وعيٌ على ذكرياتي (الكتاب الثاني): رشيد ياسين (2)
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يا موطني النائي الحبيبْيا ارض اجدادي التياُقصيتُ عنها كالغريب
قلبي يمزقه الحنينْالى ثراكِ المستباحْكالطير أقصتهُ الرياحْورمتهُ مقصوصَ الجناحْ
بغدادْ&هل يُـرضى لمثتلـكِان تكونْأَمَــةً تُـضامُ&وتستغلُكما يشاءُ الغاصبونْ:أَمَـة لتجار الرقيقْ
أهوى شبابـكِخلف قضبانِ السجـونْأهوى عيونهمُ المضيئـةُوهي تبسـِمُ للصعـابْوترى شعاعَ الفجرِمن خَـلـلِ البنـادقِ والحرابْ
اني لأسمعهمْ أزائـيَينشدونْ" السجـنُ ليس لمثلنانحـنُ اُلأبـاةْهو للاذلاءِ الطغـاةْ "
أهوى الجماهيرَ الغفيرةَوهي تقتـحـمُ الحصونْكالسيـلِ هـادرةًوتجارُ الخيانةِ يرجفونْفَـزعاً منَ الحـقـدِ الكبيرْكعناكـبٍ غمـرَ الـلهـيـبْ&خـيوطَ مسكنها الحقيرْكان اللهيب يتصاعد من تقاطيع وجهه ومن اطراف اصابعه تهرب العناكب... حل صمت وانقطعت اصوات ضجيج المقهى واصداء معرض دمشق عن آذان الجالسين، واطرق فاتح لفترة غير قصيرة&أنقطعتُ لفترات عن لقاءات المقهى، فقد شح الوقت وأنا أتدبر أمر مصاريفي الجامعية من عمل اقوم به بين ساعات المحاضرات... اُعيد المظروف الدوري الذي يضعه الجواهري فوق طاولة غرفتي الصغيرة تغطيةً لمصاريفي الجامعية شاكرا.. أقبل يده وخده... بابتسامة اخبره بان لي وظيفة محترمة: مدرس محاضر لطالبات (مدرسة&النجاح الاهلية للمرحلة المتوسطة )- والجامعة.. والطب والمحاضرات؟ يتساءل الجواهري- لقد رتّـبتْ ادارة المدرسة جدولا للصف يتوافق والساعات الحرة بين المحاضراتالجامعية... اربعة ساعات للرياضيات في الاسبوع ومثلها للفيزياء.- أنت وعشرين صبية سورية جميلة في الصف.. كيف تدبر أمرك.. عشرين صبية يا ملعون.. عشرين غادة حسناء سورية.. سورية يافعة ! يلعن دينك !!!.. ألم يحاولوا ايقاعك في شباكهم؟- الحق في اليومين الاولين نعم، بل لقد ضيقوا علي الحناق في الفرصة بين حصتين في الزاوية المحصورة بين باب الصف والسلم.... "أستاذ سؤال !!.. استاذ سؤال !!.. تقبرني أستاذ سؤال !!&..لم ينقذني من هذا الحصار إلا رؤية حشد الصبايا المحاصرين لي لاستاذ الجغرافيا المتجهم وهو يرتقي السلم لحصته المقررة.- بالله عليك ألستم بحاجة الى استاذ للعربية.. او حتى مساعد له.. قالها الجواهريوابتسامة عريضة تسبح على وجهه وهو يهز براسه وتلتمع عيناه بجذل ساخر..&&.. استدار وهو يدندن ويهز يده متوجهاً الى صالة الاستقبال حيث ركنه الذي لا يتبدل في زاويتها... يبدو ان استمرار مرحه هذا في تلك الامسية وروح الانطلاقة الساخر، كادت تودي الى كارثة..&&.. اسمع صرخة رعب واستغاثة في المساء..&-" يا يمه !.. يا يمه! ".. " النار..النار.. النار طفيها ".. "شده تسوي يا رجال " صوت أم نجاح يعلو بلوعة واستنجاد وغضب... شده تسوي؟.. لعبة هي؟!.. النار لعبة؟!.. ماراح تبطل من سوالفك !.. مو كبرِتْ يارجّال.. ده تصغرْ لو دتكبرْ؟!، شوفْ شوفْ بالمرايةْ، شوفْ شيباتكْ اللي احترقن.... إهدهْ يا رجّال.. اُكعدْ ! لا تتحرك ْ ! خلييني أمسحْ لكْ وجهك من السخام وأنظف شعرك المعطّبْ..اُكعد !!&أنا ونجاح والصغيرتان ظلال وخيال نقف عند عتبة باب غرفة النوم المليئة بالدخان.... الجواهري يجلس على المقعد، جلسة تلميذ مشاكس مجبر على الطاعة لحين... تعلو وجهه المبقع بالسخام ابتسامة مشاكسة..أم نجاح تمسح الوجه المعفر بقطعة مبلولة.. تبدء بعدها بقص بقايا الشعر المعطّب وما حواليه..- موْ كافي يارجّـال، كل يوم وعندكْ سالفةْ.. كل يومْ وموكّع كَلوبنـا.. همْ هذه لعبْ سياسةْ؟!.. هم هذه شِعر تلعب بيه بالكلماتْ وتسفّـطْ بيهنْ على مزاجكْ؟!.. بعدْ كافي لعبْ !!.. يجلس التلميذ المشاكس وعيناه تدوران هنا وهناك بعبث.... " هوووه ".."هوووه" صرخ فجأة مُفزعا أم نجاح بمرح&..يمد يده فجأة ممسكاً بخصرها مدغدغا..&ضحكت أم نجاح، مبتعدة عنه وضحكنا.... بعدها باقل من نصف ساعة،كانت جلستنا العائلية المرحة حول منقلة الشاي،ولفات الخبز وكباب العروق بايدينا، واستمرت جلستنا حتى نهض الجواهري واخذ يذرع الغرفة من حولنا، وبسهوم والابتسامة لا تغيب عن محياه، بدأ يدندن.... فتح باب غرفة النوم التي كنا فيها، واغلقها من بعده.... بدأت الدندنة تتحول الى همهمة.... تاتي الكلمات المتقطعة من صالة الضيوف....تتوضح شيئا فشيئا&" إنَّ عُـرسي وهي جامحةُ.. فَـجّـةٌ..".. إنَّ عُـرسي وهي جامحـةٌ فجـةٌ.."&..بدأ الحدو والترنم المتناوب يتناسق&.. الصوت اصبح عميقا دافئا عذباً.. اُدخلْ نجاح والطفلتين ظلال وخيال الى غرفة نومهم&..أضع سبابتي على فمي مبتسماً- هسسْ!.. ناموا.. بلا صوتْ.. صارْ؟؟يدخلون تحت اغطيتهم مبتسمين.. ينظر احدهم الى الآخر ويهمسون بمرح لبعضهم وسباباتهم على شفاهم المنفرجة:&- هسس!.. أغلق عليهم الباب بعد اطفاء الضوء... ابدأ بالخطو الدائري في باحة البيت الصغيرة، متوقفا لبرهات، تتزايد الى دقائق.. اتنصت من خلف باب الصالة للحدو البدوي المنغم&إن عُـرسي وهي جامحةٌ&فجّــةٌ.. لونٌ من الادبِ
جاءتْ الكانونَ توقدهُوبه جَـزلٌ من الخشبِ
فوق بعضٍ بعضُها، طبقاًلائذاتٍ صُنـعَ مُـرتعـبِ
خفـنَ فاستسلمـنَ عن فزعٍٍللمنايا.. شّـرُ مُرتَـقـبِ
ومشى بردُ الرمـادِ بهاكتمشي الموتِ في الـرُّكـبِ
خِـلـتُها والعـودُ يلمِـسُهـاتُـثـقِـلُ " الكبريتَ" بالعتـبِ
فتأبـّت، ثمّـةَ أرتعـدتْثم أقـعـتْ، ثم لم تثـِبِ
قلـتُ أذكي &-ويكِ- جَـذوتَهاواريحيـها من التعـبِ
أطعـميهـا الزيـتَ يمش ِ بهامِـشيـةَ الكُـفرانِ في السّـغَــب
فاستعتاذتْ وهي قائلة ٌ:ليس هذا " الجّـدُ " من لعبي&
قلتُ هاتـيـهِ.. وثـارَ لهاضَـرمّ كالبـرقِ في السحبِ
شـبّ في مبيّـضِ سالفتي&فكأنـي بـعـدُ لمْ أشِــبِ
فأتى وجـهـي فلطّـخـهُكخـليـطِ الـبُسـرِ والرُّطــبِ
ومشـتْ عُرسي لتسعفنيوكمـا تَـهوى لتشمَـتَ بي
هتفـت: بئسـتْ مغامرةٌيا أبـنَ خمسينٍ.. أأنـتَ صبي
اوما تنـفـكُّ محتضـناًلعبـةً.. من هذه اللعـبِ
راحَ في حـرفٍ يـزخّـرِفـهُوهو عن شـيءٍ سـواه غبي
قلـتُ يا هـذي لـو إختـرمتْمَفـرقي شقيـن لم أتُــبِ
أنا ذا من اربعيـنٍ خَـلـتْاُطـعِـمُ النيـرانَ باللـهـبِ
فاذا خَـفـّـتْ وضعتُ لهاخَيـرَ لحمـي موضعَ الحطبِ
اُشعـلُ النيرانَ لا رغـباًواصـالـيها بلا رهــبِ
غيـرَ عـلمـي انها سـبـبٌلحياةٍ.. أيمــا سبــبِ&&&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف