ثقافات

بوتيرو: استحال التغاضي عن جرائم سجن "أبو غريب"

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ترجمة وإعداد/ &سيدني: إفتتح في العاصمة الإسبانية مدريد، يوم الأربعاء الماضي، المعرض الدولي السنوي للفن المعاصر "أركو"، بمشاركة كولومبيا كضيفة شرف على المعرض. ومن أجل التقرّب أكثر إلى روح الفنان الكولومبي الرائع فيرناندو بوتيرو الذي يشارك بأعماله الفنية المتميّزة في المعرض، أجرت صحيفة (آ. ب. ث) الإسبانية ، لقاءاً معه وذلك في مرسمه بمونت كارلو. ننقل هنا أهم ما جاء فيه.
فيرناندو بوتيرو، (ميديلين، كولومبيا، 1932)، رسام عالمي لم تفقد يديه يوماً روح التواصل مع لوحاته المرسومة على القماش أو إستعانته بالفرشاة لتجسيد& منحوتاته المعروفة ببدانتها وأشكالها الكاريكاتيرية. و تتسم أعمال بوتيرو الفنية بالأشكال الضخمة والأحجام البدينة، وهيئة الشخصيات المعبّرة عن جمالية فائقة، والتي تتجسد في صورة لوحاتٍ تشكيلية أو منحوتات فنية.
أن الواقع يتغيّر في مخيّلة بوتيرو،يبدو جميلاً أحياناً، وقاسياً في أحايين أخرى. أن أعمال الفنان النحتية، إلى جانب رسوماته ولوحاته، لها مكانتها الخاصة ضمن نتاجه الفني، والذي يهدف إلى "خلق بذخٍ رسمي". أن هذه الصور الغنية ، سواء كانت على شكل رخام أم برونز، تمّ عرضها في أماكن عديدة من العالم، في "الشانزليزيه" في باريس، وفي "بارك آفنيو" في نيويورك، وفي القنال الكبرى في البندقية، أو في "باسيو ريكوليتوس" في مدريد.
تمثل الطبيعة الميتة ومصارعة الثيران، السيرك والدين وكذلك الإباحية، من أهم الموضوعات المنحدرة من أمريكا اللاتينية، لا سيما من بلده الأصلي، بلمساتٍ في غاية المهارة الفنية من خلال الرسم واللون.
من مرسمه في مونت كارلو، والذي يطلّ على البحر المتوسط، تحاول الصحيفة الإسبانية، عبر هذا اللقاء، التقرّب قليلاً من روح هذا الفنان العظيم.

معرفتك بتأريخ الفن واسعة جداً، وتأثيره على أعمالك لا يرقى إليه الشك. هل تعتقد أن الفنان بإمكانه أن يغدو مكتملاً من دون هذا الثراء المعرفي؟
الفن العظيم ولد من رحم المعرفة العميقة للتقاليد ومن مشاكل الرسم، ومع ذلك، هناك العديد من الأعمال التي تدعو إلى الدهشة لنضارتها ولجرأتها، كما رأينا في الفن الشعبي وفي بعض مظاهر الفن الحديث.

قلت أن "الفن إتهام دائم". هل تعتقد أن توظيف الفن كشهادة وإدانة للظلم الذي إبتلى به العالم، يعد بمثابة إلتزام أخلاقي للفنان؟
&أن الإلتزام الوحيد للفنان هو توفر النوعية في أعماله. لا يوجد إلتزام أخلاقي للإدانة، وأن الفنان، في مواجهته لظلم كبير، يشعر أحياناً بالرغبة لأن يقول شيئاً عن ما يراه، وإدانة حالة ما سيكون إختياره.

&أن تأثير غويا في رسوماتك يبدو جلياً. وسلسلة أعمالك المحفورة والمسماة "كوارث الحرب"، تكشف بصورة دراماتيكية قسوة وبربرية البشرية. وتتناول في أعمالك أيضاً، ومن خلال سلسلة الرسومات، الجرائم التي إرتكبت في سجن "أبو غريب"، إثر الإعتداءات على الولايات المتحدة في 2001. لماذا إخترت، بالتحديد، سلسلة الجرائم هذه؟
أنا لم أختر سلسلة الجرائم هذه، لقد كان من المستحيل التغاضي عنها، ومثلما كان صدام حسين يعذّب السجناء في سجن "أبو غريب"، قام الأمريكان بتعذيب السجناء أيضاً في ذات المكان.

&& شهد غويا بأن البربرية لم تختف مع الرسومات. هل تعتقد أن هناك أمل في هذا الصدد؟
ليس بمقدور الفن أن يضع حلاً لوضعٍ يقوم أساساً على السياسة. أن الفنان يكشف عن وضعٍ يعبّر بشكلٍ دائم عن إدانة مستمرة. لا أحد كان سيتذكر قصف مدينة صغيرة في الباسك إسمها "غيرنيكا"، إذا لم يكن بيكاسو رسمها.

ما هي الأعمال الأدبية التي إستطاعت التأثير على رسوماتك ومن ثمّ إثرائها؟
لا أعتقد أن الفنون الأخرى بمستطاعها التأثير على الرسم، وفي بعض الأحيان قد يكون لحالة عادية أو لوحة للفن الشعبي، التأثير الأكبر على الرسام من عملٍ أدبي عظيم. وبالنسبة لي، كانت لديّ منذ اللحظة الأولى ميول إلى الأجسام الضخمة.

ما مدى أهمية الرسم في لوحاتك؟
&له أهمية جمّة. الرسم هوكلّ شئ تقريباً، ويمثل هوية الرسام، وإسلوبه، ومن ثمّ يأتي اللون الذي هو نوع من الهدايا يضاف إلى الرسم.

&أن التبرع السخي الذي تمثل في إهدائك 200 عملاً فنياً من مجموعة أعمالك الخاصة لمتحف بوتيرو في بوغوتا، ونحو 20 عملاً آخر لمتحف أنتيوكيّا في ميديلين، يعد موقفاً مثالياً. ما هي الدوافع التي جعلت منك لأن تتخذ هكذا موقف؟
أن قرار التبرع لكولومبيا من مجموعة مختارة من أعمالي الفنية، يعتبر أفضل موقف إتّخذته في حياتي. أن رؤية الجمهور متمتعاً بمشاهدة لوحاتي يعدّ خير& مكافأة لي.
&
ما هي أهم اللحظات في حياتك؟
أن أهم اللحظات في حياتي كانت دائماً تلك التي تربطني بعملي. كانت لحظات شعرت خلالها بأنني قد حققت شيئاً لم أكن أتوقعه.

ما الذي تبقّى لك للقيام به؟
أن أتعلّم الرسم.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف