أعمالها عملاقة ولا تحسب على اي حركة فنية
لويز بورجوا في معرض مهم في غونغهايم بلباو
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&يكرس متحف غونغهايم بلباو معرضا مهما للفنانة الفرنسية الاميركية لويز بورجوا (1911-2010) التي تميزت باعمالها النحتية رغم انها مارست اشكال فن اخرى خلال حياتها الطويلة التي امضتها بين فرنسا والولايات المتحدة.&
توفيت لويز في الثامنة والتسعين من العمر وكانت دائما تقول إن "عملها يعكس شخصيتها اكثر مما يعكسه شكلها الخارجي" كما كانت تعتبر ان اي شئ يمكن ان يتحول الى كلمات يمكن ايضا ان يتحول الى شكل مصنوع .. وهو ما يدعى بفن النحت.&افضل من يعرف بورجوا هو جيري غوروفوي، صديقها ومساعدها على مدى الاعوام الثلاثين الاخيرة من حياتها وحتى وفاتها في عام 2010 وهو يستخدم صيغة الماضي والحاضر في حديثه عنها خلال تجواله بين اعمالها التي تفرض حضورها بشكل واضح وملموس عبر اشكال تعكس بدورها قصصا حياتية مرت بها وتبدو وكأنها خرجت من دفتر يومياتها منذ ان كانت طفلة.&من اهم منحوتات لويز سلسلة تحمل اسم العنكبوت وماما وزنزانة ويمكن رؤية العنكبوت أمام مبنى المتحف وكأنه يدعو الزائرين الى الداخل. وفي الداخل نشاهد سلسلة زنزانة التي انتجتها على مدى عقدين عندما كانت في عمر الثمانينات ويرى نقاد فن ان هذه الزنزانات هي افضل ما يشرح مفهوم لويز بورجوا عن الحياة. يقدم المعرض 28 عملا للفنانة علما ان هذه الاعمال تتميز بالضخامة وتحتاج الى مكان عرض واسع وهو ما منع المنظمين من جمع مجمل اعمالها ودفعهم الى الاكتفاء بهذا العدد فقط.&ويقول جيري " لا اعتقد ان الناس تعرف سلسلة منحوتاتها التي تحمل اسم الزنزانة مثل بقية اعمالها وعندما يشاهدها المرء مجتمعة في مكان واحد يمكن ملاحظة طريقة تطور هذا العمل على مدى السنين".&بدأت بورجوا العمل على سلسلة زنزانة باستخدام ابواب خشبية كي تبقي المشاهد خارج المكان ثم بدأت تدخل الى المكان من خلال ادوات بسيطة ومرايا لتنتهي باقفاص من اسلاك. ويرى مراقبون ان هذه المنحوتات تعكس ذكريات قديمة وقلقا وألما وخوفا من تخلي الآخرين.&ينظم المعرض جوليان لوز وبيترا يوس مع تعاون بين متحف غونغهايم بلباو ودار الفن في المانيا حيث اقيم المعرض في البداية. ومن المواصفات المهمة في هذا المعرض هو انه يقام داخل مبنى فرانك غيهري الواسع والشاسع وهو ما منح أعمالها مساحة كافية حيث تم تخصيص قاعة واحدة لكل واحد من اعمالها وتم توزيعها ونقلها بحضور مساعدها جيري الذي يقول إنه كان مساعدا لها اي نعم، ولكنه لم يكن يتدخل في انتاجها على الاطلاق، ويشرح بالقول "كانت لويز تحب العمل منفردة ولكنني كنت اراقبها وهي تعمل احيانا. كنت ابقى داخل الورشة وعندما كانت تحتاج الى مساعدة كانت تستدعيني فقط. اما بالنسبة للقرارات الجمالية فكانت تتخذها لوحدها بشكل كامل".&التقى لويز وجيري في عام 1980 وكان الاخير يعلق عملا لها في غاليري سوهو عندما مرت بالصدفة امام النافذة وشاهدت ما كان يفعل ففتحت باب الغاليري وتوجهت اليه وبدأت تعنفه لانه كان ينصب المنحوتة بطريقة خاطئة. ويقول جيري "لم اكن اعرف العمل جيدا ولا مجمل اعمالها بشكل كامل" وكان حينها في الخامسة والعشرين وهي في السبعين. كان ذلك اول حوار بينهما حيث بدت هائجة وغاضبة تماما ثم ما لبثت ان هدأت بعد حين مع احتساء قدح شاي دافئ. ويضيف جيري "بعد ذلك دعتني الى ورشتها كي اطلع على اعمالها الاخرى".&في البداية كان يعمل معها لعدة ساعات في الاسبوع ثم ما لبث ان تحول الى مساعد ومدير اعمال وصديق وبفضل ذلك توسعت شهرتها. ويقول جيري "كان انتاج المنحوتة بالنسبة لها اهم من الشهرة التي يحققها ولم تكن تحضر افتتاح معارضها دائما" كما لم تكن تحب ان يشار اليها على انها امرأة فنانة لان افكارها عالمية في رأيها ولا علاقة له بالجندر. وعرفت لويز ايضا بأن فنها لم يحسب على اي حركة فنية او فلسفة معينة بل هي اعمال تقف وحدها في عالم موحش ومرعب ومخيف ورثته منذ طفولتها.ويعتقد مراقبون ونقاد فن ان حياة بورجوا وعلاقتها المشدودة والسيئة بوالدها منذ سنوات طفولتها المبكرة كانت وراء احساسها الدائم بانعدام الامان وبالخوف وهو ما انعكس واضحا في مجمل اعمالها ابتداءا بسلسلة العنكبوت وانتهاءا بسلسلة الزنزانة.&ولدت لويز في عام 1911 في اسرة تعمل في مجال صيانة السجاد القديم واصلاحه وكان والدها يهوى المنحوتات التي كان يقتني عددا منها في بيته وهو ما اثر فيها بشكل كبير على الصعيد الفني. اما سبب سوء العلاقة مع والدها فهو انه كان من اصحاب النزوات والعلاقات المتعددة مع نساء اخريات بما في ذلك مدرسة اللغة الانكليزية التي كانت تعلم لويز في المنزل، فيما كانت والدتها تغض الطرف عن كل شئ للحفاظ على اسرتها. كرهت لويز ذلك في والدها وظلت طوال حياتها تخاف من خيانات الاخرين وتميل الى العزلة والابتعاد عن الناس والمجتمع. لكن لويز تزوجت بمؤرخ فن اميركي هو روبرت غولدووتر في عام 1938 وانتقلت معه للعيش في نيويورك ثم ما لبث الاثنان ان عادا الى فرنسا. &&يحمل المعرض عنوان: لويز بورجوا، هياكل وجود - الزنزانة ويستمر حتى الرابع من ايلول (سبتمبر) 2016.&التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف