أنفال عبدالباسط الكندري: من أي باب خرجت؟
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هدوء مخيف و وحشة سكنت وسط المكان .. &الأشجار المعدودة في حداد دائم ، أوراقها صفراء كأنها لم تعرف طعم الزاد منذ زمن ، العصافير التي بنت اعشاشها على تلك الأغصان الميتة في نوم طويل ، فلا تغريد هنا وكل ما حولي يبكي ، دخلت أجر خلفي الحزن والدمع بعيني يجر الدمع والرهبة تثقلني ، أحيي أهل القبور .. و أسألهم &عن حال قلبي الذي بات الليالي بينهم وأكمل العام ، هل سمعوا صوت أنينه &؟ فقد تركت هنا ولدي .. بعد أن أقسم لي بأن لا أذرف الدمع ولا يبكي قلبي لألمه .. وقفت على قبره و تحت أقدامي جمر ، و فوقي سماء تفتح صدرها لرجائي برحمته .. والدمعة التي احبسها في طرف عيني تحدثه :&
&" كنت أظن و أنا أسير بين هذه القبور بأنني سوف أسبقك إلى النوم تحت ترابها ، كما كنت أظن بأن الذي خرج من رحمي لن يخرج من قلبي أبداً ، عندما فتحت عينيك على الدنيا أشرقت الشمس وسكنت أيامي لتملأها دفاً لم أكن لأعرفه لولاك ، لذا كنت أقبل في كل صباح تلك العين التي أرى من خلالها وجه السلام للحياة التي تنبض بقلبك.&
كبرت على كفي وفي قلبي الذي أمتلئ بك وفاض ، أصبحت تدخل مع كل نور و مع كل صوت يذكر الخير ، تقبل كفي وأنت تجلس في حجري و تعدني كل يوم بأمل جديد يليق بعمرك .. و بشبابك الذي تستعجله لتحتضن مستقبلك الذي لم تفرح به ، كنت تحدثني كل مساء عن أحلامك حتى تنام على أمل ، و تصحو مع الفجر لتخلق فرصتك وتكتب &بجانب هدفك فعلتها ثم تأتي فرحاً لتبشرني بانتصارك على خوفك و بمحاولتك رغم اليأس الذي كان يراودك أحياناً بعد السقوط &، السقوط .. ذلك الذي تركتني به &ورحلت إلى آخرتك حيث الأرواح تلتقي بالسماء ، و أنا بين أهل الأرض &انتظرك كالضيف تمر بأحلامي العطشى لرؤياك تطمئنني بأنها ليست رحلة غربة ولا وحشة إنما وجدت بها راحة لقلبك وبدنك " .
فأسقطني الواقع بضربة موجعه فوق قبره لأبكيه , فالأموات لا تصل أصواتهم إلى اسماعنا فكيف أسمعه ؟ ، أخذت أشم تراب قبره ابحث في حباته عن &رائحة المسك التي كانت تفوح من جسده ، لكن حبات الرمل فقدت عطره , أخذت أبحث عمن يحمل اجابه تمسح على قلبي فرأيت رجل كبير في السن كان ينتظر يومه بينهم &مع مصحف صغير يلازم قلبه , فسألته إن كان يسمع صوت من قبره ينادي علي أو يسأل عني لكنه لم يجبني لأنه لم يسمعني فجوارحه معلقه بالسماء , وبقيت مع حسرتني بين نواح من فارقوا أحبابهم , عدت إلى ولدي فوضعت رأسي فوق قبره لأسأله من أي باب خرج كي ألحق به , فقد كنت أستقبل يومي به وأودعه وهو يغمض عينيه على صدري , والآن من يملئ القلب حباً ويمسك بيدي لأسير في هذه الحياة وقد فقدت نفسي ؟!&
&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف