ثقافات

حامد بن عقيل: وُجوهٌ عاهرة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&


أجلسُ وحيداًلستُ ممن يتحدثون عن الهويةبعتُ حماري قبل تسعمائة سنةوبعتُ عتاداً لا يخصنيمتخففاً من مزالقِ الكلامِ عبرتُ قروناًومتشبثاً بضوءٍ ما، وهو غالباً ينبعُ من داخلي، جئتُ إلى مكةلكن الطريق من مكة إلى الحرية طويلةٌوخزها شبابيكوصليلها أيائل حكمةٍ بدائية.الْيَوْمَ يومُ يأتمرُ فيه الضالون ليرسموا لنا غباءً نستحلبه لعهودٍ قادمة،وغداًهو الباب الذي رسمه نذيرٌ لا نريد سماعه؛كان يقول: إن الشعراء لعنةإن الصدقَ خطيئة الطيبينوإن عصفورا صريعاً يقفُ على مفترق الروح؛يبدو ككلمةٍ مهجورةكظلٍ مجنون لشاعرٍ يعوي.لا بدَّ من عبورِ كل هذه المزابلالقفرُ ليس يدي وحدهاولا حتى بقيةُ جسدي الذي أنكره.رعاةٌ لا أحبهم يتلون "شعراً وطنياً فاقعاً"،يطبعون قبلاتٍ حارّة على قطع الهواءِ المتجمدة في مواعيد شريرة،غزاةٌ يخطئون طريقهميضنون بالحكمةِ على المارّةويسألون عن الخلاص.طريقٌ طويلةٌ تُسلكُ بلا قدمينودائماً ما يشعرُ المرتزقةُ أنهم أحفاد الحقيقةِ.من منهم كان يسألني يوم ولادتي:"من أفنى هَذِهِ المدن؟،من أباد هؤلاء الصبية؟".إنها دهشتي الأولىتلك التي تتوالد في خطاباتٍ يدبجها منافقون لا يملونينصبون المشنقة تلو المشنقة للجَمالكُـتّابُ التعازيأقلامُ بلا لونومهرجون لا يعرفون الحياء على حافّة العرش؛أهم وحدهم من يريد طمسَ الخارطة بحوافر الأمنيات؟.اليوم لا بد من بدء جديد،نحو الحرية أفتشُ عن قبائلَ كانت هناعن ضحكاتٍ غاب أصحابهاعن لقطاء طيبين لا ذنب لهم وسط كل هذه الشهوات.بداية تشبه أنكاثاً يصعب إعادتها إلى هيئتها الأولىقبل الشعروحتى قبل أن يتعثرَ وطني في جثث بلهاء.اليوم ليس هو الحقيقةلأن في الغد من يتلو على "جيران العالم" قصائد ريتسوس الخضراء جداتلك التي تشبه الملائكةتشبه حُداءً كنتُ أعرفه قُبيل موتي؛لكنني الآن لستُ أكثر من وخزبريءٌ من كل هذا الركامومن كل هَذِهِ الوجوه العاهرة.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف