيَّ حسـدٍ أتنحّى ، أيَّ لسانِ تنينٍ أتّـقـيفأنا المسمّى بِلغةِ شفتيها " زين العاشقين "&لا أتقنُ لغة الشتائم ومناكفات رجال الشوارعألأني أنشر رحيق هرمي في مهجعي &؟؟أهمس بآذان &فتوّتي لتصحو من غفوتها&على فنجان قهوة من يد حبيبتيولقمة سائغة تطعمني إياها&أيَّ غلظة قلبٍ تتبعني لتُطيح بي&أنا الأعزل من السلاحالخارج من معمعان الحروب بأعجوبةطمرتُ شراستي مذ تعلّقتُ بضفائر معشوقتينزعتُ نجاد سيفي من عاتقي وألقمتهُ النار&ان شئتم ان تصوّبوا سهامكم عليّاو رميي في البحر غرقا&سيأكل القرش من حشاشة قلبييتعلم طقوس الحبّ المقدسة&يُسالم الحيوانات الصغيرة ويرعاها&يؤنس أطفال بلادي الغرقى&الهاربين من سَقَـر بني جِلْدتهم&يُطعمهم مما يلقى من أعشاب البحار&حيث لا دمٌ ولا نزفٌ ولا لحمٌ مقدّد&في مسالخ الحروب&في مجازر رعاة الكره &وحائكي عباءات الوقار الزائفهونا ايها الصائدون من طرائد المتعبين &أما شبعتم من قنص غزالات غابات الفيافي الخضر ؟!أنتم لم تفقهوا نصْحَ صانع &" الغورنيكا " :" لم يزل الهوى فتيّاً فينا ونحن نعبر نهراً بقاربِ الستين "مافتئ يزحف كالسلحفاة على اجسادنا&منذ أنْ رسا يخْتُـنا على ضفاف الشيخوخة&&jawadghalom@yahoo.com&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ذئب السبعين
علوان حسين -

قصيدة جميلة تنحو منحى سرديا ً ببوح شجي تتحدث عن مغامرة صغيرة لذئب السبعين مع محبوبته يسرق اللذة من حياة بخيلة بعيدا عن عيون المتلصصين ومازجا صبواته بمعاناة الناس بحميمية آسرة ترسم لنا لوحة للإنسان العراقي في محنته ومكابداته وبلغة شعرية عالية لشاعر متمرس يستحق التقدير , مودتي .