ثقافات

بوشعيب كادر: الفرشاة والقماش

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إلي الزميلين مايكل وستيف&تسري في الأنامل ارتجافة اللحظة & & & & &&يستمع إلى إيقاع الجازفيرعشهتأخذه العين إلى دهشة المكان الأولإلى حانة شجر السروالألوان فاقعة أمام عينهالفرشاة والقماش جاهزانتتجه اليد صوب الفرشاةتتحرك أنامله وتقبض عليهايسرع حتى لا ينفلت سحر اللحظة منه&لا يرسمإنه يعبث بالمشهديلعب بهيغمس الفرشاة في الصباغةيجفف شعيراتها &قليلا &قبل أن يضرم النار في المكانلاوقت للإنتظار&تخلط الفرشاة الألوانوالوجوه والأجسادتغمس فرقة ربورت براس باند *في القماشتُفرغ البلوز والجازوالناس في االكانيفاستتداخل الألوانتعانق بعضها بعضاتغادر صفاءهاتمتص الفرشاة الأضواءالخافتة في الباروتعتصر ما تبقى منعيدان قصب السكروتقطره في القماشتشق القطرات الظلمةوتستريح حامية &فوقه&تتحرك أنامله بعصبيةيضغط على الفرشاةليتبث نوطة أعجبتهوأمام حيرة العينيبتعد قليلا&كأنه يتخفىيرى وهج الألوانيرى الضوء المنعكس فيهايرش الصباغة على المشهدلعله يحترقلعل شعلة رماد تنبعث منهلعله يسمع أصواتا قادمةمن قرى بعيدةيسافر بالمشهد بعيدايخطفهمن لحظتهيأخذه إلى تاريخه الأسودإلى أصفادهإلى قيوده الأولىإلى سكونه وموتهقبل أن يستفيق في القماش كالمذعوريأسره للحظاتقبل أن يفك أغلالهيغمسهفي طلاء الصباغةيرميه في القماشحتى يستفيق من غفوتهلعله يسمع صدى البواخرالآتية من بعيدوهي تضرب الموجقبل أن تلقي بأجساد متعبةفي مزارع ومستنقعات لويزيانا ومسيسبي&&تشققت الأيادي&جففتها الحرارة والبرودةمن زرع براعم قصب السكرتموت&لتصعد عيدان قصب السكرعاليا في سماء اللهيحرقون الأرض في موسم الحصاد&كما تحترق انفسهمتُخرج الفرشاة &الجرح من العتمةتُبَلِّلُه &بالصباغةوبضربة فرشاة واحدةتُبرأ جرحهتستله من موتهمن أرضه المحروقةومن ثنايا نسيانه&تحمل الفرشاة المَشهَد&عاليا فوق رؤوس الراقصينوتلقي بها برفق على القماشيحبس أنفاسه للحظاتقبل أن يوقع لوحته " فرانشي"**"&* راندي ليو فرانشي أحد أعرق الفنانين التشكليين في مدينة نيوأرلينز** ربورت براس باند فرقة جاز مشهورة في مدينة نيوأرلينز

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف