قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&صدرت للروائي العراقي نزار عبد الستار روايته الجديدة التي تحمل عنوان "يوليانا" ، عن "دار نوفل" / "هاشيت أنطوان" حبث تتخذ من واقع المسيحيين في العراق موضوعاً لها، إذ تدور أحداثها في أحد أديرة بلدة "كرمليس" المسيحية في السهل الشرقي للموصل ، وتشرح التغييرات التي طرأت على هذه البلدة واحوال الناس فيها .& & &تقع الرواية في 252 صفحة من الحجم المتوسط ، وتحتوي على 20 فصلا حملت عناوين دالة ، وفي الرواية اهداء من المؤلف الى (الذين حملوا الصليب &وخرِجوا من الموصل في 19 تموز عام 2014) على الرغم من اعتراف المؤلف (ان "رواية "يوليانا" كتبت على فترات متباعدة بما مجموعه 17 سنة وان تغييرات عدة حدثت على الفكرة الأولى لها إلى أن خرجت بصيغتها النهائية بعد كتابة نهائية استغرقت سنتين).& حمل الغلاف الاخير للكتاب نبذة عن الرواية جاء فيها (يوليانا ليست امرأة تماماً، وليست قدّيسة فقط. هي مدينة. هي ضمير. هي القوة الصامتة تنطق حين يجب أن تفعل وتختار بعناية من تخاطبهم. يكفي أن تلامس قبرها، وأن تداعب طيفها، يكفي أن تكون مجنوناً قليلاً، مستبعداً كثيراً وفق نواميس البشر الضيّقة، يكفي أن تكون قلباً أبيض، حتى تأتيك.ناحية الموصل، في دير صغيرٍ متواضع في قرية كرمليس، ترفرف روح يوليانا على المدينة. هناك، تتواصل مع مريديها، تشهد على التغيّرات التي تطرأ على البلدة البعيدة المنعزلة وهي تفتح أبوابها لرياح التحديث. يوليانا لا تحارب بسيف الدين كما يفعل الدخلاء الجدد، لا تدين التحوّلات التي جرفت أبناء البلدة نحو الملذات ورياح الحداثة. هي الشاهدة، هي الحاضرة الغائبة، هي تلك الكتلة المشعّة التي لا تظهر كثيراً، ولكنّها، إن ظهرت، تشعل الدنيا نوراً.&"يوليانا&" تحاكي أسلوب الواقعيّة السحريّة من خلال قصّة مدينة صغيرة منسيّة وجيلين من الأبناء. بين الملحمي والديني والدنيوي، يعالج الكاتب بعين ثاقبة وقلم لمّاح ساخر مجبول بالتاريخ والأسطورة، عراق البارحة واليوم، وتحديداً المجتمع المسيحي فيه).فيما رسخ بعد هذا التوضيح ما يشبه الحكمة (لا قيمة لحياة ممكن نسيانها. لا قيمة للطعام، والملابس، والمال. إثم الإنسان يقع مع الأشياء التي بلا قيمة، لهذا لا إثم في الحب أيَّتُها العاشقة) .& تدور احداث الرواية بين العامين 1929 و1987، بين كرمليس والموصل، لكنه يفتتحه بملاحظة هي (يفشل ججو في الهجرة الى اميركا ولكنه ينجب حنا ووارينا ويرى يوليانا مجددا في الموصل) ، وججو هذا هو مدار الحدث حيث يقتفي المؤلف اثار حياته وحياة ابنه حنا اللذين يحافظان بنهجهما المتدين على سلوك ملتزم في درب الإيمان حين تظهر لهما القديسة يوليانا وترشدهما إلى طاقة الحب في أنفسهما، وفي الحقيقة ان الرواية تتناول هموم هذه العائلة التي توارثت العوق البدني فتكون لها كرامات مع القديسة يوليانا رفيقة القديسة بربارة، والأخيرة هي من الرموز الدينية الكبيرة في بلدة كرمليس ولها كنيسة باسمها هناك .&بيد ان المؤلف يستفز القاريء منذ الصفحة الاولى التي فيها يشير فيها الى عام 1925 وينقل كلمات عن لسان رئيس وزراء المجر السابق الكونت بول تلكي الذي اوفدته عصبة الامم المتحدة لتقرير مصير الموصل وهو يكتب في دفتر ملاحظاته (ان عائدية الموصل والبلدات التابعة لها الى تركيا لا العراق)،هذا وحده يدفع القاريء الى ان يواصل القراءة كأنه يبحث في وثائق تاريخية خاصة ان الرواية تزخر بالكثير من التواريخ التي تمنح الرواية قدرة على رسم الحقائق التي يحاول القاريء التمسك بها كدليل وعي لمتابعة السرد ، لكن الحقيقة هي ان الروائي استطاع ان يلعب باسلوب السهل الممتنع،فعلى الرغم من ان اللغة التي يستخدمها ،يشعر القاريء، ان فيها مفردات لم يألفها ، لكن الامتاع هو رأسمال الرواية التي تتفتح صفحاتها بانجذاب اليها والتواصل معها بتأمل للاحداث والكلمات والاسماء والحوارات والامكنة والوجوه التي تتراءى واضحة على صفحات الكتاب مما يشد الى خوض غمار الرواية برغبة وادراك لكل ما تذهب به الاحداث من صور ملونة لتلك الحكايات التي تمثل غاية في السحر وهي تستند الى مخيلة معطاءة تبذل جهدا في نسج الدهشة على مساحات الرواية التي تنتهي نهاية معبرة وهي (رسالة حنا الى شعب كرمليس) التي هي ليست رسالة عادية يلخص فيها العديد من التفاصيل التي تناولتها الرواية في متنها .& &نزار عبد الستار .. قاص وروائي عراقي ولد ببغداد عام 1967. نالت روايته الأولى "ليلة الملاك" اهتماما واسعا لمغايرتها اللافتة ومنحت جائزة أفضل رواية عراقية عن اتحاد أدباء العراق عام 1999 وجائزة الإبداع في العام نفسه وهي أرفع جائزة عراقية، كما حققت مجموعته القصصية "رائحة السينما" التي صدرت عام 2002 رواجا كبيرا وعدها النقاد واحدة من أفضل وأهم المجاميع القصصية العراقية، وأعيد طبعها أكثر من مرة. عمل بعد العام 2003 في الصحافة وتحديدا في مؤسسة المدى للثقافة والفنون حيث أدار تحرير جريدة المدى وأسس جريدة "تاتو" الثقافية.