نهيد درجاني: التي لم تقل لها الغابة يوما: أنت شجرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&
&
التي لم تقلْ لها الغابةُ يوماً، أنتِ شجرةٌ، خالتْ نفسها شجرةً ومشتْ،
وكان الغيمُ يتدرَّجُ في سورة جمالها كالإصحاح.
وكان اخضرارها مشوباً باللقاح فسرى نسغُها على ساقها كشهوة عارمة.
ظِلُّكِ لا يُحسنُ الكتابة،
جذعٌ منقوعٌ بحبرِ اللهفة لا يكفي لاتساع الحوضِ
وظلُّكِ لا يُحسنُ القراءة،
فالأوراقُ نملُ القدمين.
مرمياً في دوائرِ السنوات، أحتسبُ لكِ الوقتَ :
في السابعة أُكيلُ لك بُنَّ الغيْبِ، وفي السابعةِ خمرَ الغياب، وثمرُ بطنِك يَقيني صعوبةَ الأحلام.
التي لم تقلْ لها الغابة يوماً أنت شجرة، قالتْ كلمتَها ومشتْ.
فأسي تالفةٌ، لانتقاء الحروف من شبقِ أغصانك، وكمُضربٍ بطواعيةِ العاجزِ عن المطارحةِ، أقبَلُ أفياءَ انتمائك الى مزاجي،
الغابةُ في جسدي لم تُنبتْ شجرة..
٢
التي لم تقل لها الشجرة يوما، أنت ثمرةٌ، خالت نفسها ثمرةً، ونضجَتْ.
وكانت الشمسُ تلفحُ خداً لها، لأن خدَّها الضابطَ الكلِّ كان يغلُّ بي.
وكانت تقطُرُ سكَّرَ الكائنات وِحاماً.
وكنتُ أدركُ أنّ للجنسِ نكهةَ وبراتِ الدُرّاق،
وللحَمْلِ شهوةَ الروح القدُُسِ.
أنا منذورٌ لهذا القِطافِ الموسميّ كطبيعةٍ صامتةٍ في جدارِك،
في جسدِك.
أُطُري مركونةٌ
كفاكهةٍ تساعدُ على هضمِ الغياب،
كتحليةِ الفقراء بامتصاص السبابات،
آه النُّضْجِ لم يُثمرْ في نزقي إمرأة..