قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صدر في يغداد كتاب يحمل عنوان (حياة جميل حافظ..الطبيعة والضوء .. واللون) إعداد وتقديم:علي إبراهـيم الدليمي، وهو فنان تشكيلي وناقد ومدير المتحف الوطني للفن الحديث . يقع الكتاب في 250 صفحة من الحجم المتوسط، طبع في بغداد على نفقة اسرة الفنانة التي ما زالت حية ترزق ،وصمم الغلاف والداخل والاخراج الفني الكاتب ذاته ، وفي الكتاب اهداء (إلى الإنسانة.. أولاً وأخيراً..والفنانة المبدعة.. عاشقة الحياة..حياة جميل حافظ.. مع التقدير.) ، وقد تضمن الكتاب عدة ابواب ،حبث خصص الباب الاول للمقالات المنشورة والباب الثاني (بعض ما قال عنها النقاد والأصدقاء والأهل) بشكل ومضات مع صورها التوثيقية في دائرة الفنون التشكيلية مع أصدقائها ، ومن ثم باب (مقالات ووثائق منشورة) ضم كل ما نشر عنها من مقالات مأخوذة من الصحف مع صور معارضها .. وباب (إنطباعيات حياة جميل حافظ) ضم بعض من لوحاتها .. وباب (زهور حياة.. ) ضم مجموعة من رسوماتها للزهور، فضلا عن ملحق باللغة الانكليزية عن حياة الفنانة وبعض انجازاتها . وقد افتتح الكاتب علي إبراهـيم الدليمي كتابه بمقدمة جاء فيها (إذ يشرفني أن أكتب بعض ما يجول في خاطري.. وذكرياتي، عن مسيرة وتجربة وإبداع.. الأستاذة الرائدة، والإنسانة العطوفة، والصديقة الوفية، والزميلة الصادقة، والأخت العزيزة، حياة جميل حافظ.. لايسعني إلا أن أنحني أمامها وأرفع قبعة الإعجاب.. لجهودها الرائعة التي بذلتها في خدمة الفن التشكيلي العراقي.. على مدى وظيفتها في قسم التوثيق التشكيلي لدائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والاعلام، من خلال، ترجمتها وتوثيقها العشرات من المقالات التشكيلية المتخصصة طوال أكثر من ربع قرن، فضلاُ عن كونها فنانة إنطباعية رائدة معروفة، ولها بصمتها واسلوبها المتميز في إستلهام الطبيعة. وإذ أكتب عنها بشكل واسع وشامل، فاني قد زاملتها منذ بداية العقد الثمانيني وحتى الآن، رغم تقاعدها.. في بداية العقد التسعيني، وسفرها خارج العراق) . واضاف: (حياة جميل.. بدأت ولا زالت فنانة جادة وعاشقة بعمق للإنطباعية، منذ أن جبلت للدنيا، ترسم ماتقع عليه عيناها.. ويشغف إليه قلبها، فهي تريد أن كل ما ترسمه، يكون جزءً متمماً في مسيرتها الإبداعية، وتعتز به أيما الإعتزاز، لان عملها سيكون خالداً لها، بل وتتخلد هي به أيضاً). تضمن الكتاب نبذة مختصرة عن المدرسة الفنية الإنطباعية، جاء فيها (الإنطباعية: طريقة في الرسم، ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر، وأعتمدت الخط غير التقليدي الإكاديمي في ذلك الوقت، فوقفت ضد الرومانسية، وقد حمل لوائها في فرنسا: مانيه ومونيه وبيسارو ورينوار وغيرهم.وكان من مؤسسيها في أنكلترا، سسلي وترنر، والإسم (الإنطباعيون) أطلقه أحد الصحفيين الفرنسيين في نقده لإحدى لوحات مونيه التي دعاها (impressions) إنطباعات، وكان هذا العمل قد عرض في أحد الصالونات سنة 1863، وكان معروفاً بإسم (المرفوضون) مع غيره من الأعمال التي كان المجتمع لا يستسيغها، وكان إفتتاح هذا الصالون بمبادرة من نابليون الثالث) . كما تضمن الكتاب نبذة عن جماعة الإنطباعيين العراقيين جاء فيها )في عام 1953، نجح الفنان الرائد حافظ الدروبي من إستقطاب نخبة رائعة ومتميزة من الفنانين الشباب، الذين يحملون بذرة وموهبة الرسم.. وأغلبهم كان من الطلبة الدارسين في كلية الآداب والعلوم في بغداد، ليعلن من خلالهم تأسيس (جماعة الإنطباعيين)، في مرسم الكلية نفسها، حيث نظمت معرضها الأول، في تلك السنة ، وقد تميز (المعرض/ الجماعة) بالنزعة الإنطباعية في معالجة موضوعات العمل الفني وتقنياته). وتضمن الكتاب العديد من المقالات عن الفنانة التي استطاع مؤلف الكتاب ان يجمعها من بطون الصحف والمجلات لفنانين ونقاد تشكيليين واعلاميين وادباء ، ومنها (السيرة .. والمسيرة للفنانة حياة جميل حافظ) للكاتبة الروائية سافرة جميل حافظ (وأهديتنى لطريق الكتابة وأفهمتنى هذا طريقك، مجتمعك، فأضاءت لي الدرب يا-النتريك- ومن علمك حرفا أطلقك حراً.. فمهما عملت لك لن أوفيك حقك أنت أبداً في قلوبنا، هى لوحة رائعة لفنان رائع, ما أجمل ماكانت الطبيعة تدغدغ جسمها برطوبتها وهى تفتش بين الحشائش عن فراشة مختبئة، أو وردة لتلامس شفتيها الورديتين المليئتين بانفاس الطبيعة الزاهية التي أكسبتها كل ألوانها من صفاء البشرة وتلوين العينين واشقرار الشعر..). ومنها ايضا (الفنانة حياة جميل حافظ .. من دليل معرضها الرابع) لجبرا إبراهيم جبرا (في الفترات التي توالت فيها معارض"جماعة الإنطباعيين" ببغداد، كانت حياة جميل حافظ من أفراد "الجماعة" القلائل الذين حقّ لهم أن يسمّوا أنفسهم بالإنطباعيين، وذلك لما ألزمت نفسها به من اسلوب ورؤية عرف بهما الإنطباعيون، وبمثابرة لم تنقطع. ورغم أنها بدأت هاوية إنجذبت إلى ممارسة الرسم بتلقائية المحب، فقد أكتسبها تعلقها بفنها خبرة جعلتها من تلك الفئة القليلة من فناني العراق الذين حافظوا على ولائهم لتجربتهم مع الطبيعة، وأنصرفت إلى تصوير الحياة من خلال مشاهدها الفنية بالألوان، التي تضع الناظر إليها في خضمّ من الأشجار والأزهار: وهي مشاهد قلما أعطاها الآخرون من الرسامين العراقيين حقّها، مؤثرين في الأغلب مواضيع وأساليب شغلتهم بمؤثراتهم وتعقيداتها الشخوصية عن الطبيعة وظواهراها المجرّدة) وكذلك ( لون المنهج ومنهج اللون) لزهير غانم ( في العراق اجتمع الإنطباعيون في (جماعة) ومن أفرادها "حياة جميل حافظ" التي ارتبطت بتيار الإنطباعية باسلوب ورؤية متطابقة تماماً ولا عجب أن تتمسك بالطبيعة تجربة وممارسة، إضافة إلى ولوجها شبكة الازهار والأشجار بحميمية مطلقة والتصاق مدهش وعميق. في معرضها (الشخصي السادس) تقدم لنا تجربتان متلاحقتان ومتنافرتان في نفس الوقت: تجربة الطبيعة التي رسمتها بالزيت، وتجربة الأزهار التي صورتها بالألوان المائية.) وكذلك ما قاله عنها شاكر حسن آل سعيد (منذ منتصف الخمسينات، كانت مساهمة حياة جميل حافظ في العمل الفني التشكيلي، مساهمة جادة تقتضي تسجيل الكائن البشري لعالمه بالصيغة الواقعية، وباسلوب هو أقرب إلى الحياة منه إلى الطبيعة اليباب، وإلى التغلغل في صميم النفس البشرية منه إلى الوقوف عند أعتابها.يخيل إلي أن الطبيعة، ذلك الكنز الذي وضعت الفنانة حياة جميل حافظ يدها عليه، صارت سفراً تقلب الفنانة صفحة من صفحاته في كل معرض وهي تكشف لنا عن وجه من أوجه الطبيعة المتبدلة حسب المواسم والفصول). وما قاله عنها نوري الراوي (قد تستقيظ الطبيعة يوماً ما فتجد أنها أصبحت تاريخاً في ذاكرة الفن العراقي.ولكن النبض الحي لذلك التاريخ، ما زال يؤشر علامات الحياة في جسد تحول إلى "مدينة". وما قاله عنها محمد الجزائري (خارج خيالات اللحظة، بل في صلب تجلياتها، تلتقط حياة جميل حافظ أناقة المشهد، نخيلاً أو زهوراً، طبيعة حياة، وبيئة أليفة..،إنها لا تمتهن قابليات المقلة على المتعة، بل تحقق هذا التزاوج بين متعة النظر، ورفاه المشهد الطبيعي، ألوانها (المائية والزيتية) هي أليف حالة اللوحة، وليست خارج سياقاتها...) الكتاب يعد الاول الذي يوثق حياة هذه الفنانة وانجازاتها في الفن التشكيلي العراقي وهو جهد يحسب للفنان الدليمي الذي يسعى الى توثيق السيرة الذاتية الابداعية للفنانين التشكيليين العراقيين .