أنفال عبد الباسط الكندري: كان هذا القلب لها
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&
فتحت كفه و كتبت عليه "عندما اكتب اسمك على وجه البحر ، بظنك .. أنت ماذا تعني إلي؟ " .فنظر إلى تلك الكلمات التي كتبتها بخط جميل وهي تدس السم فيها متعجباً أهكذا يجازى المحب ؟! ، أغمض عينيه علها تفهم و تمسح فوق ذلك الجرح الذي تسببت بنقشه على كفه التي كان يزرع بها الورود حتى تتعطر بها لكنها لم تفعل ، فسقط الأمل تحت قدميه يتوسل له بأن يتركها و شأنها فقد مل انتظار أن تكون معه بكامل قلبها ، فسألها عن آخر ما ترغب به ، فأجابته بأن يمضي بيده على ورقة العفو و يطلق بذلك سراحها لتنعم بالحياة بعيداً عن ذلك الحب الذي تختنق به ، لم يستطع في حينها إلا أن يبكي متسائلاً كيف تمكن من انتظارها سبع سنوات على أمل أن يستيقظ ذات صباح و يجد ابتسامتها تنير حجرته و قلبه ، كيف كان يرى بها الوجه الجميل من الحياة و كيف توجها كالأميرة على عرش أحلامه ، لكنها لم تتردد في نطق طلبها بالانفصال ، ووجدها قادرة على ان تمحيه من صفحة حياتها رغم تضحياته لها ، فأراد حقه في معرفة السبب ، ضحكت فتكسرت على صوت ضحكتها تلك الصور التي ضمت ملامحها البريئة بذاكرته ثم همست بإذنه قائلة وهي تضع اصبعها الطويل على مكانها في صدره &: " أنا هنا أبحث عن خزينة من المال بشكل رجل ، ولست قادرة على الاكتفاء بهذا القلب و تلك الكلمات التي تسمعني إياها " .
لم يكن قادراً على استيعاب تلك النيران الجائعة التي بدأت تلتهم أحلامه و تخفي خلف لونها و قوتها ملامح تلك المشاعر التي حملها لسنوات بكل أمانه ، ثم اعادت صفعه بكلماتها : " ألم تسأل لماذا لم تكن الرجل الأول و أنا أعلم بمدى حبك لي منذ البداية ؟ و لماذا عندما تحررت و استعدت وحدتي لم أبحث عنك ؟ ، فلم تكن الرجل الثاني أيضاً ولتعلم بأنك لن تكون الأخير أيضاً ، فقلبي يحب أن يجدد نغمة نبضاته ".و مع تلك الكلمات التي كانت تغرس كالسكين في قلبه .. دخلت وحيدته على أطرافها الصغيرة الناعمة , وهي تسير بفستانها الأبيض المورد القصير , ولون الشمس يتوسد خصلات شعرها القصير , ببراءة ملائكية مدت يدها إلى والدها كي يحملها , فأخذها إلى صدره سائلاً والدتها عن حال تلك الطفلة ماذا سيكون بعد قرارها ؟ , فابتسمت وهي تحاول أن تشعره بكرمها الحاتمي : " سوف أتركها لك , حتى تجدد مشاعرك وتشعر أنني وهبتك أجمل شيء يمكن أن يهديك إياه قدرك , وأيضاً &حتى تتذكر قبل أن تفتح هذا الباب لأخرى بأن المرء لا يجب أن يلدغ من الجحر مرتين , ما رأيك ؟ " .بعد أن انطفأت نيرانه ودفن ذكرياته بجانب احلامه التي خبآها ليحققها معها , أختار العيش في مدينة بعيدة , ونزل في مسكن &لا يشبه ذلك الذي سكنه معها وقام بأقفال بابه جيداً , حتى لا يخرج أمله بعيداً عن هذا العالم الجديد الذي خلقه لنفسه و طفلته , &مكتفياً بوحدته وصمته وبالحب الذي تستحقه منه طفلته .&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف