ما زالت فيه رائحة (النخلة والجيران)
بيت غائب طعمة فرمان.. خربة مهملة منسية!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مواطن بغدادي استثنائي&يقول الناقد العراقي علي حسن الفواز : لا &أعرف لماذا اتذكر غائب طعمة فرمان كلما جرى الحديث عن بغداد ، المدينة &الموغلة في حميميتها ،المدينة الحزينة وبغداد الذكريات وبغداد الشاطىء &والليالي الملاح ،اذ تبدو هذه المدينة وكأنها اصبحت جزءا من تاريخ حكواتي حافل بالاسرار .&&واضاف: غائب طعمة فرمان مواطن بغداد الاستثنائي ،تسكنه بالوجع والتذكر ، و رغم انه غادرها مبكرا لكنها ظلت عالقة به مثل رقية يحملها انّى استجار بالامكنة او هبط اليها مثل مسافر زاده القلق والحنين والتذكر ،،مدوّن سري وعميق ليومياتها المدثرة &بالسحر ابدا ، حيث الامكنة المباحة والمغلولة ،وحيث حيوات الناس الذين انخرطوا &في تشكيل نسيج اجتماعي /شعبي يختزن مرارات الامكنة ذاتها &وذاكرتها المرة &واسرارها الغافية تحت جلده وبلاطاتها في آن معا ،لكنه ايضا يحمل لها مذاقات وتوهجات ولذات هاربة & توحي &اليه &بنوع من الانشداد الى &هوس الروح الصاخبة بالحياة والاحلام!!!وتابع : لقد اطلق غائب طعمة فرمان روحه لتكون نثارا في اثير هذه المدينة الطاعنة فيه ، لا يمكن ان تتلمس رعشات جلدها الطيني &الاّ من خلال الكشف والغوص في ازقتها المتلاصقة بحميمية وكأنها تمنح شبابيكها وشناشيلها المتقابلة احساسا ايروسيا غامضا عبر تبادل النظرات المختلسة او المناديل البيض او القبلات العجولة &!! او ربما تتكشف عبر حواريها او حاناتها ومقاهيها عن ظلال عالقة مثل ايقونات (الادعية )، تحاول ان تمسك الزمن وتعلقه على تخوتها او مزاغلها النابضة بنداء الارواح الحية &واعترافات العشاق القلقة واللجوجة &عند زوايا العتمة المكسورة لحظة هروب اضواء الشبابيك .
مؤلفاته وترجماته&ولد في محلة المربعة ببغداد عام 1927 وأنهى دراسته الابتدائية والثانوية فيها&* أصيب بالتدرن في وقت مبكر .&* سافر إلى مصر للعلاج ليكمل دراسته في كلية الآداب .&* أتاح له وجوده في مصر الاحتكاك المباشر في الواقع الثقافي القاهري فكان يحضر مجالس أشهر الأدباء المصريين ، مجلس الزيات ومجلس سلامة موسى ومجلس نجيب محفوظ ظهيرة كل جمعة في مقهى الأوبرا.&* مارس كتابة الشعر أولا ...لكنه أخفق فيه .&* عمل منذ منتصف خمسينيات القرن العشرين في الصحافة الأدبية .&يلخص غائب طعمة فرمان مراحل حياته الأدبية كالأتي :&1 &- مرحلة التراث العربي : الشعر، النثر، الكتب والدواوين الأربعة التي كان ابن خلدون يعدها أصولا وما سواها توابع وفروع&: أدب الكاتب ، الكامل ، البيان والتبيين ، وكتاب النوادر .&2 &- حركة الترجمة التي بدأت أثناء الحرب العالمية الثانية الوافدة من مصر أو سوريا تعزف على نغمات من الأدب الفرنسي والإنكليزي والروسي .&3 &- ذهابي إلى مصر في فترة أعدها من أنشط ألازمان للحركة الأدبية في هذا البلد الشقيق .&* منذ منتصف الخمسينيات تغرب غائب طعمة فرمان عن وطنه ، لكن ( غائب ) لم يكن غائبا عن وطنه من خلال حضوره في عطائه الروائي الثر ... كما لم يغب الوطن عن غائب طعمة فرمان وهو في غربته التي يقول عنها ( الغربة بالنسبة لي كانت حبا وشوقا إلى وطني ، وكانت امتحانا قاسيا للوطنية عندي ) .* توفي في موسكو في العام 1990& الأعمال الروائية والقصصية &- حصاد الرحى ( مجموعة قصص ) 1954- مولود آخر ( مجموعة قصص ) 1959- النخلة والجيران (رواية) 1966- خمسة أصوات ( رواية ) 1967- المخاض ( رواية ) 1973- القربان ( رواية ) 1975- ظلال على النافذة ( رواية ) 1979- آلام السيد معروف ( رواية ) 1980- المرتجى والمؤجل ( رواية ) 1986- المركب ( رواية ) 1989ترجماته&ترجم نحو ثلاثين كتابا ونال جائزة رفيعة على جهده في هذا الجانب ومن ترجماتهأعمال تورجنيف في خمسة مجلداتالقوزاق لتوليستويمجموعة قصص لدستويفسكيمجموعة قصص لغوركيالمعلم الأول لايتماتوفمجموعة أعمال بوشكينلاشين عملاق الثقافة الصينية&&&
التعليقات
انتقام
مغترب -العراق كله جعلوه خرابة....
لامبالاة وخراب
محمد توفيق -السيد العتابي متابع جيد ومواضيعه جادة وآنية لكن عيبه الوحيد هو تفاؤله بعودة الدولة العراقية الى ايلاء الادب والادباء الأهمية التي يستحقونها. انا متأكد أن كثير من القراء العراقيين الذين طالعوا هذا المقال الجيد يوصلون الى قناعة أن العتابي رجل يحلم كثيراً .. فالدولة ومسؤولوها وموظفوها يعيشون احلام الثراء والمال والايفادات وسيارات الدفع الرباعي ولا هم لهم بالثقافة وبالرموز الثقافية التي فنت أعمارها بهذه البيوت الخربة . في روسيا مثلاً ، ولو ان لامقارنة بين العراق وروسيا باي شكل ، تحولت الشقة في مدينة سانت بطرسبورغ التي تحدث عنها الروائي العظيم دوستويفسكي في روايته الخالدة " الجريمة والعقاب" التي جرت فيها حادثة قتل المرابية واختها على يد الطالب الفاشل راسكولنيكوف الى محج تؤمه يومياً الالاف المؤلفة من الروس والسياح من جميع انحاء العالم ، وماعلى المرء إلا أن يخلع حذائه وينتعل حذاءً آخر من القطن ليدخل الى الغرف الموحشة التي ابقيت على حالها وقت الجريمة ... إن الفرق بيننا وبين الروس يكمن أن شعبهم العادي وموظفي قطاع الثقافة يتقاسمون نفس الدرجة من الحب والولاء والمعرفة المعمقة بادبهم وشخصياته ..لكن هو غائب طعمة فرمان والجواهري وخليل شوقي لموظفي وزارة الثقافة والاعلام ، وهل قرأ أحد من موظفي أمانة بغداد رواية الخرابة له؟ لا أحد يعرفهم لأنهم ينتمون الى ماض منس ٍ . انها محنة ونحن نرى باعيننا جيلاً جديداً لاهم له بالثقافة وبعيد عن افكار التمرد الثقافي والسياسي التي نحملها عندما كنا في اعمارهم بالنسبة للاجيال العراقية الحالية التي لاتعني لها الثقافة ومفرداتها شيئاً . نحن نعيش في زمن الخراب الثقافي الكامل حين تتبع الجماهير العراقية الجاهلة بشكل أعمى قائداً يسوقها كالقطعان الى المجهول ، لاتهتم بشئ إسمه الثقافة ، صحيح ان شارع المتنبي بالنسبة لنا يمثل القناة الوحيدة او المتنفس النادرلشئ من اوكسجين الثقافة لكنها سرعان ما تختفي عندما ندخل شارع الرشيد ونضيع وسط عربات النقل ولسيارات والستوتات وشتائم سواقها البذيئة فتذهب نكهة زيارة المتنبي الى مصيرها المحتوم ..
آخ جم آخ!
بسبوسة -يقول محمد عبد الوهاب في أُغنيته الشهيرة: أنا راح شبابي هدر ولا كنش عندك خبر. يمعوّد هي بقت على بيت فرمان. لك حتى فئران المختبرات تعيش حياةً أفضل من حياة العراقيين.
شعوب الأطلال
جبار ياسين -هو إبراهيم صار إبراهيم خرابة وهو حي فكيف بغائب طول حياته لايصير بيته خرابة بعد موته ؟
سلم قلمك
صحفي في المنفى -يا أخ عبد الجبار .. كم هو جميل أن يكتب المرء عن مبدعي بلده ويستذكر قاماتهم الشامخة التي سنبقى نتفيأ بضلالها ، وكم هو محزن عندما نرى ونتحسس العتمة التي ألبسوها العراق هؤلاء الجهلة المتخلفون . دمت بصحة وعافية ، ودام قلمك المبدع يرسم النور ليضيئ الطرقات.