ثقافات

نشأت المندوي: رسالة عيد الى... امي

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&

&الحزن الابيض كالعطر الناعم لاتدركة العين لكنه يرمدها والحسرة حين يسكنها الوجع تصبح دمعة &منسية.احدا منكم يشتري ثرثرتي فقد اضعت صناعة المراثي && قلت لصحفية لبنانية تعزيني ان الام حينما تغادرنا ينخرنا الصمت فنتحول لمنفى&قالت اكيد فهي الحضن اجبتها لابل هي الوطن&&همست في اذني مسرعة.. (يبقى الرجل طفلا حتى تموت امه بعدها يشيخ)رددت في نفسي : البهجة العقيمة لاتلد فرحا ولاتمسح محنة وان قصائدنا تحتاج لحزن مكثف برتبة فاجعة لتصل السماء&وان الشجن حين يلامس الروح يصبح مرثيةيعجبني (طالب القرة غولي) بمدونتة حين يصرخ &(ياليل صدك ما اطخ لك راس واشكي لك حزن)&احباب وجعي..... سلاما، و الله وبمحض الصدفة اكتشفت ان اسم امي(صبهن )وانها نصف صباح وكل ال(هن) ولكم ان تتخيلوا ان امراء بحجم القمح هي (كل) النساءالهيقلت للشمس ذات غروبثمة دمعة تستاذن صاحبها هذه خجولةواخرى تربك الشيبات فهي وقحةوثالثة تتبختر فوق الوجع بعناد تلك دمعتي&&والدتي العزيزةاتذكرين ونحن صغارا كنت تحملين قدر العجين قبيل الظهر &وتصعدين به السطح حيث الغرفة المظلمة الا من فتحات بوسع محبتك، بخشب اخضر ونفط اسود تسجرين تنوراحمر. لحضتها تغضب منك الالهه وتغار لانك تشاكسين بهاء الشمس بوهج وجهك الدائري فتلصقين العجينة بعد ان تمطيها في جوف التنور بحنية&كان الدخان يسرق من عينينك زرقتها ويمنحك عرقا رماديا &لكنه يبقى البؤبؤ فقط تستعين به لاانتشال الخبز فيتكوم على طبق من خوص يحتل كتف التنور الطيني، تحت الدرج في صالة بائسة كنا نترقب نزولك &والمدرسة ستدق اجراسها بعد ساعة فيما الجوع يغزو امعاءنا &&على كتفك طبق وبثوب مهلهل تنزلين الدرج الاسمنتي. تطرحينة ارضا، كل وجع الدنيا يغزو جسدك الان، نهملك ونلتم حوله ثم نلتهم اقراص االخبز كالجراد الاصفر وننساك، نقتطعه جياعا وعيوننا صوب الساعة&تتأمليننا. ترسمين على براءتنا ضوء وبصعوبة تبتسمين، نتجاهلك فالجوع ابو الكفار & تطلبين جرعة ماء تتمنينه بارد فنأتيك من الصنبور حارا كحزيران تغرغرين به شفتيك المتكهربتين، فينزاح الصيف قليلا لكنه يترك قطرات عرق صلفة فتصعد الروح قمتها لتبدأ امومتك بالعطاء&الله ما ااشقى جوفك يا اميالله ما اوسع ضحكة تشقيها وسط بطون فارغة الا من الحبيا جسد يغلي في قلب بارد يحدة شمالا أيتام وتعب يومي و جنوبا ماء كجمرة روحي&نتأبط كسرة الخبز و حفنة الكتب عجالا وننطلق بلا استئذان فتودعنا شيباتك بالغناء ان نعود سالمين وكان الله كافرا مشغولا عنا &و تعرفين ان المستقبل خلف براءتنا غافيكم كانت حياتك البائسة ملعب لطفولتنا المجنونة وكان زنبيل الخضار المحمول على رأسك هو ضيفنا الذي نستقبلة كل غروب بمثابة عربون حنان تحشين به امعاءنا الخاويةكنا متمردين تحت خيمتك &واشقياء في منطقة المرح&جاء اليتم مبكرا لدارنا &فاثث في احلامنا الطرية غصة وخوف وعتمة،لم يطرق بابنا يوما &عم او خال او خالة او جد اوجدهكانت ( بابا ) كلمة استثنائية لانتراشقها الا على صورة لشبح بعقال تتوسط صالتنا اليتيمة ايضاوكان سقف الدار المرهون للدولة هو واحتنا المستقيمة في دنيا كل قوانينها مقوسةأتذكرين أخر صورة وكنت تتوسطينا كسيدة من فضة قلت لك هل اقلقك شملنا صمتي لحظة كأنك لم تتحملي جرعة الفرح فغادرتيلك الحب ان بياضك كالجمار طهر احزاننا التي لم ترخص ولكن يا لغباء الدنيا&&تقبلي مني برقية برائحة الهيل لظفيرتك المحناة بالقرنفل فقد تعلمت الدندنة &وصرت تأتين كلما غنيت و بصوت عال :&(تلولحي بطرف الكصيبة اتلولحياتمرجحي بروحي قصيده اتمرجحي)نامي يا عمري الباقي و اصبع يضحكفامام رحيلك يصغر الكون وتصيرين وحدك معبدي،،،،ديترويت&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف