اقتحام سجن "نكرة السلمان" من قبل عناصر ميليشيا الثقافة
أحمد ضياء
-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام إضغط هنا للإشتراك
الطيش الكبير الذي تأخذه الحكومات على عاتقها أوصلنا إلى هذا الحد، إذ أن (نقرة السلمان) تعد معلماً تاريخياً أخذ حيازته ومكانته هذه لكثرة الالاف من الناس الذين لقوا حدفهم في هذا المكب الكبير. ليس سجناً فقط بل هو ذاكرة كل فرد عراقي فما إن تسمع سابقاً شخصاً ما دخل في هذا المكان حتى تدخل اليك اليأس من أوسع أبوابه.&لو تصفحنا في ذاكرة هذا المكان لوجدنا أنه تم تشيده في عام (1927) على يد القوات الانكليزية في الصحراء، الحدود القريبة من السعودية وهذا المعلم التاريخي يقع في منخفض كبير لذا جاءت تسمية نقرة من هذا المنخفض المائي إذ أنه يقع 20م تحت سطح الماء. هو ذاكرة العراق التي لا تضمحل والمعطوبة دوماً بالحزن والدم وغير المعلن عنها ضمن مسارات التكوين النقدي، نعم أنها ميكانزمات أثثت لفقرات وطقوس أنسانوية أكثر منها مرجعيات أيدولوجية تحتوي في طياتها على العديد من الادراج والخزانات غير أنها لم تسلط عليها الاضواء. وتناغم ميليشيا الثقافة أتى عبر مسيرة مشاريعية تعمل عليها منذُ مطلع عام 2015، والقارئ الحصيف لنا يعلم جيداً عائدات الأمر.&لا تمثل (السلمان) استفهاماً لنا بقدر ما تشكل رحلة أستكشافية استطلاعية شعرية الغرض منها اختراق خلجات المكان وتعبث بحاجياته التاريخية، وهنا نجدُ أن أعضاء ميليشيا الثقافة حال وصولهم للمكان المعلن عنه سالفاً بدأ كل فرد يبحث عن أثار معينة يحسها ويتحسسها ويتفاعل معها حسب الموقف المتخيل الذي صنعه كل شاعر لنفسه، كما أن الكتابات المهمشة غير المعلنة (الكرافيتا) كانت لها وقع كبير ومتواجدة بين مكان وآخر كما أن فعل الزمن مارس هو الثاني دوره الكبير على تلك الكتابات، لذا فقد قرر كل من الشعراء القراءة حسب أماكن تواجد وتعذيب واستجواب وجمع المساجين وحتى في مطابخهم وتنورهم حسب الاثر الواضح المعالم، لا وأيضاً في حماماتهم المهدمة. مارست السرقة فعلها الاساس على السجن فلم تكن هناك بوابة للدخول لانها سرقت ولا قضبان معينة.وهنا أشرعنا في قراءة ذاكرة المكان، إذ تحسسنا خطوات السجين وشعور السجّان &بل أنها تشكل حداً فاصلاً يضم بين طياته الغلاف المفاهيمي لكل وقع لم تعد هذه البقعة لنشاط أو فئة معينة بل أنها ظلت وستظل تمثل الذاكرة الجمعاء لدى كبار السن، فأن أختيار هذا المكان البعيد كان ذو دلالة واضحة حتى لن يعود منه احد على قيد الابوة، في ارجاء المكان ظلت انفاس المذبين تحوم على راسي إذ لم انفك ولو للحظة عن الشعور بهم ومجالستهم والتأكد من سلامة سياط التعذيب على ابدانهم.&هل الهواء جاف إلى هذا الحد؟ ربّما هو الأرق بدأ يحتسي اناشيد المنبوذين والمتهمين في ارجاء المعمورة، المتحاين والشامل في الأمر أن تلك البقعة كانت تحتوي مكانين في ذاكرة الفرد العراقي بشكل عام فكما قدمنا مشروعنا في السلمان ذهبنا إلى القلعة حيث سجن (الانفال) هذا المكان الذي ظل محبوس فيه الالاف من الاكراد في ذاكرة قريبة وظلت صولات الجرافات تعم اماكن شتى مع مخالب الايادي وهي تُخنق بالتراب، لم تعد المسألة ضمن إطار أو برج ما بل أنها ظلت تأسس بيانات عديدة من أجل ايضاح نسق الموت الذي نحن بصدد اشهاره.&شارك في فعل ميليشيا الثقافة كل من الشعراء ادناه:عواد ناصر ، لندن&عبد الحسين الحيدريأحمد ضياء&علي تاج الدين&وسام علي&أحمد جبور.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم نمضي الى مانريد
جبار ياسين -
لا وطن حر ولاشعب سعيد . يا اخوتنا في الكلمة لا بأ س فيما تفعلوه . مادام العراق لم يتقدم فلا بأس من ترميم الماضي على الأقل تبقى المعالم ذكرى للأجيال القادمة ليعرفوا ان السلمان كان مدرسة بل جامعة تفوقت على كل جامعات العراق اليوم .قرأنا في المدرسة الابتدائية عمار بن ياسر وعلى إيقاع يد معلمنا عبد الحسين قصيدة عن نقرة السلمان مازلت أتذكر مطلعها : نقرة السلمان هذه شاهدت عمي عصام . من هو الذي كتبها ؟ بعد 50 عاما منذ صبيحة ذلك اليوم البعيد ولم اجد اسم الشاعر .